ويكي_مصدر
arwikisource
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9
MediaWiki 1.39.0-wmf.25
first-letter
ميديا
خاص
نقاش
مستخدم
نقاش المستخدم
ويكي مصدر
نقاش ويكي مصدر
ملف
نقاش الملف
ميدياويكي
نقاش ميدياويكي
قالب
نقاش القالب
مساعدة
نقاش المساعدة
تصنيف
نقاش التصنيف
بوابة
نقاش البوابة
مؤلف
نقاش المؤلف
صفحة
نقاش الصفحة
فهرس
نقاش الفهرس
TimedText
TimedText talk
وحدة
نقاش الوحدة
إضافة
نقاش الإضافة
تعريف الإضافة
نقاش تعريف الإضافة
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/96
104
224464
405202
2022-08-18T20:33:06Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٩٠|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>الآستانة ووصوله إلى مصر حتى كتب إلى والده يوجب المطالبة بالاستقلال التام وبضم بر الشام وأدنة وقبرص والعراق إلى مصر مؤكداً له بإمكانه أن يملي هذه المطالب إملاء وأن يجابه الدول بالأمر الواقع قبل أن يتسنى لها التدخل الفعلي. ورأى أيضاً أن المصلحة تقضي بخلع السلطان وبإجلاس ولي العهد مكانه صوناً للحقوق المكتسبة<ref>راجع كتابنا أسباب الحملة المصرية ص ٥٣-٦٣</ref>.
'''٢ - التدخل الروسي:''' وكان القيصر الروسي [[W:ar:نيكولاي الأول|نيقولاوس الأول]] (۱۸۲٥-۱۸٥٥) منذ نهاية [[W:ar:الحرب الروسية التركية (1828-1829)|الحرب الروسية التركية]] وتوقيع [[W:ar:معاهدة أدرنة (1829)|معاهدة أدرنة]] قد طلب إلى سبعة من أكبر أخصائه أن يدرسوا القضية التركية مجدداً ويتقدموا باقتراحات تنير سبيله وتمكنه من اتخاذ خطة رشيدة في معالجة هذه القضية. فرأى داشكوف أحد كبار هؤلاء أن طرد الأتراك من أوروبة قد يؤدي إلى إنفصال كبير في نفوسهم فيزيدهم نشاطاً وقوة ويزدادون إزعاجاً في منطقة [[W:ar:القوقاز|القوقاس]]. ثم أضاف أن اقتسام الأراضي التركية في أوروبة يجر النفوذ النمساوي إلى [[W:ar:إيالة البوسنة|البوسنة]] والجبل الأسود وألبانية ويجذب البريطانيين إلى جزر إيجة والفرنساويين إلى مصر فيستبدل جاراً ضعيفاً بجيران أقوياء. وقال زميله نسلرود أيهما أنفع لنا زوال الحكومة العثمانية أم بقاؤها؟ لا مراء في أن إعادة العبادة الأرثوذكسية الحسنة إلى الكنائس التي أصبحت جوامع في الآستانة تزيد في شرفنا وتخلد ذكرنا في التاريخ ولكنها تؤدي في الوقت نفسه إلى عراك مع دول أوروبة العظمى. فقر قرار اللجنة على استبقاء الدولة العثمانية والمحافظة عليها حرة طلقة خالية من أي نفوذ أجنبي<ref>بريطانية والقرم للدكتور مارولد تمبرلي ص ٥۷ و٦۹</ref>.
وهكذا فإننا نرى القيصر في السنة ١٨٣٢ يهتم اهتماماً فائقاً لنداء الحكومة العثمانية ورجائها بأن تحافظ الدول على الحياد في حربها مع والي مصر وأن تمتنع عن إرسال المؤن والعتاد له نقول نرى القيصر يهتم لهذا النداء فيأمر بالعمل بموجبه ثم يقفل قنصليته بالإسكندرية ويحيل أعمالها إلى قنصل توسكانة<ref>بونانيف إلى لافيزون ٣٠ تموز سنة ١٨٣٢: المحفوظات الروسية في مصر لرينه قطاوي بك ج ۱ ص ٥۲٥</ref> ويوفد بعد انهزام الجيش الثاني في حمص وبيلان مندوباً خاصاً إلى الآستانة الجنرال مورافيف ليعرض على الباب العالي معونة فعلية توقف إبراهيم باشا وتفرض على العزيز طاعة سيده فرضاً.
وصل الجنرال مورافيف إلى الآستانة في الثاني والعشرين من كانون الأول. وفي الثالث<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
9gvtthmw53396sqqrij4tqvu57jvwps
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/97
104
224465
405203
2022-08-18T21:03:09Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الخامس: كوتاهية وهنكار إسكلەسى|٩١}}{{سطر}}</noinclude>والعشرين منه قابل وزير الخارجية (ريس أفندي) وعرض باسم القيصر معونة برية وبحرية. ثم أعلمه أنه في طريقه إلى الإسكندرية ينقل إلى واليها رغبة سيده في وقف القتال. وبعد أن أوفد الكولونيل دي هامل إلى إبراهيم باشا لإعلامه بذلك قام هو إلى الإسكندرية في الرابع كانون الثاني سنة ١٨٣٣ فوصلها في العشرين منه وقابل العزيز في اليوم التالي فأبلغه أمنية القيصر ورغبته في الوصول إلى سلم أكيد وقال إن جلالته يعتمد في ذلك على نبل العزيز وأنه يأمل أن يعمل العزيز ما في وسعه للوصول إلى هذه الغاية. وكان العزيز قد توقع بناء على معلومات سابقة لهجةً عسكريةً قوية فتأثر من لطف الجنرال الروسي وتأدبه وقبل طلب القيصر وأمر بالكتابة إلى ابنه فوراً بحضور المندوب نفسه بأن يقف عند قونية<ref>ميمو إلى وزير الخارجية ٢٦ كانون الثاني ١٨٣٣: الحرب الشامية الأولى لجورج دوان ج ۲ ص ۳۷ اطلب كذلك المحفوظات الملكية المصرية ج ۲ ص ۲۳۱</ref>.
وكان العزيز يخشى نفوذ الدول ويتهيب تدخلها فتابع اتصالاته بالوفد التركي وأفهم خليل رفعت باشا بأنه لن يرضى بإيالة صيدا وحدهـا وطلب إلحاق إیالات بر الشام جميعها بحكمه ومعها «محصلية» أدنة لوفرة أخشابها وشدة احتياجه لهذه الأخشاب. وقام مصطفى رشيد بك إلى الآستانة يسعى لهذه الغاية<ref>ميمو إلى وزير الخارجية، شباط ۱۸۳۳: المؤلف نفسه ج ۲ ص ۷۰ راجع أيضاً بلاغ سامي بك إلى الديوان الخديوي: تقويم النيل لأمين سامي باشا ج ۲ ص ٤١١</ref>. وسرت إشاعة في الدوائر المقربة أن خليل رفعت باشا نجح في تقريب وجهتي النظر وفي إنشاء تفاهم شخصي بين العزيز وبين خصمه محمد خسرو باشا في أن يقتسما النفوذ في الدولة كل في منطقته فيسعيان معاً لسعادة الكل<ref>رسالة ميمو نفسها المشار اليها آنفاً.</ref>. ورأى العزيز ألا يطيعه ابنه في التوقف عن الزحف إلى أن ينال ما طلب<ref>محمد علي باشا إلى ابراهيم باشا ٩ رمضان ١٢٤٨: المحفوظات المصرية ج ٢ ص ٢٤٥</ref>. فتقدم إبراهيم بجيشه إلى كوتاهية وهدد بالزحف على بروسة مما اضطر أحمد فوزي باشا مشير الخاصة أن يكتب إليه بأن يمتنع عن الزحف على بروسة وألا يقترب من الآستانة حقناً لدماء المسلمين<ref>۱۳ رمضان ۱۲٤۸ (۹ شباط ۱۸۳٣): المحفوظات المصرية ج ٢ ص ٢٤٥</ref>. وطفح الكأس ورجحت كفة الموالين لروسية بين رجال البطانة وطلب السلطان المعونة المعروضة فرست في العشرين من شهر شباط السنة نفسها أمام ثرابية حيث دار السفارة البريطانية قوة بحرية روسية صغيرة ونزل إلى البر الآسيوي المقابل خمسة عشر ألف جندي روسي<ref>روسان إلى وزير الخارجية ٢٦ شباط ۱۸۳۳: دوان المؤلف نفسه ج ۲ ص ۹۹-۱۰۰</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
svk3x9m1t6dqbkq2e95izz9ifdqyl59
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/98
104
224466
405204
2022-08-18T21:11:16Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٩٢|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>'''۳ - موقف الدول:''' وكانت الدول لا تزال ترقب الأحوال عن بعد. ولكن لما كسب العزيز الواقعة واشتد هرع السلطان بدأت هذه الدول تتسلل حتى إذا ما ظهرت روسية في الميدان بمفردهـا أوجست الدول خيفة وبدأ ساستها يتكلمون. ووافق ظهور الأسطول الروسي في مياه البوسفور وصول سفير فرنسا الجديد الأميرال روسان. وكان هذا مستقل الرأي صريحاً معجباً بنفسه قليل الخبرة في السياسة. فثار ثائره لظهور هذا الأسطول وتسرع في عمله فبدأ بإن تعهد لدى الحكومة العثمانية بأن يقبل محمد علي شروط الصلح التي نقلها إليه خليل رفعت باشا وفي مقابل هذا يتعهد الباب العالي برفض المساعدات الأجنبية<ref>تاريخ مصر السياسي لمحمد رفعت بك ص ۱۹۲</ref>. واتبع هذا بشرع آخر ذلك أنه كتب إلى العزيز كتاباً جافاً قال فيه: «إن إصرارك وادعاءاتك ستجر على رأسك عواقب وخيمة أرجو أن يردعك الخوف عنها. وإن فرنسة ستتمسك بالتعهدات التي أبرمتها وإن لها القوة وأنا ضمين صدق أرادتها. وإني أرجو ألا تضطرنا لاستعمال القوة ضد مملكة نحن من مشيديها. فقام قنصل فرنسة في الإسكندرية المسير ميمو والبارون ده بو الكونت يخففان من وطأة هذا ثم كتب العزيز يرفض رفضاً جميلاً: «اسمح لي يا سيدي أن اسألك بأي حق تطلب مني تضحية نفسي. إن الشعب معي. وما علي إلا أن أرفع إصبعي فأثير الثورات في الرومللي والأناضول. وما دام الشعب معي ففي مقدوري أن أعمل كل شيء. وإن دعوتك لي بأن اتخلى عن الأقاليم التي أحتلها هي بمثابة حكم بالإعدام غير إني واثق أن فرنسة وإنكلترة لا تبخلان بالإنصاف»<ref>المرجع نفسه ص ۱۹۲-١٩٤</ref>. فعاد الأميرال إلى رشده بطلب المستطاع الذي يمكن تحقيقه فبدأ ينصح إلى الباب العالي بإجابة طلب العزيز.
وكان الكونت بالمرستون كما أشرنا سابقاً قد تردد في أعماق نفسه فيما إذا كان قيام دولة فتية في مصر والشام أقرب لمصالح بريطانية من الاستبقاء على الدولة العثمانية بكاملها أم لا فالتزم حياداً كان أقرب لمصالح العزيز منه لمصلحة السلطان، ولكن انهيار الدفاع العثماني وتقدم العزيز إلى كوتاهية وتدخل روسية ذاك التدخل الفعلي نزع عن قضية العزيز صبغتها المحلية وجعل منها قضية دولية لا بد من معالجتها كي لا يتفاقم شرهـا. وهكذا فإننا نرى الوزير البريطاني يعين في كانون الثاني من السنة ١٨٣٣ الكولونيل كامبل قنصلاً عاماً ومعتمداً سياسياً لدى حكومة العزيز ويطلب إليه أن يؤكد للعزيز أن حكومة جلالته<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
msyern5k4n3tmpujkp3xkc9hix9gzx2
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/99
104
224467
405205
2022-08-18T21:39:36Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الخامس: كوتاهية وهنكار إسكلەسى|٩٣}}{{سطر}}</noinclude>البريطانية لا ترضى من تجزئة الدولة العثمانية. ولكن المستر كامبل لم يصل إلى مصر قبل السادس والعشرين من آذار<ref>عن المحفوظات البريطانية - وزارة الخارجية – ۷۸ سجل ٢٢٦ نقلاً عن الإمبراطورية المصرية للدكتور محمد صبري ص ۲۲۹</ref>. وفي السابع من آذار كتب الوزير البريطاني يعتذر عن تقديم المعونة لحكومة الآستانة ولكنه وعد بالإسعاف السياسي فتعاون مع الحكومة الفرنسية تعاوناً جدياً وأرسل في نيسان ينذر العزيز بحصار بحري. ثم رأى أن الضرورة تقضي باللجوء إلى القوة فأمر السر تشارلس هوثام أن يقوم بوحدات بحرية إلى الدردنيل ففعل في شهر أيار فجاء عمله متأخراً<ref>اطلب كتاب الدكتور هارولد تمبرلي المشار إليه آنفاً من ٦٣-٦٦</ref>.
ولم يكن للبرنس مترنيخ سوى سياسة واحدة في الشرق وفي الغرب معاً وهي سياسة المحافظة على التقاليد الموروثة وإخماد الحركات القومية واحترام الحقوق الشرعية. ولذا فأننا نراه ينتدب الكولونيل بروکش فون أوستن لتمثيل حكومته في مصر. وكان هذا قد جاب مصر طولاً وعرضاً في السنة ١٨٢٦ فأعجب بعقلية العزيز وتفوقه على أقرانه. ونشر مذكرات من وادي النيل في مجلدات ثلاثة. ووصل مصر في أوائل نيسان ونقل إلى سيدها موقف حكومته من المشكلة القائمة بين السلطان وبين العزيز فبين للعزيز حراجة الموقف الدولي ورجاه أن ينهي المشكلة في أقرب وقت ممكن<ref>ميمو إلى وزير الخارجية ٦ نيسان سنة ١٨٣٣: الحرب الشامية الأولى لجورج دوان ج ١ ص ۲۲۹-۳۳۳</ref>.
'''٤ - اتفاق كوتاهية:''' وأدى التهديد بالزحف على الآستانة وخطر نشوب ثورة في الأناضول وانقطاع قسم وافر من القوت عن الآستانة من جراء وقوع الأناضول في يد العزيز وامتعاض الرأي العام الإسلامي من التعاون مع روسية عدوة الدولة القديمة وضغط الدول الغربية على كل من السلطان والعزيز نقول أدى هذا كله إلى قيام مصطفى رشيد بك آمدي الديوان الهايوني في الثلاثين من آذار إلى المعسكر المصري حاملاً خطاً شريفاً بتوجيه جميع [[W:ar:سوريا العثمانية|الإيالات الشامية]] إلى عهدة العزيز. ورافق الآمدي في هذه الرحلة القائم بأعمال السفارة الإفرنسية البارون دي فارين. وكان القائد المصري قد أصدر أوامره للزحف على الآستانة فأوقف قواته وبات ينتظر تعليمات جديدة من والده ولكنه لم يتردد في المطالبة بأدنة وملحقاتها فوافق الآمدي على ذلك وشرع إبراهيم يستعد للتراجع عن بروسة. ولكن ادعاء الباب العالي بأن المفاوض التركي تخطى حدود صلاحياته وصدور التوجيهات الجديدة<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
qo6ae8q2tcnjp8ufh2k9fg8uul87mc4
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/100
104
224468
405206
2022-08-18T22:25:41Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٩٤|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>خالية من أية إشارة إلى إلحاق أدنة بالحكم المصري أعادا التأزم إلى حاله الأول. فقام ممثلو الدول الغربية يعيدون الكرة في الضغط على السلطان، ووافق هذا كله وصول السفير البريطاني الجديد اللورد بونسوني إلى الآستانة الذي تبنى موقف زملائه. وهب العزيز في الوقت نفسه يخاطب الآستانة بشدة قائلاً «سبحان الله كلما ازددت رغبة في تقديم الخدمات للدولة اعترضتني شوائب عدم الأمان وهكذا فإنهم يعملون على إخراجي من دائرة الأدب»<ref>محمد علي باشا إلى خليل رفعت باشا ٢ ذي الحجة ۱٢٤٨ (۲۸ نیسان ۱۸۳٢): المحفوظات الملكية المصرية ج ۲ ص ۳۰۸</ref>. فوافق السلطان على إلحاق أدنة بحكم العزيز وكتب أحمد فوزي باشا إلى إبراهيم باشا يفيده أن حكومة أدنة أسندت إلى عهدته وأن أمين أفندي ناظر المهات الحربية أوفد خصيصاً إليه لينقل مضمون بعض الإرادات الشاهانية شفاهاً<ref>۱۰ ذي الحجة ١٣٦٨ (٦ أيار ۱۸٣۳): المحفوظات نفسها ج ۲ ص ۳۱۳</ref>. وبعد ذلك بخمسة أيام أي في الحادي عشر من أيار سنة ١٨٣٣ ورد إلى إبراهيم في كوتاهية فرمان سلطاني بتعينه «محصلاً» على أدنة وكتابات من الصدر الأعظم رؤوف باشا ومن السرعسكر محمد خسرو باشا بانتهاء المشكلة<ref>إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ٢٠ ذي الحجة ١٢٤٨: المحفوظات نفسها ج ۲ ص ۳۱۲</ref> وبوجوب بدء الجلاء. والجدير الذكر بهذه المناسبة أن ما يسميه المؤرخون [[W:ar:اتفاقية كوتاهيه|اتفاق کوتاهيـة]] يختلف عن سائر الاتفاقات من نوعه فهو شفهي ينقصه نص معين وتوقيع طرفين متعاقدين. وجل ما هنالك من الوثائق الخطية هو فرمان سلطاني بتعيين محمد علي باشا والياً على مصر وتوابعها وإيالات بر الشام وجزيرة كريد وفرمان آخر بتعيين إبراهيم باشا محصلاً على أدنة وكتابان من الصدر الأعظم ومن السر عسكر يشعران بانتهاء المشكلة.
'''٥ - هنكار إسكلەسى:''' وما كاد الصلح يتم بين السلطان وبين العزيز حتى وصل إلى الآستانة سفير روسي فوق العادة هو الكونت أليكسيس أورلوف صديق القيصر الخاص وأخلص المخلصين له. وكان ذا هيبة ووقار لطيفاً أديباً أنيقاً ماهراً في فن الإقناع قريباً من القلب يجمع في شخصه جميع مؤهلات النجاح في التمثيـل الدولي. وكان السلطان لا يزال ممتعضاً من بريطانية وأبنائها لقلة اكتراثهم به وامتناعهم عن إسداء المعونة له وفي الوقت نفسه كان يعتبر فرنسة والإفرنسيين أصدقاء أصفياء لخصمه وجالب مذلته فبالغ في العطف على ممثل القيصر وخرج عن التقاليد في استقباله فخطي خطوتين إلى الأمام لمصافحته وسمح له بالجلوس في حضرته وقدّم له ولديه وشيَّعه حتى باب الردهة لدى<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
q4d09qxyejqywmxswyolrvmoilhdql6
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/101
104
224469
405207
2022-08-18T22:40:40Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل الخامس: كوتاهية وهنكار إسكلەسى|٩٥}}{{سطر}}</noinclude>خروجه. وأعطى السفير بسخاء في أثناء وجوده بالآستانة فقدم الهدايا الثمينة لرجال البطانة ووزع الأوسمة العديدة على رجال الجيش ويقال أن عددها بلغ أربعة وعشرين ألفاً ونوه بالتآخي القلبي بين جنود القيصر وبحارته وبين عساكر السلطان وأعلن أن مهمته تنحصر في الإشراف على جلاء المصريين وفي الجنود الروس حالما يقطع المصريون في جبال طوروس.
وكان السلطان قد طلب إلى أخيه القيصر عقد تحالف دفاعي يكون في صالح الطرفين فلبى القيصر الطلب وأوعز إلى أليكسيس أن ينجز هذا العمل. وبعد مفاوضات طويلة تم هذا التحالف في بيت محمد خسرو باشا ووقعه في هنگار إسكلەسى في الثامن من تموز أليكسيس أورلوف وبوتانييف عن الجانب الروسي ومحمد خسرو باشا وأحمد فوزي باشا والريس أفندي عن الجانب العثماني. وقضت شروط هذه المعاهدة بسلم وتحالف دائمين بين روسية وتركية وبدفاع مشترك عن حدود البلدين ضد أي هجوم من الخارج واحترام ما يتعلق باليونان من معاهدة أدرنة وباستعداد روسية تأييد استقلال تركية وإسداء المعونة البرية والبحرية لها إذا طلبت ذلك مرة ثانية وبدوام هذه المعاهدة ثمان سنوات. وأهم ما جاء فيها شرط سري قضى بإقفال «الدردنيل» في وجه جميع السفن الحربية الأجنبية وعدم السماح لها بالدخول مهما كان عذرها وذلك في مقابل تنازل روسية عن المعونة الحربية المتوجبة على تركية، وليست هنالك أية إشارة إلى إقفال البوسفور، وبعد توقيع هذه المعاهدة بيومين بدأت القوات الروسية تنسحب من العاصمة التركية.
ورأى الريس أفندي (وزير الخارجية) أن يعلم السفارة البريطانية بمحتويات المعاهدة بصورة غير رسمية. فثار ثائر بالمرستون واتصل بزميله الإفرنسي فاحتجا على هذه المعاهدة في [[W:ar:سانت بطرسبرغ|بطرسبرج]] والآستانة وذكرا في احتجاجها إلى الكونت نسلرود كبير وزراء روسية أن المعاهدة غيرت في علاقات روسية بتركية فصبغتها «بصبغة جديدة» لا يسع بريطانية وفرنسة أزاءها إلا أن تضربا صفحاً عنها وتعملا كما لو كانت هذه المعاهدة غير موجودة. فأجابها نسلرود بأن المعاهدة دفاعية محضة وأنه لا يقصد منها إلا الدفاع عن كيان الدولة العثمانية. ثم تناول تبدل العلاقات بين الطرفين المتعاقدين فقال إن المعاهدة استبدلت علاقات مبنية على العـداء والريبة بغيرها ملؤها الإخلاص والمودة وأضاف بأن القيصر مستمسك بتعهداته الجديدة وسيعمل بموجبها کما لو لم تعلن الحكومتان تصريحاتهما الأخيرة.
وأباح نيقولاوس الأول بما في قلبه إلى البرنس مترنيخ فوافقه على اتجاهه الجديد في سياسته نحو تركية ولكنه رأى أن ظاهر المعاهدة فاق نفعها الحقيقي وبات ينتظر فرصة تمكنه من<noinclude>[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
9i5afw9qurq4tc396mhxronn545274r
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/102
104
224470
405208
2022-08-18T22:45:42Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٩٦|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>نسخ هذه المعاهدة بغيرها فتم له ذلك عند اجتماعه بالقيصر في مونشنغراتر حيث عقد الإثنان اتفاقاً سرياً لحفظ كيان الدولة العثمانية وتعهدا بمنع العزيز من مذ نفوذه إلى الولايات الأوروبية وأنه إذا حصل انقلاب في نظام الحكم في الآستانة فالدولتان المتعاقدتان تتفقان على كل ظاهرة من ظواهر النظام الجديد. وظل القيصر مستمسكاً بهذا الاتفاق حتى انثلم الاتفاق الودي بين بريطانية وفرنسة سنة ١٨٤٠ فانضم نيقولاوس إلى جانب بالمرستون<ref>ليس أفضل في هذا كله من كتاب الدكتور هارولد تمبرلي المشار إليه آنفاً فليراجع في صفحاته ٩٦-٧٤ فهو أكمل وأحدث وأدق من سواه. وقد اقتبسنا كلام صديقنا محمد رفعت بك في بعض الأحيان كما ورد في كتابه تاريخ مصر السياسي ولا سيما ص ۱۹۸-۱۹۹</ref>.<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
5ce81ov5u7c3bvc07i33fp28ffihqhy
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/103
104
224471
405209
2022-08-18T22:52:34Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" /></noinclude><center><span style="font-family: Urdu Typesetting; font-size:30px ">الفصل السادس</font></span></center>
{{وسط|{{أكبر|'''نظام الحكم في عهد العزيز'''}}}}
{{وسط|{{أكبر|'''١٨٣٢ - ١٨٤١'''}}}}
'''١ - أركانه:''' وكان العزيز يعترف بتأخر «الملة المحمدية» بتعبير ذلك العصر وبضعف الدولة العثمانية وعجزهـا ويوجوب الصمود لطمع أوروبة وجشعها والتذرع بجميع الوسائل للوصول إلى هذا الهدف النبيل. وكان يرى من واجبه أن يؤمن العباد ويعدل بينهم ويوحد قلوبهم ويزيد في انتاجهم كي يتسنى له الذود عن الملة والوطن. ولم ير في الوقت نفسه ما يمنعه عن الأخذ بجميع ما توصلت إليه أوروبة من أسباب الرقي للقيام بمهمته. فاستقدم من أوروبة رهطاً كبيراً من رجال الاختصاص في الحرب والسلم ووكل إليهم أمر الإصلاح المنشود. وأرسل الوفد تلو الوفـد من أبناء البلد إلى أوروبة لتحصيل العلوم والفنون كي يتمكن في النهاية من الاستغناء عن الأوروبيين الغرباء<ref>راجع مقالنا إدارة الشام في كتاب ذكرى البطل الفاتح إبراهيم باشا ص ۱۰۷-۱۰۸</ref>.
حمل إبراهيم رسالة والده هذه فبدأ بتأمين الأمن وجد بادئ ذي بدء في إقصاء أعداء العهد الجديد وأحل محلهم من وجد فيه الكفاءة والإخلاص وأوصى بوجوب «تأمين العبـاد وزجر المعتدين وتحاشي أسباب الجور والاعتساف»<ref>كتابنا الأصول العربية ج ١ ص٧٦</ref> ووضع تحت تصرف هؤلاء عدداً كافياً من الجند لتنفيذ الأحكام وإحقاق الحق. ثم أمر عدداً من كبار معاونيه بالتجول في البلاد وتفقد أحوال السكان، وكان والده يلح عليه بهذا فكتب إليه يقول «إن التجول في الولايات الجديدة وتفقد شؤون الرعايا أفضل من إصلاح الطرق ومجاري الأنهار في أدنة وطرسوس»<ref>مقالنا المشار إليه ص ۱۰۹</ref>. ومنع إبراهيم جباية «الخوَّة» في معابر البلاد ومسالكها. وكانت السلطات<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
{{يمين|{{صغير|٧- بشير بين السلطان والعزيز}}}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
396nfom975lrf7zcyflabmim1e23v0f
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/104
104
224472
405210
2022-08-18T23:05:26Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم|٩٨|بشير بين السلطان والعزيز|}}{{سطر}}</noinclude>العثمانية قد غضت النظر عن جبايتها أجيالاً طوالاً فانحطت كرامتها وقل نفوذها وأصبح جباة هذه الخوَّة أسياداً في مناطقهم منهم آل أبي غوش في الطريق المؤدي من يافة إلى القدس وآل رستم في الطريق المؤدي من اللاذقية إلى حلب عبر [[W:ar:جسر الشغور|جسر شغور]] والدنادشة في تل كلخ بين طرابلس وحمص. ومما قاله في هذا نص مرسوم وجهه إلى قاضي القدس ومفتيها ونقيبها وأعيانها وجاء فيه: «إنه ليس خافيكم أن القدس الشريف محتوي على معابد وأديرة ترد لأجل زيارتها جميع أملال العيسوية والموسوية وفرقهم من كل فج ويقصدونهـا من ساير الأقطار والديار فبحسب تواردهم كان يحصل عليهم المشقات الباهظة لسبب الأغفار الموضوعة بالطرقات ولأجل إجراء الوفق بين الناس صدرت أوامرنا إلى جميع المسلمين الذين في إيالة صيدا وألوية القدس ونابلس وجنين برفع هذه الأغفار من جميع الطرقات والمنازل بوجه العموم»<ref>كتابنا الأصول العربية ج۱ ص ۸۷-۸۸ راجع أيضاً المحفوظات الملكية المصرية ج١ ص ۱۸۸</ref>. ورأى العزيز أن لا بد من جمع السلاح وتجريد السكان منه لتوطيد الأمن في البلاد فأمر بذلك وشرع عماله بالتنفيذ. وما أن بدأ هذا حتى ثارت القبائل والعشائر وقد رأوا ترك أزواجهم خيراً لهم وأجل وأشرف من ترك بنادقهم، فكان لا بد من تجريدهم بالقوة كما سنرى في محله.
أما عن العدل فحدث عنه ولا حرج فالشام لم تنل من العدل في أي عهد مضى منذ أيام [[W:ar:عمر بن الخطاب|عمر بن الخطاب]] ما نالته في ظل العزيز فقد قال هذا الرجل الكبير في رسالة له وجهها إلى أحد رجاله ناظر الجهادية: «كنت أود أن نكون قد تخلصنا من الشعوذة والغفلة والرخاوة والغرض والضغينة والمحاباة التي طالما ألفناها ومللناها في الأيام الخالية وأن يكون ذلك العهد قد مضى وانقضى وبدلنا به عهداً يقوم على أساس الإنصاف والإنسانية والكياسة والعدالة والاجتهاد والغيرة بحيث يتسنى لنا نحن أيضاً أن نصرف عملنا وننجز مصلحتنا على أسلوب من اللطف والحسنى يدخلنا في مصاف البشرية الراقية»<ref>المحفوظات الملكية المصرية ج ١ ص ٩٦</ref>. هذا هو العزيز وهذا هو رائده في الحكم. فإذا ما ذكرنا حزمه ونشاطه ومثابرته ومتابعته لما يصدر عنه أدركنا قيمة هذا القول وأثره في توجيه القضاة ورجال الإدارة والجيش.
وفهم العزيز عقلية شعبه فهماً تاماً فأمر بشدة العقاب وسرعة التنفيذ جاعلاً أحكامه وتنفيذها عبرة لمن يعتبر. ومثال ذلك أنه عندما تشاكى كبار الموظفين انتشار الرشوة في دوائرهم في بر الشام أمر العزيز بالتثبت ما يقال وسمح بالشنق عند ثبوت الجرم فنفذ حكم<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
sgbrai8ec3cta2tf7oa6qliwciza3s4
صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/105
104
224473
405211
2022-08-18T23:15:52Z
باسم
15966
/* صُححّت */
proofread-page
text/x-wiki
<noinclude><pagequality level="3" user="باسم" />{{ترقيم||الفصل السادس: نظام الحكم في عهد العزيز|٩٩}}{{سطر}}</noinclude>الإعدام أكثر من مرة في أناس ثبت عليهم هذا الجرم. قال إبراهيم في كتاب له إلى سامي بك الباشمعاون: «ستعلمون عندما تقرأون أوراق نعوم نوفل أن أهل عربستان ميالون جداً إلى إعطاء الرشوة ومراعاة الخواطر حتى أدى ذلك إلى اكتشاف خباثة بعض المتسلمين ومحاسبتهم وعزلهم. وقد تحملنا في سبيل إنقاذهم من بلية الرشوه كثيراً من العناء. ولكننا لو تركناهم على حالهم لخاضوا في السلب والنهب خوض المقدمين على الإغارة»<ref>المحفوظات الملكية المصرية ج ٣ ص ٦٩ - ٧٠</ref>.
وقال العزيز بوجوب توحيد القلوب فقام ابنه ينفذ هذه الرغبة السامية وكتب في أوائل عهده في بر الشام إلى متسلم اللاذقية يقول: «والتعرض إلى الرعايا وعـدم مؤاساتهم هذا مخالف لرضانا لأن الإسلام والنصارى جميعهم رعايانا وأمر المذهب ما له مدخل بحكم السياسة فيلزم ـن يكون كل بحاله المؤمن يجري إسلامه والعيسوي كذلك ولا أحد يتسلط على أحد»<ref>المحفوظات نفسها ج ۲ ص ۱۱۷</ref>. واحترم العزيز زعامة الدروز والنصارى في لبنان وخارجه احترامه لزعامة إخوانهم المسلمين ولم يتأخر قيد شعرة عن ترقية الدروز والنصارى عند ثبوت الاستحقاق. فعين لدى وصوله إلى عكة الشهابي الكبير «مديراً لمصالح البلاد» وقال عنه سراً لا يوجد عندي في بر الشام رجل بمعنى الكلمة سوى هذا الرجل الشهم. وحيث أنه أظهر هذه الصداقة والأمانة فلا يهمنا قط أكثر عدد الأصدقاء أم قل. وعرض عليه فيما بعـد حاكمية بر الشام بأكملها فرفض الشهابي وكان ما كان من أمر ترشيح محمد شريف باشا كما سنرى<ref>المحفوظات كذلك ج۱ ص۱۷٦ وج٢ ص٨٦</ref>. ورقي إلى رتبة البكوية حنا بحري وهو نصراني ونعمان جنبلاط وخطار العماد وعبد السلام العماد ونصيف أبو نكد وهم دروز<ref>المحفوظات نفسها ج ٤ ص٤٧٢ – ٤٧٣</ref>. ومما يروى من هذا القبيل أنه لدى قدوم إبراهيم باشا إلى دمشق في دورة تفتيشية لفت حنا بحري بك نظر «ولي النعم» إلى أن المسلمين من أعضاء مجلس الشورى في دمشق لا يظهرون له ما يستحقه من الإكرام والاحترام وعزا ذلك إلى كونه مسيحياً لا يدين بدين الإسلام. فقال ولي النعم قل لأعضاء المجلس إني راغب في زيارتهم في المجلس وأخبر القاضي والمفتي والنقيب بذلك وبوجوب حضورهم إلى المجلس، ففعل. ولدى وصول ولي النعم إلى المجلس وقف في الباب والتفت الى الوراء وقال إلى حنا بحري بك: «بحري بك بحري بك بيوركر أفنديمز بيوركر» ومعناه بحري بك تفضلوا يا أفندينا. فامتثل<noinclude>{{سطر|15em|align=right}}
{{مراجع مصغرة}}
[[تصنيف:بشير بين السلطان والعزيز (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)]]</noinclude>
4yvvbrqvt781308hgff32wxfzi5osm1