حائط البراق

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه الصفحة ذات خصوصية دينية، عقائدية، سياسية تقتضي التدقيق في أي معلومات أو آراء يتم إضافتها إلى هذه الصفحة، يمكنك التعديل على نسخة مرافقة مخصصة للتعديل : نسخة التعديل، أو يمكنك الاعتراض على أي نقطة أو وجهة نظر واردة في المقال من خلال صفحة النقاش. إذا كنت مجرد زائر فإن هذه الصفحة تقدم لك النسخة المعتمدة.

هذه الصفحة هي الصفحة الرسمية لويكيبيديا العربية حول موضوع «حائط البراق»

حائط البراق (ومن تسمياته أيضا حائط المبكى أو الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية) هو الحائط يحد الحرم القدسي الشريف (جبل الهيكل) من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط لمسجد الأقصى المبارك، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م, وارتفاعه يقل عن 20م.

فهرست

المكانة الدينية

ويعتبر أهم المعالم الدينية وأشهر معالم القدس لدى اليهود. يـُعتبر الحائط ذي أهمية دينية للمسلمين أيضا إذ يـُذكر في بعض المصادر الإسلامية كالحائط الذي ربط فيه رسول الله محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- البراق إليه في ليلة الإسراء والمعراج.

عند اليهود

يكون الحائط، حسب التراث اليهودي، الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان. في رأي أغلبية الحاخامين اليهود يكون الدخول إلى الحرم القدسي محظورا على اليهود منذ خراب الهيكل، فلذلك الحائط هو أقرب نقطة من مكان الهيكل التي يمكن لليهود الصلاة فيها حسب الشريعة اليهودية العصرية. وأطلقوا عليه العرب المقدسيون اسم "حائط المبكى" نسبة إلى طقوس التي كان اليهود يؤدوها قبالة الحائط حدادا على خراب هيكل سليمان.

على ما يبدو من تقارير المسافرون اليهود والقراؤون أصبح الحائط مصلى يهوديا مشهورا في بداية القرن ال16، وكثرت أهميته في نظر اليهود في القرن ال19 حتى أصبح أهم المعالم اليهودية الدينية في رأي أكثريتهم. في نظر بعض اليهود خاصة الإسرائيليين منهم يعتبر الحائط رمزا يهوديا وطنيا أيضا.

قبل القرن ال-16 كان اليهود يؤدون صلواتهم وطقوس الحداد على خراب هيكل سليمان عليه السلام قي أماكن مختلفة حول الحرم القدسي. أول ذكر لذلك يرد في تقرير لحاج مسيحي من مدينة بوردو زار القدس سنة 333م. يقول المسافر أن اليهود يحتشدون سنويا أمام حجر قريبة من السور المحد للحرم القدسي ويتفجعون. في كتاب المسافر اليهودي بنيامين من توديلا الذي زار القدس في نهاية القرن ال12 يذكر مصلى يهودي أمام قبة الصخراء يسمى "حائط غربي" أو "باب الرحمة". أما التقرير الأول الذي يشير بوضوح إلى المصلى الذي يسمى لدى اليهود الحائط الغربي هو من 1488م بقلم الحاخام عبديا من برتانورا.

عند المسلمين

بالنسبة للمسلمين، يرتبط حائط البراق بمعجزة الإسراء والمعراج الخالدة في العقيدة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، ومنها جاءت تسمية الحائط حائط البراق نسبة للدابة التي ركبها محمد عليه الصلاه والسلام صلي الله عليه وسلم عند إسرائه ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى، حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط، ودخل المسجد حيث صلى بالأنبياء عليهم السلام ثم عُرج به إلى السماوات العلا. هذا إلى جانب كونه جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى وهو أيضاً وقف إسلامي.

ويذكر في التوارث لدى أهل القدس المسلمين عامة أنه يوجد محل يسمى البراق عند باب المسجد الأقصى المدعو باب المغاربة ويجاوره مسجد البراق ملاصقاً الجدار الغربي حرم قدسي.

أسباب النزاع

منذ الفتح الإسلامي لبيت المقدس، إبان خلافة عمر بن الخطاب، عادت إدراة الحرم القدسي و ما حوله (بما فيها حائط البراق) للمسلمين بما فيها فترات الإحتلال الصلبي.

في أيام الدولة العثمانية، سمحت السلطات العثمانية لليهود المقدسيين أداء بعض الطقوس الدينية قبال الحائط ولكنها حظرتهم من حط المقاعد قبال الحائط أو أية مبادرة أخرى لجعل المكان مصلى يهوديا دائما. في 1887 قام أدموند دي روتشيلد، من يهود فرنسا، بمحاولة فاشلة لشراء الحائط وجعله ملكا يهوديا. هذه المحاولة عارضها الحاخامون المقدسيون خشية من هز العلاقات بين اليهود والسلطات الإسلامية. في يناير 1914 قام الأديب اليهودي دافيد يالين بمبادرة أخرى لشراء الحائط. في رسالة للسفير الأمريكي لدى إسطنبول قال يالين: "نأمل أن تفعل كل ما بوسعك لتحرير أقدس الأماكن من بين جميع الأماكن المقدسة في المدينة التي كانت من قبل أروع المدن"(1). في هذه الرسالة قدر يالين ثمن الحائط بمليون فرانك فرنسي على الأقل. فشلت هذه المبادرة كما فشلت المحاولة التي سبقتها.

يزعم اليهود أن الحائط جزء من الهيكل، وتسمية " حائط المبكى " جاءت من واقع قيام اليهود بالبكاء والنواح عنده في العصور المتأخرة، على خلفية ادعاءات متفرقة منها أن الحائط المذكور ، هو جزء من بقايا معبدهم القديم، وهو ما تدحضه المعطيات التاريخية ونتائج التنقيبات عن الآثار، فالموسوعة اليهودية تقول إن اليهود لم يصلّوا أمام هذا الحائط إلا في عهد العثماني. يذهب عالم الآثار اليهودي فينكلشتاين -رئيس قسم الآثار في جامعة تل أبيب- هو يقول: "لا يوجد أي سند لما ورد في العهد القديم بشأن.. (يعني أي سند علمي لما ورد بشأن حائط المبكى)" و يذهب إلى أبعد من ذلك بتشكيكه بوجود الهيكل أصلا(2).

ومن جهة أخرى، إذ ليس هناك أي أثر يثبت وجود الهيكل اليهودي أو ما يمكن أن يمت إليه بصلة، وأن علماء الآثار والمنقبين اليهود أنفسهم أو الذين استقدمهم اليهود وصلوا إلى صخرة الأساس في المكان ولم يعثروا على أي دليل مادي مهما كان صغيراً يؤكد صحة الروايات اليهودية.

بالنسبة للمسلمين و المقدسين لا يعد الامر أن يكون عملية انتحال مكشوفة يقوم به اليهود والصهاينة، تنطوي على نسبة الحائط إلى تاريخهم المزعوم. العملية هي استيلاء على المكان دون أي وجه حق، لا فرق في ذلك بين انتزاع ملكية الأراضي من الفلسطينيين وتهجيرهم من بلادهم بالقوة الغاشمة، وبين اغتصاب حائط البراق الذي يعد ملكا إسلامياً و معلماً بارزاً من معالم الحرم القدسي الشريف.(3)

الوضع الحالي

في 1948 احتلت المملكة الأردنية الهاشمية الجزء الشرقي من مدينة القدس ومنعت من اليهود الإسرائيليين أداء الصلاة أمام الحائط. في حرب يونيو 1967 احتلت إسرائيل البلدة من الأردن فقررت الحكومة الإسرائيلية توسيع الساحة المجاورة للحائط. لهذه الغاية هدمت حي المغاربة الذي كان يوجد قبالة الحائط.

هوامش

  1. ^ ترجمة من الرسالة التي عرضها الأرشيف المركزي في القدس لتاريخ الشعب اليهودي أمام الجمهور في 15 مايو 2007.
  2. ^ وكالة الأنباء العربية 11/04/2006 - الثلاثاء
  3. ^ النزاع العربي اليهودي


وصلات خارجية