الشيخ محمد صالح باحارث
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أشهر المقالات عنه " باحارث خدم القرآن 43 عاماً وحفظه بعد الستين "
فهرست |
[تحرير] عنه:
عاش الشيخ محمد صالح باحارث - رحمه الله - محباً للخير والقرآن, فلم يكتف بأن ساهم في تأسيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة مع الشيخ محمد صالح قزاز, بل ان حبه للقرآن جعله يحفظه عن ظهر قلب بعد بلوغه الستين من عمره. - طالب بن محفوظ .---
- ولد في شهر رجب عام 1343هـ بمكة المكرمة محلة الشبكة و توفي في مدينة جدة في شهر رحب عام 1425 هـ .
- درس في كتّاب الشيخ ابراهيم حلواني ثم دخل المدرسة الفيصلية بالشبيكة لدراسة الابتدائية والثانوية .
- التحق بالمعهد العلمي السعودي وتخرج عام 1361هـ .
- عمل مدرساً بالمدرسة الفيصلية عام 1361هـ .
- انتقل للعمل في وزارة المالية وتدرج في وظائفها حتى منصب مدير عام في 1372/06/12 هـ .
- عمل مديراً لمكتب الوزير عبدالله السليمان و كان الرجل الثالث في الدولة .
- عمل عضواً في المجلس الاداري في مدينة جدة ثم رئيساً لمجلس الاوقاف الفرعي في جد ة.
- عضو مجلس الاوقاف الاعلى حتى عام 1408هـ .
- كلف بأمرٍ من الملك فيصل -رحمه الله - بادارة مؤسسة بن لادن بعد موت محمد عوض بن لادن .
- مؤسس مستشفى جدة الوطني مع الدكتور حامد مطبقاني عام 1385هـ وانشأ مستشفى جدة الوطني الجديد عام 1402هـ .
- انشأ مركز التأهيل الرياضي في جدة .
- حضر المفاوضات بين المملكة وشركة ارامكو .
- حضر اتفاقية اقامة خط التابلاين (السعودية ومدينة صيدا) .
- عضو وفد المملكة لابرام اتفاقية التبادل التجاري مع مصر عام 1369هـ .
- عضو الوفد المرافق لجلالة الملك سعود إلى باكستان عام 1373هـ .
- حفيد جعفر بن ابي طالب ( رضي الله عنه ) و حفيد الرسول محمد ( صلى الله عليه و سلم ) .
- مؤسس جمعية تحفيظ القرآن بمكة المكرمة و ترأسها لعدة سنوات و رئيس الجمعية في جدة بالنيابة .
[تحرير] من كلماته:
يقول الشيخ باحارث - الذي توفي - عن حفظه للقرآن في هذا السن: "حفظت القرآن الكريم بعد تجاوزي الستين من عمري واستغرقت في ذلك اربع سنوات وهذا كرم من الله, واراجع - ولله الحمد - حفظي كل يوم بعد صلاة العشاء".
[تحرير] قصة حياته:
كما جاءت في مقالات في جريدة عكاظ
[تحرير] رجل القرآن :
( الإثنين - 21/7/1425هـ ) الموافق 6 / سبتمبر/ 2004 - العدد 1177
المرض لم يمنعه المواصلة مع كتاب الله باحارث خدم القرآن 43 عاماً وحفظه بعد الستين
المصدر : طالب بن محفوظ
عاش الشيخ محمد صالح باحارث - رحمه الله - محباً للخير والقرآن, فلم يكتف بأن ساهم في تأسيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة مع الشيخ محمد صالح قزاز, بل ان حبه للقرآن جعله يحفظه عن ظهر قلب بعد بلوغه الستين من عمره.
يقول الشيخ باحارث - الذي توفي مساء أول أمس السبت - عن حفظه للقرآن في هذا السن: حفظت القرآن الكريم بعد تجاوزي الستين من عمري واستغرقت في ذلك اربع سنوات وهذا كرم من الله, واراجع - ولله الحمد - حفظي كل يوم بعد صلاة العشاء).
ورغم ان الشيخ باحارث عاش بهذا الفضل ومع القرآن ومع اهله وخاصته, فإن مرضه لم يمنعه من تكملة مشواره مع هذا الكتاب العظيم, فبقي يتابع اعمال الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة التي تعد أول جمعية يتم انشاؤها بمكة المكرمة بعد ان شد انتباهه مجموعة من الطلاب وهم يقرأون القرآن في احد اروقة المسجد الحرام, ومع هذا لم ينسب الشيخ باحارث لنفسه الفضل في تأسيس هذه الجمعية المباركة, فقد قال لي في حديث صحفي اجريته معه في شهر رمضان 1420هـ(الفضل في تأسيس الجمعية يعود للشيخ محمد صالح قزاز - رحمه الله - فقد كنت اجلس لجواره يوم الجمعة بين مجموعة من طلاب القرآن الكريم نستمع لتلاواتهم فعشقت هذا الترتيل الجميل ومن هنا جاءت فكرة انشاء الجمعية وقد اكرمني الله في توسيع هذا النشاط الذي بدأ بتسعة طلاب ووصل الآن إلى (40) الف طالب واصبح هؤلاء الطلاب الصغار رجالاً كباراً فمنهم الوزراء والاطباء والمهندسون والأكاديميون والمعلمون) واضاف - رحمه الله - وهو يشعر بالفخر والاعتزاز:(بدأت الجمعية صغيرة ثم توسعت وكلما كبرت كبرنا معها وحافظنا عليها (ثم يتحدث عن رفيق دربه في الجمعية الشيخ صالح قزاز :( بعد الشيخ صالح قزاز قمت بتكملة المشوار وتوسعت أكثر وافتتحت فرعاً لها في جدة واشركت معي بعض المخلصين امثال معالي الشيخ احمد محمد صلاح جمجوم, يقول الشيخ باحارث عن تلك الفترة في انشاء الجمعية بجدة:( بدأت بعد جمعية مكة في جدة انا والشيخ حسن باحبيشي بمسجد المزيبلي ثم اخذنا في التوسع تدريجياً وكانت ميزانية الجمعية (6) آلاف شهرياً تصرف من جمعية مكة المكرمة ويضيف:( التقيت بمعالي الشيخ احمد محمد صلاح جمجوم ومعالي الدكتور احمد محمد علي في اجتماع واتفقنا على خدمة القرآن سوياً وكنت انا المؤسس الاساسي لجمعية جدة ثم تنازلت عن الرئاسة للشيخ احمد جمجوم) ويضيف - رحمه الله -:(وفي احد الاجتماعات لمجلس الجمعية عام 1403هـ طلبت اعفائي من رئاسة الجمعية في جدة وقد وافق المجلس على ذلك مع استمرارية عضويتي في مجلس الجمعية, وذلك لقيامي برئاسة جمعية مكة المكرمة)
.
حاولت في هذا الجزء عن حياة الشيخ محمد صالح باحارث ان التقي بعدد ممن عاشروه طوال هذه الفترة. فقد تحدث الشيخ احمد جمجوم عن تلك الفترة التي أنشئت فيها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة مع الشيخ محمد صالح باحارث -رحمه الله- (عندما كنت في استقبال الملك خالد -رحمه الله- في مطار جدة التقيت الدكتور احمد محمد علي فاطلعني على مشروع فتح مراكز لتحفيظ القرآن الكريم بجدة, وابلغني ان الشيخ محمد صالح باحارث يعمل على اقامة مركز في جدة وطلب مني المشاركة مع عدد من أبناء مدينة جدة في دعم هذا المشروع فقلت له: على بركة الله وانا معكم, ويضيف الشيخ الجمجوم متحدثا عن البداية الفعلية لانشاء الجمعية بقوله: (وفي آخر اسبوع من عام 1396هـ كان هناك اجتماع في البنك الاسلامي للتنمية حضرته وكان معنا الدكتور عبدالله نصيف والشيخ محمد صالح باحارث والدكتور احمد محمد علي والشيخ مصطفى العالم وفيصل الصائغ وعصام عابد شيخ وعبدالعزيز نعمة الله, وتقرر في هذا الاجتماع تكوين جمعية القرآن الكريم بجدة ومجلس ادارتها بعضوية الحاضرين, وان يبدأ النشاط في أكبر عدد ممكن من مساجد جدة, ويكمل الشيخ جمجوم حديثه عن انشاء الشيخ محمد صالح باحارث لجمعية جدة بقوله: (انضم لاحقا إلى هذه المجموعة المباركة شخصيات كبيرة من بينها الدكتور محمد عبده يماني والدكتور محمد عمر زبير والشيخ عبود باعشن والشيخ فتحي الخولي, واضاف الشيخ جمجوم: دخلوا معنا ورأوا انه لابد من نشر عدة مراكز في جدة, وان مركزا واحدا لا يكفي, ولتنظيم العملية فقد انشأنا جمعية تحفيظ القرآن في جدة وانتخبنا الشيخ محمد باحارث رئيسا لها.. ويتحدث الشيخ حسن بن عبيد باحبيشي الذي يشغل حاليا منصب الامين العام للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة: بداية معرفتي بالشيخ باحارث منذ 28 عاما عندما كنت وكيلا لمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بوزارة المعارف (انذاك) (مدرسة ابن الجزري) والتقيت بالشيخ باحارث -رحمه الله- معلما للقرآن الكريم بمسجد المزيبلي لمدة سبعة اعوام.. ويضيف باحبيشي: لقد بدأت الجمعية بجدة بمجهود فردي من الشيخ باحارث, وكان يتولى تدبير تمويل الحلقات ويتابع بنفسه الحلقات, ويؤكد باحبيشي بقوله: (ان الشيخ محمد باحارث -رحمه الله- كانت له جلسة قرآنية بعد صلاة الجمعة من كل اسبوع في بيته يستقبل فيها معلمي القرآن وحفّاظه وطلابه بعد ان يتناولوا الغداء على مائدته ويقوم بتلبية طلباتهم, حيث كان يبالغ في اكرامهم ويستدرك باحبيشي الحديث عن الفقيد بقوله: (ان رئاسته لجمعية مكة كانت هي الفترة الذهبية حيث امتد نشاطها ليشمل العالم بأكمله).
وتحدث عن الفقيد
المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة الذي قال انه يتشرف بان يكمل مسيرة ما بدأه الشيخ محمد باحارث -رحمه الله- بعد الشيخ احمد صلاح جمجوم وقال المهندس حنفي: (لقد كان الفقيد مع طيبته وكرمه وحبه لاهل القرآن ومن يعمل في خدمة القرآن الا انه كان حازما) واضاف حنفي: (عملت مع الشيخ باحارث -رحمه الله- سنوات عديدة ووجدته ذلك الرجل المحب للخير, صاحب القلب الكبير الذي يتسع للجميع, وقد استفدت منه وتعلمت من اسلوبه ويوضح قائلا: لقد ساهم الفقيد بجهده وماله في تعليم أبناء المسلمين كتاب الله ويكفيه انه حفظ القرآن كاملا بعد الستين.
[تحرير] رجل القرآن :
( الثلاثاء - 22/7/1425هـ ) الموافق 7 / سبتمبر/ 2004 - العدد 1178
نشأ في بيئة (متدينة) بعيدا عن مشاكل (الحارة) رفض القضاء لحداثة سنه.. وترك التدريس بعد ستة اشهر
المصدر : طالب بن محفوظ
جمع الشيخ محمد صالح باحارث منذ صغره بين التجارة وطلب العلم وحفظ القرآن الكريم وخدمته والتدريس وبين الوظائف الحكومية والاهلية التي شغلها بعد تخرجه من المعهد العلمي السعودي.
فقد ولد الشيخ باحارث عام 1343هـ في بيت تجارة ودرس في كتّاب الشيخ ابراهيم حلواني, وعمل في عدد من الوظائف الحكومية بدأ فيها مع التدريس في المدرسة الفيصلية, وهي المدرسة التي حصل فيها على المرحلة الابتدائية وانتهاء بوظيفة (مدير عام) بوزارة المالية, الا انه فضل ان يمتهن مهنة اهله والعمل في التجارة فبدأ بتجارة المواد الغذائية ثم الادوات الصحية والبناء وانشاء مستشفى جدة الوطني مع الدكتور حامد مطبقاني عام 1385هـ وانشأ مركز التأهيل الرياضي في جدة وله مشاركات في المجلس الاداري لمدينة جدة ثم رئيسا لمجلس الاوقاف الفرعي وعضوا في المجلس الاعلى حتى عام 1408هـ. تم تكليفه بادارة مؤسسة بن لادن بعد وفاة محمد عوض بن لادن وله العديد من الاعمال الاخرى مثل: حضوره للمفاوضات بين المملكة وشركة ارامكو وحضوره اتفاقية اقامة خط التابلاين (السعودية - مدينة صيدا) وعضوا في وفد المملكة لابرام اتفاقية التبادل التجاري مع مصر عام 1369هـ وعضو في الوفد المرافق للملك سعود إلى باكستان. يقول الشيخ محمد باحارث عن نفسه :(نشأت في بيئة دينية بجوار الحرم المكي الشريف, حيث كان الوالد وجميع الاعمام يسكنون في عمارة واحدة, ونؤدي جميعا فروضنا الخمسة بالمسجد الحرام ونتلقى بعض الدروس من الاباء والاعمام اضافة إلى بعض الدروس التي كنت اتلقاها من اصدقائنا العلماء )ويضيف حول المرحلة التعليمية الاولى له :(تعلمت التعليم الاولي بـ(الكتاتيب) في كتّاب الشيخ ابراهيم حلواني -يرحمه الله - ودرست القرآن الكريم والحديث والاملاء والحساب ثم دخلت المدرسة الفيصلية بالشبيكة).ويوضح الشيخ باحارث - رحمه الله - عن نشأته في مكة المكرمة بقوله (نشأت في حارة الشبكية بمكة المكرمة في عائلة محافظة بعيدة عن مشاكل الحارة, وجميع جيراننا اناس افاضل وطيبون منهم الشيخ امين منصوري والد عبدالرحمن منصوري, وبيت الفته وبيت عز الدين )ويضيف رحمه الله: (كانت نشأتي نشأة صلاح واستقامة ونؤدي جميع الفروض الخمسة في المسجد الحرام ولانترك فرضا وهذا ما تعلمناه من ابائنا الذين كانوا يحافظون على ذلك ثم ربينا اولادنا على هذا). بعد ان تخرج الشيخ باحارث-رحمه الله - من المعهد العلمي السعودي رشح للقضاء بمكة المكرمة واعتذر عن هذا المنصب, حيث يقول رحمه الله (عندما تخرجت من المعهد طلب مني الاستاذ عبدالعزيز الرشيد ان اعمل في القضاء بمكة فاعتذرت له لحداثة سني). لكن حياة الشيخ باحارث العملية مليئة بالاعمال والجهود الكبيرة حيث يقول (بدأت حياتي العملية وعمري لايتجاوز السابعة عشرة بعد تخرجي من المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة عينت معلما بالمدرسة الفيصلية لمادتي التوحيد والفقه التي سبق ان درست فيها ولكنني لم استمر في هذه المهنة الشريفة سوى ستة أشهر بعدها انتقلت إلى وزارة المالية بوظيفة طابع آلة).. ووصل إلى مرتبة (مدير عام) حتى تركه للوظيفة الحكومية. يقول الشيخ باحارث - رحمه الله - عن سبب انتقاله إلى وزارة المالية وتركه للتعليم.. الوظيفة التي لم يمض فيها سوى هذه الاشهر القليلة :(بعد تخرجي من المعهد العلمي السعودي طلبت مني وزارة المعارف (التربية والتعليم حاليا) ان اقوم بالتعليم في مدرسة الفيصلية ولانها كانت قريبة من بيتي ومن حارتي الشبيكة وكذلك ان هذه المدرسة حبيبة إلى نفسي لما لي فيها من ذكريات فوافقت دون تردد على ان اكون معلما فيها مثلما كنت طالبا فيها من قبل لكن خالي الشيخ احمد موصلي -رحمه الله - الذي كان يعمل رئيسا لمكتب معالي وزير المالية الشيخ عبدالله السليمان -رحمه الله- طلب مني ان اترك التدريس واعمل عنده في الوزارة ولم امض في التدريس سوى ستة أشهر حينها لم استطع ان اقول له: لا.. فوافقت واتجهت إلى العمل في وزارة المالية وبعد ان ترك خالي العمل في الوزارة تركت ايضا العمل واتجهت إلى التجارة). ويتحدث الشيخ باحارث- رحمه الله - عن حياته الثقافية قائلا: (تأثرت كثيرا وشغفت بكتاب المغني للامام محمد بن قدامة الذي يعتبر من اهم كتب الفقه) ثم يضيف رحمه الله (من الكتاب الذين يعجبونني معالي الاستاذ محمد عمر توفيق والاستاذ عبدالعزيز الرفاعي, والدكتور حسن الهويمل واساليبهم في الكتابة هو السهل الممتنع, اما الشعراء فهما الاستاذان محمد حسن فقي وحسين عرب) ومع ذلك لم ينس فضل اساتذته الذين تربى وتعلم منهم ولم ينسَ زملاءه حيث يقول :(اساتذتي الاجلاء السيد زيني دحلان ومحمد علي شالوه وعبدالله الساسي وعبدالكريم الجهيمان اما زملاء الدراسة المفكر الكبير احمد محمد جمال والاستاذ عبدالعزيز الرفاعي). وقد عانى الشيخ باحارث -قبل وفاته - من مرض (الشيخوخة) الذي اقعده لعدة سنوات وسبق ان ذهب للعلاج في ألمانيا وادخل عدة مرات إلى المستشفى ولكنه في اواخر حياته يقول: (اعيش حياة بسيطة غير معقدة واكرمني الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن وكثرة المال والاولاد وله المنة والفضل).
[تحرير] رجل القرآن :
( الأربعاء - 23/7/1425هـ ) الموافق 8 / سبتمبر/ 2004 - العدد 1179
اعماله التجارية لم تشغله عن خدمة مجتمعه اشتهر بحكمته في فض المنازعات التجارية الاسرية
المصدر : طالب بن محفوظ سخر الشيخ محمد صالح باحارث - رحمه الله - تجارته للعمل الخيري وخدمة القرآن الكريم فبارك الله في ماله وعمله.
يقول الشيخ باحارث - رحمه الله - عن تلك الفترة من حياته: (بدايتي مع العمل التجاري قبل (45) عاما كانت برأس مال قدره (500) الف ريال وكانت في تجارة المواد الغذائية التي احببت العمل فيها رغم حصولي على وكالات عدة من شركات المواد الصحية والمعدات ومواد البناء, لكن تجارة المواد الغذائية التي جذبتني اليها بحكم ان اهلي كانوا يتاجرون فيها, ولي وكالات لمجموعة من شركات المواد الغذائية المشهورة. ويتحدث عن حبه الشديد للتجارة بقوله (مهنة التجارة التي احببتها كثيرا فقد كانت مهنة اهلي, وقد نشأت في تجارة واهلي جميعهم من التجار). كما يوضح سبب اتجاهه لتجارة المواد الغذائية قائلا (لانها سهلة واقدر ان اوزع منها الكثير من البضائع, ورغم ان ربحها جزئي وبسيط لكنني كنت مرتاحا نفسيا لهذا العمل, وقد كنت استورد المواد الغذائية من الخارج, ولي وكالة لمجموعة من الشركات) ثم يضيف - رحمه الله - قائلا (هذه المهنة التي امتهنها ابائي واجدادي, وحققت رغبتي في هذا العمل بعد حوالى ثلاث سنوات ونصف من تخرجي من المعهد العلمي, وكنت خلال عملي في وزارة المالية اعمل في التجارة ولكن بشكل خفيف, وقد بدأت العمل التجاري بمكتب صغير في عمارة الامير عبدالله الفيصل, وكان ايجاره ستة الاف ريال سنويا وبموظف واحد فقط). ولم تشغل الاعمال التجارية الشيخ با حارث - رحمه الله عن خدمة المجتمع حيث يوضح ذلك في وقت من الاوقات بقوله (لم يمنعني عملي التجاري عن التواجد في العديد من الحقول الاجتماعية, فأنا رئيس مجلس اوقاف جدة ورئيس جمعية القرآن الكريم بمكة المكرمة ونائب الرئيس للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بجدة, واعمل محكماً في كثير من القضايا التي تحال إلى ديوان المظالم والامارة, والحمدلله اشعر دائما بالتوفيق في تحكيمي). ويؤكد ذلك ما قاله الشيخ عبود باعشن عندما تحدث عنه قائلا (الشيخ محمد باحارث رحمه الله رحمة واسعة كان له دور هام في فض المنازعات التجارية الاسرية, وانهاء الخلافات فيها فكان رحمه الله يجمع ذوي الشأن من الاسر المتنازعة وله دور في الاصلاح فيما بينها فقد كان يحسم في كثير من مثل هذه القضايا). ومع ذلك فان الشيخ محمد صالح باحارث- رحمه الله- يرفض الاستثمار الخارجي, وان الاصلح والافضل لرجل الاعمال ان يستثمر داخل وطنه, ويتحدث عن ذلك بقوله: (من يدعي انه يستطيع الاستثمار خارج المملكة كاذب, لان استثماراً لاتشرف عليه وغير موجود في القرب منك لايمكن ان ينجح) ويؤكد الشيخ باحارث- رحمه الله- ذلك بقوله: (اقول ذلك من واقع التجربة, فأنا أول من استثمر في السودان عام 1375هـ بزراعة القطن التي اتعبتني كثيراً حيث كنت امكث هناك قرابة الشهرين والنتيجة بلا فائدة).. كما انه رحمه الله يعطي توضيحاً أكثر بقوله: (أي استثمار خارج المملكة يمكن الاستفادة منه في حالة بقاء صاحبه إلى جواره, وما دون ذلك يتعرض للسرقة والنهب والتدليس والكذب). ولم يقتصر الشيخ باحارث- رحمه الله- على ذلك بل يقدم نصيحته للمستثمرين عندما قال: (يحتاج المستثمر لحماية مشاريعه الاستثمارية إلى الخبرة الواسعة, اما اذا كان الاستثمار في الصناعة فإنه يحتاج إلى دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع, اما الناحية التجارية فتأتي بالبديهة والدراسة والخبرة). المستشفى الوطني وحول انشائه مستشفى جدة الوطني يقول رحمه الله: (قبل خمسة وعشرين عاماً قامت بيني وبين الدكتور حامد مطبقاني شركة, فانشأنا مستشفى (جدة الوطني) ثم توسعنا وقمنا ببناء موقع جديد له بتكلفة قدرها 20 مليون ريال وابقينا على موقعنا القديم). كما ان الشيخ باحارث يرفض ان يكون انشاؤه لهذا المستشفى للربح المادي عندما يقول: (هذا المجال لاتوجده فيه الارباح الكبيرة- كما يعتقد البعض- لكن فيه الخير الكثير, والواقع ان المادة ليست اساسية بالنسبة لي لان عندي ما انعم الله به عليَّ من نعم كثيرة والحمدلله, لكن القصد من انشاء المستشفى هو لخدمة المجتمع وخاصة المحتاجين) ويضيف بقوله: (اذا وجد هؤلاء فإننا نقدم لهم الخدمة العلاجية حتى اننا نقدمها في بعض الاحيان بالمجان) ويؤكد ذلك- رحمه الله- بعبارة أكثر توضيحاً عندما قال: (هدفنا من هذا المشروع ليس مادياً ولكن الهدف الاساسي منه تقديم الخدمة لابناء المجتمع وعملية الربح ليست من مبادئي).
[تحرير] رجل القرآن :
( الخميس - 24/7/1425هـ ) الموافق 9 / سبتمبر/ 2004 - العدد 1180
باحارث رجل سعى في تلبية مصالح الناس أدرك أهمية تربية الشباب على القرآن فقدم جهدا مالياً ومعنوياً
المصدر : طالب بن محفوظ
ادرك ان كثيرا من محبي الشيخ محمد باحارث -رحمه الله- يشاطرون اهله العزاء في هذا المصاب الجلل. واعلم ان اهله وخاصته متأثرون بوفاته -رحمه الله- ولو وضعنا في المساحة جميع المحبين له -رحمه الله- لما وسعت هذه المساحة القليلة ولكن نقول بالنيابة عن هؤلاء لاهله وذويه ومحبيه: احسن الله عزاكم وغفر لميتكم واسكنه فسيح جناته. فقد تحدث عن ماثر الشيخ باحارث الكثيرأبدأ بشخصيتين وأكمل البقية في حلقات قادمة . وقد قال عنه ـ رحمه الله ـ الشيخ عمر بادحدح : عرفت الشيخ محمد صالح باحارث -رحمه الله- منذ زمن وبيني وبينه صلات قديمة, ويعد -رحمه الله- من اصدقاء العمر وقد كانت بيني وبينه لقاءات ومشاورات الا ان مرضي ومرضه لم يمكننا من اللقاء في الاعوام الاخيرة, والشيخ باحارث -رحمه الله- كان من الناس الذين يسعون لمصالح الناس وكنت معه في أكثر من لجنة للصلح لحل مشكلات بعض الناس. ويعد -رحمه الله- علماً من الاعلام, له اسهاماته المتميزة وجهوده في كثير من المجالات ابرزها الاصلاح بين الناس وخدمته لكتاب الله الكريم من خلال انشائه جمعيتي القرآن بمكة المكرمة وجدة ودعمه لهما مادياً ومعنوياً. ويقول عنه المهندس .عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدةعرفته عن كثب خلال ترؤسه جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة وهو من رجال الاعمال الصادقين الجادين الملتزمين همته عالية وكما كان ناجحا في تجارته وتعاملاته كان كذلك في علاقته بأوجه البر والخير والاحسان وعلى الخصوص ما يتعلق بالقرآن الكريم فقد حرص على تعلمه وحفظه كما حرص على تعليمه ونشره فكان يدرك اهمية تربية الشباب على كتاب الله وترجم ذلك الادراك بماله ووقته حتى تقدمت به السن وضعف عن متابعة ذلك بنفسه فأوكل المهمة لغيره من اخوانه وظل متواصلا بماله ومشورته حتى توفاه الله وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آنا الليل وآناء النهار) ونحسبه من الصالحين التالين لكتاب الله المنفقين اموالهم في سبيل الله لخدمة القرآن ولا نزكّي على الله احدا. وأضاف المهندس حنفي متحدثاً عن الفقيد : قليل من الرجال من يؤثرون آخرتهم على دنياهم ويبذلون ما لهم وجهدهم في ميادين الخير وفقيدنا بذل من ماله وجهده الكثير لخدمة القرآن الكريم وكان له مع نفر قليل من الرواد الفضل بعد الله عز وجل في تأسيس جماعة القرآن الكريم بمكة المكرمة وجدة وذلك لان عملهم بدأ من ذواتهم واهتمامهم بالقرآن الكريم واستخدم ما رزقه الله من مال وجاه في تأسيس نواة الجمعية في مكة المكرمة والانفاق عليها حتى انتشرت كالشجرة الطيبة وامتدت جذورها لتشمل مدينة جدة وقراها واصبح عدد طلابها يعدون بعشرات الالاف ولم يكن يدور في خلده انها ستصل إلى ما وصلت اليه من التوسع والانتشار حتى اصبح الاشراف عليها يحتاج إلى كوادر عديدة وادارات متعددة وهذا مما يبشر بالخير فالعمل اذا كان صادقا وخالصا لوجه الله يبارك الله فيه ويضاعفه اضعافا كثيرة.
[تحرير] رجل القرآن :
( الأحد - 27/7/1425هـ ) الموافق 12 / سبتمبر/ 2004 - العدد 1183
دعوة لجمعيتي القرآن بمكة وجدة لتكريم مؤسسهما د. يماني: سيرة عطرة.. لرجل ولد بجوار الحرم المكي
المصدر : طالب بن محفوظ
اول شخص طرقت (هاتفه) ليلة وفاة الشيخ محمد صالح باحارث -رحمه الله - هو معالي الدكتور محمد عبده يماني الذي كنت اعلم انه يعرف الكثير عن مآثر الشيخ باحارث -رحمه الله - لكنني وجدته مسافرا خارج المملكة فتحينت وصوله وذهبت اليه في مكتبه في برج دلة, ورغم انشغالاته العديد الا انه استقطع جزء من وقته للحديث عن (رجل القرآن) محمد صالح باحارث -رحمه الله - وقد بدأ معاليه الحديث بهذه العبارة الجميلة: (سبحان الله.. كيف عكف هذا الرجل وقد تجاوز الستين من العمر على حفظ القرآن, واستطاع ان يكمل الحفظ في اربع سنوات واكمل المشوار حتى مع مرضه وتعبه) ويضيف معاليه قائلا (علمت وانا في خارج المملكة بوفاة الرجل الانسان الشيخ محمد صالح باحارث, هذا الرجل الذي عرفنا فيه حبه للقرآن الكريم, وخدمته لطلابه واساتذته وحلقاته وجمعياته, كما عرفنا فيه ذلك الدور الذي يحسب له في تأسيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة مع زميله الشيخ محمد صالح قزاز -رحمه الله). ثم يواصل معاليه الحديث عن مآثر الشيخ باحارث قائلا: (كنت اجتمع بالرجل في مناسبات عدة لفض المنازعات, وعرفت فيه ذلك الحرص الشديد والحكمة في فض المنازعات الاسرية على وجه الخصوص) ويتحدث الدكتور يماني عن تربيته لابنائه بقوله (كان -رحمه الله - رب اسرة كريمة رباها على الخير والفضل والعفة والادب, كان كريما مع اهله وولده من بنين وبنات). ويقول الدكتور يماني متحدثا عن ارتباط الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالشيخ باحارث (كان -رحمه الله - يتصف في ادارته لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالشدة والقوة والبعد عن المجاملة) ثم يضيف معاليه قائلا (سبحان الله الذي بارك في هذه الجمعية التي نشأت صغيرة, وغدت اليوم تحتضن ما يزيد عن (40) الف طالب تخرج منهم الوزراء والاطباء وغيرهم). ويتذكر الدكتور يماني اولئك الرجال الذين كانوا على مقربة من الشيخ باحارث-رحمة الله عليه - عندما انشأ جمعية القران الكريم قائلا: (كان -رحمه الله - على مقربة من مجموعة من الرجال في جمعية القرآن الكريم امثال الشيخ احمد جمجوم, والمهندس عبدالعزيز حنفي والدكتور عبدالله نصيف والاستاذ حسن باحبيشي والسيد امين عطاس, والدكتور احمد محمد علي, والشيخ مصطفى العالم -رحمه الله- والاستاذ فيصل صايغ, والدكتور عصام شيخ, والدكتور عمر الزبير, والشيخ عبود باعشن, والشيخ فتحي الخولي, والحمدلله الذي قيض لهذا العمل مجموعة من الرجال الذين يواصلون المشوار, ويعملون على خدمة كتاب الله عز وجل. ثم يضيف الدكتور يماني قائلا: (من فضائل هذا الانسان رعايته للاوقاف فقد كان يرأس مجلس الاوقاف في جدةوكان يُصلح بين الناس ويعمد إلى فض المنازعات).ويختتم الدكتور يماني حديثه عن ذلك الرجل الانسان الذي افنى حياته في خدمة مجتمعه بقوله (رحم الله الشيخ الحبيب الانسان محمد صالح باحارث الذي ولد بمكة بجوار الحرم المكي الشريف, وكانت اسرته تعيش هناك بجوار المسجد, وكان من أفضل اولاد حارة الشبيكة بمكة سلوكا واخلاقا, وقد تخرج من المعهد العلمي السعودي وبدأ يشق طريقه حتى كسب تلك السمعة العطرة.. نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وغفرانه وان يسكنه فسيح جناته و(انا لله وانا اليه راجعون). تكريم باحارث لم اكد اتحدث مع احد الا ويذكر هذا الرجل بكل خير, خاصة في مجال خدمته للقران الكريم وانشائه لاول جمعيتين لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة وجدة, افلا يستحق خادم القرآن الكريم محمد صالح باحارث ان يتم تكريمه من مسؤولي هاتين الجمعيتين المباركتين?مطلب اضعه امام رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة. اول حديث صحفي قد لايعلم احد ان الشيخ محمد صالح باحارث - رحمه الله كان هو الانطلاقة الأولى بالنسبة لي مع (الصحافة) حتى الشيخ -رحمه الله - نفسه كان لايعلم ذلك.فقبل (17) عاما وبالتحديد في شعبان 1408هـ, ذهبت لحضور احتفال لتكريم حفظة القران الكريم في (مسجد المزيبلي) الذي هو أول مسجد 0حسب علمي - تقام فيه حلقات لتحفيظ القرآن, وكان ذلك الحفل على شرف وحضور الشيخ محمد صالح باحارث -رحمه الله - وكنت في ذلك الوقت افكر في (مشروع صحفي) اتقدم به لاعمل محررا في (عكاظ) وبعد انتهاء الحفل طلبت من الشيخ باحارث -رحمه الله - اجراء حوار صحفي معه, فابدى موافقته على الفوز بتواضع الكبار ووقفت امام ذلك (الرجل المهيب) الذي لم يسبق لي الحديث معه طرحت عليه اسئلتي (غير المرتبة) فكان -رحمه الله - يجيب عليها بعاطفة ابوية كسرت كل (حواجز الخوف) معي ليكون ذلك الموقف انطلاقة لي بالوقوف امام الاخرين دون خوف, وكلما اجريت -طول السبعة عشر عاما - حوارا مع اي شخصية اتذكر ذلك الموقف الذي لاينسى وكان ذلك أول عمل صحفي لي ينشر.
(بالإنجليزية: Mohammad Bahareth) (بالإنجليزية: Sheik. Mohammad S. Bahareth)