حزب فاشي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

لقد اقترح نقل ودمج محتويات هذه المقالة في المعلومات تحت عنوان فاشية. (ناقش)

[تحرير] الظروف التي ساعدت في ظهور الحزب الفاشي الإيطالي

كانت الفاشية نتاج مجموعة مركبة من المؤثرات التاريخية ظهرت في الفترة ما بين الحربين العالميتين، ففي المقام الأول: كان الحكم الديمقراطي حديث التطبيق في أجزاء عديدة من أوروبا، ولم تكن القيم السياسية الديمقراطية قد حلَّت محل القيم السياسية الاستبدادية القديمة؛ وفي مثل هذه الظروف نالت الرُّوح الحماسية للزعامة القوية الكاريزمية قَبولاً قويًّا. وثانيًا: اضطرب المجتمع الأوروبي من جراء التجربة الصناعية التي هددت على وجه الخصوص الطبقة المتوسطة الدنيا التي تضم أصحاب المتاجر والمزارعين والحرفيين، الذين طحنتهم القوة المتنامية للأعمال الضخمة من جهة، والنفوذ المتزايد للعمالة الموجهة من جهة أخرى. وقد استمدت الحركات الفاشية القَدْر الأكبر من الدعم، وكذلك العضوية، من هذه العناصر المحبَطة والمضارَة، المنتمية إلى الطبقة المتوسطة الدنيا. ومن ثم كانت الفاشية في وجه من وجوهها "ثورة قامت بها الطبقة المتوسطة الدنيا" مما يفسر عداوة الفاشية لكل من الرأسمالية والشيوعية. ثالثًا: تأثرت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى تأثرا شديدا بالثورة الروسية، وبالخوف الذي غمر الطبقات ذوات الممتلكات من أن تنتشر الثورة الاجتماعية في أوروبا كلها. وقد حصلت الجماعات الفاشية على الدعم المالي والسياسي دون شك من البرجوازية، وكانت نتيجة ذلك أن نظر المؤرخون الماركسيون للفاشية بوصفها شكلا من أشكال الثورة المضادة في محاولة من الطبقة البورجوازية للحفاظ على السلطة وذلك بدعم الديكتاتوريين الفاشيين. رابعًا: وجهت أزمة الاقتصاد في العالم في ثلاثينيات القرن العشرين ضربة قاضية للأنظمة الديمقراطية الهزيلة، وقد أدى تزايد البطالة والانهيار الاقتصادي إلى خلق أجواء من الأزمات والتشاؤم كانت تربة خصبة لاستغلال المتطرفين السياسيين والجماهير. وأخيرًا: أخفقت الحرب العالمية الأولى في حل الصراعات والعداءات الدولية؛ مما خلف موروثا قاسيًّا من قومية محبطة، ونعرات عصبية، ورغبة عارمة في الانتقام من القوميات الأخرى. واشتد توتر القوميين في الأمم المعدَمة التي هزمت في الحرب مثل ألمانيا التي أصيبت بخيبة أمل بسبب شروط تسوية فرساي السلمية المجحفة. ولما سبق من عوامل لم يكن سقوط الأنظمة الفاشية على يد ثورات أو حركات معارضة شعبية؛ بل جاء بسبب الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، فمنذ عام 1945 لم تحقق الحركات الفاشية إلا نجاحا هامشيًّا؛ مما شجع البعض على الاعتقاد بأن الفاشية ظاهرة لفترة ما بين الحربين.