الإخوان المسلمون في السودان

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يعتبر الإخوان المسلمون في السودان تجربة فريدة و عميقة مقارنة بدول كثيرة نسبة لقرب السودان من مصر حاضنة التجربة الأم .

[تحرير] نشأته

في عام 1949م جاء وفد إخواني من مصر للسودان وعقد كثير من الاجتماعات لشرح فكرهم و ايديولوجيتهم . في ابريل 1949م ظهر أول فرع للاخوان في السودان ، خلال دراسة الطلاب السودانيين في مصر تعرف الكثير منهم على أيديولوجيا الإخوان و جاؤوا ليبشروا بها في السودان ، و خلال الأربعينيات بدأ نشاط مجموعات الإخوان داخل الجامعات السودانية و كان الطلاب الجامعيين هم الدعم الأكبر للحركة . في خطوة لتوحيد المجموعات تحت منظمة واحدة أقيم مؤتمر عام 1954م من مجموعات مختلفة ممثلة للاخوان لها نفس الفكر ، و صوت المؤتمر على إنشاء منظمة موحدة تتبنى أفكار حسن البنا الأب الروحي للاخوان المسلمين .

[تحرير] الاخوان يحكم السودان

ترأس المفكر الاسلامي د/ حسن الترابي الاخوان لفترة من الزمان. تغير اسم المنظمة في عهده أكثر من مرة بسبب تعرض حركات الاخوان المسلمين حول العالم إلى الهجوم والقمع من الأنظمة و للابتعاد عن المشاكل ، و هذه هي مراحل تغير الاسم :

  • جبهة الميثاق الاسلامي : وقد احتضن الكثير من القايدات الاسلامية المطرودة من بلدانها و من أشهرهم أسامة بن لادن .
  • الجبهة الاسلامية القومية : الترابي أصبح الأمين العام للجبهة لتصبح حزباً اسلامياً عصرياً .

الجبهة دعمت حق المرأة في التصويت و الترشح ، و كانت أهدافه الرئيسية هي أسلمة المجتمع و تأسيس حكم الشريعة الإسلامية في السودان . الاخوان اخترقوا البرلمان و الحكومة و الجيش و المنظمات المحلية و الاقليمية و منظمات رعاية المرأة و الشباب . وقد قاموا أيضاً بإنشاء منظمات الرعاية الخاصة بهم مثل شباب البناء و رائدات النهضة ، كما أقاموا الحملات التعليمية لأسلمة المجتمع من خلال الدولة. و في نفس الوقت قاموا بالسيطرة على مؤسسات اسلامية خيرية من أجل الترويج لأفكارهم و التي أدت لنشر أفكارهم في المجتمع . الاخوان أخذوا الادارة في البنوك الاسلامية الناشئة في السودان و أصبحوا موظفين واداريين فيها وأصبحت الممول الأساسي لمشاريعهم ليصبحوا قوة أثرت على سياسة و قانون و دولة و مجتمع السودان .

  • حزب المؤتمر الوطني الحاكم : عندما كانت الاوضاع السياسية مضطربة في السودان استطاع الاخوان بقيادة عمر حسن البشير السيطرة على مقاليد الحكم في السودان في ثورة الانقاذ التي جاءت بالاسلاميين للحكم و من ثم تحول الاسم إلى حزب المؤتمر الوطني الذي أعتبر وعاء يضم جميع الطوائف والأديان السودانية ، و يجدر الاشارة إلى أن الترابي سجن من قبل البشير كما تنازل الاسلاميين عن كثير من أفكارهم بعد إتفاقية نيفاشا للسلام التي ألغت حكم الشريعة في الجنوب و سمحت بالتعاملات الربوية في البلاد و أفسحت المجال للحريات المدنية بالبلاد كما اتهم الكثير من قيادات الحزب و من ضمنهم البشير و الترابي بالفساد . لقد كان انتقال الاسلاميين إلى مرحلة المؤتمر هي مرحلة النهاية لفكرة االاخوان في السودان و الآن لا يوجد ممثل للاخوان في السودان .