المنصور قلاوون

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي الألفي رحمه الله ، أحد أشهر سلاطين المماليك البحرية ، و رأس أسرة حكمت مصر و المشرق العربي ما يزيد على قرن من الزمان ، كان مملوكاً للملك الصالح نجم الدين أيوب ، و أبلى بلاء حسناً في موقعة المنصورة ، و علا شأنه بعد ذلك ، فكان من كبار الأمراء أصحاب النفوذ في دولتي قطز و بيبرس ، و بويع له بالسلطنة في الحادي عشر من رجب سنة 678هـ خلفاًً للملك الضعيف سلامش بن الظاهر بيبرس .

فهرست

[تحرير] صلح السلطان مع سنقر الأشقر

بدأ السلطان قلاوون ولايته بمحاربة الخارجين عليه كالأمير سنقر الأشقر ، حيث بعث إليه حيث هو بالشام جيشاً بقيادة الأمير سنجر ، و ظلا في سجال من القتال حتى توالت الأنباء بقرب عودة التتار فكتب السلطان المنصور إلى سنقر ((إن التتار قد أقبلوا ، و المصلحة أن نتفق عليهم ، لئلا يهلك المسلمون بيننا و بينهم ، و إذا ملكوا البلاد لم يدعوا منا أحدا)) ، فكتب إليه سنقر بالسمع و الطاعة .

[تحرير] وصول التتار و وقعة حمص

في السابع و العشرين من جمادى الآخرة 680هـ وصل الخبر بقدوم منكوتمر بن هولاكو بجيشه إلى عين تاب ، فخرج إليه السلطان و عسكر في حمص ، و استقدم سنقر الأشقر و قواته ، و دخلت التتار حماة فخربوا فيها ، ثم وصلوا إلى حمص حيث التقى الجمعان .

اضطربت ميمنة المسلمين في البداية ، ثم الميسرة ، و ثبت السلطان و من معه ثباتاً عظيماً ، ما حمل الأمراء و القادة على الإنقضاض على التتار و كسروهم كسرة عظيمة ، و جرحوا ملكهم ، و قتلوا منهم الكثير ، و كانت مقتلة تفوق الوصف ، و انتهت المعركة بانتصار المسلمين انتصاراً مظفراً ، و دخل السلطان المنصور دمشق في أبهة النصر في 22 من شعبان و بين يديه الأسرى حاملين رؤوس قتلاهم على الرماح .

[تحرير] استكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين

عزم السلطان المنصور على استكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين التي بدأها أسلافه ، ففي سنة 684هـ فتح حصن المرقب و بانياس و في سنة 688هـ فتح طرابلس عنوة و شمل الأسر و القتل كل من فيها ، و سبيت النساء و الأطفال ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة ، و فرح المسلمون فرحاً عظيماً .

و عزم السلطان على المسير إلى عكا إلا ان الأجل لم يمهله ، فكان شرف فتحها لولده الذي خلفه ، السلطان البطل الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون .

[تحرير] وفاة المنصور قلاوون

توفي السلطان قلاوون بقلعة الجبل بالقاهرة في السابع و العشرين من ذي القعدة سنة 689هـ ، و فيها غُسّل و كفن ، ثم حُمل إلى تربته الملحقة بمدرسة العظيمة بين القصرين (شارع المعز) فدُفن فيها ، و لا تزال المدرسة شامخة شاهدة على عظمة هذا السلطان و ازدهار عهده .

و قد خلف السلطان المنصور ولده السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون الذي استكمل رحلة الجهاد و فتح فتوحاً عظيمة ، و من بعده أخوه الناصر محمد بن قلاوون و ظل الحكم في ولد قلاوون نحو قرن من الزمان .