بولسانو
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Bolzano بولسانو ، مدينة في شمال إيطاليا عاصمة إقليم ترينتينو ألتو أديجي و الذي يسمى أيضا جنوب تيرول و المتمتع بالحكم الذاتي ، وهي عاصمة مقاطعة بولسانو ، سكانها يبلغون 99.847 نسمة ، 73% منهم يتحدث الإيطالية و 26,29% يتحدثون الألمانية و 0,71% يتحدثون اللغة اللادينية .
يحتوي متحف المدينة الأثري على جثة أوتسي الإنسان الذي قتل قبل 5300 عام و حفظت سليمة تحت الجليد لآلاف السنين قبل إكتشافها عام 1991 لتكون أقدم مومياء في العالم .
يوجد بها مقر القيادة العليا للجيش الإيطالي لمنطقة الألب و بعض وحداتها للدعم و القتال .
[تحرير] التاريخ
في البداية سكن هذه المنطقة الريتيون ، ثم استوطنت من قبل الرومان عام 15 قبل الميلاد عن طريق الجنيرال نيرو كلاوديوس دروسوس الذي سميت نسبة له المستوطنة الأولى في منطقة (و هي معسكر للجيش مع جسر على نهر إيزاركو). تأسست قرية قريبة تسمى باوزانوم Bauzanum . و كانت بولزانو نقطة التجارة منذ تأسيسها و ارتقت إلى المدينة قبل أكثر من 800 عاما بسبب موقعها بين المدينتين الرئيسيتين البندقية و آوغسبورغ . يعقد اربع مرات في السنة سوق و يأتي إليه التجار من الجنوب و الشمال و تأسست الإدارة التجارية في عام 1635 . كان يعمل في هذا المكتب كل موسم للسوق اثنين من الموظفين الايطاليين و اثنين من الالمان (معينين من التجار الناشطين هناك) ، و كانت المدينة نقطة إلتقاء الثقافات في ذلك الوقت.
احتلت القوات الإيطالية في نهاية الحرب العالمية الاولى عام 1918 مقاطعة ترينتو المعروفة بالمانية ويلشتيرول Welschtirol (أو تيرول الايطالية) و الجزء الجنوبي الناطق بالالمانية من إقليم تيرول قبل أن تقوم ذلك بضمها وفقا لمعاهدة لندن لعام 1915 ، التي أعطت إيطاليا جميع الاراضي الايطالية في المنطقة (كما عرف بالتقسيم حسب الحدود المائية) بغض النظر عن الأكثريات الاثنية .
بعد صعود الفاشية بدءا من عام 1926 ، خضع ذوي الأصول ألمانية لسياسة الطلينة . و شمل ذلك استخدام الايطالية كلغة رسمية . اغلقت المدارس الالمانية و فرضت فقط الاسماء الايطالية ، و ترجمت العديد من أسماء الأشخاص (مثلا فرانز اصبح فرانكو) ؛ و في بعض الحالات ايضا اسم العائلة يُطليَن (مثلا gruber اصبح Della Fossa و Perathoner اصبح Pietrantoni). و انتقل الكثيرة من الايطاليين إلى المدينة من مناطق أخرى من إيطاليا (خاصة من شمال ايطاليا). تحولت العرقيه الالمانية في جنوب تيرول إلى الدواخل و بمساعدة رجال الدين المحليين حافظوا على هويتها الثقافية من خلال تنظيم مدارس الالمانية سرية (ما يسمى Katakombenschule أو مدارس سرداب الموتى ).
بعد عام 1938 و نتيجة للتقارب بين نازية ألمانيا و إيطاليا الفاشية ، تم الاتفاق على حل المشكلة . باستضافت ألمانيا في الرايخ جميع أولئك الذين يرفضون سياسة الاستيعاب . توقع الفاشيون أن النخب ستذهب و أن الجزء الاكبر من السكان سيبقى . بيد انها أخطئوا و سمحوا لعملاء النازية بالتسلل إلى جنوب التيرول ما دفع السكان الالمان إلى اختيار الهجرة باعداد كبيرة . و كان على اغلبية السكان الذين تحدثون الالمانية ان تختار إما التوجه إلى ألمانيا او الاستيعاب و اختار 80 في المائة تقريبا الذهاب إلى ألمانيا . كان المسؤولون النازيون في ذلك الوقت يخططون لاعادة توطين هؤلاء في الأراضي التي تحتلها ألمانيا مثل لوكسمبورغ او القرم . و لكن مع انهيار الفاشية في عام 1943 ، توقفت الهجرة تماما . و كانت هذه الفترة كانت مؤلمة جدا للسكان الناطقين بالالمانية ، و ظهرت التوترات بين أولئك الذين اختاروا الهجرة إلى ألمانيا و الذين اختاروا البقاء . و قد عاد الثلث فقط من ال 75000 الذين رحلوا فعلا إلى الشمال بعد عام 1945 .
[تحرير] المجتمع و الإقتصاد
بعد الحرب العالمية الثانية و قعت إيطاليا بزعامة رئيس الوزراء ألشيدي دي غاسبيري (الترينتيني و العضو سابق في البرلمان ريخسرات في فيينا قبل عام 1914) و المستشار النمساوي غروبير اتفاقا من شانه ان يضمن المحافظة على درجة من الحكم الذاتي و ضمت بولسانو إلى إقليم ترينتينو التو اديجي الايطالى ذو الأغلبية الناطقة بالايطالية . و مع ذلك فان تنفيذ معاهدة غروبير دي غاسبيري اقل من التوقعات المحلية . صعدت التوترات العرقية على السطح و بلغت ذروتها في موجة تفجيرات و أعمال تخريب خلال الستينات من ناشطي جنوب تيرول . و بدى التعاون مع بعض الجماعات النازية الجديدة في النمسا والمانيا . و فقط بعد اتفاق حكم ذاتي جديد تم التفاوض بشأنه بين عامي 1969-1972 و أعطيت مقاطعة بولسانو إستقلالية أكبر عن الحكومة المركزية الايطالية ، فانحسرت الاشتباكات العرقية . استقلاليه و أخذ الإتفاق 20 عاما قبل ان ينفذ بالكامل . و سمح للمصممون على الدفاع عن ثقافتهم ولغتهم من السكان الناطقين بالالمانية تفادي الاستيعاب . بدلا من ذلك ، بدأ المتحدثون بالايطالية Alto Atesini التو اتيسيني يشكون من التمييز .
و كجزء من إتفاق الحكم الذاتي أصبحت الايطالية و الالمانية و اللادينية هي اللغات الرسمية اقليم جنوب التيرول . الإشارات على الطرق تكتب بالأسماء الايطالية و الالمانية المكتوبة لكي يعكس تعدد الثقافات . كما هو الحال في غيرها من البلدات والقرى في جميع انحاء جنوب التيرول .
وفقا لتعداد السكان لعام 2001 فإن 73 ٪ من سكان المدينة كانوا من المتحدثين بالايطالية . اما الباقون 23 ٪ يتكلمون الالمانية و 1 ٪ لادينية باعتبارها لغتهم الأولى . خارج مدينة بولسانو غالبية السكان يتكلمون الالمانيه كلغة الأولى (وفقا لتعداد عام 2001 ، فان هناك تقريبا 330000 ناطق بالالمانية في جنوب تيرول من بين 475000 من سكان جنوب التيرول) و الايطاليه كلغة ثانية . أقلية صغيرة من الناس تتجدث اللادينية.
المجتمع جنوب تيرول ما زال إلى حد مجزاه عبر الخطوط الاثنيه. لما له من الحكم الذاتي الخاص والفريد مجده والثقافة التعاونيه ، بولسانو هي إحدى اغنى المدن في ايطاليا. و تتمتع بمستوى معيشي مرتفع للغاية و تصنف في المراكز العليا باستمرار في ذلك على مستوى مدن البلاد .
تعتمد المدينة إقتصاديا على خليط من القديم و الجديد مثل الزراعة المكثفة ذات الجوده العالية (بما في ذلك النبيذ والفاكهة ومنتجات الالبان) و السياحة والصناعات التقليدية (الخشب والسيراميك) والخدمات المتطورة . الصناعة الثقيلة (الآلات والسيارات والصلب) التي ركبت خلال عام الثلاثينات من القرن الماضي في معظمها الآن قد فكك . على الجانب السلبي فإن الاقتصاد المحلي يعتمد اعتمادا كبيرا على القطاع العام و خاصة على حكومة المقاطعة المحلية .