البيضا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تقع قرية البيضا في منطقة مصياف التابعة لمحافظة حماه على بعد 2 كم جنوب مدينة مصياف تبعد عن مدينة دمشق حوالي 210 كم وعن حمص حوالي 47 كم و50 كم عن حماه و95 كم عن اللاذقية. موقعها على السفح الشرقي لسلسلة جبال اللاذقية الساحلية وعلى ارتفاع 512 م عن سطح البحر وتشتهر بزراعة محصولي العنب والتين وتتميز المنطقة بالهواء العليل البارد الذي يحول صيف هذه المنطقة إلى فصل آخر في حين تعاني بعض المناطق التي تقع على بعد حوالي25 كم من الحر الشديد.
يبلغ عدد سكان القرية حوالي 800 نسمة في فصل الشتاء وهم سكانها الأصليون المقيمون فيها صيفاً شتاءً، في فصل الصيف يزداد عدد سكان القرية بشكل كبير وخاصة في أشهر تموز و آب و أيلول حتى قد يصل إلى 5000 نسمة يقضون جلّ أوقاتهم في مناطق الشلالات وفي الكافتيريات والمقاهي المنتشرة في كافة مناطق القرية.
يعمل سكان البيضا في الزراعة أو كموظفين لدى الدوائر الحكومية وتتألف القرية من عدة مناطق مقسمة حسب التقسيم الشعبي إلى الحارة الشمالية -السوق أو الجامع أو الحارة الغربية- والحارة القبلية والحارة الشرقية- منطقة المدرسة - منطقة الشلالات - البيادر- عين تلعة.
في القرية عدة مناطق تحتوي على عيون للماء البارد النقي و لعل أهم هذه العيون عين تلعة التي شربت منها القرية على مدى مئات السنين.
تاريخياً القرية مسكونة منذ حوالي الـ 300 عام بعوائلها الحالية أما سابقاً فعلى ما يبدو أنها كانت مسكونة لفترات متقطعة و منها القديم جداً في مناطق قريبة للقرية وذلك واضح من خلال المقابر و لكن لا يوجد معلومات أو دراسات تاريخية صحيحة لهذه المنطقة.
الحياة البشرية:
- الديانة
المسيحية 99% الاسلام 1%
يعتنق الغالبية العظمى من أهالي القرية الديانة المسيحية ( المذهب الشرقي - الروم الارثوذوكس ) يمارسون شعائرهم الدينية في كنيسة القديس جاوارجيوس العائدة لعام 1865م يعمل معظم أهالي البيضا كمزارعين و كموظفين لدى الدوائر الحكومية و تلعب الهجرة الداخلية دوراً كبيراً في تأمين الرزق لأهالي القرية فمدينة دمشق وحدها تحوي أكثر من 60% من عدد المهاجرين العام أما بقية المهاجرين فيتركز أغلبهم في مدن حلب و اللاذقية و حمص و في العقود الأخيرة انتشرت في القرية زراعة الزيتون و صناعة الزيت و كذلك تربية النحل. و كذلك كان للهجرة الخارجية دور فعال في امداد القرية بمصادر الرزق و المال و يتركز معظم المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية.
- معدل الأمطار السنوي: 1500 ملم
- الارتفاع عن سطح البحر: 512- 540 م
- المناخ:متوسطي جبلي
- سرعة الرياح : 15 كم /سا
- الأنهار :يخترق القرية نهر يسمى باسمها بطول حوالي 4.5 كم و يشكل رافداً من روافد نهر العاصي.
- الغابات:تعد أشهر غابات القرية غابة العسيري جنوب غربي القرية و هي غابة مكتظة بجميع انواع الاشجار من صنوبر و سرو و سنديان و بلوط و كذلك بالحيوانات البرية من خنازير و ذئاب و ثعالب
دراسة تاريخية: يعتقد أن القرية سميت بالبيضا بالألف الطويلة و ليس التاء المربوطة نتيجة للون الأحجار التي بنيت بها القرية و التي تحتوي نسبت عالية من الكلس و يبدو هذا واضحاً من خلال اشعار الدكتور انطون رحمة في عام 1935 حيث بدء شعره بقوله "بيضاء يا بحر الهناء الطامي" مما يدل على ان اصل الاسم جاء من اللون الأبيض للحجارة و ليس كما يتداول البعض أنها تعني البيضة ( أي بيضة الدجاجة).
يبدو أن منطقة البيضا و ما حولها سكنت منذ القدم و دليل ذلك وجود مقابر قديمة جداً في مناطق قريبة من القرية و لاتزال الاجيال تتناقل معلومة أن الطريق الذي شقته القديسة هيلانه لدى عودتها إلى روما حاملة صليب السيد المسيح يمر في شرقي القرية.
و يذكر الكاتب نزار الصباغ في دراسته أن اصل أهل القرية من قبيلة " بني كلب " و هم حلفاء للمناذرة قدموا إلى حماه في القرن الرابع الميلادي و اقاموا فيهم ثم هاجروا إلى قرية البيضا تباعاً ليستقروا فيها و نورد هنا النص بحرفيته:
" تعرضت المدينة | و يقصد بها الكاتب هنا مدينة حماه | لعدد من حملات البيزنطيين ضد أهالي بلاد الشام بسبب اختلاف العقائد الدينية ( كهوية وطنية قومية ) وذلك منذ منتصف القرن الرابع للميلاد ، مما أدى إلى هجرة العديد من سكانها إلى المزارع والأرياف والمرتفعات الجبلية ، كما كان للازدياد في الضرائب ذات التأثير السلبي ، هذا إضافة إلى تعرضها لغزوات متبادلة ما بين المناذرة والغساسنة طلباً للسيطرة والنفوذ من جانب ونتيجة لتحالفاتهم مع الفرس والبيزنطيين من جانب آخر، فقد استولى عليها المناذرة عام 554 م. بعد انتصارهم على الغساسنة في معركة "يوم حليمة" ثم خضعت بعدها للغساسنة على عهد " الحارث بن جبلة " ، وكان البعض من القبيلتين يستقر زمناً في حماه وتخومها مما يؤكد حقيقة النسيج الاجتماعي الواحد، ( وعلى سبيل المثال فإن بعضاً من " بني كلب " – حلفاء المناذرة - قدم إلى حماه وأقاموا فيها، ثم غادر بعضهم في عصور لاحقة إلى الجبال الغربية المتاخمة ضمن ما يطلق عليه الآن " قرية البيضا " المجاورة لمدينة مصياف ، ومن هنا فإن البعض من أهالي الحاضر وأهالي قرية البيضا يتبادلون لقب أبناء العم حين اجتماعهم"
و تذكر مصادر تاريخية اخرى أن البيضا كان عبارة عن مستودع اسلحة للاسماعيليين و لأمارة مصياف
و في مصادر اخرى - لهشام سليم موسى- يذكر ان البيضا سكنت باهلها قبل حوالي 300 عام فقط من قبل ابراهيم بولس غنيمة الذي كون شجرة العائلة الاساسية لكل أهالي البيضا.
أما أهم الدلائل الاثرية في القرية فهي:
1- الموينقة : تقع شرق القرية تدل الاثار الباقية فيها على آثار قرية مسيحية بائدة.
2- عين خريبة: عين ماء شرقي القرية بنيت قربه قرية تهدمت و نقلت احجارها لبناء بيوت في القرية.
3- الناغوص : في قلب جبل البيضا و هي شبه غرفة أو مغارة صغيرة حفرت في الصخر