الهلال الشيعي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

[تحرير] ابعاد الهلال الشيعي الطائفية

أعرب الملك الاردني عبدالله الثاني للواشنطن بوست وأثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004 ، من وصول حكومة موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السنة، ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، وهو ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.

ويرى الكاتب الايراني والأستاذ بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران كمران التريمي ان" شبح صعود الشيعة إلى السلطة أثار أفكاراً مفادها أنَّ تحالفاً قيد التكوين سوف يضمّ أنظمة يسيطر فيها الشيعة في إيران، والعراق، وسورية، ولبنان. ورأى بعض الزعماء العرب أنَّ صعود مثل هذا "الهلال الشيعي"، يمكن أن يغيّر المشهد السياسي في الشرق الأوسط. ولدى النظر إلى قضية الهلال الشيعي من وجهة نظر إيرانية، فإننا نحتاج إلى أن نطرح سؤالين: هل ترغب إيران في ذلك؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، هل تعتقد طهران أن ذلك ممكن؟ والإجابة عن السؤال الأول هي بالإيجاب بلا شكّ. فمنذ قيام النظام الديني في إيران، تمثّل واحد من الأهداف الرئيسة لسياسته الخارجية في مساعدة الشيعة في كلّ مكان على المطالبة بحصّتهم في السلطة السياسية. وذلك هو السياق الذي عملت فيه إيران طوال 25 عاماً على إيواء، وتنظيم، وتدريب، وتسليح الجماعات الشيعية العراقية المعارضة لصدّام حسين. ولذلك، وعلى الرغم من التكذيب المتكرر، فإنَّ الحكومة الإيرانية تنتظر على أحرّ من الجمر فوز الشيعة في الانتخابات، والذي سيمكّن من إدماج العراق في المحور القائم الذي يضمّ طهران ودمشق وبيروت. فلطالما كانت العراق تلك الحلقة المفقودة في هذا الحلف. واعتقاد طهران أنَّ احتلال بغداد موقعها في هذا المحور سوف يضاعف قوته ونفوذه".

غير أنّنا لدى التمحيص العميق كما يقول مرهف جويجاتي الابحث في معهد الشرق الاوسط في واشنطن والسوري الاصل" سنجد أن مخاوف الملك عبد الله الطائفية لا أساس لها. خاصةً أنَّ الافتراضات التي تقوم عليها هذه المخاوف هي افتراضات بالغة التبسيط، إنْ لم تكن خاطئة تماماً. فالشيعة، مثل أي طائفة أخرى، ليسوا كتلة واحدة صمّاء. وشيعة العراق يختلفون عن نظرائهم الإيرانيين ثقافياً، ونفسياً، وتاريخياً. أمّا سياسياً، فمعظم شيعة العراق لا يؤمنون بالنظام الديني أو الثيوقراطي الشبيه بذلك القائم في إيران. وبخلاف آية الله الخميني الذي كان ينظر إلى السياسة بوصفها جزءاً من الإسلام، فإنَّ آية الله السيستاني في العراق يناصر فكرة علمانية عن الفصل بين الكنيسة (اقرأ: المسجد) والدولة. وعلاوةً على ذلك، فإنَّ الفروقات بين العلويين في سورية وبين الشيعة، سواء في العراق أم في إيران، هي فروق أكبر أيضاً.

وثانياً، إنَّ السيطرة الشيعية في الجمعية التأسيسية الجديدة في العراق لا تعني بالضرورة أنَّ العراق سوف يتّبع خط إيران السياسي. ومن الأدلة على ذلك أنَّ جمع الشيعة العراقيين قد انكبّ لأشهر مع واشنطن على ترتيب أمور الانتخابات، بينما كانت واشنطن تتبادل الشتائم مع إيران بسبب برنامجها النووي.

ثالثاً، لا تقوم علاقات سورية مع إيران على التقارب الطائفي. والأحرى، أنّ التحالف الاستراتيجي الذي يربط الدولتين يقوم على نظرة حافظ الأسد التي مفادها أنَّ الجمهورية الإسلامية التي أطاحت بالنظام الشاهنشاهي الموالي لأمريكا هي عون للعرب في مواجهتهم مع إسرائيل. كما كانت الغاية من هذا التحالف احتواء العراق وردع صدّام، دكتاتور العراق السابق، عن القيام بمغامرات عسكرية أخرى. وبالمثل، فإنَّ علاقة سورية وحزب الله ترتبط بجيوبوليتيكا المنطقة أكثر بكثير مما ترتبط بالتقارب الطائفي. فدعم سورية لحزب الله هو نتاج حساباتها الاستراتيجية في مواجهة إسرائيل، وليس بسبب شيعية حزب الله. وما يؤكّد على أنَّ التقارب الطائفي ليس من العوامل التي تدخل في حسابات سورية الحاسمة حقيقة أنّ دمشق تدعم أيضاً المنظمات الفلسطينية المقاتلة، وجميعها سنّية".

ان وصول الشيعة إلى الحكم وبطريقة ديمقراطية كما يقول الكاتب الكويتي أحمد شهاب والباحث في مجلة الكلمة اللبنانية " تخوف مبالغ به وليس له ما يُبرره طالما تم هذا الوصول عن طريق صناديق الاقتراع، وباختيار مباشر ونزيه من الشعب العراقي صاحب القرار الأول والأخير، كما أن إقرار حقوق الشيعة في المنطقة التي حددها الملك من إيران إلى لبنان هو واجب على الحكومات أن تؤديه تجاه مواطنيها، وليس عطية أو هبة تُمنح أو تُمنع، إلا أن العقلية الطائفية التي لا تزال تدير شؤون حياتنا اليومية يستعصي عليها فهم هذه الحقائق، كما يصعب عليها الاقرار بحق المواطنين أيا كان مذهبهم بحق المشاركة السياسية دون تمييز أو تفرقة، أي النظر إليهم كمواطنين وليس كشيعة أو سنة.

رفع درجة الحذر من الشيعة والتي جائت في سياق حديث الملك الأردني .. ينقل الانتخابات من كونها عملية ديمقراطية تعني بتطوير الاداء السياسي وبناء الدولة وإيصال الأكفأ، إلى ميدان للتجاذب الطائفي وتكريسا للتخلف والفتنة الطائفية، إنه بقول آخر يبعثر تجربة الشعب العراقي في وحل التخلف العربي، ويصر على إبقاء العراق والمنطقة حبيسة التحصين والقطيعة ضد الآخر لأسباب تتعلق بالعقيدة وهو ما يناقض كل ما ورد في وثائق حقوق الانسان ومبادئ بناء الدولة الحديثة

"