المحارمه
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المحارمه:
يذكر أبو العباس أحمد القلقشندي المتوفي عام 821هـ الموافق 1418م في كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشا( الجزء الأول-المقصد الثاني في أنساب العرب )أن من بطون العرب من جذام ، بنو محرم أو محرمة ، وأنهم بنومحرمة بن زيد بن حرام بن جذام،وأنهم مقيمون بالشرقية من الديار المصرية ،ومن بطون جذام في الشرقية كذلك بنو زيد ين حرام بن جذام .
ويذكر القلقشندي كذلك أن من بني محرمة أولاد العجار أدلاء الحاج من زمن السلطان صلاح الدين وهلم جرا.
و إذا كانت إحدى طرق الحج المصرية تمر في شمال سيناء و غزة حتى بيت المقدس ثم شرق الأردن فالكرك ، بدليل توقف العديد من الحجاج المغاربة في بيت المقدس و سبيلهم يمر عبر مصر كما هو معروف ; فإن لنا أن نفسر على ضوء هذه المعطيات المتداوَل بين أهالي عجور بأن عشيرة المحارمة من أقدم ساكني عجور الحاليين 0 و أن نفترض إشتقاق إسمها من العجار أحدعشائر بني محرمة.
و هذا قد يلقي الضوء على إعتبار عشائر المحارمة و الزيود في سحاب شرقي الأردن من عشائر المصاروة ، كما أنهم يذكرون أنهم في الأصل من مصر ، و يذكرون إلتقائهم في النسب مع محارمة عجور، و أن أجدادهم كانوا يتزاورون مع محارمة عجور.
و عجور هي في الطريق بين غزة و بيت المقدس،فلا يُستبعد سكنى أدلاء الحج لها في العصر المملوكي
و تكمن أهمية كتاب القلقشندي صبح الأعشى في أنه يذكر أنساب أقوام عربية في عصر متأخر بعد نهاية الحروب الصليبية و بداية عصر المماليك البرجية،مع إستقرار الوضع السكاني نسبياً في مصر و بلاد الشام منذ إنتهاء الإجتياح التتري التيموري.
إن حالة الإستقرار هذه قد إستمرت حتى نهاية العصر العثماني،بمعنى أن التغيرات السكانية لم تكن شاملة كما في حالة الغزوات الخارجية الكبرى.
و في العصر المملوكي كان البدو يشتركون في الجيش بقوات إحتياطية، و كان يوكل إلى أُمرائهم حفظ الأمن في المناطق المختلفة مقابل الحصول على إقطاعات ، فلا يُستبعد أن يكون قد حدث رحيل في عصر المماليك البرجية من قِبَل بني محرمة و زيد و العائد الجذاميين و أحلاف أخرى لهم من المنطقة الشرقية المصرية إلىإقطاعات جديدة لهم،في مناطق يعرفونهامن قبل من خلال وظيفتهم كأدلاء لقوافل الحجيج المصري، و لا يُستبعد أن تكون من هذه المناطق بلدة عجور المأهولة بالمسلمين منذ ما قبل العصر الأيوبي،و بلدة سحاب في شرق الأردن حيث منازل المحارمة و الزيود حتى الآن.
والله أعلم
أديب