حركة الحداثة في العمارة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يمكن تتبع أثر حركة الحداثة إلى القرن السادس عشر في فترة ما يسمى بعصر التنوير في أوربا والبعض يرى أنها تعود إلى عصر النهضة في إيطاليا قبل ذلك.

ولكن بالنسبة إلى حركة الحداثة في العمارة والتخطيط العمراني فإنها مرتبطة أكثر بصعود الرأسمالية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حين كانت المدن الأوروبية والأمريكية تتلف وتتداعى بسبب التطور السريع للصناعة خلال القرنين الثامن والتاسع عشر.

دافع الحركة الأساسي كان تخفيف تأثير الرأسمالية الصناعية والموائمة بين مصالح الرأسماليين الذين طوروا مدنا غير مصممة للصناعة الحديثة وأولئك الذين يعيشون فيها ويعانون من اللانظام فيها.

حركة الحداثة كثيرا ما تربط بالماركسية والاشتراكية مع أن البعض يربطها بالفوردية أيضا وذلك لتأثير الأخيرة على النظام العام في المدن.

كان رواد حركة الحداثة يحملون أفكارا يوطوبية: كانوا يؤمنون بمستقبل تحل فيه المشاكل الاجتماعية، تحرر فيه الإنسانية وتتوحد فيه المجتمعات. كان المصممون الحداثيون يرومون تصميم مدن تناسب الصناعة الفوردية وفي نفس الوقت كانوا يرومون حل مشاكل الإسكان الناتجة عن تزايد سكان المدن بتصميم وحدات سكنية قياسية وقابلة للإنتاج الموسع السريع.

كانت فكرة التصميم الأساسية تركز على تصميم عملي، ضخم، موسع ومنطقي. كانت العناصر الرئيسية هي العالمية، التشابه والتجريد؛ كانت تصميماتهم تفتقر إلى المقياس الإنساني والتفاصيل الدقيقة.

يمكن توضيح أفكار حركة الحداثة في العمارة وتخطيط المدن بالآتي:

  • إيمان ب"النظرية العظيمة" للحداثة وتفسيراتها الشمولية لتفسير العلم وتوضيح كل شيء.
  • إيمان ب، وخرافات عن الوحدة الثقافية والاجتماعية والمعاني الشمولية الوطنية.
  • إحساس بالهوية الموحدة، المتفردة والقوية.
  • فكرة الأسرة كنواة للنظام الاجتماعي، مختارين مثال اسر الطبقة الوسطى.
  • النظام المركزي الطبقي المسيطر.
  • الإيمان والاهتمام بالأفكار السياسية الكبرى كالحزب أو الوطن.
  • الإيمان بالعمق/الجذر (القيمة، المعنى، المحتوى) وإهمال السطح (الشكل، المظهر).
  • الإجماع على أن الثقافة العليا هي الطبيعية والسائدة على كل الثقافات الأخرى.
  • الثقافة الجماعية، التسويق الجماعي، الإنتاج الجماعي، الاستهلاك الجماعي.
  • الإحساس بالكل والحدود الواضحة والعامة.