الجالية الفلسطينية في الدنمارك
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الجالية الفلسطينية في الدنمارك
ان الماساة الفلسطينية التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني في هذا العصر, والتي يعلم الجميع تفاصيلها, قد كانت هي الدافع والسبب الرئيس في دفع أبناء شعبنا إلى الهجرة والمنافي البعيد* نعم, لقد اضطر أبناء شعبنا للجوء إلى دول وبلدان كثيرة, ليجد فيها شيئا من الامن والاستقرار, بالرغم من كل ماسي ومعاناة التشرد والغربة * حيث ان هده الماساة ما زالت قائمة مستمرة, يتجرع أبناء شعبنا كاسها إلى يومنا هذا, وبالرغم من ذلك, فان حلم وامل الخلاص والعودة إلى ارض الوطن الحبيب -فلسطين- لم يغب لحظة واحدة عن روح الانسان الفلسطيني المعذبة... نعم ، ان الانسان الفلسطيني لم يفقد الامل وحلم العودة ، برغم ما يمكن ان يقدم له من نعم الحياة ، كبديل عن العودة إلى وطنه فلسطين * وهدا ليس الا نتيجة لما استلهمه الفلسطيني من خلال تجربته معاناته المريرة طيلة زمن المنافي والتشرد, حيث تعلم واكتشف بانه لا بديل له عن فلسطين*
هدا الانسان الفلسطيني-المعجزة- يشبه طائر العنقاء, وبكل معاناته المستمرة ينهض منتفضا ثائرا متحديا, مرة تل اخرى ليذهل العالم من جديد ، وذلك من خلال ما يسطره من بطولات وملاحم نضالية عظيمة,عبر مسيرته الكفاحية من اجل الحرية والخلاص ، والعودة إلى وطنه حرا كريما, وبناء دولته المستقلة, والعيش بامن وبسلام مثل باق الامم والشعوب الاخرى *
من هدا الواقع والمصير المشترك لابناء فلسطين في كل مكان, تعتبر الجالية الفلسطينية في الدنمارك احدى المجموعات الفلسطينية التي انتقلت من هجرة إلى اخرى, اي من الهجرة الاولى والتي كانت من فلسطين الحببيبة إلى لبنان ونتيجة لما ارتكبته العصابات الصهيونية في عام 1948 من جرائم بحقهم من اجل تفريغ فلسطين من ابنائها الاصليين وانشاء مشروعهم الاستيطاني الاستعماري على ارض فلسطين في ذلك الوقت, إلى هجرة ثانية من لبنان إلى الغرب /الدنمارك/ *
ان تاريخ هجرة أبناء الجالية الفلسطينية إلى الدنمارك ليست بالبعيدة ، قياسا على الهجرات الفلسطينية إلى بلاد الغرب, حيث بدات -تقريبا- في ال 80 ، ودلك نتيجة لما عاناه أبناء فلسطين المتواجدين على ارض لبنان من ضغوطات ومعاناة مختلفة, اضافة إلى الغزو الاسرائيلي إلى لبنان عام 82 ، مما دفع بالكثيرين منهم إلى الهجرة واللجوء إلى بلدان العالم ومن هذه البلدان كانت الدنمارك, حيث وصل الالاف منهم اليها *
الاحصاءات عن اعداد الفلسطينيين في الدنمارك
ليس هناك احصاءات دقيقة مفصلة لاسباب عديدة منها مثلا -- ان الاحصاءات الرسمية لا تحدد هوية الفلسطيني الا على اساس الاوراق الثبوتية لديه, حيث هناك الكثيرين من الفلسطينيين حاملي الجنسية اللبنانية او الاردنية, اضافة إلى البعض حاملي الوثائق الاخرى- والتي لا تعتبرجنسية- مثل الوثيقة اللبنانية ، المصرية او السورية الخ ...وهؤلاء هم فقط اللذين يتم احصاءهم على انهم فلسطينيين, اي حاملي الوثيقة فقط ، اما كل من يحمل جنسية دولة ما يتم اعتباره عند الاحصاء على انه موطن لتلك الدولة التي يحمل جنسيها ...*
نعم ، هناك في الاحصاء التقريبي يمكن القول بان الجالية الفلسطينية في الدنمارك يصل عدد ابناءها من 20 إلى 23 الف نسمة, وتشكل نسبة 10 بالمائة من أبناء الجالية المسلمة, والتي يصل عددهم إلى 220 الف نسمة, موزعون على عرقيات مختلفة, حيث يشكلون نسبة 4 بالمائة من عدد سكان الدنمارك البالغ 6 مليون نسمة تقريبا *
ويقطن غالبية أبناء الجالية في تجمعات كبيرة للاجانب في المدن الكبرى مثل-- العاصمة كوبنهاجن ، ومدينة اورهوس ، واودنسي, و البورج ومناطق صغيرة اخرى *
الفلسطينين في الدنمارك جالية حديثة
الفلسطينيين في الدنمارك ينتمون إلى 3 اجيال...
لقد بات الاتجاه السائد في صفوف أبناء الجالية هو الاستقرار, خصوصا مع نشوء اجيال جديدة ولدت وترعرعت في هده البلاد وشعورهم بانهم جزء لا يتجزاء من مجتمع بداء يتفهم فكرة انه مجتمع متعدد الاعراق والثقافات ، لدلك تغير شعور الجيل الثاني من أبناء الجالية بانهم جسم غريب يبغي الارتحال كل يوم ***
ان لكل جيل من أبناء هده الجالية سماته واماله
1 -الجيل الاول
- هم الرعيل الاول من المهاجرين ، واللذين هم الان يمثلون الاباء والاجداد في الانتماء او النسب العائلي *
ويمكن وصف الجيل الاول بايجاز بالامور التالية..
- ضعف المستوى التعليمي والثقافي للغالبية العظمى منهم ، وذلك لاسباب عديدة اهمها الظروف الصعبة التي عاشوها في مواطنهم
السابقة, حيث الحروب والفقر, اي لم تتوفر لديهم فرص التعليم او حتي العيش بامن وسلام *
- الاتجاه نحو العزلة للضعف الشديد في لغة البلد, والتباين في القيم والطباع والعادات *
وهدا ما يؤثر على قدرتهم في التفاعل في محيطهم, وفي اطار المجتمع بشكل عام, اضافة إلى ان البعض منهم يفقد القدرة على التواصل, حتى مع أبناء الاجيال الجديدة من حوله *
- ساهم هدا الجيل في انشاء بعض التجمعات- المذهية- وعدد من الزوايا والمصليات - مساجد - في مناطق سكنهم المعزولة غالبا, والتي تعتبر ملجاء لهم ومساعدا للحفاظ على ارتباطهم بدينهم وقيمهم *
- رغم هذا الحرص في الانتماء إلى الاسلام كدين فان الانحياز الحزبي /المذهبي/ والتنظيمي مازال قويا في اوساطهم *
2-الجيل الثاني
هدا الجيل هم في غالبيتهم من الابناء اللذين قدموا مع عائلاتهم وهم في سن الطفولة او في سن المراهقة ، حيث هم الان يشكلون جيل الشباب الفاعل *
- لقد كان هدا الجيل صاحب الفضل في انشاء العديد من المؤسسات الثقافية والاجتماعية- وعلى سبيل المثال-- الروابط ، الجمعيام ، الاتحادات الطلابية, والمراكز الاسلامية المختلفة *
يهتم هذا الجيل ويلعب دورا كبيرا في المشاركة والانخراط في مجال العمل الاجتماعي, السياسي, والثقافي على مستوى الجالية بشكل خاص والمجتمع الدنماركي بشكل عام *
ويمكن وصف هدا الجيل –الثاني- بالتالي --
- بمستوى علمي وثقافي مرتفع, حيث ينعكس ذلك من خلال التاثير الايجابي في محيطه, اي على مستوى الجالية, وكذلك على مستوى المجتمع بشكل عام * - هناك الدور المتنامي والاهتمام الزائد في التركيز على تعليم الابناء, والاهتمام بستقبلهم, وذلك من خلال العمل على تعزيز روح الانتماء الديني والثقافي في نفوسهم * اضافة ايضا إلى الاهتمام الكبير بان يكون لهم دور ومساهمة في بناء مجتمعهم الجديد - المجتمع الدنماركي-, وكباقي افراد هدا المجتمع, حيث يمكن ان تجدهم في الكثير من المواقع والمؤسسات المختلفة, وربما تبواء بعضهم مواقع متقدمة فيه, كمعلمين, ومحامين, واطباء, واكادميين, وسياسيين *
- تاثير العادات والتقاليد في فهمهم لقيم الاسلام اقل بكثير من الجيل الاول, وحتى تاثير الخلفيات المذهبية والتنظيمية بداء يصبح اقل ايضا * - تفهم الكثيرين منهم لطبيعة وجودهم في المجتمع الدنماركي وضرورة التواصل معه ، ومساهمة الكثيرين منهم في جوانب الحياة المختلفة للمجتمع ،
- تفهم الغالبية منهم لضرورة الموازنة بين محافظة الاجيال الجديدة على هويتها الثقافية والدينية واندماجها في المجتمع الدنماركي ، وان ذلك الاندماج الضروري لا بد منه ، وان حماية الاجيال الجديدة لا تاتي من خلال عزلتهم عن المجتمع *
- هناك البعض من أبناء هدا الجيل من أبناء الجالية الفلسطينية, وغيرها ايضا من أبناء الجاليات المسلمة الاخرى, يرفض التواصل مع المجتمع الغربي- الدنماركي-, ويحمل افكارا واراء متشددة ، ويمكن القول -- ان بعضها يتعدى حالة التشدد إلى التطرف ، حيث ينعكس ذلك سلبا على أبناء الجالياليات المسلمة بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام *
3-الجيل الثالث هو جيل المستقبل
- هم طبعا, جيل المستقبل وامل الجالية في النجاح والفشل...!! - هم الان يشكلون احفاد الرعيل الاول - مازالوا في بداية مشوارهم مع الحياة في هذا البلد - هم الان في المراحل الدراسية المختلفة
الهياكل التنظيمية لابناء الجالية في الدنمارك
فيما يلي رصد لاهم الجوانب التنظيمية لابناء الجالية
-الجمعيات الاهلية والاسلامية
لقد بدات في الانتشار في الدنمارك خلال عقد الثمانينات على يد الجيل الاول والثاني من أبناء المهاجرين الفلسطينيين, حيث يوجد اليوم العديد من هده الجمعيات والمؤسسات والتي تلعب دورا مهما في حياة أبناء الجالية في كافة المجالات, الاجتماعية, الدينية, السياسية, الثقافية والتعليمية *
وتنفسم هده الجمعيات إلى ثلاثة انواع
1- منظمات ذات صفة عرقية
وينصب نشاطها على المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية -وهي على الشكل التالي--
-جمعية الصداقة الفلسطينية الدنماركية -الرابطة الفلسطينية -الشبكة الفلسطينية -الجمعية الثقافية العربية
2- منظمات ذات صفة اجتماعية عامة مثل--
- جمعية متعددي الثقافات
هذه الجمعية تلعب دورا هاما وبارزا, حيث اصبحت تمثل جسرا بين كافة المجموعات العرقية المختلفة في المجتمع الدنماركي, ودلك من خلال الانفتاح والتواصل مع الجميع في مجال نشاطها على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والثقافية *
3- الجمعيات الاهلية الاسلامية
ان أبناء الجالية الفلسطينية هم جزء من أبناء الجالية المسلمة في الدنمارك والتي يشكل ابناءها 2 بالمائة من سكانها... ويشكل معتقدهم الدين الغير الرسمي الثاني للدولة... وكاي جالية مسلمة اخرى في بلاد الغرب, حيث تبدا الامور من المسجد... وفي هده البيئة الخصبة تتكون الجمعيات الاهلية ، حيث تتحول بعد دلك إلى خلايا سياسية منظمة نشطة ... وهدا ما ينطبق على العديد من الجمعيات الاسلامية والتي ينضوي في اطارها اعداد من أبناء الجالية الفلسطينية في الدنمارك *
-1- الوقف الاسلامي الاسكندنافي في العاصمة كوبنهاجن
الوقف الاسكندنافي عبارة عن تجمع ديني شعبي يضم افراد من كافة أبناء الجالية المسلمة في اسكندنافيا *
لا يخضع لاي توجيه سياسي حكومي رسمي ولا ينتمي لاي حركة او جماعة او حزب او تنظيم اسلامي بعينه.
يلتزم بمنهج اهل السنة والجماعة * مسجل لدى السلطات الرسمية الدنمركية كهيئة خيرية للنفع العام *
اهداف الوقف
- خدمة مصالح المسلمين المغتربين بما يحفظ لهم عقيدتهم ويعينهم على تطبيق شرعهم * عرض وايصال عقيدة التوحيد على المجتمعات الغربية بالاسوة الحسنة * -المشاركة العملية الممكنة في قضايا الامة الاسلامية في مختلف ارجاء الارض ..
2- جمعية الاخوة والمساواة
3- جمعية الاحباش
4- حزب التحرير الاسلامي
لا يقتصر نشاط هده الجمعيات على المجال الديني فقط ، بل تقوم بدور كبير في المجالات الاجتماعية, السياسية, الثقافية والتعليمية, وذلك من خلال التوجه إلى أبناء الجالية الفلسطينية بشكل عام... هذا ايضا لا يلغي الجوانب السلبية والنواقص في عمل هذه المؤسسات *
صورة عامة عن اهداف ونشاط الجالية من خلال هده الهياكل التنظيمية
- اولا على الساحة الدنماركية
- العمل على النهوض بمستوى أبناء الجالية على كافة المستويات, الاجتماعية, التعلييمية, الثقافية والسياسية, في اطار المجتمع الواحد * - نعم ، هناك عمل دائم على تعزيز وترسيخ ثقافة الانتماء لفلسطين, وكدلك ايضا للبلد المضيف -بلد المواطنة-وهدا لا يتعارض مطلقا ولا يمكن ان يكون عائقا في الالتزام بما هو واجب علينا نحو هدا البلد -الدنمارك- كوطن ومجتمع مضيف لنا ، حيث نعيش معا على ترابه ونتحمل المسؤولية داتها ايضا في العمل معا على ما يعود على هدا الوطن بالخيير والامن والسلام * - -احياء المناسبات الوطنية والدينية, دكرى النكبة, يوم الارض, وعد بلفور ،يوم التضامن العالمي, اعياد الفطر والاضحى الخ. - التركيز على تعليم الاطفال اللغة العربية, اضافة إلى تعزيز روح الانتماء الوطني والديني لديهم
- التواصل مع الجمعيات العرقية الاخرى مثل--
الجمعيات التركية ،الصومالية والباكستانية وغيرهما في هدا البلد, اضافة إلى التواصل المستمر مع المجتمع الدنماركي, ودلك من خلال العديد من المؤسسات الحكومية والمدنية من اجل تعميق الحوار والعمل معا على كل ما يمكن ان يعزز العلاقة الطيبة, والاحترام المتبادل, والتفاهم بين كافة أبناء هدا المجتمع الواحد *
- ثانيا في اطار انتماء والتزام هذه الجالية بقضيتها /قضية فلسطين/
-التمسك بانتماءها لهذه القضية - القيام بالعديد من النشاطات المختلفة لدعم صمود أبناء شعبنا الفلسطيني على ارضه, ومساندة انتفاضة الاقصى المباركة, وذلك من خلال المسيرات والاحتجاجات على ما يتعرض له شعبنا - تنظيم الندوات والمهرجانات والاعتصامات والتضامن واللقات السياسية والاعلامية - جمع التبرعات وشراء الادوية الخ... - التواصل مع أبناء شعبنا في فلسطين ، وذلك من خلال تنظيم الدعوات لبعض الاخوة من فلسطين للتواصل مع أبناء الجالية
نتائج طيبة
لقد لعب شعبنا الفلسطينيي بمنختلف فئاته, وفي مختلف مواقع تواجده, في خلال مسيرته النضالية الطويلة ، المعمدة بالدم والمعاناة دورا عظيما في التاثير الايجابي, وتحويل قضيته إلى قضية عالمية, حيث احدث هدا الكفاح تغييرا هاما على مستوى الراي العام الدولي- رسميا وشعبيا - وعلى كافة المستويات الثقافية والسياسية في العالم *
وفي اطار هده المسيرة الكفاحية ساهمت الجاليات الفلسطينية في بلدان المهجر بما يفرضه الواجب الوطني عليها نحو قضيتها /قضية فلسطين /, وعلى مستويات مختلفة الثقافية, والسياسية والمادية, والمعنوية, وفي حدود امكانية كل منها * لقد استخاعت هده الجاليات من خلال العديد من النشاطات ان تبرز الصورة الناصعة لنضال شعبنا وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال ، اضافة إلى تصحيح الصور النمطية المشوهة في هده البلدان حول حقوق شعبنا التاريخية وقضيته العادلة *
من هنا كان لهذه الجالية الفلسطينية في الدنمارك دورها ايضا ، وذلك في حدود امكاناتها وظروفها ، والتي يمكن لنا ان نعتبرها متواضعة, قياسا على مستور جاليات قلسطينية اخرى كبيرة لها جذورها العميقة في بلدان المهجر *
واليوم ، وبعيدا عن النظرة التشاؤمية, وبالرغم من كل ما يشوب احوال الجالية من سلبيات على المستوى الداخلي او في علاقتها بالبلد المضيف ، يمكننا القول بان هناك نقاطا ايجابية كثيرة استطاعت الجالية ان تحققها عبر الفترة الزمنية القصيرة لتواجدها في هدا البلد *
-التفاعل الجيد الايجابي في تفهم واقع الجالية ومشاكلها من قبل غالبية أبناء المجتمع الدنماركي ، وعلى كافة المستويات... التعاطف والمساهمة العملية في دعم ومساندة الحقوق الفلسطينية المشروعية - مناصرة قضية شعبنا من خلال الدعم المعنوي والمادي, وذلك من خلال المشاركة في المسيرات والتظاهر الخ...
ان أبناء الجاليات الفلسطينية في بلاد الاغتراب لا يمكنهم الا ان يكونوا جزءا لا يتجزاء من الشعب الفلسطيني الواحد, خصوصا ان الاحداث الماساوية المتتالية على ارض فلسطين تدفع بهم إلى الانجذاب, والتفاعل الدائم, والتصاعد نحو الانتماء لقضيتهم الوطنية *
لقد ساهمت الانتفاضات الفلسطينية في دفع الانسان الفلسطيني إلى ان يرتبط بقوة مع قضايا شعبه ، وذلك من خلال ما زرعته هذه
الانتفاضات من ثقة في نفوسهم بعد الكثير من الاحباطات المتتالية والتي عاشوها قبل ذلك ، وخصوصا بعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان . نعم, لقد استعاد الانسان الفلسطيني الثقة بالنفهس ، وبعد ان اعطته الانتفاضات الفلسطينية طاقة الدفع والامل للخروج من الاحباط, حيث بداء يعبر عن ذاته بافتخار بانتماءه لهذه القضية, لذلك انعكس هذا الامل والافتخار في ردات فعله من خلال تفاعله المباشر مع الاحداث في القيام بالعديد من بالنشاطات المختلفة دعما لهده القضية ولابناء شعبه في فلسطين . - شعور جميع أبناء الجالية بمختلف فئاتهم بالمسؤولية المشتركة, والالتفاف حول قضية واحدة, مما ادى ذلك إلى تعميق روح الجماعة في اوساط ابناءها .
التحديات والعقبات امام الجالية الفلسطينية في الدنمارك
1- التحدي الاول
-تحدي الواقع مع مكان وقيم وبيئة ثقافية مختلفة
والتي يمكن ان نسميه تحدي واقع اللجوء والاغتراب, والحياة في مكان وبيئة مختلفة قيما وثقافة ،اي بالنسبة للافراد والجماعات ذات الخصوصية الثقافية الخاصة والمختلفة, مع واقع المجتمع المضيف
ان أول قضايا الافراد والجماعات في بلد المضيف /المهجر/ ،هي قضية التقبل والتعايش, والاحترام المتبادل, والاندماج في بيئته مع الطرف الاخر . ايضا إلى شعور المهاجر /الغربيب/ بالامن, وبالاستقرار في بيئته الجديدة *
ان هذا الامر لا يكون بالرغبات وحسن النوايا فقط ، بل له اسس يقوم عليها ، وذلك ان اي علاقة تجمع بين طرفان, خصوصا في هذا الاطار/ الاندماج/, حيث لا يمكن فهم العلاقة القائمة بينهما الا على اساس الفهم القانوني والاخلاقي لمسالة الحقوق والواجبات, والتي يتوجب على كل منهم ان يضعها اساسا في علاقته مع الاخر *
من هنا يمكن وضع النقاط على الحروف امام الطرفين, وتجاوز المسائل الخلافية على مسالة الفهم الصحيح لمعنى الاندماج ، اي القضية المطروحة على الطاولة باستمرار /قضية الدمج والاندماج/ *
ان مسالة الاندماج- الدمج- والخصوصية الثقافية اصبحت من اهم القضايا الخلافية بين أبناء الجالية من جهة, وبين البعض من المؤسسات في هذا البلد, خصوصا اليمينية المتطرفة منها وبعض الفئات من أبناء المجتمع الدنماركي من جهة اخرى ، حيث الاختلاف في مفهوم الاندماج لدى الطرفان ينعكس سلبا على العلاقة بينهما ، خصوصا بان هناك من يريد بالاندماج ان تذوب الجالية في نسيج المجتمع الدنماركي ثقافيا ودون اي اعتبار لخصوصيتها الدينية والثقافية *
ان هذا الامر اصبح يشكل اهم التحديات امام أبناء الجالية *
ان هذا التوجه يشكل نوعا من الاعتداء, وعدم احترام لحقوق أبناء الجالية, ومصدرا للقلق والخوف لدى ابنائها *
حيث يظهر ذلك في المواقف السلبية لبعض الجهات في الدنمارك ، خصوصا المجموعات العنصرية واليمينية المتطرفة, والتي تتخد موقفا سلبيا من الوجود الاسلامي خاصة ، والاجنبي عامة في هذا البلد, وفي الكثير من المجالات مثلا— في مجال العمل, المواقف السياسية المعادية للاجانب ، التحريض والذي ينعكس خصوصا من خلال استغلال اي امر او حدث مهما كان تافها ، لتنطلق بعض وسائل الاعلام اليمينية في تضخيمه والتركيز عليه بشكل سلبي, ليثير روحا عدائية للاجانب
- العمل على عدم الاعتراف بالدين الاسلامي رسميا من قبل الدولة كدين رسمي في الدنمارك ، وهذا ما ينعكس سلبا على دعم هذه المؤسسات, والتي تنشط في خدمة أبناء الجاليات المسلمة - ان بعض الاحزاب الدنماركية تستخدم مشكلات وقضيا الاجانب بسوء نية والمتاجرة بها لكسب سياسي ما *
-ان كل ما يحدث من مشكلات لن يكون الا على حساب العلاقات الطبيعية السليمة والحسنة بين الجانبين * -ان استمرار سوء الفهم لمسالة الاندماج سيقود إلى تعقيد المشكلة, وتعميق الهوة, واستمرار التناقض بين الطرفين
- الشئ الطبيعي والسليم لمفهوم الاندماج هو في احترام قوانين هذا البلد ، كذلك احترام قيم وثقافة وتقاليد المجتمع الدنماركي,/ هذا من جانب المهاجرين/ اما من الجانب الاخر على البلد المضيف احترام الخصوصية الثقافية لابناء الجاليات -ايضا تمكين أبناء هذه الجاليات من ممارسة حياتهم الخاصة وفقا لقيمهم الحضارية والثقافية - العمل على توفير كافة الفرص في مجال العمل وغيره وبغض النظر عن الخلفية الثقافية للفرد –المواطن-. ان هذه المفاهيم الايجابية لمسالة الاندماج تعطي الجميع فرصة للتعرف واكتشاف الاخر - ان التفهم والتعامل بحسن نية مع قضايا الجاليات يوفر لها الامكانية في العطاء المتميز, وفي الانتماء الصادق- ليس فقط - لمجتمعها الاصلي, بل ايضا لمجتمعها الذي تشاركه المسؤولية والعيش المشترك, والعمل والبناء والمواطنة * هناك مجال كبير بان يكون الاجانب في هذا البلد قادرين على تقديم كل ما هو مفيد وايجابي في خدمة وطنهم الجديد, ايضا حيث يمكنهم من المساهمة والمشاركة في بنائه وتقدمه, حيث يشكل الاجانب احد مكونات هذا المجتمع وجزء منه وابناءها هم مواطني هذا البلد *
في سياق الحديث عن التحديات امام الجالية الفلسطينية في الدنمارك ، لابد لنا من ذكر الاحداث المؤثرة الاخرى, والتي تنعكس سلبا على اوضاع الجاليات الاسلامية خاصة, ومنها الجالية الفلسطينية كذلك *
الحديث هنا يدور حول حالة العداء للاسلام في بلاد الغرب خصوصا بعد احداث 11 سبتمبر, وحالة التعبئة والتحريض المستمرة من قبل اليمين المتطرف في البلاد, حيث بلغت ذروتها عندما قامت ضحيفة يمينية بنشر صور مسيئة إلى رسول الله عليه السلام*
لقد احدثت هده الرسوم ردود فعل ليس فقط على مستوى الدنمارك, بل تجاوزها إلى كافة انحاء العالم ...
لقد شعر أبناء الجالية بالاهانة والاسائة لهم ، حيث يعتبر ذلك نوع من التمييز ضد فئة وجالية من أبناء الدنمارك, وعنصرية مفضوحة ، وتشجيع على العداء للجالية المسلة في هذا البلد.
بالرغم من ان قضية الرسومات كانت تعبر عن موقف سلبي لبعض اليمينيين في المجتمع الدنماركي, الا ان هذه الصورة لا تعبر عن موقف الغالبية العظمى من أبناء هذا المجتمع, حيث ان
هناك من تصدى لهذا الفعل السلبي المسئ لامة بكاملة .
ايضا كذلك, وبالرغم مما احدثته قضية الرسومات من اساءة للاسلام والمسلمين وضرر كبير للعلاقات بين الطرفين ، الا انها لعبة دورا مهما في فتح الابواب على حوار ونفاش كبيرين بين كافة فئات المجتمع الدنماركي, السياسية والثقافية والاعلامية, مما ساعد على اهتمام أبناء المجتمع الدنماركي, من خلال متابعاتهم احداث هذه القضية, وذلك بالتعرف على الاسلام والمسلمين, مما قد يساعد ويؤدي إلى تفهم أكبر لقضايا الجاليات المسلمة في هذا البلد .
التحدي الثاني 2-
هو ان أبناء الجالية لديهم مشاكلهم الخاصة ايضا من مشاكل داخلية وغيرها, فنحن صورة وانعكاس لبلادنا العربية التي قدمنا منها, اضافة إلى ان البعض منا- نحن الفلسطينيين- يبقى يعيش اسيرا للماضي ...اي الانتماء الفئوي الحزبي والتنظيمي مما ينعكس ذلك سلبا على أبناء الجالية, بحيث يبدد جهدها ويضيع وقتها في التناحر والخلافات الجانبية في كثير من الاحيان, وفي امور لا قيمة لها...!, بدلا من ان يركز الجميع جهوده وطاقاته في العمل على حل مشاكل الجالية, والنهوض بمستوى ابناءها على جميع المستويات, الاجتماعية, والتعليمية, والثقافية والسياسية .
ان تماسك ووحدة الجالية يجعلها قادرة على مواجهة هدا التحدي, والا فنحن في ازمة مع قادم الايام ، حيث الذوبان, وفقدان الهوية, وضياع الاجيال, وخسارة الدنيا والاخرة
ان الامل كبير, خصوصا بان هناك عمل ومساع طيبة, ومن جميع المهتمين من افراد, اضافة إلى جميع المؤسسات المختلفة ، والقائمة على الاهتام بقضايا أبناء الجالية,اي بتجاوز كل ما يعيق عملها في مجال خدمة وتحقيق مصالح واهداف هده الجالية في الدنمارك *
مساهمة بسيطة قد تفيد البعض /ارجو من الله ذلك/
Literaturer
-enternet
www. islam dk Muslima i dk
elwkif - مواقع للجاليات الفلسطينية