سكيكدة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تقع سكيكدة شرق الشريط الساحلي الجزائري علي امتداد 130 كلم تقريبا وهي محصورة بين البحر الأبيض المتوسط ولاية عنابة ، قسنطينة ، قالمة و جيجل، تقدر مساحةها بـ 4137.68 كلم2 . وتمتاز بشطآن روعة في الجمال.

انبثقت ولاية سكيكدة عن التقسيم الإداري لسنة 1974 و هي متكونة من 13 دائرة و 38 بلدية و تعتبر نقطة التدفق لكل المبادلات التجارية القادمة من المدن المجاورة و كذلك هي محور تجاري بين الجوانب الأربعة " الشرق ، الغرب ،الشمال و الجنوب " و هي أيضا مركز اتصال بين داخل المنطقة و البحر و مدينة سكيكدة شرقا، و هذا عبر مختلف فترات الاحتلال التي تزامنت عليها ، بفضل مينائها ( كثيرا ما يخلط اسمه باسم ميناء ستورا) الذي يتميز بخصوصية وجوده في المركز الروماني سينوس نوميديكوس (Sinus Numidicus) في خليج نوميديا وهو واحد من الخلجان الأكثر أهمية في شمال افريقيا، بين رأس بوقروني في الغرب ورأس الحديد في الشرق.

أنشأت المدينة (الرومانية والاستعمارية) على موقع نهر زرامنة وهي محصورة بين تلال بويعلي سبع بيار في الغرب وتلال سكيكدة الموادر، المسماة بوعباز في الشرق.

تعددت الأحياءو المدن الجديدة على السهول الطميية للصفصاف (زرمانة) نحو الجنوب.سابقا كانت تسمى (فيليبفيل) تقع مدينة سكيكدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين مدينتي جيجل و عنابة وتبعد عن الأخيرة ب 80 كم إلى الغرب وهي حاليا من الموانىء الرئيسة في الجزائر و من المدن المهمة فيها وهي عاصمة لولاية سكيكدة .

يعود تاريخها إلى العهد الفينيقي عندما قام المستعمرون الفينيقيون ما بين القرنين ال11 و 12 ق.م بتأسيس عدد من المستعمرات المرفئية التجارية في المنطقة مثل تصفتصف(الصفصاف) نسبة لأشجار الصفصاف ، أستورا (ستورا)، و سكيكدة التي كانت تعرف عند الفينيقيين باسم روسيكاد (رأس-المنارة) و ذلك لأنهم كانوا يشعلون النار ليلا فوق رأس الجبل ليهدوا السفن إلى ميناء أستورا نسبة للألهة (عشتروت) و الذي يقع على بعد 3كم غرب روسيكاد وكانت أستورا ميناء روسيكاد الرئيسي لأن مياهه هادئة دائما و محمي من الرياح الشمالية –الغربية العاصفة بالمنطقة مما شجع على أن تكون ميناءا لها.وكانت روسيكاد تطل على الخليج الذي أسماه الرومان(سينوس نوميديكوس) او خليج نوميديا.

بعد هزيمة قرطاجة في الحرب البونيقية الثانية(218-202 ق.م) أصبحت روسيكاد و أستورا من ممتلكات ماسينيسا ملك نوميديا فتطورت روسيكاد تطورا كبيرا خلال الفترة النوميدية فقد كانت تساهم في تحسين العلاقات التجارية بين الرومان و نوميديا حيث كانت تصدر اللحوم و الزيتون و الثمار إلى الرومان و كل مستعمراتهم.

و بعد سقوط مملكة نوميديا عام 105 ق.م أصبحت روسيكاد و أستورا من المستعمرات الرومانية وكانت تسمى ب(كولونيا فينيريا روسيكادا) و دخلت روسيكاد في الكونفدرالية الرومانية التي ضمت المدن المهمة قيرتا(قسنطينة) ، ميلاف (ميلة) و شولو(القل) وتحول أسم تصفتصف إلى(ثابسوس). و قام الرومان بمد روسيكاد بشبكات من الطرق تمدها بعدد من المدن من أجل تسهيل نقل المنتجات الزراعية و قد كانت المدينة قوية و ثرية في عهد الأباطرة الانطونيون(96-182 م) حيث بلغ عدد سكانهاال100،000 نسمة.

و مع قدوم الوندال انتهت نهاية مأساوية وعانت المدينة كثيرا إلى أن هدمت عام 439م و دمرت مرة أخرى عام 533م على يد آخر ملوك الوندال بعد إنحطاطها و تدهورها. و في القرن ال7 م دخل إليها العرب المسلمون و أسموها رأس سكيكدة .

و نحن نعرف أسماء ستة من القديسين الروسيكاديين المسيحيين و هم : (فيريولوس) الذي حضر مجمع قرطاجة عام (255 م) ، و الذي ربما مات شهيدا كما في السجلات الكنسية المسيحية ، 21 فبراير، كذلك نجد (فيكتور )الذي أدين في مجمع قرتا عام (305 م) بأنه مضلل أو خائن للكتاب المقدس، ونجد أيضا (نافيغيوس) الذي تظهر آثار و نقش يعودوا له ضمن الآثار المكتشفة في الكنيسة التي أقيمت للقديسة (ديغنا) في القرن الرابع م،(فاوسيتينيانوس) الذي حضر مؤتمر قرطاجة عام 411 م مع منافسه (جونير)،(قوينتليانوس)(؟) 425 م،(يوسيبيوس) الذي نفاه هينريك ملك الوندال عام 484 م.

و قد بنيت مدينة فيليبفيل الفرنسية في عهد الإحتلال الفرنسي فوق المدينة الرومانية المبنية بدورها فوق المدينة الفينيقية التي مازال الجزء الاكبر منها مطمورا . ولم يظهر من تلك المدينة الفينيقية الكبيرة سوى بعض الآثار الجنائزية الواقعة في في أعالي أستورا قرب مبنى الساعة.

ومن آثار الرومان في سكيكدة الفوروم الروماني المشيد في مركز مدينة روسيكاد وكذلك جسور الطريق العالي لستورا التي كانت جسور رومانية منسأة بصخور كبيرة ولكن للاسف قامت بلدية المدينة بتغطيتها بالبلاط في بداية الثمانينات. وقد بنيت بنايات عدة حديثة فوق أسس معابد الآلهة الرومانية فينوس ،جوبيتر و ابولو للأسف الشديد. أما المسرح الروماني القديم في روسيكاد فقد كان يسع ل3000 آلاف متفرج الذي يدل على التوسع الكبير للمدينة و الذي يعتبر من أوسع المسارح الرومانية في الجزائر.