ريميني
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Rimini ريميني مدينة تقع في منطقة إميليا رومانيا الإيطالية وهي عاصمة مقاطعة ريميني ، يبلغ عدد سكانها 135,886 نسمة ، تطل المدينة على البحر الأدرياتي .
تتعتبر الملاحة و صيد الاسماك من أهم تقاليدها ، و لعلها تشكل مع ريتشوني و كاتوليكا أهم المصايف منتجعات و البحرية على شاطىء الرفييرا الأدرياتيكية .
فهرست |
[تحرير] التاريخ
[تحرير] التاريخ القديم
عاش الانسان البدائي قبل 800000 عام في المنطقة الساحلية بقِدَم تلة كوفينيانو .
أسس الرومان مستعمرة أريمينوم Ariminum في عام 268 قبل الميلاد ، عند مصب نهر أريمينوس ، في منطقة كان يسكنها الإتروسكان و الأومبريين و الإغريق و الغال ، و ربما استمدت اسمها من نهر أريمينوس القريب (يعرف حاليا باسم ماريكيا) . اعتبرت حصناً ضد الغزو الغالي و أيضا نقطة انطلاق للاستيلاء على سهل بادانيا . كانت ريميني نقطة تقاطع الطرق التي تربط وسط إيطاليا (طريق فلامينيا) و شمال إيطاليا (طريق ايميليا الذي يؤدي إلى بياشنسا و طريق بوبيليا) كما أنها منفتحة تجاريا عبر البحر و النهر .
في القرن السادس قبل الميلاد ، أخذها الغال ؛ و بعد هزيمة الأخيرين (283 قبل الميلاد) ، عادت إلى للأومبريين و أصبحت عام 263 قبل الميلاد مستعمرة لاتينية ، و ساعدت الرومان كثيرا خلال حروب الغال المتأخرة .
تورطت المدينة في حروب أهلية و لكنها ظلت وفية للحزب الأكثر شعبية و قادته ، أولا لغايوس ماريوس ثم ليوليوس قيصر . و بعد اجتياز روبيكون قال هذا الأخير خطابه الأسطوري أمام الحشود في ساحة ريمينى .
لفتت ريميني انتباه العديد من الأباطرة ، فقد عمل أوغسطس الكثير للمدينة ، و هادريان بصورة خاصة عاش فيها فترة عظيمة من تاريخه ممثلة في تشييد النصب المرموق لقوس من اوغسطس ، و جسر تيبريوس و مدرج ، و بَنَت غالا بلاسيدا كنيسة سان ستيفانو .
شهد العالم الروماني أزمة بسبب دمار الغزو و الحروب ، و شهدت قصور الموظفين الإمبراطوريين و الكنائس الأولى ، و قد عقد رمز إنتشار النصرانية مؤتمرا هاما في ريميني عام 359 .
[تحرير] العصور الوسطى
لما غزا القوط ريميني عام 493 حوصر أودواسير في رافينا و اضطر إلى الإستسلام . أخذت و استعيدت ريميني مرات عديدة خلال الحرب القوطية . في جوارها أطاح الجنرال البيزنطي نارسيس بالجرمان عام 553 . و تحت السيادة البيزنطية انتمت إلى البينتابوليس كجزء من ولاية رافينا .
عام 728 أخذها مع العديد من المدن الأخرى ليوتبراند ملك اللومبارديين ، بيد أنها عادت إلى البيزنطيين حوالي عام 735 . و أعطاها الملك بيبين القصير للدولة البابوية ، و لكن أثناء حروب البابوات و المدن الإيطالية ضد الأباطرة ، صفت ريميني إلى جانب الأباطرة .
تعانت في القرن الثالث عشر من نزاعات بين عائلتي غامباكاري أنسيديي . أصبحت المدينة بلدية في القرن الرابع عشر و بأوامر دينية بنيت العديد من الأديرة و الكنائس موفرة فرص العمل لكثير من الفنانين اللامعين . و في الواقع أنشأ الفنان جوتو دي بوندوني في القرن الرابع عشر مدرسة ريميني التي كانت تعبيرا عن الأصل الثقافي المختمر .
خرجت آل مالاتيستا من المعارك بين الفصائل البلدية مع مالاتيستا دا فيروتشيو و الذي سمي عام 1239 بوديستا podestà (لورد إقطاعي) من المدينة . و بغض النظر عن التقطعات أمسكت العائلة السلطة حتى عام 1528 . و في عام 1312 خلفه مالاتيستا الثاني أول signore (سيد) للمدينة ، و شقيقه باندولفو الأول سماه لويس البافاري نائب إمبراطوري في رومانيا . عارض فيرانتينو ابن مالاتيستا الثاني (1335) ابن عمه رامبيرتو و الكاردينال بيرتاندو دل بودجيتو (1331) مندوب البابا يوحنا الثانى والعشرين . مالاتيستا الثالث غواستافاميليا (1363) كان ايضا لورد بيزارو . خلفه مالاتيستا الرابع أونغارو (1373) و غاليوتو عم السابق (1385) و ايضا لورد فانو (من 1340) ، ثم بيزارو و تشيزينا (1378).
ابنه كارلو الأول مالاتيستا و هو واحد من أكثر الكوندوتييري المحترمين في زمنه ، فوسع الممتلكات الريمينية إلى لومبارديا و استعاد الميناء . مات كارلو دون ذرية في عام 1429 ، فانقسمت السيادة إلى ثلاثة أجزاء ، و ذهبت ريميني إلى غاليوتو روبرتو الكاثوليكي المتعصب و الذي تحول إلى عاجز تماما عن أداء هذا الدور . و في الحقيقة حاول الفرع البيزاري من آل مالاتيستا الإستفادة من ضعفه للإستيلاء على المدينة ، ولكن تدخل سيجيسموندو باندولفو مالاتيستا لإنقاذها و هو ابن أخ كارلو و الذي كان في ذلك الوقت في الرابعة عشرة من العمر . و تقاعد غاليوتو في دير و حصل سيجيسموندو على حكم ريميني .
و كان سيجيسموندو باندولفو أشهر لوردات ريميني . عام 1433 أقام الإمبراطور سيجيسموند في المدينة لبعض الوقت بينما القائد الأعلى للجيوش البابوية ، و كان الجنرال الماهر غالبا ما يتصرف ككوندوتييرو لدول أخرى لكسب المال لتزيينها (كما كان مهتما بالشعر). و كان قد أعاد بناء معبد مالاتيستيانو الشهير تيمبيو بإشراف ليون باتيستا ألبيرتي . و لكن بعد صعود البابا بيوس الثاني اضطر إلى الكفاح المستمر من أجل استقلال المدينة . عام 1463 واضطر إلى أن يخضع إلى بيوس الثاني الذي ترك له ريميني و أكثر بقليل ؛ و كاد ابنه روبرتو مالاتيستا (1482) أن يخسر الدولة تحت حكم البابا بولس الثاني و لكنه في ظل البابا سيكتوس الرابع أصبح ضابط قائد في الجيش البابوي ضد ألفونسو نابولي و الذي بدوره هزمه في معركة كامبومورتو (1482). فقد ابنه باندولفو الرابع (1500) ريميني لتشيزاري بورجا ، و بعد الإطاحة به هبط إلى البندقية (1503-1509) ، و لكن استعادها البابا يوليوس الثاني ، و أدرجها في الولايات البابوية . بعد وفاة البابا ليو العاشر ، عاد باندولفو لعدة أشهر ، و حكم و ابنه سيجيسموندو باستبداد . طرده البابا أدريان السادس مرة أخرى وأعطى ريمينى إلى دوق أوربينو نائب البابا في رومانيا. و في عام 1527 تمكن سيجيسموندو من استعادة المدينة ، و لكن في العام التالي انتهت سيادة آل مالاتيستا إلى الأبد .
[تحرير] العصر الحديث
في بداية القرن السادس عشر أصبحت ريميني مدينة بابوية ثانوية ، تحت حكم حكومة محلية بقيادة مندوب بابوي Legatus Pontificius (حاكم مقاطعة في الدولة البابوية).
حتى القرن الثامن عشر ، حيث خربت المدينة اجتيحات الجيوش و الزلازل و المجاعات و الفيضانات و هجمات القراصنة . في هذه الحاله الكئيبة و بسبب ضعف الاقتصاد المحلي ، أخذالصيد أهمية كبرى ، و يشهد على هذه الحقيقة بناء هياكل و ظيفية مثل سوق السمك والمنارة .
في عام 1797 تأثرت ريميني مع بقية رومانيا بمرور القوات الفرنسية فأصبحت جزءا من الجمهورية الألبية . قمعت حكومة نابليون أديرة الرهبان ، و صادرت ممتلكاتهم ، و هدمت الكثير من الكنائس القديمة بما في ذلك كاتدرائية سانتا كولومبا . و في 30 مارس آذار 1815 أطلق جواكينو مورات مناشدته إلى الشعب الإيطالي من ريميني محرضا على الوحدة والإستقلال . و في عام 1845 دخلت زمرة من المغامرين بقيادة ريبوتي المدينة و أعلنت دستورا و سرعان ما ألغي . انضمت ريميني و منطقة رومانيا عام 1860 إلى مملكة إيطاليا .
مزق القصف الثقيل المدينة خلال الحرب العالمية الثانية و بمرورها أمام و على طول ما عُرف بالخط القوطي و لكن بعد التحرير في يوم 21 سبتمبر ايلول 1944 ، بدأت عملية إعادة الاعمار كبيرة ، أدت في نهاية المطاف إلى ازدهار كبير في اقتصاد المدينة السياحي و الذي خلق واقعا جديدا في حضارتها .