جيلا

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

Gela جيلا ، مدينة إيطالية تقع على الساحل الجنوبي في صقلية تعتبر المركز الزراعي والصناعي و التجاري بميناءها المهم الأهم في مقاطعة كالتانيسيتا و أكبر مدنها حيث يبلغ عدد سكانها 77.260 نسمة ، تبعد عن مدينة كالتانيسيتا حوالي 84 كم جنوبا ، على ساحل قناة صقلية في البحر المتوسط ، غرب مصب نهر جيلا .

أحد أهم الصناعات الموجودة هنا هي مصفاة نفطية . يمكن الوصول إلى المدينة من المدن الأخرى مثل سيراقوسة و كالتانيسيتا بالقطار .

فهرست

[تحرير] التاريخ

[تحرير] جيلا القديمة

أسست من قبل مستعمرين جاءوا من جزيرتي رودس و كريت عام 688 ق.م ، أي 45 سنة بعد سيراقوسة . سميت المدينة بهذا الاسم بعد نهر جيلا . كان للإغريق الكثير المستعمرات في جنوب إيطاليا ، و كان لهم تأثير فاعل في هذا المنطقة لقرون عديدة . ازدهرت جيلا و بعد قرن واحد فقط ، أسست مجموعة من جيليين مستعمرة أغريجنتو . و لكن التوسع أدى إلى اضرار اقتصادية و اجتماعية حادة ، اضطرت عوام السكان لمغادرة المدينة و الإقامة في ماكتوريون القريبة . لكن حدثت ثورة معارضة قادها كاهن ديانا الكبير و عاد العوام المبعدين إلى جيلا .

مطاحن هوائية أثرية
مطاحن هوائية أثرية

و لمدة أكثر من قرن لم ترد أي إشارة إلى السياسة الداخلية في المدينة القديمة ، حتى أشار المؤرخون إلى الطاغية كلياندر و الذي حكم جيلا بين عامي 505 قبل الميلاد و 498 قبل الميلاد . و بعد موته انتقلت السلطة إلى أخيه هيبوقراط ، الذي استولى على كاليبولي ، لينتيني ، ناكسوس ، هيرجيتيوس ، و زانكليس ميسينا الحالية . تمكنت فقط سيراقوسة من النجاة التوسيع الجيلي و بمساعدة المدينتين المستعمرتين لها سابقا كورنث و كوسيرا (كورفو) . عندما تمردت كامارينا المستعمرة السيراقوسية في عام 492 قبل الميلاد ، تدخل هيبوقراط لشن حرب ضد سيراقوسة ، و بعد أن هزم الجيش السيراقوسي في نهر هيلوروس حاصر المدينة . لكن في النهاية اقتنع بالتراجع مقابل امتلاك كامارينا . خسر الطاغية حياته في عام 491 ق.م في معركة ضد السيكولي سكان صقلية الأصليين .

خلف جيلو هيبوقراط ، الذي فتح سيراقوسة عام 484 ق.م ، و نقل مقر حكومته إليها . و أُعطي لشقيقه هييرو الأول السيطرة على جيلا . عندما غزا ثيرون من أغريجنتو هيميرا و نزل الجيش القرطاجي في صقلية للتصدي له ، طلب المساعدة من جيلا و سيراقوسة . انتصر جيلو و هيرو في معركة هيميرا اللاحقة و التي قتل فيها القائد القرطاجي هاميلكار .

بعد وفاة جيلو (478 قبل الميلاد) و انتقال هييرو إلى سيراقوسة ، تاركا جيلا لبوليزيلوس . منذئذ أصبح تاريخ المدينة غير مؤكد : و قيل أن المواطنين حرروا أنفسهم من حكم الطغاة و أقاموا حكومة ديمقراطية .

في هذه الفترة عاد العديد من الجليين من سيراقوسة ، و استعادت المدينة جزءا من قوتها : توفي أيشيلوس في هذه المدينة عام 456 قبل الميلاد . و كانت جيلا على رأس الرابطة الصقلية التي صدت اثينييسي محاولة أثينية لاحتلال الجزيرة في عام 424 ق.م .

عام 406 ق.م غزا القرطاجيون أغريجنتو و دمرها بالكامل . طلبت جيلا المساعدة من ديونيسيوس الأول طاغية سيراقوسة . و لكن و لأسباب غير معروفة لم يصل الدعم في الوقت المناسب ، و تحولت جيلا إلى أطلال و نهبت كنوزها (405 ق.م). لجأ الناجون إلى سيراقوسة و عادوا إلى ديارهم عام 397 ق.م و انضموا إلى ديونيسيوس الثاني في نضاله ضد الغزاة ، و شهدوا إقرار استقلالهم في عام 383 قبل الميلاد .

تحت حكم أغاثوكليس (317-289 قبل الميلاد) عانت المدينة مرة أخرى من الصراع الداخلي بين عموم السكان و الأرستقراطيون . و عندما وصل القرطاجيون عام 311 قبل الميلاد واجهوا مقاومة بسيطة و استولوا على المدينة بدعم من الأرستقراطيون . دمّر فينتياس من أغريجنتو جيلا بقسوة و سحق قوتها إلى الأبد في عام 282 ق.م ، وهو الذي كان قد أسس مدينة قرب ليكاتا الحالية .

[تحرير] جيلا في العصور الرومانية و البيزنطية و الوسطى

كاستيللوتشو ( القصر الصغير )
كاستيللوتشو ( القصر الصغير )
برج مانفريا يعد إلى عام 1549
برج مانفريا يعد إلى عام 1549

تحت سيطرة الرومان كانت لا تزال قائمة كمستوطنة صغيرة ، و هي التي ذكرها فيرجيل و بليني الأكبر و شيشرون و سترابو . ثم كانت مركز بيزنطي صغير . و تحت الحكم العربي كانت تعرف ب"مدينة الأعمدة" .

المدينة اللاحقة تأسست في عام 1233 من قبل فريدريك الثاني تحت اسم تيرانوفا Terranova و الذي ظلت معروفة به حتى عام 1928 . المستوطنة الجديدة غرب جيلا القديمة زودت بقلعة و بخط أسوار . و كانت تيرانوفا تعرف ايضا باسم هيراكليس Heracles ، و ظلت حيازتها ملكية حتى عام 1369 ، عندما سلمها الملك فريدريك الثالث من اراغون إلى مانفريدي كيارامونتي الثالث . بيد أنها في عام 1401 صودرت بعد خيانة أندريا كيارامونتي ، و أحيلت لعدة إقطاعيين أراغونيين . عام 1530 استحدث لقب ماركيز تيرانوفا من أجل جوفاني تاليافيا أراغونا ، و حصل ابنه كارلو عام 1561 على لقب دوق . حكم آل تيرانوفا أراغونا المدينة حتى عام 1640 ، عندما أعطى زواج جوفانا تاليافيا أراغونا و إتوري بينياتيلي ملكيتها إلى عائلة هذا الأخير . و حكم آل بينياتيلي الإقطاعية حتى عام 1812 .

[تحرير] جيلا الحديثة

كاتدرائية المدينة بدايات القرن العشرين
كاتدرائية المدينة بدايات القرن العشرين

أعيد تسميتها إلى تيرانوفا Terranova di Sicilia ، و أرجع لها اسمها السابق جيلا في عام 1927 .

أثناء غزو الحلفاء لصقلية في الحرب العالمية الثانية ، قاموا بصد هجوم مضاد مدرع إيطالي ألماني في جيلا في يوليو تموز 1943 .

و بعد الحرب بنيت مصفاة كبيرة لتكرير النفط على أراضي جيلا ، كجزء من خطة إنريكو ماتيي للتوسيع الصناعي . حاول هذا التحرك مساعدة اقتصاد المنطقة ، و لكنه سبب بدلا من ذلك ضرر كبير على مظهر المنطقة البصري و سمعتها السياحية . برنامج البناء الفوضوي الذي نفذ في ظل عدم وجود عملية تخطيط ، أوجد مشاكل إجتماعية مستعصية .

شهدت المنطقة الثمانينات زيادة في قوة منظمة ستيدا المافيوية ، و التي كانت ضالعة في سلسلة طويلة من العنف و القتل . و في ديسمبر كانون الاول 2001 و كجزء من عملية واسعة لمكافحة المافيا يقودها درك المقاطعة ، نفذت 88 مذكرة اعتقال و وجد أن عدد من الشركات تورطت مع عشيرة مافيا جيلا (رينزيفيلو Rinzivillo) في أعمال تبييض الأموال و الإتجار بالمخدرات . نفوذ المافيا القوي في المدينة هو المسؤول جزئيا عن ضعف السياحة في جيلا ، مع محاولات للإستثمار في صناعة السياحة المحلية (من خلال إنشاء الفنادق الخ) توقفت بصورة متكررة و غامضة .

حديثا حسّن برنامج تطوير و انماء الوضع في المدينة بعض الشئ . و قد فتحت جامعتا كاتانيا و باليرمو قد فروعا في جيلا ،و تم ترميم المركز التاريخي فضلا عن المنطقة الأثرية و الواجهة البحرية و كاستيلوتشو .

[تحرير] معرض الصور

[تحرير] Links