الشورجة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سوق الشورجة من اسواق بغداد القديمة والمشهورة يعود تاريخ انشائه إلى العصر العباسي المتأخر.. كان اسمه سوق الريحانين... ثم استبدل إلى سوق العطارين واخيراً سمي سوق الشورجة، فماذا تعني كلمة الشورجة...؟ اختلف المؤرخون في اصل تسميتها فمنهم من يقول انها تعني (الماء والملح)ومنهم من يقول انها تعني (دهن السمسم) ما أن تطأ قدماك سوق الشورجة حتى تشدّك اليها رائحة توابلها الذكية ونكهة اعشابها الطيبة ومنظر شموعها الملونة المدلاة بشكل أنيق وجميل، وحين تتجول في ارجائها تشعر كأنك تعيش في اعماق التاريخ فتأخذك الايام إلى الماضي التليد. انه عالم ساحر وغريب يجمع بين التراث والمعاصرة. لقد أختلف المؤرخون والباحثون في اصل تسمية الشورجة وتعددت آراؤهم، فالشيخ جلال الحنفي يؤكد ان كلمة الشورجة منحدرة من كلمة (شوركاه) اي محل الشورة او (الماء المالح) اذ كانت محلة الشورجة قديما بئرا او بركة ماء فحرّفت إلى الشورجة. ويضيف الشيخ الحنفي ان منطقة الشورجة كانت منطقة مستنقعات وجاءت التسمية من بيع دهن (الشبرج) فيها. الألوسي: الشورجة اسمها مشتق من دهن السمسم! اما الباحث الاستاذ سالم الالوسي فيقول ان اصل كلمة الشورجة جاءت من (الشبرج) وهو دهن السمسم اذ كانت في السوق معاصر خاصة للسمسم والاسم ينسب إلى الشبرجة او الشرجة التي حُرفت إلى الشورجة. ويقول الحاج صالح عيسى وهو من الذين عاصروا سوق الشورجة منذ بدايات القرن الماضي ان هذه السوق المتعارف عليها الان باسم الشورجة هي ليست الشورجة وانما هي التي تبدأ من شارع الملك غازي (الكفاح حاليا) حتى مدخلها في شارع الرشيد عند جامع مرجان. وكانت فيها معالم بارزة شاخصة للعيان تهدّم وانقرض بعضها في فترات مختلفة من الزمن اذكر منها، خان الدجاج وحمام الشورجة وسوق التمارة وسوق الغزل وسوق العطارين وعلاوي الشورجة وخان مخزوم وبنات الحسن ومرقد الحسين بن الروح احد السفراء الاربعة للامام المهدي (عليه السلام) وهو من علماء بغداد في القرون الماضية. ويضيف قائلا، وكتب التاريخ تحدثنا ان هذه السوق العريقة نشبت فيها حرائق عديدة بسبب تكديس البضائع فيها. ففي زمن الوالي جمال باشا السفاح التهمت النيران سوق العطارين وامتدت ألسنة النار إلى جامع مرجان ودام الحريق أكثر من اسبوع. والشورجة سوق تراثية وشعبية عند البغداديين فاغلب البيوت البغدادية تجري سعيا اليها والتبضع فيها خصوصا في ايام رمضان والمناسبات والاعياد واذ تكثر الشموع والتوابل بانواعها ومستلزمات الاعراس والافراح كافة. وحدثنا المهندس الزراعي كمال جعفر ميرزا الذي يمتلك محلا لبيع التوابل والاعشاب في السوق عن اصل تسمية الشورجة قائلا: الشورجة كلمة تركية تتكون من مقطعين المقطع الاول (الشور) ويعني النهر والمقطع الثاني الـ(جه) المتكونة من حرفين فتعني (المالح) وبذلك يكون معنى الشورجة (النهر المالح) او النهر المالح الصغير وهذا مستند إلى القاموس التركي. ويضيف في ذلك الوقت كان الناس مجتمعين حول هذا النهر المالح من اجل البيع والشراء وكل شخص يعرض بضاعته حول هذا النهر. وتعد المنطقة من المناطق التراثية وفي الاونة الاخيرة تعرضت بعض مبانيها القديمة للهدم مثل الخانات التراثية القديمة كخان الاغا الصغير وبعض المباني القديمة الاخرى المجاورة وقد عثر فيها على عدد من آبار الماء المالح وهذا يؤكد على ان التسمية صحيحة. يضم سوق الشروجة عدة فروع وهي اسواق متخصصة تزيد على (19) فرعاً منها سوق الصابون وسوق التوابل وسوق القرطاسية واخر للزجاجيات والفرفوري والفافون إلى غير ذلك.. وله من الخانات 13 خاناً منها خان لاله الصغير، وخان جني مراد، وسبب تسمية الخان بـ(جني مراد) هو انه عند احتراق الخان وانهيار بعض جهاته ظهر وراءها بناء فتخيل الناس ان البناء الذي ظهر هو من عمل الجن ثم خان الامين وخان الاغا الكبير ومن الجوامع 4 جوامع منها جامع النخلة وجامع النوبجي. ومن الحمامات حمام السيد يحيى وحمام البقال خانه. اما المقاهي فقد كان هناك اثنان (مقهى المعلكة) ذلك لانها تقع على سطح احدى العلاوي، وقهوة قدوري التي كان يرتادها قراء المقام، وفيها قرأ المقام عبد الرزاق القبانجي والد الفنان المرحوم محمد القبانجي. أخبار وإشاعات يعد سوق الشروجة مركزاً تجارياً كبيراً لعموم العراق، الا ان خبراً تسرب مؤخراً إلى معظم اصحاب المحال التجارية، وهو ان سوق الشورجة سوق ينقل إلى منطقة بعيدة عن مركز بغداد وسيكون موقعه الجديد في مدينة الصدر وذلك لتخفيف الازدحام الحاصل في شوارع الجمهورية والرشيد والكفاح، ولاسيما ان هذا السوق يمتد عرضاً ليشمل ثلاثة شوارع في آن واحد.. وهي في قلب العاصمة بغداد