بسكرة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

بسكرة هي مدينة جزائرية وهي عاصمة ولاية بسكرة. تقع جنوب شرقي العاصمة الجزائرية.

[تحرير] بسكرة عبر التاريخ

  • ما قبل التاريخ

لقد دلت الحفريات التي وجدت باولاد جلال والمنتشرة عبر بلديات بسكرة من حجارة مصقولة ومناجم ومحطات أن تاريخ المدينة يعود إلى العصور الحجرية الأولى ( الفبصية ) أي حوالي 35000 إلى 10000 سنة خاصة ما وجد منحوتا في الحجارة التي عثر عليها شمال الوادي وقد أكدت هذا المؤرخة " هيرودوك " ، " HERODOC " وأن التواجد الإنساني حول نهر" تريتون " " TRITON " يعود إلى 484 و 420 سنة قبل التاريخ.

  • المرحلة القديمة

كانت مدينة بسكرة كغيرها من المدن الجزائرية ماهولة بالبربر لفترة طويلة وعندما حط الفيينقيون على الساحل المغربي قادمين من الشام موطنهم الاصلي سنة 880 قبل الميلاد وأسسوا دولتهم "البونيقية" و كان لهم عظيم الأثر. وكانت عاصمتهم "قرطاجنة" في عزها إلى أن أحرقت في معركة " جامة" و اضطر الناس للهروب إلى أعالي الجبال عندها تكونت ممالك جديدة ذات سيادة أبرزها "نوميديا" وعاصمتها " سيرتا" (قسنطينة) و أخذت على عاتقها المقاومة و من أعظم ملوكها " يوغرطا" الذي اغتيل غدرا و بدأ زوال "نوميديا" بزوالها رغم ظهور ملوك شجعان آخرين يعدون على الأصابع و انتهت نوميديا سنة 42م تقريبا ، لم يعثر على كثير من الشواهد و الأدلة الخاصة ببسكرة في هذه الفترة.

  • المرحلة الرومانية

ابتدأت حقبة جديدة بعد المرحلة البربرية كرس خلالها الرومان أنفسهم في التغلغل داخل البلاد و أنشؤوا بها العديد من المدن هي: -مدن رومانية: تعتبر كوطن روماني أهلها يتمتعون بكل الحقوق الرومانية ومن بينها مدينة جميلي الصغرى المتواجدة ببلدية أورلال والتي تبعد عن مقر الولاية بسكرة بـ 38 كلم. مدن لاتينية: لها حرية التجارة و التملك و ليس لها حق الانتخاب و الإعفاء من الضرائب مدن بلدية ((MUNICIPALES: لها كل الحقوق الرومانية ما عدا الانتخاب و كانت المدن البلدية بثلاث أشكال:

  • مدن معتبرة حليفة للرومان.
  • مدن حرة.
  • مدن معفاة من الخراج.

و لم يتمكنوا من الوصول إلى الأوراس إلا بعد سنة 100 بقليل تقدمت خلالها مراكز الحراسة و أحاطوا جبل الأوراس الممتنع و لم يتم فتحه إلا أواخر القرن الثاني و بداية الثالث، كان الحد الرومان مارا جنوب الأوراس وشاطىء واد الجدي ببسكرة الأيمن ثم يصعد و يمر وسط جبال الزاب و يقطع واد الشعير. و كان للرومان نقط حربية خلف الحدود ذلك لأنهم ليسوا أمة صحراوية و لا قبل ببيئتها و لأنهم تلقوا مقاومة كبيرة خاصة مقاومة " تكفريناس" التي انطلقت من ضواحي بسكرة.

  • المرحلة الوندالية

الوندال هم قبائل وحشية قادمين من أوربا الوسطى و ليسوا أهل حضارة و هم أقرب للتتار و عند غزوهم للجزائر و وصولهم إلى المنطقة سنة 429 ميلادي نكلوا بأهلها و أحرقوا و دمروا و اغتصبوا الأراضي الخصبة و لم يبقى لهم أثر لأنهم عصابة مدمرة لاقوا مقاومة عنيفة من أهالي المنطقة.


  • المرحلة البيزنطية

سنة 533 ميلادي احتل البيزنطيون المغرب العربي بعدما طردوا الوندال منه و قد أستطاعوا التحكم في سياسية البلاد و فرض سيطرتهم على مساحة كبيرة من الوطن و كانت لهم مدن بالمنطقة أهمها : القنطرة و تهودة و بادس و هم من أوئل ما شيدوا بها و لذلك توجد نسبة كبيرة من الإرث البزنطي أغلبه كان تحت الأنقاض و قد إنتهى هذا الاحتلال عام 647 ميلادي .

  • المرحلة العربية الإسلامية

لقد تم الفتح الإسلامي على يد الفاتح العظيم " عقبة بن نافع " بعد أن أسس القيروان كقاعدة لينطلق منها و كان ذلك سنة 663 ميلادى و تمكن من أن يخضع المنطقة كلها لولا أن ارتد عليه و خيانة الوعد من طرف " كسيلة " حيث دارت رحي معركة أستشهد خلالها التابعي " عقبة بن نافع" بمنطقة تهودة و قد بني له ضريح و مسجد في مدينة تحمل أسمه " سيدى عقبة" ثم جاءت رحلة لا يعلم عنها شيئا و لم يكن التاريخ جد دقيق إلا ما دلت عليه بعض الآثار أو بعض الأثار أو بعض المخطوطات و ما جاء عن الرحالات الذين زاروها و هذا نظرا لأن المدينة شهدت غير ذي مرة زلزال و مرتين حط بها الطاعون الي غير هذا من عادات الزمان و نذكر ماقاله " العياشي " في رحلته " : و بسكرة من أعظم المدن و أجمعها من منافع كثيرة مع توفر اسباب العمران فيها قد جمعت بين التل و الصحراء ذات نخيل كثيرة و زرع كثيف و زيتون ناعم و كتان جيد و ماء جار في نواحها و رحى متعددة تطحن بالماء و مزارع حناء الي غير ذلك و بجملة ما رايت في البلاد التي سلكتها شرقا و غربا لا أحسن منها ولا احصن منها و لا اجمع لاسباب المعاش " و ذكر أن عام 1060 كان عام و باء و انه مات به في بسكرة نحو 70000 ألف و هذا يرشد الي ما بلغ عمرانها بعد " بني مزني " بأكثر من قرنين و نصف قاست فيها ألوانا من شر و ضروبا من الفتن فكيف يكون عمرنها ايام سعادتها و هنائها, أيام بنى مزنى هي امارة شهدتها مدينة بسكرة و قد عاشت نحو قرن و نصف. و أحسن ما نختم به هذه الحقبة التي يجعلها الكثيرين ما قاله الوزير الانزلسي " لسان الدين بن الخطيب " في رسالته عند بعثها لأبن خلدون و هو مقيم عند الامير " احمد بن يوسف ": من أنكر غيثــــا منشؤه فـي الأرض و ليس بمخلفها فبنان بني مزني مـــزن تنـهل بلطف مـــصرفها مزني مـدخل ببســـكرة يـوم نطقت بمـــصحفها شــــكرت حتى بعبارتها و بمعناها و بــــأحرفها ضحكت بـــابي الـعباس مـن الأيام ثنايا زخــرفها وتنكرت الــــدنيا حتى عــرفت مــنها بمعرفتها

  • المرحلة التركية

استنجد داي الجزائر بالاسطول العثماني بقيادة " خير الدين بربروس " و " بابا عروج " بعد ان ضعف الاسطول الجزائري امام الهجمات المتكررة للاسبان الذين استولوا على العديد من المدن الساحلية و تمت تلبيه الدعوة و قدم العثمانون سنة 1516 ميلادى و خلصوا البلاد من شر الاسبان و تمكنوا من فرض حكم ذاتي ، فرضوا حصار طويل الامد على المدينة بقيادة " حسين اغا " و بنو الحصن التركى و ظلوا مسيطرين على البلاد الي غاية الغزو الفرنسي بعد ثلاث قرون من ذلك .

  • الإحتلال الفرنسي والمقاومة الشعبية

احتل الفرنسيون الجزائر عام 1830 م وو صلو الي بسكرة عام 1844 م أ قاموا معسكر لهم بالمدينة و ظهر آنذاك البطل " محمد الصغير العقبي " خليفة الامير عبد القادر الذي شن حربا ضد عائلته " بن قانة ". كما كانت ثورة الزعاطشة ملهمة الثروات سنة 1849 م التي غطت ربع الزيبان كلها بالسعير و كانت بقيادة الشيخ الشهيد " بوزيان " و ثورة العامري سنة 1879 م. و أثناء الحرب التحريرية الكبرى كانت بسكرة مهدا للثوار فانطلق منها " العربي بن المهيدي, " سي الحواس ", " القائد شعباني "... و كان سلاح الثورة قد جيء به من بسكرة عن طريق المجاهد " محمد بوضياف " ( رئيس الجمهورية الراحل ) و شهدت بسكرة أول طلقات الرصاص لإعلان الثورة كما شهدت أول زغاريد الإعلان عن الاستقلال.

  • الإستقلال و الفترة المعاصرة

بدأ عهد لإستقلال الجزائر عام 1962 م و جاءت مرحلة البناء و التشييد فكانت من أهمها أنفصال بسكرة إداريا عن منطقة الأوراس لتصبح ولاية سنة 1975 م و تصبح لها ميزانية خاصة في بناء المنشأت الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية.


[تحرير] الدراسة العمرانية و المعمارية لمدينة بسكرة

  • مقدمة

بسكرة هذه المدينة الضاربة في اعماق التاريخ بجذورها و التي تعود الي 30000 سنة ماضية شهدت خلالها المدينة حقبا نحت تاريخها من ما ورد إلينا باسهاب و منها لا يتعدى بعض المنحوتات التي تدل عليها, و نبدؤها بتسميتها ما معناها و ما مدلولها و الاكيد أن بسكرة اشتقت تسمتها من حلاوة تمورها ورفعة طلعها و نعومة الطقس و غني المدينة فهي إذن "" سكرة "" في القنرة الرومانية كان قد أطلق عليها "" ادبسينام "" و معناها منبع الماء الصافي نسبة الي حمام الصالحين نسبة الي حمام الصالحين ثم اصبحت "" فيسرا "" وتعني همزة الوصل بين الشمال و الجنوب و لتوسطها الطرق التجارية آنذاك و هذا حسب الخريطة الرومانية. و في عهد " يوبا الثاني " و هو أحد ملوك النوميدين اطلق عليها اسم " واد القادر " و هي تسمية ذات اصول عربية لا يعرف لماذا و لكن ربما سنتها قبائل عربية. و بعد القتح الإسلامي اصبحت تسمى "" العربة "" و ثم "" بسكرة "". و بين كل هذه التسميات ظلت بسكرة عروسا للزيبان و تاريخا مجيدا و اشعاعا حضريا و روعة في المقاومة من خلال كل الثورات التي شهدتها الجزئر فهي بحق "" بسكرة ""

[تحرير] التطور العمراني ببسكرة عبر التاريخ

وقد جاء وصف " الورجلاني " لمدينة بسكرة انه كانت تحتوى على بيوت جميلة تتوسطها ساحات كبيرة و بها سطوح و مفتوحة من الخلف على بيوت و خاصة, و قد ذكر أيضا مئذنة مسجد الكبير و شبهها بمنارة سمراء في الضخامة.

  • العصر التركي

لم يدخل الأتراك بسهولة الي المدينة بل ضربو عليها حصار دام اشهرا و خلاله مات الكثير عطشا و لم يسلموا إلى بعد مدة و عندما دخلوا المدينة خرج الناس الي غاباتهم و حقولهم و مزارعهم و بهذا قسمت المدينة إلى قسمين:

  • المدينة القديمة المهجورة: قداشة, باب الضرب و البرج التركي.
  • المدينة الجديدة: المسيد, راس القرية و سيدي بركات.
  • العصر الاستعماري:

دخل الاستعمار الفرنسي المدينة عام 1844 م و استقر أول الامر بالقلعة التركية ثم اقاموا مخططهم الشطرنجي خارج المدينة العربية لعزلهم و لمراقبتهم و لمراقبة سلامة المعمرين, و بهذا كان نسيجين النسيج العربي العتيق و النسيج الفرنسي الحديث وقتها.

العمارة في بسكرة: هناك طرازان معماريان بحكم ما مرت به المدينة: - العمارة المحلية: التي تمتاز بالستعمال المواد الطبيعية من الطوب الطيني وجذوع النخل و الواجهات الصماء و النوافذ الصغيرة و مبدا وسط الدار والبستين الخلفية و الأحياء الضيقة و لا يخلو الحي من ضريح لوالي صالح بنى عليه مسجد يدعي سيدى الوالي و نلاحظ بالمدينة القديمة. - العمارة الاستعمارية: التي تستعمل الحجارة و البلاطات و النوافذ الضخمة ووجود الرواق بدل وسط الدار و الشرفات المفتوحة و الطرق الواسعة والمنظمة بشكل شطرنجي و نجدها في حي المحطة وزقاق بني رمضان. - العمارة الحديثة: بالستعمال المواد الحديثة من خرسانة مسلحة, هيكلة معدنية واشكال مختلفة حسب المدرسة التي ينتمى لها المهندس فنجد البيانات التي شيدها POUILLON مثل فندق الزيبان و مركب حمام الصالحين و ما شيده أخرون ثم الجامعة و مستشفي بشير بن ناصر ، و محطة الحافلات ......


لمدينة بسكرة تاريخ عريق وموقع متميز, فهي تضرب جذورها في أعماق التاريخ, فقد تعاقبت على أرضها الحضارات والثورات من العهد الروماني إلى الفتوحات الإسلامية إلى الغزو الفرنسي والاستقلال. ثم إن موقعها الإستراتيجي كبوابة الصحراء وهمزة وصل بين الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب وبمناخ وتضاريس مثمرة أيضا, كل هذه المعطيات أعطتها أهمية عبر كافة المراحل والعصور التاريخية. وكما كانت الحواضر قديما على ضفاف الأودية والأنهار وعلى منابع المياه وفي الأماكن الحصينة والمنيعة, فان الحركة العمرانية لمدينة بسكرة انطلقت من مصادر المياه فكان منبع حمام الصالحين ومنابع رأس الماء البدايات الأولى ببسكرة فشكلت منابع الحمام ما عرف بـ:" بيسينامADPISSINAME " حيث عثر بالقرب من هذا الحمام على بقايا أثرية. أما الثانية فكانت النواة الأولى لما عرف في العهد الروماني " فيسيرة (VESCERA )" ويبدو أن طبيعة ماء منبع الحمام حال دون توسع "بيسينلم" ليترك المجال الى" فسيرة " لتتحول إلى بسكرة الحالية مع الفتوحات الإسلامية ولتتوسع تحت ظروف تاريخية ومعطيات جغرافية اقتصادية وحضارية.

المبحث الأول: بسكرة وجذورها التاريخية: إن التسمية الأصلية لعروس الزيبان التي تعرف الآن ببسكرة ما تزال محل خلاف المؤرخين سواء كانوا عرب أو أجانب فمنهم من يؤكد أن اسمها مشتق من كلمة " فسيرة (VESCERA) " الروماني الأصل والذي يعني الموقع التجاري نظرا لتقاطع طرق العبور بين الشرق والغرب, الشمال والجنوب, ومنهم من يرى أن التسمية الأولى هي (AD PISCINAME ) أو "بيسينام " وهي كذلك رومانية وتعني المنبع المعدني نسبة إلى حمام الصالحين إلا أن "جيزل " يبدى أقصى التحفظ فيما إذا كانت "فسيرة " قد أخذت تسميتها من بيسينام. ويرى زهير الزاهري أن كلمة بسكرة ترمز إلى حلاوة تمرها ( دقلة نور ) تلك الثمرة التي تزخر بها المنطقة. إلا أن الجميع يشهد بالتاريخ المجيد لهذه المدينة التي ضربت جذورها في القدم. يرتبط تاريخ المدينة مع تاريخ مناطق الجنوب والجنوب الكبير بحيث أرجعت دراسة تاريخ المنطقة إلى حوالي 7000 سنة قبل الميلاد وقسمت تطورها إلى أربعة أقسام أساسية بحيث ميزت كل مرحلة بحيوان كان يعيش في ذلك الوقت وعلى تلك الرسوم التي وجدت على الصخور والحجارة ،فالمرحلة الاولى من 7.000 إلى 5.000 قبل الميلاد سميت بمرحلة البوبال (BUBALE)" وهو حيوان يشبه إلى حد كبير الثور (BUFFLE ANTIQUE) أما المرحلة الثانية تمتد من 3.000 (ق.م) وسميت بمرحلة" البقر (BOVIDIENNE)" المرحلة الثالثة ابتداء من1.200 ق.م سميت بمرحلة " الحصان " للإشارة لوحظ على الرسوم الموجودة أن الأسلحة المستعملة من طرف قبائل هذه المرحلة تشبه إلى حد كبير الأسلحة التي يستعملها " الطوارق " حاليا ( الخنجر والدرع ). المرحلة ما بين القرن الثالث والأول قبل الميلاد سميت بمرحلة " الجمل " خلال هذه المرحلة يلاحظ أن الحصان يفسح المجال للجمل وهذا ما يجسد تصحر المنطقة وبروز قبائل. وبسكرة واحة ضمن واحات الزيبان، و الزاب يعني بالأمازيغية واحة، أما ابن خلدون فقد عرف الواحة بأنها " وطن كبير يشمل فرى متعددة متجاورة جمعا جمعا أولاها زاب الدوسن ثم زاب مليلي ثم زاب بسكرة زاب تهودة وزاب بادس وبسكرة أهم هذه القرى كلها " وقد خضعت المنطقة للاحتلال الروماني فالوندالي ثم البيرنطي وتركوا آثار ما تزال تشهد على الأهمية الإستراتيجية للمدينة وطابعها العمراني المتميز. ومع الفتوحات الإسلامية وخلال القرن السابع الميلادي (663م) تمكن القائد " عقبة بن نافع " من فتح بسكرة وطرد الحاميات الرومانية من المنطقة فكان هذا الحدث تحولا بارزا في تاريخ المنطقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا. وقد تعاقبت على المدينة بعد الفتح عدة دويلات وخلافات: الزيريون، الهلاليون، الحفصيون، الزيانيون، ثم الخلافة العثمانية من القرن 16 إلى القرن 19. خلال فترة العصور الوسطى تميزت بالطابع الإسلامي في شتى مناحي الحياة وبرز ذلك من خلال ما كتبه المؤرخون والرحالة العرب وما بقي من آثار لا تزال شاهدة على ذلك. وباحتلالها من طرف الفرنسيين عام 1844م ونظرا للطابع الاستيطاني والعنصري للاحتلال الفرنسي وضعها كنقطة انطلاق للتوسع في الجنوب، إنشاء حامية لتكون نواة لمدينة جديدة في المكان المسمى " رأس الماء " باعتباره موقع استراتيجي حساس، لتنمو وتتوسع تلك المدينة مع توسع المدنية القديمة ويكون هذا الاهتمام منصبا حول تنمية وتطوير المدينة الجديدة حيث يقيم المعمرون.

المبحث الثاني: الموقع، الطبيعة والسكان

الموقع: تقع المدينة شرق خط غرينتش بين خطى الطول 5° و 6° وشمال شرق بخط ما بين خطي العرض 34° و35° شمالا. وجغرافيا تقع في الشرق الجزائري فهي بمثابة همزة الوصل بين الشمال والجنوب حتى سميت بوابة الصحراء، وبسكرة عاصمة الولاية تقع إلى الشمال منها على مساحة تقدر بـ: 9925 كلم2 تحيط بها بلديات: - الحاجب غربا. - بلدية اوماش جنوبا . - بلدية سيدي عقبة من الجنوب الشرقي . - بلدية شتمة من الشرق . - بلدية برانيس شمالا. كما تقطع المدينة ثلاثة طرق وطنية : الطريق الوطني رقم (05) الذي يربط الشمال الشرقي بالجنوب الشرقي أي ما بين منطقة قسنطينة والوادي. الطريق الوطني رقم (04) الذي يربط المدينة بالجزائر العاصمة الطريق الوطني رقم (83) الذي يربطها بتبسة شرقا.

الطبيعة والمناخ: تضاريسها: تقع المدينة على ارتفاع 120م عن سطح البحر، بين النطاقين الصحراوي والأطلسي بحيث يتمثل هذا الاتصال بالتصدع الكبير (تصدع جنوب الأطلس الصحراوي). في المنطقة الغربية للمدينة نجد سلسة الزاب التي تمتد من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي وتنقسم إلى فرعين، الفرع الشمالي يتجه إلى الشرق نحو شمال المدينة يلتحم مع الجزء الجنوبي لسلسة الأوراس، والفرع الاستوائي المتمثل في سلسلة صغيرة

أما الجيولوجيا، فمنطقة بسكرة تتمثل في مجموعة تكوينات "ترسية" ( TERTIAIRES ) و " كواترنار ( QUATERNAIRES ) " ، مميزة في أرض كلسية " فلوفيان (FLUVIALES )، هذا ما توصلت إليه بعض الدراسات لشركة (SONAREM ) البحث ألمنجمي ونشير إلى أن المدينة تقع في منطقة متعرضة للهزات الأرضية أما عن المناخ فمنطقة بسكرة بحكم موقعها على مشارف الصحراء بمناخ شبه جاف إلى جاف نسبيا وهذا راجع إلى كون امتداد سلسلة الأطلس من جهة وجبال الأوراس والزاب، تحمي المدينة من الرياح الآتية من الشمال والغرب، هذا ما يعطي لبسكرة مناخ خاص حيث يكون شديد الحرارة حينا مصحوب عادة برياح "السيروكو" (الشهيلي ) كما تتميز بشتاء بارد وجاف . الأمطار: للتساقط صلة وطيدة بالحرارة فعندما تكون نسبة التهاطل عالية تقل الحرارة والعكس صحيح، وتساقط الأمطار في هذه المنطقة في المدة الممتدة ما بين شهر ديسمبر وأفريل بمعدل يومين في الشهر كما أن هذه الأمطار عادة ما تكون غير موزعة على مدار أشهر التهاطل، حيث تسبب أحيانا في فيضانات خاصة في فصل الخريف و أوائل فصل الشتاء، وهذا ما يقلل من فائدة هذه الأمطار، أما في باقي السنة فمعدل السقوط ضعيف جدا حيث يساوي يوم من أشهر الصيف كاملة ذلك ما لخص الحرارة عامة. ونسجل أن تساقط الأمطار في هذه العشرية الأخيرة عرف تقلص كبير لم يتعدى (114.4مم/سنة) بمعدل 31 يوما . الرياح: إن الرياح تساهم في انخفاض وزيادة درجة الحرارة والرياح التي تعرفها المنطقة مترددة خلال السنة فنجد الرياح القوية الباردة شتاءا والتي تأتي من السهول العليا ( شمال غرب ) والرياح الرملية في الربيع ، الآتية من الجنوب الغربي عموما. هذه الرياح تسجل عادة في الأشهر الآتية : جانفي ، ماي وجوان . أما في الصيف فريح " السيروكو " القادم من الجنوب الشرقي رغم ضعفه ( 31 يوما / سنة )

السكان: إذا كانت المصادر المتوفرة لا تشير إلى تعداد سكان بسكرة قبل الاستقلال فإنه ما لا شك فيه أنها ظلت عبر العصور ظاهرة عامة بحكم موقعها الاستراتيجي ، والدليل عن ذلك هو انه في القرن 17 ( أي سنة 1650 ) عرفت وباء الطاعون فكانت الحصيلة( 70.000 ضحية حسب العياشي ) 7100 قتيل حسب مصادر أخرى هذا ما يدل على أهميتها كحضارة.

  • بعد الاستقلال وحسب إحصاء 1966 قدر العدد الإجمالي لسكان مدينة بسكرة بحوالي 60 ألف نسمة ( 59258 ساكن ) منها 29579 ذكور و 29769 إناث بحيث يتوزع هذا العدد على الشكل التالي بنسبة 90.77 % في وسط المدينة ، 08.15 % بالتجمعات الثانوية و 1.08 % موزعة عبر الضواحي
  • إحصاء سنة 1977 أعطى النتائج التالية :
  • العدد الإجمالي للسكان 90471 نسمة منهم 44446 ذكور و 46025 إناث موزعة على الشكل التالي 85.10 % بالتجمع الرئيسي وسط المدينة 8.72 % بالتجمعات الثانوية 6.18 % موزعة عبر ضواحي المدينة.
  • النشاطات الأساسية للطبقة العاملة بالنسب حسب القطاعات : الفلاحة 22.98 %، الصناعية 22.23% ، شركات البناء 22.71 % ، التجارة والخدمات 32.06 %

وهذه الأرقام تعكس الأهمية التي حضيت بها المدينة منذ انتقالها إلى مقر ولاية بحيث نجد أن النشاط الفلاحي الذي كان يشكل النشاط الرئيسي للمنطقة تراجع لحساب نشاط القطاعين الصناعي والبناء.

  • إحصاء سنة 1987 قدر عدد سكان المدينة بحوالي 130 ألف ساكن (129557 نسمة ) بنسبة نمو ديمغرافي يعادل 5.27 % عدد الذكور 66166 و الإناث 63391 عرفت هذه الفترة الممتدة من سنة 77 إلى 87 معدل تزايد سكاني يقارب 4200 نسمة في سنة .

هذا ما يمكن اعتبار كعدد إجمالي للهجرة خلال هذه العشرية ، أما القوة العاملة فتقدر بحوالي 24854 نسمة موزعة على النحو التالي: • القطاع الأول (الفلاحة )1.653 نسمة . • القطاع الثاني (الصناعة والبناء )7.692 نسمة . • القطاع الثالث (الخدمات )15.509 نسمة. عموما هذه المعطيات تفرز أرضية المدينة سكانها واقتصاديا وتتطلب تخطيط عمراني يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المدينة كموقع تطورها اقتصاديا وبشريا . إحصائيات جزئية في سنة 1995 قدرت سكان مدينة بسكرة ب170589 الإحصائيات الأولية للتعداد السكاني العام لسنة 1998 أعطى النتائج التالية : .العدد الإجمالي للسكان بالمدينة 175730 . .عدد الأسر 27986 . .عدد المساكن 27335 منها 3331 شاغرة . أما معدل السكن فقد قدر 7.32 (TOL). [ مدينة بسكرة /http://www.eden-algerie]