السيد رضا الهندي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


السيد رضا الهندي


المتوفى 1362

فهرست

[تحرير] شيخ الأدب في العراق

السيد رضا الهندي شيخ الأدب في العراق والعالم الجليل المؤرخ والبحاثة الشهير وهو ابن السيد محمد ابن السيد هاشم الموسوي الهندي(1) ، ولد قدس سره في الثامن من شهر ذي القعدة سنة 1290 هـ . وهاجر إلى سامراء بهجرة أبيه سنة 1298 هـ . حين اجتاح النجف وباء الطاعون ، وكان خامس اخوته الستة ومكث يواصل دروسه في سامراء وكان موضع عناية من آية الله المجدد الشيرازي لذكائه وسرعة البديهة وسعة الاطلاع ، وفي النجف واصل جهوده العلمية على أساطين العلم حتى نال درجة الاجتهاد وعندما انتدبه المرحوم السيد أبو الحسن الأصفهاني للارشاد وذلك بعد أن شهد سابقاً له مراجع الطائفة كالشيخ محمد حسن آل صاحب الجواهر والشيخ الشربياني والملا محمد كاظم الخراساني ويروي إجازة عن أبيه وعن الشيخ أسد الله الزنجاني والسيد حسن الصدر والسيد أبو الحسن والشيخ آغا بزرك الطهراني .


(1) ينتهي نسب الاسرة إلى الامام العاشر من أئمة أهل البيت علي الهادي عليه السلام .


[تحرير] مؤلفاته :

1 ـ الميزان العادل بين الحق والباطل في الرد على الكتابيين ـ مطبوع . 
2 ـ بلغة الراحل في الأخلاق والمعتقدات . 
3 ـ الوافي في شرح الكافي في العروض والقوافي . 
4 ـ سبيكة العسجد في التاريخ بأبجد ، (وقد فُقِدَ) . 
5 ـ شرح غاية الايجاز في الفقه .

ترجم له في الحصون المنيعة فقال : فاضل معاصر وشاعر بارع وناثر ماهر له إلمام بجملة من العلوم ، ولسانه فاتح كل رمز مكتوم ومعرفته بالفقه والاصول لا تنكر وفضائله لا تكاد تحصر ، رقيق الشعر بديعه ، سهله ممتنعه خفيف الروح حسن الأخلاق طيب الأعراق ، طريف المعاشرة لطيف المحاورة ، جيد الكتابة وأفكاره لا تخطئ الاصابة .

وترجم له السيد الأمين في الأعيان والشيخ الطهراني في نقباء البشر والمساوي في الطليعة والخليلي في (هكذا عرفتهم) والخاقاني في شعراء الغري وغيرهم من الباحثين . وكان يدعوني للخطابة في داره بالمشخاب وأقضي ساعات بالمحادثة معه فكان حديثه دروساً جامعة مملوءة بالفوائد وكنت في منابري أتلو شعره الذي قاله في أهل البيت عامة وفي الحسين خاصة ومما حدثني به أن داراً للشيخ مولى اغتصبها الشيخ حرج فأعلن المرجع غصبيتها وعدم جواز الدخول اليها فتحاماها الناس فرجع الغاصب عن رأيه وردّ الدار إلى صاحبها فنظم السيد : 

صبرت يا مولى فنلت المنى والصبر مفتاح لباب الفرج فالحمد لله الـذي لـم يكـن يدخلني الدار وفيها (حرج)


كما روى لي قوله : غزا مهجتي بصفاح اللحاظ ولوع بظلمي لا يصفح ولم أرى من قبـل أجفانـه جنوداً إذا انكسرت تفتح


[تحرير] ومن روائعه

ومن روائعه التي اشتهرت وحفظها القاصي والداني قصيدته (الكوثرية) والمقطع الأول منها في الغزل وباقيها في مدح الإمام أمير المؤمنين علي (ع) : 

أمفلّج ثغرك أم جوهـر ورحيق رضابك أم سكر قد قال لثغرك صانعـه انـا اعطينـاك الكوثـر والخال بخدك أم مسـك نقطّتَ به الورد الأحمـر أم ذاك الخال بذاك الخدّ فتيت الندّ علـى مجمـر عجبا من جمرته تذكـو وبها لا يحتـرق العنـبر


[تحرير] و من قصيدة رقيقة :

الخال فـي وجـنتيك قد لثمـك والشعـر أهـوى مقبلاً قدمك ولـم تنلـني الـذي أنـلـتهمـا فليتني قد لثمـت مَـن لثمـك نحلت مثل السـواك فـيك فمـا ضرك لو أنني رشفـت فمك يـا كشحـة طـال عدل قامتـه فأشك اليه من الذي هضمـك يا جفنه اعتاد بالـضنى جسـدي فليحتمل فوق سقمـه سقـمك يا غصـن طـاولت قـدّه فلئـن يقصفك ريح الصبا فما ظلمك ويا عـنيقـيد قـسـت وفرتـه فيك ، فان استطع شربت دمك يا كعبـة الحسن لـيس يحسن أن تريع بالصـد من أتى حرمك يا أسعـد الخـال فـوق وجنتـه لقد قضى حجـه من استلـمك يا آس فوق الشقيق مَـن رقـمك يا در بين العقيق من نظمـك من ملأ الريـق بالرحيـق ومـن بمسك خال عليـه قد ختمـك من فيك أجرى نواظـري سحبـاً لما رأت كالوميض مبتسـمك بميسم الشوق قـد كـوى كـبدي مَن بسمات الجمال قد وسمـك أنشـاك لـي نـشـوة ومنتزهـاً من أودع الراح والأقاح فمـك مولاي هـل أنـت راحـم كلفـا لو كنت يوماً مكانـه رحمـك


وقال من قصيدة : 

الدهر أبدع فيك فعله حتى حباك الحسن كله ولقد ملكت نصابـه أفـلا تزكّيـه بقبلـه انــا توجهنا اليـك وأنت للعشــاق قبله عجباً لدين هواك شا ع نظامه في كل ملّـه ولهّتَ قلبي في الهوى عطفاً على قلبي المولّه ارحم عزيزاً لـم يكن لولاك يرضى بالمذلـه دنفـاً إذا نام الـورى سهر الدجـى إلا أقلّـه


[تحرير] مواقف من حياتة

وتحدثتُ يوماً في موقف من مواقف الخطابة عن ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام فروى لي من شعره قوله :

لما دعـاك قدماً لأن تولـد في البيت فلبيتـه جزيته بين قريش بأن طهّرت من أصنامهم بيته


ومن محاسن التواريخ قوله مؤرخاً وفاة الزعيم السيد نور السيد عزيز الياسري : 

هذا ضريح فيه نور الهـدى وهو بنور الله مغمور وكيف يخشى ظلمات الثرى أرخ ضريح ملؤه نور


وكتب على الصورة : 

انظر إلى هذا المثال فكل ذي بصر يراه يقول هذا نورُ


[تحرير] من نوادره

ومن نوادره قوله لما كتب السيد محسن الأمين (التنزيه لأعمال الشبيه) وهي مجموعة ظنون نقلت اليه فبنى عليها واعتقد بصحتها فاندفع يكتب قال السيد رضا : 

ذرية الزهراء ان عـددت يوماً ليطري الناس فيها الثـنا فلا تعـدّوا محسناً منهـم لأنها قـد أسقـطت محسنـا


[تحرير] وأرخ عام مقتل الإمام الحسين عليه السلام

وأرخ عام مقتل الإمام الحسين عليه السلام : صرخ النادبون باسم ابن طاها وعليه لم تحبس الدمعُ عينُ لم يصيبوا الحـسين إلا فقيـداً حينما أرخوه (أين الحسين)


[تحرير] مؤرخاً تجديد باب الإمامين العسكريين

وقال مؤرخاً تجديد باب الإمامين العسكريين في سامراء سنة 1345 هـ . 

قـل لمن يمموا النقـى وأمّـوا من حمى العسكري أفضل خطه جئتـم سر مـن رأى فاقيمـوا أبد الدهر في سـرور وغبطـه زرتم لـجتي عطـاء وفضـل يغتدي في يديهما البحـر نقطـه خيرة الناس هم ومَن ذا يساوي في المزايا آل الـنبي ورهطـه قيل أرخ باب التقـي فأرخّـت ببيت فـي قلبي الـوحي خطـه (ادخلوا الباب سجـداً إن بـاب العسكريين دونـه بـاب حطـه)

[تحرير] في لبنان

وذكر الشيخ السماوي في (الطليعة) نماذج من أدبه الحي وألوان من غزله الرقيق ما تطرب له القلوب وتهفو له الأسماع وتسيل له القرائح ولولا الإطالة لنقلت كل ما ذكره الشيخ في مخطوطته ولكني أروي ما علق بالذاكرة من تلك الدرر ، قال لي مرة : كتبت رسالة إلى ولدي السيد أحمد ـ وكان مصطافاً في صيدا ـ لبنان ـ وفيها : 

وكنا إن أردنا منك وصـلا أصبناه ولـو نمشـي رويـدا قصرنا نستعين على التلاقي باشراك الكرى لنصيد (صيدا)


الحلبة الأدبية التي اشترك بها السيد ورائعته المملوءة بالاحتجاج في أيام السلطان عبد الحميد وردت من بغداد قصيدة لعدد من علماء النجف والقصيدة تتضمن الانكار على وجود صاحب الأمر حجة آل محمد وأولها : 

أيا علماء العصر يا من له خبـر بكل دقيق حار في مثله الفكـر لقد حار مني الفكر في القائم الذي تنازع فيه الناس والتبس الأمـر فمن قائل في القشر لبّ وجـوده ومن قائل قذ ذب عن لبّه القشر وأول هـذيـن الـذيـن تقـررا به العقل يقضي والعيان ولا نكر وكيـف وهـذا الوقـت داع لمثلـه ففيه توالى الظلم وانتشر الشـر وما هو إلا ناشـر العـدل والهـدى فلو كان موجوداً لما وجد الجور وإن قيل من خوف الطغات قد اختفى فذاك لعمري لا يجوّزه الحجـر


إلى أن يقول : 

وإن قـيل إن الاختفاء بـأمر مَـن له الأمر في الأكوان والحمد والشكر فـذلك أدهى الـداهيات ولـم يقـل بـه أحـدٌ إلا أخـو السفـه الغمـر أيعجز رب الخلق عن نصر حزبـه على غيرهم حاشا فهـذا هـو الكفـر فحتام هذا الاختفـاء وقـد مضـى من الـدهـر آلاف وذاك لـه ذكـر وما أسعد السرداب في سر من رأى له الفضل عن أمّ القرى ولـه الفـخر فيا للأعاجيـب التي مـن عجيبهـا ان اتخـذ السرداب برجاً لـه البـدر فيـا علمـاء المسلـمين فجاوبـوا بحـق ومن رب الورى لكـم الأجـر وغوصوا لنيل الدر أبحـر علمكـم فـمنهـا لنا لا زال يستـخرج الـدر


فانبرى للجواب جماعة من فطاحل الأدب وفرسان الشعر ولغة العرب
1 ـ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بقصيدة تربو على 300 بيتاً ، على الوزن والقافية نظمها سنة 1317 هـ . وهي السنة التي وردت بها القصيدة ، والقصيدة مثبتة في مخطوطنا (سوانح الأفكار في منتخب الأشعار) ج 4 / 230 . 
2 ـ السيد محسن الأمين العاملي بقصيدة على القافية والروي بـ 309 بيتاً وشرحها شرحاً مبسوطاً وأسماها (البرهان على وجود صاحب الزمان) طبعت بالمطبعة الوطنية بالشام عام 1333 هـ . 
3 ـ قصيدة الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفى 1352 هـ . أيضاً على الوزن والقافية طبعت في آخر كتابه (حاشية البيع) كما أثبتها السيد الأمين في ترجمته في أعيان الشيعة .   
4 ـ كتاب كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار للعالم الكبير الحاج ميرزا حسين النوري ، طبع سنة 1318 هـ . 
5 ـ قصيدة الشيخ رشيد الزبديني العاملي المتوفى بالنجف سنة 1317 هـ . 
6 ـ قصيدة الشيخ عبد الهادي شليلة ابن الحاج جواد البغدادي المعروف بالهمداني والمتوفى سنة 1333 هـ . 
7 ـ ارجوزة للسيد علي محمود الأمين العاملي المتوفى سنة 1328 هـ . في ماية وتسعة عشر بيتاً ذكره السيد الحجة السيد حسن الصدر في (التكملة) . 
8 ـ قصيدة الشيخ محمد باقر الهمداني البهاري . 
9 ـ قصيدة السيد رضا الهندي المترجم له وهذه قصيدته : 

يمـثلك الشوق المبـرح والفكـر فلا حجبٌ تخفيك عني ولا ستـر ولو غبتَ عني ألف عام فإن لـي رجاء وصال ليس يقطعه الدهـر تراك بكل الناس عيني فلم يكـن ليخلوَ ربعٌ منك أو مهمـه قفـر وما أنت إلا الشمس يـنأى محلّها ويشرق من أنوارها البر والبحـر تمادى زمان البعـد وامـتدّ ليلـه وما أبصرت عيني محياك يا بدر ولو لم تعللني بـوعدك لـم يكـن ليألف قلبي من تباعدك الصبـر ولكن عقبـى كـل ضيق وشـدة رخاءٌ وإن العسر مـن بعده يسر وان زمان الظلـم ان طـال ليلـه فعن كثب يبدو بظلمائـه الفجـر ويُطوى بساط الجوز في عدل سيدٍ لألوية الدين الحنيف بـه نشـر هو القائم المهدي ذو الوطأة التـي بها يذر الأطواد يرجحها الـذر هو الغائب المأمول يـوم ظهـوره يلبيه بيت الله والركن والحجـر هو ابن الإمام العسكري محمــد بذا كله قد أنبأ المصطفى الطهر كذا ما روى عنه الفريقان مجمـلا بتفصيله تفنى الدفاتـر والحبـر فـأخبارهـم عـنه بـذاك كثيـرة وأخبارنا قلّت لها الأنجم الأزهر ومولده (نـور) بـه يشرق الهـدى وقيل لظامي العدل مولده (نهر)

  • * *

فيا سائلي عن شأنـه اسمـع مقالـة هـي الـدر والفكر المحيط لها بحر ألـم تـدر أن الله كـوّن خـلـقـه ليمـتثلـوه كـي ينالـهـم الأجـر ومـا ذاك إلا رحـمـة بـعـبـاده وإلا فمـا فيـه إلـى خلقهـم فقـر ويعلـم أن الفكـر غايـة وسعهـم وهـذا مقـام دونـه يقـف الفكـر فـأكـرمـهـم بالمرسليـن أدلـة لما فيه يرجى النفع أو يختشى الضر ولم يؤمن التبليغ منهم مـن الخطـا إذا كان يعروهم من السهو ما يعـرو ولو أنهم يعصونه لاقتـدى الـورى بعصيانهم فيهـم وقـام لهـم عـذر فنزهـم عن وصمة السهو والخطـا كما لم يدنس ثـوب عصمتهـم وزر وأيـّدهـم بالمعـجزات خـوارقـا لعاداتنا كـي لا يقـال لهـا سحـر ولم أدرِ لم دلّت على صدق قولهـم إذا لـم يكن للعقـل نـهيٌ ولا أمـر ومن قال للناس انظرو في ادعائهم فإن صـح فليتبعهـم العبـد والحـر ولو أنهم فيـما لهـم مـن معاجـز على خصمهم طول المدى لهم النصر لغـالى بهـم كل الأنـام وأيقـنوا بـأنهـم الأرباب والـتبـس الأمـر لذلك طــوراً ظـافـرين تراهُـم وآخـر فيهـم ينشب الناب والظفـر كذلك تجري حكمة الله في الـورى وقـدرتـه فـي كل شيء لـه قـدر وكان خلاف اللطف واللطف واجب إذا من نـبيٍّ أو وصيٍّ خـلا عصـر

  • * *

[تحرير] وجوب عصمة الأنبياء :

أينشئ للانسان خـمس جـوارح تحسّ وفيها يدرك الـعين والأثـر وقلباً لها مثل الأميـر يـردهـا إذا أخطأت في الحسّ واشتبه الأمر ويترك هذا الخلق في ليل ضلّـةِ بظلمائه لا تهتدي الأنجـم الزهـر (فذلك أدهى الداهيات ولـم يقـل به أحدٌ إلا أخـو السفـه الغمـر) فأنتج هذا القول إن كنت مصغياً وجوب إمام عـادل أمـره الأمـر

  • * *


[تحرير] الإستدلال بكتبهم :

وإمكان أن يقـوى وإن كـان غائبـاً على رفع ضرّ الناس إن نالها الضر وإن رمت نجح السؤل فأطلب (مطالب السؤال) فمن يسلكه يسهل له الوعر ففيـه أقـرّ الشافـعي ابـن طـلحة برأي عليه كـل أصحابـنا قـرّوا وجـادل مـن قـالوا خـلاف مقاله فكان عليهم في الجدال لـه النصـر وكـم للجـوينيّ انتـضمن فـرائـد من الدر لـم يسعد بمكنونها البـحر فـرائد سـمطيـن المعالـي بدرّهـا تحلّـت لأن الحـلي أبهـجه الـدر فوكّـل بها عينيـك فـهي كواكـب لدرّيهـا أعـياني العـدّ والحـصر

  • * *

[تحرير] من ينابيـع المودة

ورد من ينابيـع المودة مـورداً به يشتفي من قبل أن تصدر الصدر وفتّش على كنز الفرائد واستـعن به فهو نعم الذخر إن أعوز الذخـر ولاحظ به ما قد رواه الكراجكيّ من خبر الجارود إن أغـنت النـذر وقد قيل قدماً في ابـن خولة إنه لـه غيـبة والقائـلون بهـا كثـر وفي غيره قد قال ذلك غيرهـم وما هم قليل في الـعداد ولا نـزر ومـا ذاك إلا لليقيـن بقـائـم يغيـب وفي تعيينه التمـس الأمـر وكم جدّ في التفتيش طاغي زمانه ليفشـيَ سـرّ الله فـانكـتم السـر وحاول أن يسعى بإطفاء نـوره ومـا ربحـه إلا الندامـة والخسـر وما ذاك إلا أنتسه كـان عنـده من العترة الهادين في شأنـه خبـر

  • * *

وحسبك عن هذا حديث مسلسل لعـائشـة ينهيـه أبنـاؤها الغـر بأن النبي المصطفى كان عندها وجبريل إذ جاء الحسين ولم يدروا فأخبـر جبـريل النبي بأنــه سـيقتـل عـدوانا وقاتلـه شمـر وأن بنيـه تسعـة ثـم عدّهـم بأسمائهـم والتاسع القائـم الطهـر وأن سيطيل الله غيبة شخصـه ويشقى به من بـعد غيبتـه الكفـر وما قال في أمر الإمامـة أحمـد وأن سيليها اثنـان بعـدهمـا عشـر فقد كاد أن يرويـه كـل محـدث وما كاد يخلـو مـن تـواتره سفـر وفي جلّهـا أن المطيـع لأمرهـم سينجو إذا ما حاق في غـيره المكـر ففي أهل بيتي فلـك نـوح دلالـة على من عناهـم بالإمامـة يا حـبر فمن شاء توفيق النصوص وجمعها أصـاب وبـالتوفـيق شـُدّ لـه أزر وأصبح ذا جـزم بنصـب ولاتنـا لـرفع العمـى عنا بهـم يجبر الكسر وآخـرهـم هـذا الذي قلـت أنـه (تنازع فـيه الـناس والتبس الأمـر) وقولــك ان الوقت داع لمـثلـه إذا صحّ لـم لا ذبّ عـن لبّـه القشر وقولــك ان الإختفـاء مخـافـة من القتـل شيء لا يجـوّزه الحجـر فقل لي لماذا غاب في الغار أحمـد وصاحبه الصديـق إذ حسُـن الحـذر ولِـم أُمـرت امّ الـكليـم بقـذفـه إلى نيل مصر حين ضاقت بها مصر وكم من رسول خاف اعداه فاختفى وكـم انبيـاء مـن اعاديـهم فـرّوا (أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه على غيرهم كلا فهـذا هـو الكفـر) وهـل شاركوه في الذي قلت انـه يـؤول الـى جـبن الإمـام وينجـرّ فقل فيه ما قد قلت فيهـم فكلهـم على مـا أراد الله أهـؤاؤهـم قصـر وإظهار أمر الله مـن قبل وقتـه المؤجل لم يوعـد على مثلـه النصـر وإن تستـرب فيه لطـول بقائـه أجـابك إدريس والـيـاس والخضـر ومكـث نبـي الله نـوح بقومـه كذا نوم أهل الكهف نـصّ به الذكـر وإني لأرجو أن يحيـن ظهـوره لينتشر المعروف فـي النـاس والـبر ويحيى به قطر الحيا ميّت الثـرى فتضحك من بشر إذا ما بكا القطــر فتخضرّ مـن وكّاف نائـل كفـه ويـمطـرها فيض النجيـع فتحمـرّ ويطهر وجه الأرض من كل مأتم ورجس فـلا يبقـى عليهـا دم هـدر وتشقى به أعناق قـوم تطاولـت فتأخذ منها حظهـا البيـض والسمـر وخذه جواباً شافياً لـك كافيـاً معانيه آيـات وألفاظـه سحـر وماهو إن انصفته قول شاعـر ولكنـه عقـد تحلّى بـه الشعـر ولو شئت إحصاء الأدلة كلهـا عليك لكل النظم عن ذاك والنثـر وفي بعض ما أسمعته لك مقنع إذا لم يكن في اذن سامعـه وقـر وان عاد إشكال فعد قائلاً لنـا ( أيا علماء العصر يامن لهم خبر )


[تحرير] يوم النشور

ومن اشعاره حيث يطلب الرحمة من الله يوم النشور فيقول : إلهي إذا أحضرتني ونشرت لي   صحائف لاتبقى علي ولاتـذر  

فقل لا تعدّوه وان كان حاضراً فقد كان عبدي لايعد إذا حضر

ومن اشعاره : أرى الكـون أضـحى نـوره يتوقـد   لأمر به نيران فـارس تخمـد  

وإيوان كسـرى انشق أعلاه مـؤذنـاً بأن بناء الـدين عـاد يشيـد أرى امّ الشـرك أضحــت عقيمـةً فهل حان من خير النبيين مولد نعم كاد يستولي الضلال على الـورى فأقبل يهدي العالمين ( محمد ) نـبـي بـراه الله نـوراً بـعـرشـه وما كان شيء في الخليقة يوجد وأودعه مـن بعـد فـي صلـب آدم ليسترشد الضلال فيه ويهتـدوا ولـو لم يكن في صلـب آدم مودعـاً لما قال قدماً للملائكة اسجـدوا لـه الصـدر بيـن الأنبيـاء وقبلهـم على رأسـه تـاج النبوة يعقـد لأن سبقـوه بـالـمجـيء فـأنـمـا أتـوا ليبثـوا أمـره ويمهـدوا رسول له قـد سخّـر الـكـون ربـه وأيده فهـو الرسـول المؤيـد و وحـده بـالـعـز بـيـن عبـاده ليجروا على منهاجه ويـوحّدوا وقـارن مـا بين اسمـه واسم أحمـد فجـاحـده لاشـك لله يجـحد ومـن كـان بالـتوحيـد لله شاهـداً فذاك ( لطه ) بالرسالة يشهـد ولـولاه مـاقـلنـا ولاقـال قـائـل لمالك يوم الديـن أيـاك نعبـد ولا أصبحت او ثانهـم وهـي الـتي لهـا سجدوا تهوي خشوعاً وتسجـد لآمنـة البشرى مدى الدهر إذ غدت وفي حجرهـا خيـر النبيين يولـد به بشر الانجـيل والـصحف قبلـه وان حاول الاخفـاء للحـق ملحـد بسينا دعـا موسى وساعـير مبعث لعيسى ومـن فاران جـاء محمـد فمن أرض قـيذار تجلّـى وبعدهـا لسكـان سلع عـاد والعـود أحمـد فسل سفر شعـيا ماهتافهـم الـذي بـه أمـروا أن يهتفـوا ويمجّـدوا ومن وعد الرحمـن موسى ببعـثـه وهيهات للرحـمن يخلـف موعـد وسل من عنى عيسى المسيح بقولـه سأنزله نحو الورى حـين أصعـد لعمرك أن الحـق أبيـض ناصـح ولكنمـا حـظ ( المعانـد ) أسـود أيخلد نحـو الأرض متّبـع الهـوى وعـما قـليل في جـهنـم يخلـد ولولا الهوى المغوي لما مال عـاقل عن الحق يوماُ كيف والعقل مـرشد ولاكان أصناف النصارى تنـصروا حديثـاً ولاكـان اليهـود تهـودوا أبا القاسم أصدع بالرسالـة مـنذراً فسيفك عن هام العدى لـيس يغمـد ولاتخشى من كيد الأعادي وبأسهـم فإنّ ( عـلياً ) بـالـحسام مقـلـد أيحذر من كيد المضلّـين مـن لـه ( أبو طالب ) حام وحيـدر مسعـد علي يـد الهادي يصول بهـا وكـم لوالده الـزاكي علـى أحـمـد يـد وهاجر بالزهراء عـن أرض مكـة وخلّ ( علياً ) في فـراشك يرقـد علـيك سلام الله يـاخيـر مرسـل اليـه حـديث الـعز والمـجد يسند حباك إلـه العـرش منـه بمعجـز تـبيد اللـيالي وهـو بـاق مـؤبّد دعوت قـريشاً أن يجيئـوا بمثلـه فما نطقوا والصمت بالعـيّ يشهـد وكـم قد وعـاه منهـم ذو بلاغـة فأصبـح مبهـوتـاً يقـوم ويقعـد وجئت إلى أهـل الحجـى بشريعـة صفا لهم من مائهـا الـعذب مورد شريعـة حـق ان تقادم عـهدهـا فما زال معنـى حسنهـا يـتجـدد عـليـك سـلام الله ما قـام عابـد بجنح الدجى يدعو ومـا دام معـبد


[تحرير] قصائده الحسينية

أما قصائده الحسينية التي تتكرر في المحافل والتي تتردد على كل لسان من خطباء وغيرهم فهذه مطالعها : 1 ـ كيف يصحو لما تقول اللواحي مَن سقتـه الهمـوم أنكـد راح 2 ـ أيّان تنجز لي يا دهر ما تعـد قد عشّرت فيك آمالي ولا تـلد 3 ـ أو بـعدما ابيضّ القذال وشابا أصبو لوصل الغيد أو أتصابـى 4 ـ إن كان عندك عبـرة تجريها فأنزل بأرض الطف كي نسقيها 5 ـ يا دمح سـح بوبـلك الهتـن لتحول بيـن الجـفن والـوسن


[تحرير] آخر قصائدة نهاية حياته

أما الرائعة التي ختم بها حياته وطلب أن تكون معه في قبره فهي هذه القطعة الوعظية : أرى عـمري مؤذنـاً بالذهـاب تمـرّ لياليـه مـرّ السحـاب وتـفجـأنـي بـيـض أيامـه فتسلـخ مـني سـواد الشباب فـمن لي إذا حان مني الحـمام ولم أستطع منه دفعاً لما بـي ومـن لـي إذا قلبتنـي الأكـف وجـردني غاسلي مـن ثيابي ومن لي إذا سرت فوق السريـر وشيل سريري فوق الـرقاب ومن لي إذا ما هـجرت الديـار وعوضت عنها بدار الخراب ومن لـي إذا آب أهـل الـودا دعني وقد يئسوا مـن ايابي ومن لـي إذا منكـر جـد فـي سؤالي فأذهلني عـن جوابي ومن لـي إذا درسـت رمتـي وأبلى عظامي عفر التـراب ومن لي إذا قـام يـوم النشـور وقمت بـلا حجـة للحساب ومن لـي إذا نـاولونـي الكتاب ولم أدرِ ماذا أرى في كتابي ومن لي إذا امـتازت الفرقتـان أهل النعيم وأهـل العـذاب وكيـف يـعاملني ذو الجـلال فأعرف كيف يكون انقلابي أباللطف وهو الغفـور الرحيـم أم العدل وهو شديد العقـاب ويا ليت شعـري إذا سامـني بـذنبي وواخذني باكتسابـي فهل تحـرق النار عيناً بكـت لرزء القتيل بسيف الضبابي وهل تحرق النار رجلاً مشت إلى حرم منه سامى القباب وهل تحرق النار قلباً أُذيـب بلوعة نيران ذاك المصاب

[تحرير] وفاته

كانت وفاته بالمشخاب فجأة بالسكتة القلبية وذلك بعد ظهر يوم الاربعاء 22 جمادى الأولى سنة 1362 هـ . المصادف 26 مارس سنة 1943 م . وحمل جثمانه على الأعناق إلى قضاء أبي صخير فالنجف في صبيحة اليوم الثاني وكان يوماً مشهوداً حتى دفن بمقبرة الاسرة الخاصة ، وأقام زعيم الحوزة الدينية السيد أبو الحسن الفاتحة على روحه في مسجد الشيخ الانصاري بالقرب من دار الفقيد وكنت أقوم بتأبينه في الأيام الثلاثة التي عقدت بها على روحه الفاتحة . 
وللسيد رضا الهندي نتف نوادر تكتب بمداد من نور ، فمنها هذان البيتان وقد كتبهما بمداد أحمر في صدر كتاب : 

إذا جرى أحمراً حبري فليس لما أني حبست سواد العين عن قلمي لكن لأخبر كم أن الفـراق نضا عـليّ أسيافـه حـتى أراق دمي


وقال متضمناً : 

غير موصوف لكـم ما نالنا فصفوا لي بعدنا ما نالكم وأرعووا العهد الذي ما بيننا واذكرونا مثل ذكرانا لكم


وكتب إلى أحد الأفاضل وكان قد وعده بزجاجة عطر : 

أبا الفضل يا من غدت في الورى نـوافح أخلاقه نافحه وعـدت بشيشـة عـطـر ولا أشمّ لوعدك من رائحه


وقال : 

غزا مهجتي بصفاح اللحاظ ولوعٌ بظلمي لا يصفحُ ولـم أر مـن قبل أجفانـه جنوداً إذا انكسرت تفتح

[تحرير] براعته الشعرية النادرة

ومن براعته الشعرية النادرة الأدبية وذلك أن بعض الادباء كتب اليه : لأن فـارقتكـم جـسماً فاني تركت لديكـم قلبي رهينا سلوت حشاشتي أن أسلُ منكم شموس هدايتي دنيا ودينا


فقال السيد ملحقاً متضمناً كل شطر منهما بكلمات في أول البيت وآخره بحيث يكون بيتاً من بحر الكامل وهو مما لم يعهد لغيره مثل ذلك : قسـماً بمـجدك (لأن فارقتكـم جسمـاً فإني) لا أزال متيمـا ولأن بقيت (فلقد تـركت لديكـم قلبي رهينا) للصبابة مغرمـا هيهات أسلوكم (سلوت حشاشتي إن أسلُ منكم) عهدنا المتقدما كم حين غبتم يا (شموس هدايتي دنياً وديناً) بتّ أرعى الأنجما

[تحرير] بعض الالغاز الشعرية

وقال ملغزاً في القلم : ما رهيف إذا أسروا اليـه بعض أمر لم يستطع كتمانه قد جزاهم عن الاساءة لما قطعوا رأسه وشقّوا لسانـه


وقال في الدواة : 

ما أداة عجمـاء لكـن روت لـي من حديث القرون ما قد تقادم راضـع مـن لـُبانهـا فـارسيٌ آدم اللون لـيس يـنمـيه آدم مسـتمـدّ من درّهـا كلما قـال (بده) قلب درّها قال (دادم)(1) لم يزل ساعياً على الراس يمشي إن سعى بان فيه شجٌ بـلا دم


وقال ملغزاً في ابريق الشاي والمسمى بـ (قوري) : ما آلة ان تـشك نفسي علّـةً أو غلة يوماً ففيهـا طبّهـا في قلبها ما يشتهيه من المنى قلبي فليس (يروق) إلا قلبها


فإذا عكسنا الأحرف من (يروق) تكون (قوري) 


(1) بده : أي أعطني . دادم : أي أعطيتك باللغة الفارسية .


[تحرير] في الغزل

ومن رقيق غزله وذلك عام 1344 هـ . يا نديـمي وللشراب حقـوقٌ عـاجـز عن أدائها المتوانـي اترع الكأس خمـرة واسقنيها وابتدر للصبـوح قـبل الأذانِ عاطنيهـا حتى تثقّل بالسكـر لـساني فـلا أقـول :كفانـي فالصبا هبّ والقماريّ غنّـت بفنـون الـغنا عـلى الأفنـان وحبانا بوصله قمـر يصـبو إلى حسـن وجهـه القمـران يوسفـيٌ لـه بديـع معـان ضاق عن وصفها نطاق البيان

وقال : مدّ الربيع مطـارف الزهـر وكسى الصعيد بسندس خضر فترى السحاب يطيل عبرته وترى الأقاحي باسـم الثغـر


وحدّث ولده الأديب الشاعر السيد أحمد قال : اقترح أحد الادباء تشطير بيتين لأبي نؤاس فشطرهما جماعة من الشعراء ومرّ السيد الوالد فطللب منه النظر في هذه المسابقة فجلس عند أقرب مكان واقف إلى جنبه ونظر فيها فلم تعجبه ثم ارتجل مشطراً وذلك في سنة 1344 هـ . 

(ورايته في الطرس يكتب مرة) فيكاد يزهو الطرس من إعجابه وتباهت الكلمات حيـث يخطّها (غلطاً فيمحو خطّه برضابـه) (فوددت لو أني أكون صحيفة) ليعيد لي رمقي بشـمّ خضابـه ووددت أني أحـرف قدخطّـها (ووددت أن لا يهتدي لصوابه)


ومن نوادره أيضاً قوله : بمـا حـوَت أعـينُكَ السـودُ أيـقـنـتُ أن الله مـوجـودُ يا مُتقنَ الصنعة مـا لي سوى مُتقـنِ هـذا الصنـع معبـودُ دخلتُ في حبك طوعاً ، فـهل من رجعةَ ، والبـابُ مسـدودُ ردّ فـؤاداً عبـتَـه بالجـفـا والهجر ، (والمعيوب مردودُ)!


دخل رحمه الله إلى مقبرة السيد نور الياسري رحمه الله وبعد قراءة الفاتحة رأى صورة الفقيد على الجدار فارتجل : 

النور لا يخفى وإن طمع العدى جهلاً بأن ترخي عليه ستور انظر إلى هـذا المثال فكل ذي بصرٍ يراه يقول هذا (نور)


ومن تواريخه قوله في المرحوم السيد حسين ابن السيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1325 هـ . والتاريخ من قصيدة : 

عذرتك إذ ينهـل دمـعك جاريـا لمثل حسين فأبك إن كنت باكيـا سأبكي حسيناً ثاوياً في ثرى الحمى بكائي حسيناًفي ثرى الطف ثاويا وأبكي حسيناً في قميصيه مـدرجا بكائي حسيناً من قميصيه عـاريا ويا قلمي أمسك فقـد أبـرم القضا وأرخ عظيـم بالحسين مصابيـا