إبراهيم
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ابراهيم سنة (2000-1500 قبل الميلاد) ( بالعبرية אברהם وبالعربية ابراهيم ومعناه " اب لجمهور " ) . ومنهٌ خَرَجَ نسل شعب اسرائيل شعب الله المختار في العهد القديم . ابراهيم هو شخصية بارزة في الديانة اليهودية وبعدها في المسيحية والديانة الاسلامية والعقيدة البهائية. سيرة حياته في سفر التكوين (وللاسلام والبهائيين، في القرآن ايضاً) تُعتقد بانها صحيحة ضمن هذه الاديان الكبرى باثبات كتبهم ، ولكن السيرة احياناً اعتبرت كاساطير (بعكس حقيقة) من قبل بعض المؤرخين المعزولين .
تسمى العقائد اليهودية والمسيحية والاسلامية والبهائية بالديانات الأبراهيمية لأن اعتقاداتهم كانت متأثرة بدور ابراهيم.
ذٌكرَ في التناخ ( الذي يتضمن كتاب التوراة وكتب الانبياء عند اليهود) والقران بأن ابراهيم كان مٌبارك من الله ( سفر التكوين اصحاح 17:5) .
في التقليد اليهودي يسمى ابراهيم Avinu أو "أبونا ابراهيم" . وَعَدَ الله ابراهيم بأشياء كثيرة وعظيمة , حيث وعدةٌ الله بنسل عظيم وان كل الامم سوف تتبارك بهذا النسل ( سفر التكوين اصحاح 12:3).
يَعتَبر اليهود والمسيحيين والمسلمين بأن ابراهيم هو ابو شعب اسرائيل من ابنه اسحق ( سفر الخروج اصحاح 6:3 و 32:13) .
وفي التأريخ الأسلامي يظهر ان النبي محمد هو من نسل الأبن الاخر لأبراهيم الذي هو اسماعيل .
يٌعتَقَد في المسيحية بأن ابراهيم هو مثال يحتذى به في الايمان. في العقيدة الاسلامية تظهر اطاعة ابراهيم لله بتقديمه ابنه اسماعيل, ويعتبر ايضاَ من اهم الانبياء الذين ارسلهم الله.
يٌعتَقَد بأن الشخص الذي اوجَدَ العقيدة البهائية هو من نسل ابراهيم من زوجته قطورة.
كان اسم ابراهيم الاصلي هو ابرام ( بالعبرية אַבְרָם و الذي معناه الأب الرفيع ) وبعد ذلك سٌميَ اسمه ابراهيم (سفر التكوين 17:5).
[تحرير] ابراهيم في التوراة
تارَح هو أبو ابرام , جاء من اور بلاد الكلدانيين , وقد وضح ذلك سنة 1927 من قبَل (سر تشارلز وولي) , حيث كان هناك مدينة في الجنوب من بلاد ما بين النهرين تحت الحكم الكلداني . مع ذلك أقَرَ جوسيفس "احد الدارسين اليهود", والدارسين من اليهود مثل موسى بن ميمون بن عبد الله القرطبي بأن اور الكلدانية هي في الشمال من بلاد ما بين النهرين " الان تقع جنوب شرق تركيا مٌعَرَفة مع ارارات و الروها ) .
وهذا يتفق مع التقليد حيث ان ابرام قد وٌلدَ في الروها او قرب اوركيش ( وهي مناطق ضمن اور الكلدانية) . يطلق اسم الكلدانيين على الناس الذين عبدوا الالهة .هاجر ابرام الى حاران التي هي الان مدينة قريبة الى تركيا . وبعد مدة قليلة من بقاء ابرام هناك , هاجر بعدها مع ساراي و ابن اخيه لوط والذين يتبعونه الى ارض كنعان. هناك مدينتين يمكن التعرف على الكتاب المقدس اور ، ولا من حاران الآن : عورة ، وكلاهما شمال اور كما ذكر في الاقراص في أوغاريت ، نوزي. هذه يمكن الرجوع الى أور وعورة ووراو (انظر بار يناير 2000 ، الصفحه 16).
هذه اسماء اجداد ابرام : رعو , سروج , ناحور وابوه تارَح. وهناك مناطق في اور تحمل نفس هذه الاسماء (في قاموس هاربر الكتاب المقدس ، الصفحه 373).
الله يدعو ابرام بالذهاب الى "الارض التي اريها لك" ووعده الله بأن يباركه ويجعل له امة عظيمة ( مع العلم بأنه حتى الآن كان ابرام بدون اطفال) .
وثق ابرام بوعد الله له , فرحل الى شكيم وعند الشجرة المقدسة ( اقرأ سفر التكوين 25:4 و سفر يشوع 24:26 و سفر القضاة 9:6) أٌعطيَ العهد بأ رض له ولذريته. فَبَنَى أَبْرَامُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ. وَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيلٍ حَيْثُ نَصَبَ خِيَامَهُ مَا بَيْنَ بَيْتِ إِيلٍ غَرْباً وَعَايَ شَرْقاً وَشَيَّدَ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِهِ. ثُمَّ تَابَعَ أَبْرَامُ ارْتِحَالَهُ نَحْوَ الْجَنُوب ( سفر التكوين 9-12:1) .
وبعد فترة من بقائهم هناك , َنَشَبَ نِزَاعٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ يُقِيمُونَ فِي الأَرْضِ . فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ بأنهم يجب ان يفترقوا وأعطى للوط اختيار ارضه أولاً , ففضَلَ السُّهُولَ الْمُحِيطَةَ بِنَهْرِ الأُرْدُنِّ وَإِذَا بِهَا رَيَّانَةٌ كُلُّهَا، وبعد ان استلم ابرام وعد اخر من يهوة , نصب خِيَامَهُ فِي سَهْلِ مَمْرَا فِي حَبْرُونَ وَهُنَاكَ شَيَّدَ لِلرَّبِّ مَذْبَحاً . لاحقاَ في تأريخ لوط نرى دمار مدينتي سدوم وعمورة . في سفر التكوين اصحاح 18 نرى ان ابرام يتوسل الى الله بأن لايدمر سدوم " المدينة التي كان ابن اخوه لوط يعيش فيها" , فوافق الله على عدم تدمير المدينة اذا وَجَدَ 50 شخص صالح أو 45 أو 30 أو 20 أو حتى 10 .
وبعد حصول مجاعة في البلاد التي كان ابرام فيها , قرر الذهاب الى مصر( سفر التكوين 26:11, 41:57 ,( 42:1. كان ابرام قلق على ساراي من المصريين لجمالها , لذلك ادعى بأنها اخته لكي يحافظ على سلامتهما. ولكن بأدعاء ابرام هذا لم يخلصهم من الفرعون , حيث استدعى الفرعون ساراي الى بيته و اغدق ابرام بالعجول والخدم . ولكن يهوة بلى بيت فرعون ببلاء عظيم فغادر ابرام وساراي ارض مصر. هناك قصتان متشابهتان في الكتاب المقدس بخصوص اعتبار الزوجة كأخت حيث نقرأ في سفر التكوين اصحاح 20 و 21 و 26 , لكن المرة الثانية قام بها اسحق وليس ابرام. ولازالت ساراي عاقر , ووعد الله لابرام بأعطائه ارض الميعاد لنسله لم يتحقق بعد.
كان الوريث الوحيد لابرام هو خادمه أليعازر الدمشقي )حيث كان ابرام يثق به أكثر من سائر خدامه، ولعله كان مدير شؤون العائلة وحسب العادة، التي كانت جارية، لو مات أبرام بدون أن يكون له ابن، فسيصبح أكبر خدامه وارثا له. ومع أن أبرام كان يحب خادمه، إلا أن الله وعده بأن سيكون له ابن من صلبه لحفظ سلسلة العائلة) (سفر التكوين اصحاح 15:2).وان مقولة الله التي تثبت مصداقية عهدَهٌ هي مقولة مقدسة ( سفر التكوين اصحاح 15).
وقامت ساراي بحسب العادة بأعطاء ابرام جاريتها المصرية كزوجة لهٌ ( سفر التكوين 16:3) ,ثم رأت ساراي ان في بيتها طفل وهي مازالت عاقر , فعاملت هاجر بقسوة واجبرتها على الهرب (سفر التكوين 14-16:1) , اقرأ ( قصة حنة في سفر صموئيل الاول 1:6) .
قد وعد الله هاجر بأن سيكثر نسلها و بأنها يجب ان تعود الى بيت ابرام. كان اسماعيل "ابن هاجر" هو الابن الاكبر لابرام ,ولكنه لم يكن الابن الذي وعده الله به . عاهد الله ابرام بعد ولادة اسماعيل (سفر التكوين اصحاح 16 و 17) , وبعدها أٌبعدت هاجر واسماعيل بصورة دائمة من ابراهيم عن طريق سارة ( سفر التكوين اصحاح 21).
وقد تبدل اسم ابرام الى ابراهيم وساراي الى سارةفي نفس الوقت كعهد ( سفر التكوين اصحاح 17) , وهذان الاسمان مستخدمان الى الان عند اليهود والمسيحيين والاسلام.
لم يعد الله ابراهيم بنسل كبير وحسب بل ويكون نسله من سارة بالتحديد وتكون الارض التي هو فيها لنسله. قد تم تحقيق وعد الله عن طريق ولادة اسحق , وايضا وعد الله بان سيكون لاسماعيل امة عظيمة . كان عهد الختان- الذي هو مٌختلف عن العهد الاول – مكون من وجهين ومشروط: فأذا التزم ابراهيم و نسله بالعهد , فأن يهوة سيعطيهم الارض الموعود بها.
ان وعد الله لابراهيم بأن يعطيه ولد من سارة قد جعلها "تضحك" , وبذلك اصبح هذا هو اسم الولد الموعود به " اسحق" , لان سارة ضحكت بسبب عمرها الكبير جداً عندما ظهر الله لابراهيم عند بلوطات ممرا ( سفر التكوين اصحاح 15-18:1) . عندما وٌلدَ الطفل وَقَالَتْ سَارَةُ "لَقَدْ أَضْحَكَنِي الرَّبُّ. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الأَمْرَ يَضْحَكُ مَعِي" ( سفر التكوين اصحاح 21:6).
وبعد وقت من ولادة اسحق , طلب الله من ابراهيم بأن يقدم ابنه كضحية في ارض المٌريا . وقد عجل ابراهيم بطاعة امر الله وبعدها ظهر له ملاك من الرب و منعه من تقديم لبنه كضحية واعطاه بدله كبشاَ وجده في مكان المحرقة. وكافا الله ابراهيم بسبب طاعته بوعده بتكثير نسله (سفر التكون اصحاح 22) ثم رجع ابراهيم الى بئر سبع.
ويٌعد امتحان ابراهيم بتقديم ابنه كضحية هو من اكثر المقاطع صعوبة وتحدي في الكتاب المقدس . نسبة الى جوسيفس بأن كان اسحق ابن الخامسة والعشرين سنة عند وقت التضحية , اما تلمودك ساجيس يقترح ان عٌمرَ اسحق كان 37 انذاك . في كلتا الحالتين اسحق هو رجل ناضج يستطيع مقاومة ابيه الكبير بالسن ( حيث كان ابراهيم اما 125 او 137 سنة) من ان يربطه. وبعدها يبدأ التركيز بالشرح على ابن ابراهيم الوحيد اسحق (سفر التكوين اصحاح 22:2 و 22:12). بذلك اعطى ابراهيم كل مالديه وقد صرف بقية ابناءه الى خارج ارض كنعان بعيداً عن اسحق , لذلك لم يكن لهم علاقة وطيدة مع اسحق ( سفر التكوين اصحاح 6-25:1). ماتت سارة وهي طاعنة بالسن وقد دٌفنت في مغارة المكفيلة في قرية حبرون التي اشتراها ابراهيم من عفرون الحثي (سفر التكوين اصحاح 23) , وهنا دٌفن ابراهيم ايضاً. بعد عدة قرون اصبحهذا المكان مكان للحج و قد بنى المسلمون مسجداً هناك. يعتبر ابراهيم ابو الشعب اليهودي، كبطريركهم الاول، وهو ابو اسحق ابو يعقوب ، اصل القبائل الاثني عشر. من اجل ان يصبح ابراهيم ابو الشعب، اختبره الله بعشرة اختبارات، الاعظم هو تضحية ابنه اسحق. الله وعد ارض اسرائيل لاولاد ابراهيم، وهذا الادعاء الاول لليهود بحقهم في اسرائيل. اليهودية تضع صفة لكل بطريرك. صفة ابراهيم كانت العطف . ولذلك، اليهودية تعتبر العطف كأنه صفة يهودية متوارثة.
اعتماداً على المؤرخ اليهودي في القرن الاول فلافيوس جوسيفس في كتابه ذو الاحدى والعشرين جزء "انتيكات اليهود" ، قال: " نيقولاس من دمشق، في كتابه الرابع للتاريخ، قال هذا : <ابراهيم حكم دمشق، كاجنبي، الذي جاء بجيش من الاراضي فوق بابل، التي تسمى باراضي الكلدانيين> و لكن بعد وقت طويل ، قام بازالته ،من الحكم ومن تلك هناك ، فذهب الى الارض التي اصبح اسمها ارض كنعان ،و الآن ارض اليهودية.... الآن اسم ابراهيم ما يزال مشهورا في اراضي دمشق؛ وايضاً هناك قرية سميت على اسمه، مسكن ابراهيم" . هو مصدر مهم للدراسات المهتمة بيهودية ما بعد المعبد.
[تحرير] في القرآن
ورد في القرآن انه إبراهيم بن آزر (الأنعام:74) وورد في التوراة أنه إبراهيم (ابرام) بن تارح (سفر التكوين:الأصحاح الحادي عشر:26). ويذكر القرآن قصته مع قومه حيث دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، فأبوا محتجين بأن هذا دين آبائهم، مما دعا إبراهيم إلى تكسير أصنامهم باستثناء أكبر تلك الأصنام أثناء غيابهم. وعندما اكتشفوا ذلك قرروا معاقبته بحرقه في النار الا أن مشيئة الله -وفق ما جاء في القرآن- جعلت من النار برداً وسلاما عليه. ثم يهاجر ابراهيم إلى فلسطين ويسكن قرب قرية أربع (وهي مدينة كنعانية) في المكان الذي نشأت فيه فيما بعد مدينة الخليل، وفيها الحرم الإبراهيمي الذي يعتقد أنه مدفون فيه. ويعتقد أن إبراهيم تزوج من اثنتين هاجر وأنجبت له اسماعيل وسارة وأنجبت له اسحاق، وكلاهما من الأنبياء.
ويذكر القرآن أن إبراهيم رأى في المنام أنه يذبح ابنه وﻷن روؤيا الأنبياء تعتبر بمثابة أوامر إلهيه لم يتردد ابراهيم وابنه في تنفيذ هذا الأمر فما كان من الله سبحانه إلا أن افتداه بكبش، ويعتبر المسلمون أن منسك تقديم الأضاحي في عيد الأضحى مستمد من هذه القصة. ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ذكر ان ابن ابراهيم المقصود بهذه الحكايه هو اسماعيل لذا المسلمون مؤمنون أشد الإيمان ان اسماعيل هو المقصود بهذه الحكايه ، فيما يعتقد اليهود أنه اسحاق. بالاضافة لذلك فقد اخبر الله ابراهيم انه سيدمر مدينة سدوم لان أكثر اهلها من الرجال كانوا يشتهون بعضهم البعض على النساء.