نقاش المستخدم:Ahmad Barradah

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ولادته و نشأته:


ولد عبد الجليل بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي جيدة برادة في المدينة المنورة عام 1242هـ، من أسرة تشتهر بالعلم والأدب.

وفي المدينة نشأ وتربى وتعلم، فحفظ القرآن الكريم ثم بدأ يتلقى العلوم الشرعية والأدبية والعصرية في حلقات المسجد النبوي الشريف على يد عدد من العلماء مثل: يوسف الغزي، ومحمد الحلبي، ومحمد الدمياطي، وصالح التونسي، ويوسف الصاوي، وحسن الأسكوبي، وغيرهم. فدرس عليهم الفقه والفرائض والحديث والنحو والصرف والعروض والفلك وغيرها.

كما اهتم بدراسة عدد من الكتب الأدبية والعلمية، وأخذ فيها إجازات عن هؤلاء العلماء وأصبحت لديه ثقافة أدبية وعلمية واسعة.

وفي عام 1285هـ ارتحل إلى القاهرة، وأقام بها عدة أشهر، حيث اجتمع بعدد من العلماء واستفاد منهم، ثم انتقل إلى الآستانة حاضرة الخلافة الإسلامية، وفيها اجتمع بشيخ الإسلام حسن فهمي، والشيخ علي الأرناؤوط وغيرهما، واستفاد من علمهم، ونال منهم الإجازات.

وفي عام 1286هـ عاد إلى المدينة المنورة، فاتخذ له حلقة للتدريس في المسجد النبوي الشريف، واجتمع عليه طلاب كثيرون ظهر منهم عدد من العلماء، منهم: إبراهيم أسكوبي، ومحمد العمري، وإبراهيم بري، وزكي برزنجي، وعباس رضوان، وحسين باسلامة، وغيرهم.

وفي عام 1323هـ ارتحل إلى مكة المكرمة وتولى التدريس فيها، وأقام فيها ما يزيد على ثلاث سنوات، ثم قرر العودة إلى المدينة المنورة، وفي الطريق وهو في منطقة الفريش القريبة منها أدركته المنية، وذلك في شهر محرم 1327هـ.

كان صاحب الترجمة علماً من أعلام المدينة المنورة وعلمائها الكبار، وقد تقلد إلى جانب التدريس في المسجد النبوي، عدداً من الوظائف الحكومية والمناصب التكريمية، منها:

الإفتاء في المدينة المنورة.

مدير المسجد النبوي الشريف.

محتسب

رئيس كتاب، وغيرها

وكان شاعراً مجيداً، لقبه بعضهم بأبي العلاء المعري لحكمته وجودة شعره، وله ديوان شعر مخطوط، حافل بالقصائد الجميلة، منها قصيدة عن المدينة المنورة قالها وهو بعيد عنها، مطلعها:

عن در مبسمها عن دمع أجفاني عن الشقيقِ كذا عن خدها القاني

عن المحيا عن البدر المنير وعن سود الغدائر عن ليلات أشجاني

أرى الصبابة عن ثبت الغرام بها صحيحةً سَـلسلت في الحب أحزاني

من لي برؤيتها يوماً و قد عطفت بواو أصداغها رحماً على العاني

فمُبتدىَ الحب مني نظرةٌ سبقتْ كانت لها خبراً في نشر إعلاني

يا للهوى لسويعاتٍ مضت (بِـ قُبا) و (للعوالي) بقلبي وخز مُرانِ

قربانُ روحيَ أُفديه لرؤيتها يا ليت شعريَ هل أحظى (بقربانِ)

واحر قلبي فذا (وادي العقيق) فكمْ أجرته عيناي منظوماً بعقيانِ

لذلك (السيح) ساحت عبرتي وغدت تسقي (النقا) و لكم سالت (بـِ بطحانِ)

يا حادي العيس قفْ هذا (البقيعُ) و ذا (سلعٌ) فإنَّ به روحي و ريحاني

هذي الربوع التي أضحى الغزال بها يرعى القلوبَ وأرعاه و يرعاني

عاث الزمانُ بنا رغماً ففرقنا يا للرجال لهذا العائث الجاني

ما كنت أحسب أن الدهر يصدعنا بالبعدِ حتى سقانا كأس هجرانِ

أواه أواه من حر الفراق وما يبقى من الوجد في أحشاء ولهانِ

لا تنكروا جزعي لم يبقَ لي جَلَدٌ على النوى فجهول الحب يلحاني

ولو رأى عاذلي من قد شُغِفت بهِ لبات يأمر فيما ظل ينهاني

قصدي مرادي مرامي بغيتي طلبي تقبيل أعتاب طه فخر عدنانِ

محمد خير مبعوثٍ بمألكةٍ من ذي الجلال بآياتٍ و برهانِ

من خصه الله بالقرآن معجزةً ما نالها مرسلٌ من عند ديانِ

خير الخليقة ما جاءته ساجدةً ضالُ الفلاةِ و عادت ذات إذعانِ

آيات قرآنه قد أعجزت ملأ ً كانت بلاغتهم تزري (بسحبانِ)

المصطفى المجتبى الحامي ببعثته أي الضلالة و الهادي بإيمانِ

هذا النبي الذي يمسي النزيل به في جنةِ الخُلدِ أو في روضِ عدنانِ

هذا الرسول الذي من بين اصبعه فاضت مياهٌ فأروت كل ظمآنِ

هذا الحبيب الذي في حق جيرتهِ أوصى و أوعد مؤذيهم بخذلانِ

هذا الحريص علينا و الرؤوف بنا هذا الغياثُ اذا ما الخطب أضناني

هذا الشفيعُ غداً يوم الحساب اذا طال الوقوف بنا من عظم حُسبانِ

يا سيد الرسل يا خير الخلائقِ جُدْ بالعفو منك فإن الذنب ألجاني

أهديك ألف صلاةٍ كلما سجعت ورقاء فوق غصون الرندِ والبانِ

و تشمل الآل والاصحاب قاطبةً أزكى التحية مع يُمنٍ و رضوانِ

ما قال ذو شجنٍ و الوجد أرّقه عن دُر مبسمها عن دمع أجفاني


و قال أيضا في بقيع الغرقد فيها: يا حادي العيس قف هذا البقيع فذا سلع فإن به روحي وريحاني

قصدي مرادي مرامي بغيتي طلبي تقبيل أعتاب طه فخر عدنان


وكان له مجلس أدبي يطلق عليه (مجلس الأبارية) حيث يعقد في بستان الأبارية القريب من المسجد النبوي الشريف، ويؤمه مجموعة من الأدباء والشعراء، منهم: أنور عشقي، وعمر كردي، ومحمد العمري، وإبراهيم أسكوبي، وإبراهيم بري، وغيرهم.