مستخدم:BASEL-BM

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هــرة هــرة - من ديوان " أنتِ لي " - 1950 - أغنية : كاظم الساهر " أكرهها "

كنت أعدو في غابة اللوز .. لما قال عني، أماه، إني حلوة وعلى سالفي .. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروة قال ما قال .. فالقميص جحيم فوق صدري، والثوب يقطر نشوة قال لي : مبسمي وريقة توت ولقد قال إن صدري ثروة وروى لي عن ناهدي حكايا.. فهما جدولا نبيذ وقهوة وهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة.. أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى في عروقي ، وشق للنور كوه إن في صوته قرارا رخيما وبأحداقه .. بريق النبوة جبهة حرة .. كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة ورددت الجفون عنه .. حياء وحياء النساء للحب دعوة تستحي مقلتي .. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوة أنت .. لن تنكري على احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه

حبيبي حبيبي - من ديوان " أنتِ لي " - 1950 - أغنية : فيروز " لا تسألوني ما اسمه حبيبي" لا تسـألوني... ما اسمهُ حبيبي أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ

زقُّ العـبيرِ.. إنْ حـطّمتموهُ غـرقتُمُ بعاطـرٍ سـكيبِ

والله.. لو بُحـتُ بأيِّ حرفٍ تكدَّسَ الليـلكُ في الدروبِ

لا تبحثوا عنهُ هُـنا بصدري تركتُهُ يجـري مع الغـروبِ

ترونَهُ في ضـحكةِ السواقي في رفَّةِ الفـراشةِ اللعوبِ

في البحرِ، في تنفّسِ المراعي وفي غـناءِ كلِّ عندليـبِ

في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ

لا تسألوا عن ثغرهِ.. فهلا رأيتـمُ أناقةَ المغيـبِ

ومُـقلتاهُ شاطـئا نـقاءٍ وخصرهُ تهزهزُ القـضيبِ

محاسنٌ.. لا ضمّها كتابٌ ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ

وصدرهُ.. ونحرهُ.. كفاكمْ فلن أبـوحَ باسمهِ حبيبي













مـع جـريـدة مـع جـريـدة - من ديوان " قصائد " - 1956 - أغنية : ماجدة الرومي أخرجَ من معطفهِ الجريده.. وعلبةَ الثقابِ ودون أن يلاحظَ اضطرابي.. ودونما اهتمامِ تناولَ السكَّرَ من أمامي.. ذوَّب في الفنجانِ قطعتين ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين وبعدَ لحظتين ودونَ أن يراني ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني.. تناولَ المعطفَ من أمامي وغابَ في الزحامِ مخلَّفاً وراءه.. الجريده وحيدةً مثلي أنا.. وحيده












طوق الياسمين طوق الياسمين - من ديوان " قصائد " - 1956 - أغنية : ماجدة الرومي شكراً.. لطوق الياسمين وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك ظننت أنك تدركين

وجلست في ركن ركين تسرحين وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين لحناً فرنسي الرنين لحناً كأيامي حزين قدماك في الخف المقصب جدولان من الحنين وقصدت دولاب الملابس تقلعين .. وترتدين وطلبت أن أختار ماذا تلبسين أفلي إذن ؟ أفلي أنا تتجملين ؟ ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين الأسود المكشوف من كتفيه هل ترتدين ؟ لكنه لون حزين لون كأيامي حزين ولبسته وربطت طوق الياسمين وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك ظننت أنك تدركين.. هذا المساء بحانة صغرى رأيتك ترقصين تتكسرين على زنود المعجبين تتكسرين وتدمدمين قي أذن فارسك الأمين لحناً فرنسي الرنين لحناً كأيامي حزين

وبدأت أكتشف اليقين وعرفت أنك للسوى تتجملين وله ترشين العطور وتقلعين وترتدين ولمحت طوق الياسمين في الأرض .. مكتوم الأنين كالجثة البيضاء تدفعه جموع الراقصين ويهم فارسك الجميل بأخذه فتمانعين وتقهقهين " لاشيء يستدعي انحناْك ذاك طوق الياسمين .. "






كـلـمـات كـلـمـات - من ديوان " حبيبتي " - 1961 - أغنية : ماجدة الرومي

يُسمعني.. حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات

يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات

والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات

يحملـني معـهُ.. يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات

وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات

يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات

يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات

يخـبرني.. أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي.. إلا كلمات









أَيـظنُ أَيـظنُ - من ديوان " حبيبتي " - 1961 - أغنية : نجاة الصغيرة أيظن أني لعبة بيديه؟ أنا لا أفكر في الرجوع إليه اليوم عاد كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه ليقول لي : إني رفيقة دربه وبأنني الحب الوحيد لديه حمل الزهور إليّ .. كيف أرده وصباي مرسوم على شفتيه ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي كيف التجأت أنا إلى زنديه خبأت رأسي عنده .. وكأنني طفل أعادوه إلى أبويه حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به .. رقصت على قدميه سامحته .. وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه وبدون أن أدري تركت له يدي لتنام كالعصور بين يديه .. ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه؟ كم قلت إني غير عائدة له ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..





ماذا أقولُ له؟ ماذا أقولُ له؟ - من ديوان " الرسم بالكلمات " - 1966 - أغنية : نجاة الصغيرة ماذا أقول له لو جاء يسألني.. إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟ ماذا أقول : إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه؟ وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟ وأن تنام على خصري ذراعاه؟ غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟ وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟ أما انتهت من سنين قصتي معه؟ ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟ أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكي على كأس كسرناه؟ رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه؟ هنا جريدته في الركن مهملة هنا كتاب معا .. كنا قرأناه على المقاعد بعض من سجائره وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه.. ما لي أحدق في المرآة .. أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟ وكيف أكره من في الجفن سكناه؟ وكيف أهرب منه؟ إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟ أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه الحب في الأرض . بعض من تخلينا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..











اغضب إغضب - من ديوان " الرسم بالكلمات " - 1966 - أغنية : أصالة نصري اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

إغضبْ! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ إغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ إغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ إذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ إذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. إغضبْ كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...

















إختاري إختاري - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية : كاظم الساهر إني خيرتُكِ فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري.. أو فوقَ دفاترِ أشعاري.. إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ فجُبنٌ ألا تختاري.. لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنارِ..

إرمي أوراقكِ كاملةً.. وسأرضى عن أيِّ قرارِ.. قولي. إنفعلي. إنفجري لا تقفي مثلَ المسمارِ.. لا يمكنُ أن أبقى أبداً كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ إختاري قدراً بين اثنينِ وما أعنفَها أقداري..

مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ وطويلٌ جداً.. مشواري غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي لا بحرٌ من غيرِ دوارِ.. الحبُّ مواجهةٌ كبرى إبحارٌ ضدَّ التيارِ صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ ورحيلٌ بينَ الأقمارِ.. يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً تتسلى من خلفِ ستارِ.. إني لا أؤمنُ في حبٍّ.. لا يحملُ نزقَ الثوارِ.. لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ لا يضربُ مثلَ الإعصارِ.. آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..

إنّي خيرتك.. فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري أو فوقَ دفاترِ أشعاري لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..


















قارئة الفنجان قارئة الفنجان - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية : عبدالحليم حافظ جَلَسَت والخوفُ بعينيها تتأمَّلُ فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي.. لا تَحزَن فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب يا ولدي، قد ماتَ شهيداً من ماتَ على دينِ المحبوب فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتُكَ أسفارٌ وحروب.. ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي.. وتموتُ كثيراً يا ولدي وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض.. وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحانَ المعبود فمُها مرسومٌ كالعنقود ضحكتُها موسيقى و ورود لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ.. وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ.. من يدخُلُ حُجرتها مفقود.. من يطلبُ يَدَها.. من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود من حاولَ فكَّ ضفائرها.. يا ولدي.. مفقودٌ.. مفقود

بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً لكنّي.. لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزاناً تشبهُ أحزانك مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر وتَظلَّ وحيداً كالأصداف وتظلَّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أن تمضي أبداً.. في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ... وترجعُ كالملكِ المخلوع..











أحبك جدا أحبك جدا - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية كاظم الساهر " الحب المستحيل " أحبك جدا واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل واعرف انك ست النساء وليس لدي بديل واعرف أن زمان الحبيب انتهى ومات الكلام الجميل لست النساء ماذا نقول.. احبك جدا.. احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى وأنت بمنفى..وبيني وبينك ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار. واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار ويسعدني.. أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية.. يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها سألتك بالله ..لا تتركيني لا تتركيني.. فما أكون أنا اذا لم تكوني أحبك.. أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا.. وما همني..ان خرجت من الحب حيا وما همني ان خرجت قتيلا رسالة من تحت الماء رسالة من تحت الماء - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية : عبدالحليم حافظ إن كنتَ صديقي.. ساعِدني كَي أرحَلَ عَنك.. أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني كَي أُشفى منك لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً ما أحببت لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً ما أبحرت.. لو أنِّي أعرفُ خاتمتي ما كنتُ بَدأت...

إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني أن لا أشتاق علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني من هذا اليَمّ.. فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق وأنا ما عندي تجربةٌ في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ إني أتنفَّسُ تحتَ الماء.. إنّي أغرق.. أغرق.. أغرق.. قصيدة الحزن قصيدة الحزن - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية : كاظم الساهر " في مدرسة الحب" علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها مثلَ العُصفُور.. لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي كشظايا البللورِ المكسور

علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي أسوأَ عادات علّمني أفتحُ فنجاني في الليلةِ آلافَ المرّات وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ.. وأطرقُ بابَ العرّافات علّمني.. أخرجُ من بيتي لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات وأطاردَ وجهكِ.. في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات و أطارد ثوبك.. في أثواب المجهولات وأطاردَ طيفكِ.. حتّى.. حتّى.. في أوراقِ الإعلانات

علّمني حُبّكِ كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ تحسُدُهُ كُلُّ الغَجريّات بحثاً عن وجهٍ.. عن صوتٍ.. هوَ كُلُّ الأوجهِ والأصوات

أدخلني حبُّكِ سيِّدتي مُدُنَ الأحزان .. وأنا من قبلكِ لم أدخل مُدُنَ الأحزان.. لم أعرِف أبداً .. أن الدمعَ هو الإنسان أن الإنسانَ بلا حزنٍ.. ذكرى إنسان..

علّمني حبكِ.. أن أتصرَّفَ كالصّبيان أن أرسمَ وجهك.. بالطبشورِ على الحيطان وعلى أشرعةِ الصَّيادين على الأجراسِ، على الصُّلبان علّمني حبكِ.. كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان .. علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ تكُفُّ الأرضُ عن الدوران.. علّمني حُبك أشياءً ما كانت أبداً في الحُسبان فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ.. دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان وحلمتُ بأن تتزوجني بنتُ السلطان .. تلكَ العيناها..

أصفى من ماء الخُلجان 

تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان وحلمتُ بأني أخطِفُها مثلَ الفُرسان.. و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ.. علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان علّمني.. كيفَ يمرُّ العُمر ولا تأتي بنتُ السلطان..

علمني حبكِ.. كيف أحبك في كل الأشياءْ في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ في الجو الماطر.. في الأنواءْ.. في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ.. مساءً..قهوتنا السوداءْ.. علمني حبك أن آوي.. لفنادقَ ليس لها أسماءْ و كنائس ليس لها أسماءْ و مقاهٍ ليس لها أسماءْ علمني حبكِ..كيف الليلُ يضخم أحزان الغرباءْ.. علمني..كيف أرى بيروتْ إمرأة..طاغية الإغراءْ.. إمراةً..تلبس كل كل مساءْ أجمل ما تملك من أزياءْ و ترش العطرعلى نهديها للبحارةِ..و الأمراء.. علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ علمني كيف ينام الحزن كغلام مقطوع القدمينْ.. في طرق (الروشة) و (الحمراء).. علّمني حُبُّكِ أن أحزن وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها مثلَ العُصفُور.. لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي كشظايا البللورِ المكسور






















أسألك الرحيلا أسألك الرحيلا - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية : نجاة الصغيرة لنفترق قليلا.. لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي وخيرنا.. لنفترق قليلا لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي أريدُ أن تكرهني قليلا بحقِّ ما لدينا.. من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا.. بحقِّ حُبٍّ رائعٍ.. ما زالَ منقوشاً على فمينا ما زالَ محفوراً على يدينا.. بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ.. ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي.. وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي بحقِّ ذكرياتنا وحزننا الجميلِ وابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا أكبرَ من شفاهنا.. بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا.. فالطيرُ في كلِّ موسمٍ.. تفارقُ الهضابا.. والشمسُ يا حبيبي.. تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا كُن في حياتي الشكَّ والعذابا كُن مرَّةً أسطورةً.. كُن مرةً سرابا.. وكُن سؤالاً في فمي لا يعرفُ الجوابا من أجلِ حبٍّ رائعٍ يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا وكي أكونَ دائماً جميلةً وكي تكونَ أكثر اقترابا أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان.. لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي أريدُ أن تراني ومن خلالِ النارِ والدُخانِ أريدُ أن تراني.. لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي فقد نسينا نعمةَ البكاءِ من زمانِ لنفترق.. كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا وشوقنا رمادا.. وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي.. يا فارسي أنتَ ويا أميري لكنني.. لكنني.. أخافُ من عاطفتي أخافُ من شعوري أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا أخاف من وِصالنا.. أخافُ من عناقنا.. فباسمِ حبٍّ رائعٍ أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا.. أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا أسألك الرحيلا.. حتى يظلَّ حبنا جميلا.. حتى يكون عمرُهُ طويلا.. أسألكَ الرحيلا..







إلى رجل إلى رجل - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية : نجاة الصغيرة " إلى حبيبي - متى ستعرف كم أهواك " متى ستعرف كم أهواك يا رجلا أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها

يا من تحديت في حبي له مدنـا بحالهــا وسأمضي في تحديهـا

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا

أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا

أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي يـا قصة لست أدري مـا أسميها

أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا

وإن من فتح الأبواب يغلقهــا وإن من أشعل النيـران يطفيهــا

يا من يدخن في صمت ويتركني في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا

ألا تراني ببحر الحب غارقـة والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا

إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا

كفاك تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا

كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا

وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا

وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا

ارجع إلي فإن الأرض واقفـة كأنمــا فرت من ثوانيهــــا

إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه ولا لمست عطوري في أوانيهــا

لمن جمالي لمن شال الحرير لمن ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا

إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا



أعنف حب عشته أعنف حب عشته - من ديوان " قصائد متوحشة " - 1970 - أغنية : لطيفة " تلومني الدنيا " تلومني الدنيا إذا أحببتهُ كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ كأنني أنا التي.. للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ.. كأنني.. أنا التي كالقمرِ الجميلِ في السماءِ.. قد علّقتُه.. تلومُني الدنيا إذا.. سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ.. كأنني أنا الهوى.. وأمُّهُ.. وأختُهُ..

هذا الهوى الذي أتى.. من حيثُ ما انتظرتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ وكلِّ ما سمعتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني فاتحاً يديهِ لي.. رددْتُهُ وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..

هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ.. على ستائري.. أراهُ.. في ثوبي.. وفي عطري.. وفي أساوري أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي.. أراهُ منقوشاً على مشاعري لو أخبروني أنهُ طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ لو أخبروني أنهُ.. سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ لكنتُ قد طردتهُ..

يا أيّها الغالي الذي.. أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ أروعُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني زائراً بالوردِ قد طوّقتهُ.. وليتني حينَ أتاني باكياً فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ





جِسمُكِ خارطتي

جِسمُكِ خارطتي - من ديوان " أشعار خارجة على القانون "  - 1972" - أغنية : كاظم الساهر  " زيديني عشقاً "

زيديني عِشقاً.. زيديني يا أحلى نوباتِ جُنوني يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ.. زيديني غرقاً يا سيِّدتي إن البحرَ يناديني زيديني موتاً.. علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني..

جِسمُكِ خارطتي.. ما عادت خارطةُ العالمِ تعنيني.. أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ وجُرحي نقشٌ فرعوني وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ من بيروتَ.. إلى الصِّينِ وجعي قافلةٌ.. أرسلها خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ في القرنِ السَّابعِ للميلاد وضاعت في فم تَنّين

عصفورةَ قلبي، نيساني يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار.. ونكهةَ شكي، ويقيني أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُميني أشعرُ بالبردِ.. فغطيني إحكي لي قصصاً للأطفال وظلّي قربي.. غنِّيني.. فأنا من بدءِ التكوينِ أبحثُ عن وطنٍ لجبيني.. عن حُبِّ امرأة.. يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني لحدودِ الشمسِ..

نوَّارةَ عُمري، مَروحتي قنديلي، بوحَ بساتيني مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ.. وضعيني مشطاً عاجياً في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ بقيت في دفترِ تشرينِ

زيديني عشقاً زيديني يا أحلى نوباتِ جنوني من أجلكِ أعتقتُ نسائي وتركتُ التاريخَ ورائي وشطبتُ شهادةَ ميلادي وقطعتُ جميعَ شراييني...








قصيدة التحدّيات قصيدة التحدّيات - من ديوان " أشعار خارجة على القانون " - 1972 - أغنية : كاظم الساهر " أتحدّى.. " أتحدّى.. من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ وعقودَ الياسمينِ.. أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.. أتحدّى.. كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ منذُ آلافِ القرونِ.. أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي وطناً مثلَ فمي.. وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني أتحدّاهُم جميعاً.. أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً كمكاتيبِ غرامي.. أو يجيؤوكِ –على كثرتهم- بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي.. أتحداكِ أنا أن تذكُري رجلاً من بينِ من أحببتهم أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ أتحدّى.. مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى.. تجديني دائماً بينَ السطورْ إنني أسكنُ في الحبّ.. فما من قبلةٍ.. أُخذتْ.. أو أُعطيتْ ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ... أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي وبواريدَ القبيلهْ.. أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ أتحدّاهم جميعاً.. أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري.. أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري.. أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي عاشقاً مثلي.. وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي.. واضحكي، وابكي، وجوعي، فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي موطناً فيهِ تنامينَ كصدري.. رسَالة حُبٍّ صَغيرة حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ.. أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ .. من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ هذي أغانيَّ و هذا أنا يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير.. واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ

و أوشكتْ فواصلٌ  أن  تطيرْ
فلا تقولي : يا لهذا الفتى
أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ
و اللّوزَ .. و التوليبَ حتى أنا
تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ
و قالَ   ما   قالَ   فلا نجمةٌ
إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ
فَمَاً  نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ
دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي 

كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ

ماذا تصيرُ الأرضُ لو  لم  نكنْ
لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ ؟





أحْلَى خَبَر كَتَبْتُ (أُحبُّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ (أُحبُّكِ جدّاً) كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ

ألمْ تقرأيها ؟ بخطِّ يدي
فوق سُورِ القَمَرْ
و فوق كراسي الحديقةِ.. 

فوقَ جذوع الشَجَر

وفوق السنابلِ   ،   فوق الجداولِ   ،   فوقَ الثَمَرْ
و فوق الكواكب تمسحُ عنها…  غُبارَ السَفَرْ..

حَفَرتُ (أُحبُّكِ) فوق عقيق السَحَرْ حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ القَدَرْ.. ألم تُبْصِريها ؟ على وَرَقات الزهَرْ

على الجسر ، و النهر ، و المنحدرْ

على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ ألمْ تَلْمَحيها ؟

على كُلِّ غصنٍ  ،  و كُلِّ حصاةٍ ،   و كلِّ حجرْ
كَتبتُ على دفتر الشمس

أحلى خبرْ..

(أُحبُّكِ جداً)

فَلَيْتَكِ كُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ
















أحْزانٌ في الأندَلس كتبتِ لي يا غاليَهْ ..

كتبتِ تسألينَ عن إسبانيَهْ 

عن طارقٍ ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيهْ..

عن عُقْبة بن نافعٍ
يزرعُ شَتْلَ نخلةٍ ..
في قلب كلِّ رابيَهَ ..
سألتِ عن أُميَّةٍ ..
سألتِ عن أميرها معاوية ..

عن السرايا الزاهيَةْ

تحملُ من دمشقَ .. في ركابِها 

حضارةً .. و عافيَهْ ..

لم يبقَ في إسبانيَهْ
منّا ، و من عصورنا الثمانيَةْ
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ ، بجوف الآنيَهْ ..

و أعينٍ كبيرةٍ .. كبيرةٍ

مازال في سوادها ينامُ ليلُ الباديَهْ ..
لم يبقَ من قُرطبةٍ
سوى   دموع  المئذنات الباكيَهْ
سوى عبير الورد ، و النارنْج و الأضاليَهْ ..
لم يبقَ من ولاّدةٍ و من حكايا حبِّها ..
قافيةٌ .. و لا بقايا قافيَهْ ..
لم يبقَ من غرناطةٍ
و من بني الأحمر .. إلا ما يقولُ الروايَهْ
و غيرُ ( لا غالبَ إلاَّ الله ) تلقاكِ بكلِّ زاويةْ ..
لم يبقَ إلاّ قصرُهُم كامرأة من الرخام عاريَهْ ..
تعيشُ- لازالتْ- – على قصَّة حبٍّ ماضيَهْ ..
مضَتْ قرونٌ خمسةٌ مُذْ رَحَلَ ( الخليفَةُ الصغيرُ ) عن إسبانيَهْ

و لم تزلْ أحقادُنا الصغيرَةْ كما هيَهْ .. و لم تزل عقليَّةُ العشيرَهْ في دمنا كما هيَهْ.. حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ .. أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ

مضَتْ قرونٌ خمسةٌ و لا تزال لفظةُ العروبَهْ 

كزهرةٍ حزينةٍ في آنية ..

كطفلةٍ ، جائعةٍ .. و عارية
نصلُبُها .. على جدار الحقد و الكراهية ..

مضَتْ قرونٌ خمسةٌ .. يا غاليَهْ كأنَّنا .. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيَهْ .. غرناطَة

في مدخل ( الحمراء ) كان لقاؤنا ..

ما أطيبَ اللُّقيا بلا ميعادِ عَيْنَانِ سَوْدَاوانِ .. في حَجَريْهِما تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ ..

هل أنتِ إسبانيَّةٌ .. ساءلتُها
قالتْ : و في غرناطةٍ ميلادي ..
غرناطةٌ ! و صَحَتْ قرونٌ سبعةٌ
في تَيْنِكَ العينينِ .. بعدَ رُقادِ
و أميَّةٌ .. راياتُها مرفوعةٌ
و جيادُها موصولةٌ بجيادِ ..
ما اغربَ التاريخَ .. كيف أعادني
لحفيدةٍ سمراءَ .. من أحفادي
وجهٌ دمشقيٌّ .. رأيتُ خلالَهُ
اجفانَ بلقيسٍ .. و جيدَ سُعادِ
و رأيتُ منزلَنا القديمَ .. و حجرةٌ
كانتْ بها أمّي تمدُّ وسادي
و الياسمينةَ ، رُصِّعَتْ بنجومها
و البِرْكَةَ الذهبيَّةَ الإنشادِ ..
و دمشقُ .. أين تكونُ؟ قلتُ تَرَيْنَها
في شَعْركِ المنسابِ نهرَ سوادِ
في وجهكِ العربيِّ ، في الثغر الذي
ما زال مختزناً شموسَ بلادي 

في طِيب ( جنّات العريفِ ) و مائها

في الفُلِّ ، في الريحانِ ، في الكبَّادِ
سارتْ معي .. و الشَعْرُ يلهثُ خلفها 

كسنابلٍ تُركتْ بغير حصادِ ..

يتألَّقُ القُرْطُ الطويلُ بجيدها
مثلَ الشموع بليلةِ الميلاد ..
و مشيتُ مثل الطفل خلف دليلتي
و وراءيَ التاريخُ .. كومُ رمادِ ..
الزخرفاتُ أكادُ أسمعُ نَبْضَها
و الزركشاتُ على السقوفِ تنادي
قالتْ : هنا الحمراءُ .. زَهْوُ جدودِنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي 

أمجادُها !! و مسحتُ جرحاً نازفاً

و مسحتُ جرحاً ثانياً بفؤادي
يا ليتَ وارثتي الجميلةَ أدركت
أنَّ الذينَ عَنَتْهُمُ أجدادي ...
عانقتُ فيها عندما ودَّعتُها
رجلاً يسمَّى ( طارقَ بنَ زيادِ ) ..


















نـهـرُ الأحـزان عيناكِ كنهري أحـزانِ نهري موسيقى.. حملاني لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ نهرَي موسيقى قد ضاعا سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني الدمعُ الأسودُ فوقهما يتساقطُ أنغامَ بيـانِ عيناكِ وتبغي وكحولي والقدحُ العاشرُ أعماني وأنا في المقعدِ محتـرقٌ نيراني تأكـلُ نيـراني أأقول أحبّكِ يا قمري؟ آهٍ لـو كانَ بإمكـاني فأنا لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ وأحـزاني سفني في المرفأ باكيـةٌ تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ ومصيري الأصفرُ حطّمني حطّـمَ في صدري إيماني أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟ يا ظـلَّ الله بأجفـاني يا صيفي الأخضرَ ياشمسي يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا أحلى من عودةِ نيسانِ؟ أحلى من زهرةِ غاردينيا في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي فدموعُكِ تحفرُ وجـداني إني لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ ..و أحزاني أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟ آهٍ لـو كـان بإمكـاني فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ لا أعرفُ في الأرضِ مكاني ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ إنـي نسيـانُ النسيـانِ إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي عنّي.. عن نـاري ودُخاني فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ... وأحـزاني







 قولي أحبك

ـ قولي أحبك كي تزيد وسامتي - فبغير حبك لا أكون جميلا ـ قولي أحبك كي تصير أصابعي - ذهبا وتصبح جبهتي قنديلا ـ قولي أحبك كي يتم تحولي - فأصير قمحا أو أصير نخيلا ـ الآن قوليها ولا تترددي - بعض الهوى لا يقبل التأجيلا ـ قولي أحبك كي تزيد قداستي - ويصير ِشعري في الهوى إنجيلا ـ سأغير التقويم لو أحبتتني - أمحو فصولا أو أضيف فصولا ـ وسيتنهي العصر القديم على يدي - وأقيم مملكة النساء بديلا ـ قولي أحبك كي تصير قصائدي - مائية وكتابتي تنزيلا ـ ملك أن لو تصبحين حبيبتي - أغزو الشموس مراكبا وخيولا ـ لا تخجلي منى فهذي فرصتي - لأكون رباً أو أكون رسولا









من نزار قباني إلى حبيبته

(مقتطفات من سبع رسائل ضائعة في بريد بيروت)

[1] يا حبيبة : بعد عامين طويلين من الغربة والنفي تذكرتك في هذا المساء كنت مجنونا بعينيكِ ومجنونا بأوراقي ومجنونا لأن الحب جاء ولأن الشعر جاء [2] يا صديقة : عائد من زمن اللاشعر .. عاري القدمين عائد دون شفاه عائد دون يدين إن حرب السنتين كسرتني كسرت سنبلة القمح التي تنبت بين الشفتين جعلتني عاطلا عن عمل الحب .. فلم أقرأ مزاميري لعينيكِ ولا قابلت عصفورا غريبا أو قصيدة كنت أبكي ضاحكا مثل المجاذيب .. لأني أستطيع الآن , يا سيدتي , أن أتذكر مدهش أن أتذكر مدهش أن أتذكر ليس سهلا في زمان الحرب أن يسترجع الإنسان وجه امرأة يعشقها فالحرب ضد الذاكرة ليس سهلا في زمان القبح أن أجمع أزهار المانوليا والفراشات التي تخرج ليلا من شبابيك العيون الماطرة قذفتني هذه الحرب بعيدا عن محيط الدائرة ألغت الخط الحليبي الذي ينزل من ثديك نحو الخاصرة أفقدتني ذلك الطهر الطفولي الذي يُدخلني مملكة الله , ويعطيني مفاتيح اللغات النادرة فاعذريني .. إن تأخرت عن الوعد قليلا فلقد كان وصولي مستحيلا وبريدي مستحيلا إن آلاف الحواجز وقفت ما بين عينيك وبيني .. أطلقوا النار على الحلم فأردوه قتيلا أطلقوا النار على الحب فأردوه قتيلا أطلقوا النار على البحر , على الشمس , على الزرع , على كتب الأطفال , قصوا شعر بيروت الطويلا سرقوا العمر الجميلا [3] يا بعيدة : أي أخبار تريدين عن الشعر وعني ؟ أخذوا بيروت مني أخذوا , بيروت , يا سيدتي , منك ومني ... ... [4] يا رقيقة : جاءني هاتفك اليوم خجولا مثل عطر البرتقال سائلا عني .. وهل أجمل من هذا السؤال ؟ إنني أحيا ولكن ما الذي يعنيه يا سيدتي أن يكون المرء موجودا على قيد الحياة ؟ إن تحبيني اسأليني كيف حال الكلمات دخلتْ في جسد الشعر .. ألوف الطلقات نحن من عامين .. لم نزهر .. ولم نورق .. ولم نطرح ثمر نحن من عامين لم نبرق .. ولم نرعد ولم نركض كمجنونين ـ يا سيدتي ـ تحت المطر نحن من عامين لم نخرج عن المألوف في العشق ولم نخرج على اليومي والعادي لم ندخل أقاليم الغرابة آه .. كم عانيت من داء الكتابة آه .. كم عانيت من موت الكتابة شنقوني بخيوط المفردات طردوني خلف أسوار اللغات أغلقوا في وجه حبي الطرقات فتشوني لم أكن أحمل إلا وردة الشعر وحزني وجنوني لم أكن أحمل إلا أنت ـ يا سيدتي ـ بين عيوني ولهذا أرجعوني كنت ـ يا سيدتي ـ في موقع الحب لهذا لم أكن في جملة المنتصرين كنت يا سيدتي في جانب الشعر .. لهذا صنفوني بورجوازيا صغيرا وأضافوني إلى قائمة المنحرفين لم أكن في زمن القبح قبيحا إنما كنت صديق الياسمين البدر يكمل كل شهر مرة ........ وهلال وجهك كل يوم كامل . انا ارضى فيرفض قاتلي فتعَجبُ يرضى القتيل وليس يرضى القاتل . قتل النفوس محرم لكنه .......... حِلُّ اذا كان الحبيب القاتل .













مقتطفات من قصائد نزار

ما دمت يا عصفورتي الخضراء حبيبتي إذن .. فإن الله في السماء 2

تسألني حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟ 

الفرق ما بينكما أنك إن ضحكت يا حبيبتي أنسى السما 3 الحب يا حبيبتي

جميلة مكتوبة على القمر  قصيدة

الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر . . الحب منقوش على ريش العصافير ، وحبات المطر لكن أي امرأة في بلدي إذا أحبت رجلا

بخمسين حجر   ترمى

4 حين أنا سقطت في الحب . . تغيرت تغيرت مملكة الرب صار الدجى ينام في معطفي

الغرب وتشرق الشمس من

5 يا رب قلبي لم يعد كافيا لأن من أحبها .. تعادل الدنيا فضع بصدري واحدا غيره

يكون في مساحة الدنيا

6 ما زلت تسألني عن عيد ميلادي سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي 7 لو خرج المارد من قمقمه وقال لي : لبيك دقيقة واحدة لديك تختار فيها كل ما تريده من قطع الياقوت والزمرد لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد 8 ذات العينين السوداوين ذات العينين الصاحيتين الممطرتين لا أطلب أبدا من ربي إلا شيئين أن يحفظ هاتين العينين ويزيد بأيامي يومين كي أكتب شعرا في هاتين اللؤلؤتين 9 لو كنت يا صديقتي بمستوى جنوني لرميت ما عليك من جواهر وبعت ما لديك من أساور و نمت في عيوني 10 أشكوك للسماء أشكوك للسماء كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري جميع ما في الكون من نساء 11 لأن كلام القواميس مات لأن كلام المكاتيب مات

الروايات مات لأن كلام

أريد اكتشاف طريقة عشق أحبك فيها .. بلا كلمات 12 أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم لمحوك تغتسلين في أحداقي أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم قرأوك في حبري وفي أوراقي للحب رائحة وليس بوسعها .. أن لا تفوح . مزارع الدراق 13 أكره أن أحب مثل الناس أكره أن أكتب مثل الناس أود لو كان فمي كنيسة . . أجراس وأحرفي 14 ذوبت في غرامك الأقلام . . .. وأخضر من أزرق .. وأحمر حتى انتهى الكلام علقت حبي لك في أساور الحمام ولم أكن أعرف يا حبيبتي أن الهوى يطير كالحمام 15 عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي فأولا : حبيبتي أنت وثانيا : حبيبتي أنت وثالثا : حبيبتي أنت ورابعا وخامسا وسادسا وسباعا وثامنا وتاسعا وعاشرا . . حبيبتي أنت 16 حبك يا عميقة العينين تطرف تصوف عبادة حبك مثل الموت والولادة صعب بأن يعاد مرتين 17 عشرين ألف امرأة أحببت عشرين ألف امرأة جربت وعندما التقيت فيك يا حبيبتي شعرت أني الآن قد بدأت 18 لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي فنادق العالم لا تعجبني الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر لكنهم هنالك يا حبيبتي لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة فهل تجيئين معي . . إلى القمر يا قمري 19 لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك . . فإن الله قد أرسلني إليك لن تخلصي مني فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك

الفيروز في يديك ومرة أطلع من أساور

وحين يأتي الصيف يا حبيبتي أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك 20 لو كنت تذكرين كل كلمة لفظتها في فترة العامين

الرسائل الألف ..  التي لو أفتح

كتبت في عامين كاملين كنا بآفاق الهوى طرنا حمامتين وأصبح الخاتم في إصبعكِ الأيسر . . خاتمين 21 لماذا .. لماذا .. منذ صرت حبيبتي يضيء مدادي .. والدفاتر تعشب تغيرت الأشياء منذ عشقتني وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني أصير نبياً .. عندما عنكِ أكتبُ .. 23 محفورة أنت على وجه يدي كأٍسطر كوفية على جدار مسجد محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي

ذراع المقعد وفي

وكلما حاولت أن تبتعدي دقيقة واحدة أراك في جوف يدي 24 لا تحزني إن هبط الرواد في أرض القمر فسوف تبقين بعيني دائما أحلى قمر 25 حين أكون عاشقا أشعر أني ملك الزمان

الأرض وما عليها أمتلك

وأدخل الشمس على حصاني 26 حين أكون عاشقا

شاه الفرس من رعيتي أجعل

وأخضع الصين لصولجاني وأنقل البحار من مكانها ولو أردت أوقف الثواني حين أكون عاشقا أصبح ضوءا سائلا لا تستطيع العين أن تراني وتصبح الأشعار في دفاتري حقول ميموزا وأقحوان حين أكون عاشقا تنفجر المياه من أصابعي وينبت العشب على لساني حين أكون عاشقا أغدو زمننا خارج الزمان 29 إني أحبك عندما تبكينا وأحب وجهك غائما وحزينا الحزن يصهرنا معا ويذيبنا من حيث لا أدري ولا تدرينا تلك الدموع الهاميات أحبها وأحب خلف سقوطها تشرينا بعض النساء وجوههن جميلة وتصير أجمل .. عندما يبكينا 31 أخطأت يا صديقتي بفهمي فما أعاني عقدة ولا أنا أُذيب في غرائزي وحلمي لكن كل امرأة أحببتها أردت أن تكون لي حبيبتي وأمي من كل قلبي أشتهي لو تصبحين أمي 32 جميع ما قالوه عني صحيح جميع ماقالوه عن سمعتي في العشق والنساء قول صحيح لكنهم لم يعرفوا أنني أنزف في حبك مثل المسيح 33 يحدث أحيانا أن أبكي مثل الأطفال بلا سبب يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين . . بلا سبب يحدث أن أتعب من كلماتي من أوراق من كتبي يحدث أن أتعب من تعبي 34 عيناك مثل الليلة الماطرة مراكبي غارقة فيها كتابتي منسية فيها إن المرايا ما لها ذاكره 35 كتبت فوق الريح إسم التي أحبها كتبت فوق الماء لم أدر أن الريح لا تحسن الإصغاء لم أدر أن الماء لا يحفظ الأسماء 36 ما زلتِ يا مسافره مازلت بعد السنة العاشره مزروعه كالرمح في الخاصره 37 كرمال هذا الوجه والعينين قد زارنا الربيع هذا العام مرتين وزارنا النبيُ مرتين 38 أهطل في عينيك كالسحابه أحمل في حقائبي إليهما كنزا من الأحزان والكآبه أحمل ألف جدول وألف ألف غابه وأحمل التاريخ تحت معطفي وأحرف الكتابه 39 أروع ما في حبنا أنه ليس له عقل ولا منطق أجمل ما في حبنا أنه يمشي على الماء ولا يغرق 40 لا تقلقي . يا حلوة الحلوات ما دمت في شعري وفي كلماتي قد تكبرين مع السنين .. وإنما لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي 41 ليس يكفيك أن تكوني جميله كان لابد من مرورك يوما بذراعيَّ كي تصيري جميله 42 وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي أحس أني راكب سجادة سحريه فغيمة وردية ترفعني وبعدها .. تأتي البنفسجيه أدور في عينيك يا حبيبتي أدور مثل الكرة الأرضيه 43 كم تشبهين السمكه سريعة في الحب .. مثل السمكه قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي وصرت أنت الملكة 47 ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا وقاوميني بما أوتيت من حيل إذا أتيتك كالبركان مشتعلا أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى 49 كم تغيرت بين عام وعام كان همي أن تخلعي كل شيء وتظلي كغابة من رخام وأنا اليوم لا أريدك إلا أن تكوني .. إشارة استفهام 50 وكلما انفصلتُ عن واحدة أقول في سذاجة سوف تكون المرأة الأخيره والمرة الأخيره وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة ومت ألف مرة ولم أزل أقول " تلك المرة الأخيره " 51 عبثا ما أكتب سيدتي إحساسي أكبر من لغتي وشعوري نحوك يتخطى صوتي .. يتخطى حنجرتي عبثا ما أكتب .. ما دامت كلماتي .. أوسع من شفتي أكرهها كل كتاباتي مشكلتي أنكِ مشكلتي 52 لأن حبي لك فوق مستوى الكلام قررت أن أسكت .. . . والسلام






           المهرج

وفقدت يا وطني البكارة .. لم يكترث أحد وسجلت الجريمة ضد مجهول .. وأسدلت الستارة نسيت قبائلنا أظافرها .. تشابهت الأنوثة والذكورة في وظائفها تحولت الخيول إلى حجارة .. لم تبق للأمواس فائدة .. ولا للقتل فائدة فإن اللحم قد فقد الإثارة ..

دخلوا علينا .. كان عنترة يبيع حصانه بلفافتي تبغٍ وقمصان مشجرة .. ومعجون جديد للحلاقة .. كان عنترة يبيع الجاهلية .. دخلوا علينا .. كان أخوال القتيلة يشربون الجن بالليمون يصطافون في لبنان .. يرتاحون في أسوان .. يبتاعون من خان الخليلي الخواتم والأساور .. والعيون الفاطمية ..

مازال يكتب شعره العذري قيس .. واليهود تسربوا لفراش ليلى العامرية .. حتى كلاب الحيّ لم تنبح .. ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية ..

( لا يسلم الشرف الرفيع .. ) ونحن ضاجعنا الغزاة ثلاث مرات .. وضيعنا العفاف ثلاث مرات .. وشيعنا المروءة .. بالمراسم والطقوس العسكرية .. ( لا يسلم الشرف الرفيع ..) ونحن غيرنا شهادتنا .. وأنكرنا علاقتنا .. وأحرقنا ملفات القضية ..

العالم العربي يبلع حبة البث المباشر .. (يا عيني على الصبر ياعيني عليه ..) والعالم العربي يضحك لليهود القادمين إليه من تحت الأظافر يأتي حزيران ويذهب .. والفرزدق يغرز السكين في رئتي جرير .. والعالم العربي شطرنجٌ وأحجارٌ مبعثرةٌ .. وأوراقٌ تطير .. والخيل عطشى .. والقبائل تستجار ولا تجير .. العالم العربي غانية تنام على وسادة ياسمين.. فالحرب من تقدير ربّ العالمين .. والسلم من تقدير ربّ العالمين ..

يا أيها الوطن المسافر في الخطابة والقصائد والنصوص المسرحية يا أيها الوطن المصور في بطاقات السياحة والخرائط والأغاني المدرسية يا أيها الوطن المحاصر بين أسنان الخلافة والوراثة والإمارة وجميع أسماء التعجب والإشارة .. يا أيها الوطن الذي شعراؤه يضعون كي يرضوا السلاطين الرموش المستعارة .. يا سيدي الجمهور إني مستقيل .. إن الرواية لا تناسبني .. وأثوابي مرقعة .. ودوري مستحيل .. لم يبق للإخراج فائدة .. ولا لمكبرات الصوت فائدة .. ولا لمدرب الأفيال فائدة .. ولا للشعر فائدة .. وأوزان الخليل ..

يا سيدي الجمهور سامحني إذا ضيعت ذاكرتي وضيعت الكتابة والأساطر .. ونسيت أسماء الشواغر .. إني قتلتك أيها الوطن الممدد فوق أختام البريد وفوق أوراق الطوابع .. وذبحت خيلي المضربات عن الصهيل .. إني قتلتك واكتشفت بأنني كنت القتيل .. يا سيدي الجمهور سامحني .. فإن دور مهرج السلطان دور مستحيل ..




أدمنت أحزاني أدمنت أحزاني .. فصرت أخاف أن لا أحزنا .. وطعنت آلافا من المرات .. حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا .. ولقد شنقت على جدار قصائدي .. ووصيتي كانت .. بأن لا ادفنا .. وتشابهت كل البلاد .. فلا أرى نفسي هناك .. ولا أرى نفسي هنا .. وتشابهت كل النساء .. فجسمك في الظلام .. كما مُنى .. ما كان شعري لعبة عبثية .. أو نزهة قمرية .. إني أقول الشعر سيدتي .. لأعرف من أنا .. يا سيدتي : إني أسافر في قطار مدامعي .. هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى ؟ إني أفكر باختراع الماء .. إن الشعر يجعل كل حلمٍ ممكنا .. وأنا أفكر باختراع الناي .. حتى يأكل الفقراء ، بعدي ، ( الميجنا ) .. إن صادروا وطن الطفولة من يدي .. فلقد جعلت من القصيدة موطنا .. يا سيدتي : إن السماء رحيبة جداً .. ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا .. وتقاسموا أوطاننا .. وتقاسموا أجسادنا .. ولم يتركوا شبراً لنا .. يا سيدتي: عفواً إذا أقلقتكم .. أنا لست مضطراً لأعلن توبتي .. هذا أنا .. هذا أنا .. هذا أنا .. BASEL-BM@MAKTOOB.COM