أبو محجن الثقفي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أبو محجن الثقفي شاعر وفارس عربي مسلم مغوار من بني ثقيف،وكان رجل من المسلمين قد ابتلى بشرب الخمر وطالما عوقب عليها ويعود ويعاقب ويعود ، بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصى ولده ويقول :

إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ترمي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فإننــــــي أخاف إذا ما مت أن لا أذوقهـا

ولما بدا المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن الثقفي وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمراً دسها بين متاعه فلما وصلوا القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين ، شرب أبو محجن الخمر، فلما علم به سعد بن أبي وقاص غضب عليه وحرمه من دخول القتال ثم أمر به فقيد بالسلاسل وأغلق عليه في خيمة ، وشعر بضيق شديد لأن الواجب دعاه فلم يتمكن من تلبيته، فقال أبياتاً من الشعر يتحسر فيها على حاله، ويعبر عن أسفه الشديد، لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً في هذه المعركة الفاصلة، ومن هذه الأبيات:

وأُتْرَكَ مشدوداً عليَّ وِثَاقيا كفى حَزَناً أن تلتقي الْخَيْلُ بالقنا
ولا سامعٌ صوتي ولا من يَرَانيا يُقَطِّع قلبي حسرةً أن أرى الوغى
فلا أُنجدَ الإسلام حينَ دعانيا وأن أشهدَ الإسلام يدعو مُغَوِّثاً

إلى أن يلتفت إلى زوجة القائد سعد ويناشدها أن تطلق سراحه ليشهد المعركة معلناً توبته:

فسيفيَ أضحى وَيْحَهُ اليومَ صاديا سُلَيْمى دعيني أروِ سيفي من العدا
تُفَرِّجُ من همّي وتشفي فؤاديا دعيني أَجُلْ في ساحةِ الحربِ جَوْلَةً
لئن فُرِّجت أَنْ لا أزورَ الحوانيا وللهِ عهدٌ لا أَخيسُ بعهده

فأطلقت سلمى سراحه، وانضم إلى إخوانه المجاهدين، وأبلى أحسن البلاء وهو ملثم، لكي لا يعرفه سعد فيعيده إلى السجن، حتى إن بعض أفراد الجيش ظنوه مَلَكا أرسله الله غوثاً وعوناً لشدة بلائه واستبساله، وعندما عرف سعد قصته بعد المعركة، أطلق سراحه مكافأة له، وأعلن أبو محجن توبته ليعود إلى الجيش جندياً صالحاً باسلاً.

[تحرير] مواقع خارجية