المساءلة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المساءلة أو المحاسبة مفهوم أخلاقي يحمل معاني عدة. وعادة ما يستخدم هذا المصطلح بشكل مترادف مع مفاهيم من قبيل المسؤولية عن الأفعال، المسؤولية تلقي اللوم و المحاسبة و المصطلحات الاخرى المشتركة معها في المعنى مع توقع توضيح السلوك. وكجانب من جوانب الحكم، كان هذا المصطلح محور النقاشات المتعلقة بالمشاكل في كلا القطاعين الخاص و العام. المحاسبة في الاصل تشتمل كلاً من توقع أو إفتراض توضيح السلوك. وأول من أعلن عن دراسة تبرير السلوك في علم الإجتماع كان كلاً من مارفن سكوت و ستانفورد لايمان في مقالتهما المشتركة التي نشرت عام 1968 تحت عنوان "محاسبات Accounts" وهذا رغم إمكان تتبع اصل المصطلح الى جي.إل. أوستن في مقالته المعنونة "مناشدة لتقبل الاعذار" التي نشرها عام 1956 والتي إستخدم فيها إختلاق الأعذار من ضمن الأمثلة على أفعال الكلام.

توسع المثقفون المهتمون بالإتصال في أعماله من خلال تفحص الإستخدامات الإستراتيجية للأعذار و التبريرات و الحجج و الإعتذارات والأشكال الاخرى لتصرف الافراد و المؤسسات في توضيح السلوك. أما فيليب تيتلوك و زملاؤه فقد إستخدموا أساليب مصممة للإختبار لإستكشاف الكيفية التي يتصرف وفقها الأفراد وفق مختلف السيناريوهات و المواقف التي تتطلب منهم توضيح سلوكهم. وفي السياسة و خصوصاً في أنظمة الديمقراطية التمثيلية تعد المحاسبة عاملاً مهماً لضمان نظام حكم جيد. وتختلف المحاسبة عن الشفافية في كون الأولى تختص بالسرد السلبي بعد إتخاذ القرار أو القيام بالفعل، بينما الشفافية تتيح إمكانية ذلك السرد قبل أو خلال إتخاذ القرار او القيام بالفعل. المحاسبة تحد من المدى الذي يمكن فيه للممثلين المُنتَخَبين او من يشغلون المناصب من الإنحراف عمداً عن مسؤولياتهم النظرية وبالتالي وقوع الفساد. إن هدف المحاسبة يدخل أحياناً في حالات شد مع هدف القيادة. فقد تكون لمجموع الناخبين أهداف قصيرة المدى قد تتعارض مع المصالح بعيدة المدى.