الوسطية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الوسطية، فرقة تفرعت عن الزيدية، وجدت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي بصعيد مصر، و لازال لها وجود بمصر في أعداد محدودة للغاية.
على إنه يجب أن يلاحظ أن الوسطية المعنية هنا لا علاقة لها بالوسطية السلفية.
فهرست |
[تحرير] القاعدة الفكرية للوسطية
تختلف الوسطية عن الزيدية و أيضا الإسماعيلية و الاثنا عشرية و السنة بتقرير القرآن الكريم كمصدر أعلى للعقيدة و التشريع، كما إتخذت من القرآن الكريم كميزان يزن صحة أي مصدر أخر. كانت نتيجة هذا أن إتفقت في أمور كثيرة مع الزيدية إلا إنها ظلت في نقاط أخرى بعيدة عنها و أقتربت مع الإثنا عشرية في بعض الأمور، كما إقتربت في نقاط أقل مع أبو حنيفة النعمان و الإسماعيلية، لهذا أطلق عليها إسم الوسطية، و إن كان إشتقاق الإسم قام في الأساس إعتمادا على الآية القرآنية الكريمة البقرة 143، و ذلك حسبما ذكر في كتاب الوسطية الرئيسي الحالي: الإسلام من القرآن.
[تحرير] من عقائد و فقه الوسطية
- تأخذ الوسطية بالتقية، كما تجيز الوسطية إخفاء تعاليم وردت بالقرآن الكريم عن المشكوك في إيمانهم من المسلمين، عملا بالتوبة 97، فالوسطية تفرق بين الإيمان و الإسلام، فتنظر للإسلام على إنه إسلام اللسان بينما الإيمان هو إيمان القلب، و في هذا تختلف عن الزيدية التي لم تفرق بين إيمان المرء و إسلامه.
- تجيز الوسطية المتعة، إلا إن عدتها هي عدة الزواج العادي، و تنقضي المتعة بإنقضاء مدتها أو بالتنازل عما تبقى من مدتها.
- تحرم الوسطية الإجهاض على الإطلاق، فهي تنظر للجنين على إنه شخص حي بمجرد إندماج الحيوان المنوي الذكري بالبويضة الإنثوية، و لا يجوز قتل أي شخص في الإسلام إلا بالحق، و لا ذنب إرتكبه الجنين بنفسه ليجوز قتله، و بالتالي تحرم الوسطية الإجهاض على الإطلاق و لا تقبل أية تبريرات في هذا.
- الطفل ينسب لأبيه الحقيقي، أي البيولوجي بلغة العلم الحديث، في كل الأحوال، و تجيز الوسطية اللجوء لوسائل العلم الحديث لإثبات النسب.
- تقبل الوسطية بتعدد الزوجات، و الحد الأقصى للجمع هو أربعة نساء.
- الطلاق عند الوسطية يحتاج شهود، لا يقل عددهم عن ثلاثة بأي حال، و لا يهم جنسهم، و يشترط فيهم العدل، عملا بالطلاق 2.
- الإمامة عند الوسطية وجدت منذ بداية البشرية، فبدأت مع آدم، و إستمرت بعد ذلك مرتبطة بالنبوة، ثم أصبحت منفصلة عن النبوة بوفاة خاتم المرسلين، عليه الصلاة و السلام و على آله السلام، لتستقر في آل بيت خاتم المرسلين، ص. و هي في تقرير إن الإمامة بدأت مع آدم تقترب بعض الشيء مع الإسماعيلية. و تعد الإمامة من الضروريات عند الوسطية، لهذا تؤمن الوسطية بحتمية وجود إمام حي في كل وقت ليقوم بواجبات الإمام المقررة بالقرآن الكريم، فيرعى شئون الناس، و تأخذ الوسطية بإمامة من لم يخرج علانية، مادام حائز على البيعة، فتجوز سريته في حال الخوف و الإضطهاد و في هذا تتفق مع الإسماعيلية و الجعفرية، على إنه يجوز في الوسطية أن يكون الإمام من غير آل البيت إن حاز على رضى أغلب الناس كما في الزيدية. و التقوى شرط من شروط صحة الإمامة عند الوسطية، فلا إمامة عند الوسطية إلا لتقي. و يجوز وجود عدة أئمة معاصرين لبعضهم البعض تماما كما كان هناك أنبياء معاصرين لبعضهم البعض، كل إمام لإقليم مختلف، و هي في ذلك تتفق مع الزيدية التي أجازت تعاصر إكثر من إمام في أقاليم مختلفة. كما تقبل الوسطية بإمامة من لا يتبع تعاليمها شرط تقواه، و من وجوه التقوى العدل، و ذلك يشمل عدم إضطهاد الإمام لمخالفيه في العقيدة و الدين و المذهب، و المساواة بين جميع رعيته في الحقوق و الواجبات.
- الزكاة عند الوسطية هي الخمس، و لكن في كل ما يتحصل عليه المرء، و ميقاتها هو بمجرد التحصل على ذلك الدخل، دون إنتظار لمرور أي فترة زمنية، و بالتالي دون حساب للربح أو الخسارة.
- تفتح الوسطية باب الإجتهاد، على أن تكون الأحكام الناتجة عنه متوافقة مع القرآن الكريم، فلا تضيف أو تلغي أو تنتقص أو تعطل، حكم أو شريعة أو شعيرة، أو أي شيء، ورد بالقرآن الكريم.
- تجوز ولاية المرأة في أمور الحكم و القضاء و الإقتصاد و غير ذلك، عملا بأحكام القرآن الكريم.
- تحرم الوسطية الخمر إمتثالا للأمر القرآني، و تعني كلمة خمر عند الوسطية كل ما يؤثر على الجهاز العصبي، سواء بالتثبيط أو التنبيه أو غير ذلك، لهذا حرمت الوسطية الكحوليات و التبغ و المخدرات، كما حرمت المنومات و المهدئات و المنبهات الكيماوية، و حرمت الشاي و القهوة و الكولا و الينسون، و كل طعام و مشروب و مستنشق و محقون و ملزوق و غير ذلك من وسائل إدخال تلك المواد للجسد البشري، فسواء أكانت تلك المواد طبيعية أو صناعية، و أيا كانت وسيلة تعاطيها، فمادامت تؤثر على الجهاز العصبي بأي شكل، عدت لدى الوسطية خمر، لأنها تخمر، أي تحجب، العقل عن حالته الطبيعية.
[تحرير] التوزيع و الإنتشار
يكاد ينحصر وجود الوسطية في مصر، و ذلك في عدد صغير للغاية، و هي في حالة تقية نظرا للإضطهاد الديني الحالي بمصر، و زعامتها الدينية منحصرة في بيت مؤسسها.
[تحرير] كتب الوسطية
- الإسلام من القرآن، غير مطبوع تجاريا، و هو الكتاب الرئيسي حاليا عند الوسطية.
- الأحكام الإسلامية من النصوص القرآنية، غير مطبوع تجاريا، و حاليا حل محله كتاب الإسلام من القرآن ككتاب رئيسي.