معركة القرضابية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ييلم يتحمّل الايطاليون المهانة التي لحقت بهم نتيجة هزيمتهم في فزان في عمق ليبيا، حيث استرد المجاهدون منهم في 10 ديسمبر 1914 مدينة مرزق مركز فزّان بعد ان كانوا قد احتلوها في 3 مارس من نفس العام.
قبل ان يستعيد المجاهدون مرزق بايام كانوا قد استعادوا سبها وتحديدا يوم 27 نوفمبر، وقد حث الجنرال امياني الخطى للوصول الى طرابلس بعد ان نفذ من معركة مرزق، ومن كمائن المجاهدين في الصحراء طوال المدة التي استغرقتها رحلة الهزيمة القاسية.
قرر امياني بالتشاور مع حكومته وقيادته في روما استرداد فزّان بأي ثمن ولضمان ذلك كما يعتقد استعان بعدد من الزعامات الوطنية التي استمالها الايطاليون الى جانبهم بالمال وبغيره، حيث سيّر جيشين الاول يتجه اليها من طرابلس عن طريق غريان، مزدة، القريات، وقد كمن له المجاهدون من قبائل الزنتان في الطريق الذي يمر عبر اراضيهم الشاسعة وهزم شر هزيمة في يوم 7 ابريل 1915، في المعركة التي عرفت بمعركة مرسيط نسبة الى الوادي الذي وقعت فيه، امّا الجيش الاخر فقد قاده بنفسه واتجه الى فزّان عن طريق سرت التي كان الايطاليون قد احتلوها في اوائل سنة 1913.
وصل جيش الجنرال امياني المكوّن من الليبيين المتعاملين معه ومن الاحباش و الارترييين بالاضافة الى الجنود النظاميين الايطاليين، إلى مدينة سرت وزحف يوم 29 ابريل 1915 على المجاهدين الذين تحشّدوا جنوب سرت قرب قصر بوهادي، وعلى الفور هاجم المجاهدون بقيادة احمد سيف النصر الايطاليين في منطقة القرضابية التي تسمّت بها هذه المعركة وبحلول الظهر كانت فلول الايطاليين قد تقطعت اوصالها، والتجأت الى مدينة سرت حيث عاثت فيها فسادا وشهدت المدينة مذابح انتقامية استمرت ثلاثة ايام على ما يرويه معاصروها اليوم.
تعتبر معركة القرضابية معركة فاصلة في الجهاد الليبي ضد الطليان، فهي تعرف بمعركة الوحدة الوطنية اذ شارك فيها جميع ابناء ليبيا، كما انها شكلت البداية لاندحار الايطالييين، فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الايطالية الواحدة تلو الاخرى وبحلول منتصف اغسطس من نفس العام الذي وقعت فيه معركة القرضابية لم يبق بيد الايطاليين الا مدينتي طرابلس والخمس.