حملة صليبية خامسة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المقاتلون الصليبيون
الـحـمـلات الـصـلـيـبـيـة
حملة الفقراء أو الشعب
الحملة الصليبية الأولى
الحملة الصليبية الثانية
الحملة الصليبة الثالثة
الحملة الصليبية الرابعة
الحملات الصليبية الطفولية
الحملة الصليبية الخامسة
الحملة الصليبية السادسة
الحملة الصليبية السابعة
الحملة الصليبية الثامنة

في سنة 1213 استأنف البابا اينوسنت الثالث الدعوة الى حملة صليبية الى الشرق ، وارسل وعاظ الحرب المقدسة الى انحاء اوروبا الكاثوليكية ، ودامت حملة الوعظ زهاء سنتين ، وفي روما في نوفمبر 1215 ، انعقد المجمع اللاتيني الرابع ، واتخذ سلسلة من القرارات المبدئية التي تتعلق بتنظيم الحملات الصليبية بشكل عام ، وكان ذلك بداية تشكيل شكل من مؤسسة دائمة للحملات الصليبية ، ووضع هذه المشاريع على اساس امتن ، وامر الاسياد والمدن ، وفقا لوضعهم الاقتصادي والمالي ، بان يقدموا للحملة مجموعة حربية ذللت عدد معين من العناصر ،ويؤمّنوا لها الاموال لمدة ثلاث سنوات . وقرر المجمع اللاتيني ضريبة استثنائية الزامية لتأمين حاجات الحملات وذلك على شكل جزء من عشرين من الدخل السنوي وكان على الباباوات والكرادلة ان يدفعوا ضريبة مزدوجة ، اما الخارجين عن الطاعة فكانت الكنيسة تتخذ عقوبات كنسية قاسية ضدهم، وتم تنظيم حملات الوعظ ووضع الكتب التعليمية لاجل وعاظ الحملات الصليبية ، وبذلك نظمت الحملات الصليبية تنظيما مؤسسيا.

تحددت سنة 1217 موعداً لبداية الحملة الخامسة ، وخطط لها ان تنظلق من ميناء برنديسي الايطالي ، وكان من الملوك الذين اخذوا النذر الصليبي فريدريك الثاني الالماني واندراش (اندره) الثاني المجري ويوحنا بلا ارض الانجليزي ، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، ومات البابا اينوسنت الثالث والملك الانجليزي يوحنا بلا ارض ، على التوالي ، الاول في 16 يوليو والثاني في 16 اكتوبر من عام 1216. فانتقلت البابوية وقيادة تنظيم الحملة الى البابا اونوريوس الثالث ، الذي عين القاصد الرسولي في قوات الصليبيين الكاردينال بيلاجيوس من البانو . وكان الملك المجري اندرياش الثاني واسياد التحقوا به (معظمهم من جنوب المانيا) وصلوا ما بين يوليو واغسطس من عام 1217 الى سبليت ، ولكنهم اضطروا للانتظار بسبب عدم كفاية السفن لنقل الفيالق.

في سبتمبر 1217 اجتمعت في عكا فصائل اندرياش الثاني المجري ، ليوبولد النمساوي ، الدوق اوتو من ميرانو ، وفصائل ملك قبرص غي دي لوزينيان ، وفصائل الاسياد في سوريا ولبنان وفلسطين ، ملك القدس يوحنا دي بريان ، وامير انطاكية بوهيموند الرابع والاسبيتاليين والهيكليين والفرسان التوتونيين ، وقدر بعض المعاصريين للأحداث (دون غياب المبالغة التي يراها البعض شديدة) اعداد المرابطين في عكا وجوارها بـ 20 الف فارس و200 الف من المشاة ! ولكن لفترة لم يحقق الصليبييون اي جديد ، فالجفاف في السنوات السابقة والمجاعة لعبت دورها كما لعبت الخلافات الداخلية بين القادمين من وراء البحر الاسياد المحليين التي كان منشأها عدم رغبة الآخرين بالاخلال بالسلام مع مصر والعلاقات التجارية معها! وتأخرت انجازات الحملة حتى وصول الفرسان من فريزيا (هولندا) والفرسان الالمان الذين تأخروا في الطريق لاشتباكهم في لشبونة في حرب ضد المسلمين ولم يصلو الى عكا الا في 26 ابريل 1218 ، حيث كان اندرياش الثاني قد انسحب بقواته منذ يناير من ذات العام اقتناعا منه بعقم المشروع.

قرر الصليبييون فتح دمياط ، التي كانت بمثابة مفتاح مصر ، ووصلت اولى فصائل الصليبيين اليها في 27 مايو 1218 واستمر حصارها زهاء سنه ونصف ، ويئس الكثيرون منهم وعادوا الى اوروبا في ربيع وصيف 1219 (منهم ليوبولد النمساوي) بسبب الاوبئة وفيضان النيل ، ولكن البقية ظلت تحاصر دمياط بعناد ، فعانت المدينة الجوع ، وعرض السلطان الكامل الذي خلف والده المتوفي حديثا السلطان العادل في دمشق ، عرض مملكة القدس في حدود سنة 1187 دون بعض القلاع وصلحا لمدة 30 سنة مقابل رفع الحصار عن دمياط ، ومال اغلبية البارونات قبول هذه الشروط المفيدة جدا ، ولكن تدخل نائب البابا ، القاصد الرسولي الذي اضطلع بدور القائد الاعلى للقوات المسلحة ، الذي لا يناسب رجل دين البتّة ، ورفض هذا الاخير العرض. وقضت سياسته بأنه لا صلح مع "الكفار" وان عليهم فتح دمياط وباقي مصر ، وفي ليلة الرابع الى الخامس من نوفمبر عام 1219 احتل الصليبيون دمياط ونهبوها ، وانقرض سكان دمياط عمليا ، ولكن فرح النصر كان قصير الامد ، فقد قرر الصليبيون (وان لم يكونو مجمعين) على استكمال فتح المنصورة ، فعرض السلطان الكامل على الصليبيين نفس العرض الاول ولكنهم رفضوا ثانية ، وفي اواسط يوليو 1221 بدأوا بفتح المنصورة وفي ذلك الوقت بالذات بدأ فيضان النيل وقطع المسلمون طريق التراجع على الصليبيين وحاصرت قوات المسلمين الصليبيين باعداد كبيرة ، فطلب الصليبييون الصلح ، وقبل الكامل الصلح ادراكا منه بخطر المغول ، ووقع الصلح في 30 اغسطس 1221 لمدة 8 سنوات ، وكان على الصليبيين مغادرة دمياط ، ونفذ الصليبييون ذلك في اوائل سبتمبر من نفس العام ومنيت الحملة الصليبية بالفشل الذريع.