نقاش:سلفية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أن آراء الإمام محمد بن عبدالوهاب السابقة شرعيــة المبدأ والهـدف، والنزعة والمصير، ولكن لم تسلم هذه الدعوة كأي دعوة إصلاحية من قادح ومادح، ومن مؤيد ومعارض، ويظل تقويم الأعمال والاتجاهات ومبادئ المصلحين هو للإسلام الباقي الخالد، الممثل في القرآن والسُنّة أولاً وأخيراً. وجد ابن عبدالوهاب مظاهر في العالم المسلم تشيع بين العوام، كلها بِدع شاذة، وتخريفات واهية، تغاير تعاليم الإسلام، مثل بناء القباب على القبور وتجصيصها، وكسوتها بالحرير المذهب، ووضع العمائم الخضراء عليها، وتشييد الأبنية عليها، واتخاذها مساجد، والنذر للأولياء وأصحاب القبور، والطواف حولها أحياناً، والاعتقاد بالنفع والضر لشجر أو حجر، أو بشر، والاستغاثة بالصالحين، والاستعانة بهم، والصلاة إلى قبورهم، والتمسح بالقضبان والتبرك بالعمدان أو بالشجر والحجر، وشد الرحال إلى قبور أحد الأولياء، وزيارة القبر لدفع الكرب، أو جلب النفع، والمراسلة تارة .. والاهتمام بالحجب والرقى (العزائم) والتمائم والسحر(4) للوقاية من المكروه، والاحتفال بالموالد، وبخاصة في مصر كمولد الحسين والبدوي، ومنكرات المآتم والجنائز، وحفلات التشييع في الوقت الحاضر، ونفقات أيام الخميس وليالي الجمع والأربعين والذكرى السنوية، وأيام الأعياد، واستئجار قرّاء القرآن للقراءة على روح الأموات، والتبرك بآثار فلان وفلان، وحلقات الذكر المصحوبة بالطبول والطنجات والسماع والرقص، مما لم يكن في صدر الإسلام، وبدع الصوفية المتنوعة، ولا سيما التأويلات والخوارق ونحو ذلك(1). + أن آراء الإمام محمد بن عبدالوهاب السابقة شرعيــة المبدأ والهـدف، والنزعة والمصير، ولكن لم تسلم هذه الدعوة كأي دعوة إصلاحية من قادح ومادح، ومن مؤيد ومعارض، ويظل تقويم الأعمال والاتجاهات ومبادئ المصلحين هو للإسلام الباقي الخالد، الممثل في القرآن والسُنّة أولاً وأخيراً. - + - فهال ابن عبدالوهاب تلك البِدع، ودعا إلى نبذها والتوجه بالعبادة والدعاء إلى الله وحده، لا إلى المشايخ والأولياء والأضرحة، ولا بوساطة التوسل [والاستغاثة]. وزيارة القبور للدعاء والاعتبار، لا للتوسل والاستشفاع(2)، فقرر أنه لا [يستعان ويستغاث] إلا بالله، وأن النذر لله لا للوليّ، وأنه لا بد من إعادة الحياة اليومية إلى بساطتها في عصر صدر الإسلام نموذجاً يحتذى وقاعدة للأخلاق والسلوك والعبادة والعقيـــدة. - - وأما [دعاء مقبور] أو قبر، فهو شرك لا يرضاه الله، وهو هدم للتوحيد الذي جاء به الإسلام، وتذلّل للمخلوقات، لا لله تعالى، مما يؤدي إلى انهيار عزة الأمة، وفقد سيادتها، وتذلّلها للطواغيت، وتعطيلها الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وذلك أشبه بالوثنية الجاهلية: {ما نَعبُدُهم إلاَّ ليقُرِّبونا إلى الله زلفى}، {هؤلاءِ شُفعاؤُنا عند الله}. - - ولا يصلح آخر زماننا إلا بما صلح به أوله، فلابد من العودة إلى الحياة الشرعية الأولى، حيث التوحيد الخالص الصحيح، والعزة الحقة، ولابد من هدم هذه البِدع(3).