إمبراطورية بريطانية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الإمبراطورية البريطانية في عام 1897، تظهر باللون الوردي ، اللون التقليدي لسيطرة الاستعمار البريطاني على الخريطة..
تكبير
الإمبراطورية البريطانية في عام 1897، تظهر باللون الوردي ، اللون التقليدي لسيطرة الاستعمار البريطاني على الخريطة..


كانت الإمبراطورية البريطانية أكبر إمبراطورية في تاريخ العالم فلم تكن مجرد قوة عظمى بل هي من أوائل القوى في العالم و لفترة طويلة . و قد كانت نتاج عصر الاستكشاف الأوروبي الذي بدأ مع الاكتشافات البحرية العالمية للدول الليبيرية في أواخر القرن الخامس عشر مما أدى إلى تدشين عصر الإمبراطوريات العالمية الأوروبية . في عام 1913 بسطت الإمبراطورية البريطانية سلطتها على تعداد سكاني يقارب 458 مليون شخص ، أي حوالي ربع سكان العالم .[1] و غطت تقريبا 36.6 مليون كيلومتر مربع (14.2 مليون ميل مربع) ،[2], أي حوالي ربع مناطق الأرض . بالرغم من أن معظمها نشأ في أمم الكمونويلث ، بقي التأثير البريطاني قويا في جميع نواحي العالم : في التطبيق الاقتصادي و الأنظمة القانونية والحكومية و المجتمع والرياضة (مثل الكريكت و كرة القدم) ، و في اللغة الإنجليزية نفسها ، وهذا غيض من فيض . وبسبب اتساع حجمها في أوج قوتها ،قيل أنها " الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" ويؤكد اتساع الإمبراطورية على طول العالم أن الشمس كانت تشرق دائما على واحدة على الأقل من مستعمراتها العديدة.





فهرست

[تحرير] الإمبراطورية الإنجليزية

[تحرير] نمو إمبراطورية ما وراء البحار

صورة:Johncabotbonavista.jpg
تمثال لجون كابوت في نيوفاوندلاند ، أول مستعمرة ما وراء البحار لإنجلترا [3].

رسخت السياسات البحرية الرائدة للملك الإنجليزي هنري السابع الذي حكم من 1485 إلى 1509 إمبراطورية ما وراء البحار البريطانية (بما يتعلق بالاستكشافات البريطانية للمحيط و الاستيطان خارج أوروبا و خارج الجزر البريطانية) . تعزز عمل الصلات التجارية لتجارة الصوف خلال حكم سلفه ، الملك ريتشارد الثالث ، فأسس هنري النظام الإنجليزي الحديث لتجار البحرية ، الذي وسع بشكل هائل كلا من صناعة السفن و الإبحار . وكذلك زودت تجارة البحرية الأساس للمؤسسات التجارية التي لعبت دورا حساسا في إنجلترا وبعد الوحدة مع سكوتلاندا في عام 1707 ، لتكون الإمبراطورية البريطانية المشتركة ، المتضمنة لشركة خليج ماساشوستس و شركة شرق الهند البريطانية. أدت إصلاحات هنري المالية لإيجاد خزينة الدولة الإنجليزية لقضاء الديون ، التي ساعدت في تأمين التطور للتجارة البحرية . كذلك اصدر هنري أوامره لبناء أول ميناء إنجليزي ، في بورتسماوث ، و لتطوير أسطول إنجلترا الصغير . وعلاوة على ذلك تكفل هنري برحلات البحار الإيطالي جون كابوت في عامي 1496 و 1497 مما أدى إلى إيجاد أول مستعمرة ما وراء البحار لإنجلترا [بحاجة لمصدر] – مستوطنة الصيد – في نيوفاوندلاند التي طالب بها كابوت لصالح هنري.

اتسعت تأسيسات القوة البحرية التي وضعت تدريجيا خلال حكم هنري السابع لتحمي التجارة الإنجليزية و لتفتح طرقا جديدة . أوجد الملك هنري الثامن الأسطول الإنجليزي الحديث عبر خطط لموانئ جديدة ، و إنشاء شبكات الإنارة و المنارات التي سهلت بشكل كبير الإبحار من الشواطئ لكل من التجار البحارة الإنجليز والأجانب . لذلك أسس هنري قاعدة ذخائر الأسطول الملكي الذي تمكن من إيقاف الأسطول الحزبي الإسباني "ارمدا" في عام 1588 ، ووضعت اختراعاته البذور الأولى للأسطول الإمبريالي بعد عدة أيام.

[تحرير] أيرلندا

انبثقت أول الإنجازات الجوهرية للإمبراطورية الاستعمارية من قرار اللقب الملكي الذي أقره البرلمان الايرلندي في عام 1541 . حول هذا التمثال ايرلندا من سيادة خاضعة للعرش الإنجليزي إلى مملكة لها حقها المستقل . فكانت نقطة البداية لإعادة غزو تيودور لايرلندا . تم في عام 1550 اعتماد سياسة الالتزام لمستعمرات البلاد التي بلغت اوجها في مزرعة الستر في عام 1610 بعد سنوات الحرب التسعة من 1595 إلى 1603 . في أثناء هذا الوقت شكلت مزارع ايرلندا نماذج للإمبراطورية و انخرط العديد من الناس في هذه المشاريع فكان لهم اليد في تكوين بداية المستعمرات في شمال أمريكا مثل : همفري جلبرت و والتر ريلاي و فرانسيس دريك و رالف لين .

[تحرير] العصر الايليزابيثي

هزيمة الارمدا الإسبانية, على يد فيليب جاك دو لوثيربورج , رسمت في عام 1796.
تكبير
هزيمة الارمدا الإسبانية, على يد فيليب جاك دو لوثيربورج , رسمت في عام 1796.

أبحر السيد برانسيس دريك حول العالم في الأعوام من 1577 إلى 1580 خلال فترة حكم تيدور الملكة اليزابيث الأولى ، فكان الثاني في تحقيق هذا الإنجاز بعد بعثة فيرديناند ماجلان . في عام 1579 رسى دريك في مكان ما في كاليفورنيا الشمالية فضم للعرش الإنجليزي ما اسماه ب Nova Albion ("الالبيون الجديد " حيث الالبيون هو اسم قديم لإنجلترا) ، و مع انه لم يعقب هذا الانضمام مستوطنة . أوضحت الخرائط فيما بعد تواجد Nova Albion على طول شمال إسبانية الجديدة . لذلك تزايد اهتمام إنجلترا تدريجيا بما هو خارج أوروبا ، بتحفيز من جون دي الذي سك عبارة " الإمبراطورية البريطانية " . كان خبيرا في البحرية و زاره العديد من المستكشفين الإنجليز قبل وبعد حملاتهم . كان من سكان ويلز وكان استخدامه للفظ "بريطاني" مناسبا لعائلة تيودور اليزابيث ذات الأصول التابعة لويلز ،و قد استمد تصوراته للإمبراطورية من كتاب دانتي "الملك" . تابع همفري جيلبرت ما ضمه كابوت عندما أبحر إلى نيوفو في عام 1583 و أعلنها كمستعمرة إنجليزية في الخامس من أغسطس/ آب في شارع جون . نظم السيد والتر ريلاي المستعمرة الأولى في شمال كارولينا في عام 1587 في جزيرة روانوك . استمرت كل من مستوطنة نيوفاوندلاند لجيلبرت و مستعمرة روانوك لفترة قصيرة من الزمن ومن جهة أخرى قد هجرتا بسبب نقص في الغذاء و قساوة الطقس و تحطم السفن و المواجهات العنيفة مع شعوب القبائل في قارة أمريكا الشمالية . أدى اتساع أسطول هنري الثامن إلى اعتماد العصر الاليزابيثي على الأسس الإمبريالية للقرن الماضي ، و على تطوير البحارة الإنجليز للاستكشافات الأطلسية بالإضافة إلى تشجيع التجارة البحرية وخاصة مع هولندا و مع الرابطة الهانزية . وسرعان ما تحولت الحروب الانجلو إسبانية التي دامت لعشرين سنة تقريبا (1585-1604 ) و التي بدأت لصالح إنجلترا و الاستيلاء على كاديز و التصدي للارمدا الأسبانية ، لصالح إسبانيا التي كبدتها العديد من الهزائم الشديدة التي أدت إلى انحدار الأسطول الملكي و سمحت لأسبانيا بالاحتفاظ بسيطرة قوية على ممرات البحر الأطلسي ، معترضا الآمال الإنجليزية في بناء مستعمرات في شمال أمريكا . مع ذلك منح هذا فعلا البحارة و بنائي السفن الإنجليز تجارب حية .

[تحرير] عصر ستيوارت

في عام 1604 قام الملك جيمس الأول ملك إنجلترا بمفاوضات معاهدة لندن ، لإنهاء العنف مع إسبانيا ، وتبعتها أول مستوطنة إنجليزية في عام 1607 في مدينة جيمس في فيرجينيا . بسطت إنجلترا خلال القرون الثلاثة التالية نفوذها إلى ما وراء البحار وعززت تقدمها السياسي في الوطن مع قرارات الاتحاد في عام 1707 ، حيث اتحد برلمان إنجلترا و برلمان الاسكتلنديين في ويستمنستر في لندن تحت عنوان برلمان بريطانيا العظمى مما أدى بدوره لولادة مملكة بريطانيا العظمى .

[تحرير] الدور الاسكتلندي

كان هناك العديد من المحاولات قبل هذا الاتحاد لتكوين دول ما وراء البحار الاسكتلندية ، مع وجود العديد من المستوطنات الاسكتلندية شمال وجنوب أمريكا . ربما كانت نوفا سكوتيا أعظم فرصة لاسكتلندا لتكوين تواجد دائم في أمريكا ، لكن سمعتها السيئة كانت من سوء حظ خطة دارين التي حاولوا من خلالها إنشاء مستعمرة و محطة تجارية في باناما لتنمية التجارة بين اسكتلندا و الشرق الأقصى . بعد قرار الاتحاد في عام 1707 تولى العديد من الاسكتلنديين خاصة في كندا و جامايكا و الهند و استراليا و نيوزيلندا مناصب كمدراء و أطباء و محامين و مدرسين في ما سمي بالإمبراطورية البريطانية . أدى التقدم في اسكتلندا خلال فترة الازدهار الاسكتلندي إلى تطورات في جميع أنحاء الإمبراطورية . استقر الاسكتلنديون في الإمبراطورية كما قامت بتطوير و بناء مجتمعاتهم الخاصة مثل دنيدن في نيوزلندا .

[تحرير] الاستعمار

في عام 1583 ضم همفري جيلبرت جزيرة نيوفاوندلاند كجزيرة تابعة لإنجلترا تحت حكم اليزابيث الأولى ، معززا بذلك ضم جون كابوت للجزيرة سابقا في عام 1497 ، تحت حكم هنري السابع كأول مستعمرة ما وراء البحار . منع تحطم سفينة جلبرت من تكوين مستوطنة في نيوفاوندلاند غير أن صيادي سمك القد الموسميين كانوا يترددون على الجزيرة منذ عام 1497 . مع ذلك تمكن مستعمرو مدينة جيمس بقيادة الكابتن جون سميث من التغلب على الحرمان الشديد في الشتاء في عام 1607 لإيجاد أول مستوطنة دائمة في ما وراء البحار . وهكذا تشكلت الإمبراطورية في أوائل القرن السابع عشر مع الاستيطان الإنجليزي في المستعمرات الشرقية لشمال أمريكا التي أصبحت لاحقا تعرف بالولايات المتحدة و [[مقاطعات كندا على المحيط الأطلسي]] و استعمار الجزر الصغيرة في البحر الكاريبي مثل سانت كيتس و باربادوس و جامايكا. كانت مستعمرات البحر الكريبي المنتجة للسكر و التي أصبح الاسترقاق فيها جزء أساسيا في اقتصادها من أكثر مستعمرات إنجلترا أهمية وربحا .ما قدمته المستعمرات الأمريكية من التبغ و القطن و الأرز في الجنوب و من المعدات والتجهيزات العسكرية البحرية و الفرو في الشمال كان أقل نجاحا من الناحية المالية لكن امتلاكها لمساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة جذب أعدادا كبيرة من المهاجرين الإنجليز .

صورة:Death-wolfe.jpg
موت الجنرال وولف رسم بنجامن ويست.

وسعت الحروب و المستعمرات من الإمبراطورية الأمريكية التابعة لإنجلترا ببطء ، تمكنت إنجلترا من السيطرة على نيوأمستردام (ولاحقا نيويورك ) من خلال المفاوضات التي تبعت الحرب الانجلو هولندية الثانية . و حث تنامي المستعمرات الأمريكية غربا على البحث عن أراضي زراعية جديدة . هزم البريطانيون الفرنسيين أثناء سنوات الحرب السبعة في سهول أبرا هام و استولت على فرنسا الجديدة جميعها في عام 1760 مما أعطى بريطانيا سيطرة على الأجزاء الكبيرة من شمال أمريكا . أدى الانتصار البريطاني على الفرنسيين في سنوات الحرب السبعة إلى حركة استقلال في الجزء الشمالي من المستعمرات الأمريكية ، حيث شعر الكثير من المستعمرين بعدم الحاجة إلى الحماية البريطانية عقب خروج الفرنسيين من شمال أمريكا . لاحقا شكلت مستوطنة أستراليا (بدأ من المعتقلات من عام 1788 ) و نيوزيلندا (تحت الحكم من 1840 ) منطقة رئيسية لهجرة البريطانيين . ضمت القارة الأسترالية جميعها إلى بريطانيا عندما اكتشف ماثيو فلنديرز هولندا الجديدة وجنوب ويلز الجديد ليكون الشاطئ الوحيد بعد إكمال إبحاره حوله في عام 1803 . ثم أصبحت المستعمرات لاحقا مستعمرات ذات حكم ذاتي و أصبحت مصدر تصدير مربح للصوف و الذهب .

انظر أيضا استعمار البريطانيين للأمريكيتين و استعمار الاسكتلنديين للأمريكيتين و استعمار أهالي ويلز للأمريكيتين و تاريخ أمريكا الاستعماري .

[تحرير] التجارة الحرة و " الإمبراطورية غير الرسمية "

انظر أيضا :

انظر أيضا: باكس بريتانيكا

استسلام كورنويلس في يوركتاون(جون ترومبل ، 1797, 1797). شكل خسارة المستعمرات الأمريكية نهاية " الإمبراطورية البريطانية الأولى ".
تكبير
استسلام كورنويلس في يوركتاون(جون ترومبل ، 1797, 1797). شكل خسارة المستعمرات الأمريكية نهاية " الإمبراطورية البريطانية الأولى ".

بدأ انهيار النظام الاستعماري البريطاني القديم في القرن الثامن عشر الميلادي . أصبحت الإمبراطورية خلال سيطرة الحزب اليميني التام على الحياة السياسية الداخلية (1714-62 ) أقل أهمية و أقل احتراما حتى كانت تلك المحاولة المشؤومة (تضمنت بشكل كبير الضرائب و الاحتكار و التقسيم ) لعكس مانتج " الإهمال المفيد " (أو " الإهمال اللطيف" ) التي أشعلت حرب الاستقلال الأمريكية (1775- 83 ) ، مما حرم بريطانيا من مستعمراتها الأكثر كثافة سكانية مع أن الاستثمارات البريطانية استمرت لتلعب دورا هاما في اقتصاد الولايات المتحدة حتى الحرب العالمية الأولى . أشير إلى هذه الفترة كنهاية "للإمبراطورية البريطانية الأولى " ، مما يظهر تحول التوسعات البريطانية من الأمريكيتين في القرنين السابع عشر و الثامن عشر إلى ما عرف " بالإمبراطورية البريطانية الثانية " في آسيا ولاحقا في أفريقيا من القرن الثامن عشر . أظهرت خسارة المستعمرات الثلاثة عشر أن هذه المستعمرات ليست بالضرورة ذات فائدة من الناحية الاقتصادية ، حيث بإمكان بريطانيا الاستفادة من التجارة مع المستعمرات السابقة بدون الحاجة لأن تتكلف للدفاع عنهم و عن سيادتهم . حسب النظام التجاري ، فإن المبدأ الاقتصادي في المنافسة بين الأمم من أجل كمية من الثروة المحدودة التي شكلت الفترة الأولى من التوسع الاستعماري هي الآن تفسح المجال في بريطانيا و في أماكن أخرى إلى سياسة عدم التدخل الليبرالية الاقتصادية لآدم سميث و أتباعه مثل ريتشارد كوبدين . ساهم ما تعلموه من خسارة الشمال الأمريكي البريطاني – وقد تكون التجارة مربحة أكثر مع غياب الحكم الاستعماري – في التوسيع في الأعوام 1840 و 1850 من حالات الحكم الذاتي للمستعمرة إلى مستعمرات المستوطن الأبيض في كندا و أستراليا حيث يبدو فيها السكان البريطانيين أو الأوربيين كقاعدة أمامية " للدولة الأم " . عوملت ايرلندا بشكل مختلف بسبب قربها الجغرافي ، و اندماجها مع المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى و ايرلندا في عام 1801 ، مما كان سببا في الثورة الايرلندية في عام 1798 على الحكم البريطاني . أثناء هذه الفترة ، حظرت بريطانيا تجارة الرقيق في عام (1807 ) وعن قريب بدأت بفرض هذا النظام على الأمم الأخرى . في منتصف القرن التاسع عشر اجتثت بريطانيا عالم تجارة الرقيق . اختفى الاسترقاق في المستعمرات البريطانية في عام 1834 ، بالرغم من احتفاظ ظاهرة عقود العمل بكثير من الطابع القمعي حتى عام 1920 . ترافقت نهاية الأنظمة الاستعمارية القديمة و نهاية الرق بالتجارة الحرة ، التي بلغت أوجها بإلغاء قوانين الذرة و قوانين الملاحة في عام 1840 . فتحت التجارة الحرة السوق البريطانية لمنافسة طليقة محرضة الدول الأخرى للعمل المتبادل خلال الأرباع الوسطى من القرن التاسع عشر .

شهدت معركة واترلوو نهاية الحروب النابيليونية و بداية   باكس بريتانيكا.
تكبير
شهدت معركة واترلوو نهاية الحروب النابيليونية و بداية باكس بريتانيكا.

يدعي البعض أن ظهور التجارة الحرة عكس موقع بريطانيا الاقتصادي وأن لا علاقة له بأي قناعة فلسفية صحيحة . و بالرغم من الخسارة المسبقة لثلاثة عشر مستعمرة من مستعمرات شمال أمريكا البريطانية فإن الهزيمة الأخيرة في أوروبا في فرنسا نابليون في عام 1815 تركت بريطانيا كأنجح قوة دولية . في حين أعطاها التطور الصناعي للبلاد قيادة اقتصادية بلا منافس ، و سيطر الأسطول الملكي على البحار . لكن الانشغال بالشؤون الأوروبية كقوة منافسة منع بريطانيا من مواصلة التوسع في اقتصادها و التأثير السياسي عبر " الإمبراطورية الغير رسمية " على أساس التجارة الحرة و التفوق الاستراتيجي . كانت بريطانيا بين مؤتمر فيينا في عام 1815 و بين حرب فرانكو بروسي في عام 1870 القوة الصناعية الوحيدة في العالم ، مع ما يفوق 30 % من النتاج الصناعي العالمي في عام 1870 . وبما يشبه " ورشة العالم " ، كان بإمكان بريطانيا إنتاج سلع تامة مفيدة و رخيصة تباع بسعر اقل مقارنة مع المواد الغذائية المنتجة في الأسواق الأجنبية . و بحصول بريطانيا على ظروف سياسية مستقرة في أسواق ما وراء البحار ، ازدهرت من خلال التجارة الحرة وحدها بدون الحاجة للجوء إلى القانون الرسمي . في الأمريكيتين كانت إمبراطورية التجارة البريطانية الغير رسمية مدعومة من قبل المصالح المشتركة لبريطانيا مع عقائد مذهب مونرو للولايات المتحدة التي صرحت أن العالم الجديد لن يكون مفتوحا للاستعمار أو لتدخل الأوروبيين السياسي . حيث لا تمتلك الولايات المتحدة الآن القوة العسكرية لفرض هذا المعتقد ، بقي البريطانيون بإمكانهم الدخول في الأسواق الجديدة في أمريكا اللاتينية التي أنشئت بعد الاستقلال من إسبانيا و البرتغال ، و استمرت السيادة التجارية البريطانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى .[4]

[تحرير] شركة الهند الشرقية البريطانية

قالب:المقال الرئيسي كانت شركة الهند الشرقية البريطانية من أنجح المراحل في تاريخ الإمبراطورية البريطانية حيث ضمت الكثير من أجزاء شبه القارة الهندية التي أصبحت فيما بعد من أضخم مصادر الدخل للإمبراطورية البريطانية بالتماشي مع غزو هونج كونج و سينغافورا و سيلون و ماليايا ( التي كانت كذلك من أكبر مصادر الدخل ) و دول أخرى آسيوية محيطة ، و ذلك مما أدى إلى تأسيس الإمبراطورية الآسيوية البريطانية التي هي من أهم مكونات الإمبراطورية البريطانية . كانت بداية شركة الهند الشرقية البريطانية كشركة متعاونة من التجار و المستثمرين متمركزين في ليدينهال ستريت في لندن و الحاصل على ميثاق ملكي من اليزابيث الأولى في عام 1600 بنية رعاية امتيازات التجارة في الهند . أعطى الميثاق الملكي هذا فخامة شركة الهند الشرقية حديثة الإنشاء احتكارا للتجارة مع شرق الهند جميعها . تحولت الشركة من مجرد مشروع صناعي تجاري إلى مشروع لحكم الهند باعتبارها قد اكتسبت وظائف حكومية وعسكرية ثانوية مع ما لديها من جيش كبير خاص مكون من جنود ذات أصول هندية ، الذين كانوا مخلصين لقادتهم من البريطانيين و شكلوا عاملا مهما في غزو بريطانيا الآسيوية . اعتبر البعض شركة الهند الشرقية البريطانية كأول تعاون متعدد الجنسيات في العالم . تضمن التاج البريطاني عقود الأراضي في عام 1858 ، في أعقاب الأحداث التي سميت بثورة الهنود الأصليين أو العصيان الهندي . [1] كذلك للشركة مصالح على طول الطرق الموصلة إلى الهند من بريطانيا العظمى . وفي أوائل عام 1620 ، حاولت الشركة ضم منطقة تابل ماونتن في جنوب أفريقيا ، ولاحقا احتلت وحكمت ستريت هيلينا ، ومن الأحداث الجديرة بالذكر استعمار الشركة لهونج كونج و سينغافورا ، واستخدام كابتن كيد سيئ السمعة لمواجهة القرصنة ، و زراعة و إنتاج الشاي في الهند ، و عزل نابليون بونابارت الأسير في سانت هيلينا ، و حصولها على هذا التميز المريب بسبب كون منتجاتها هدفا لحفلات الشاي في بوسطن في أمريكا المستعمرة الذي كان من أكثر العوامل تأثيرا في عقول كثير من قواد المستعمرات إلى وقت الثورة الأمريكية . جمع رؤساء الشركة ( أي القواد و الأشخاص المهمين والمؤثرين داخل بنية الشركة) ثروات شخصية هائلة مثل إليهو يال الذي سميت باسمه جامعة يال في نيوهيفن عرفانا بالجميل لمساهمات يال الكثيرة في المدرسة . في عام 1615 أمر جيمس الأول توماس رو بزيارة إمبراطور موجال جاهانجير ( الذي حكم اكثر أجزاء شبه القارة الهندية في ذلك الوقت على طول أفغانستان و أجزاء من بيرسيا الشرقية ) . كان الهدف من هذه البعثة هو الترتيب لمعاهدة تجارية التي ستعطي الحق الخاص للشركة في إقامة وبناء مصانع في سورات و مناطق أخرى . من جهة أخرى عرضة الشركة تزويد الإمبراطور بالأغذية والنوادر من السوق الأوروبية . تمت هذه المهمة بنجاح و أرسل جاهانجير رسالة إلى الملك عن طريق السيد توماس . وجدت شركة الهند الشرقية البريطانية نفسها مسيطرة تمام السيطرة على الشركات التجارية لفرنسا و هولندا و البرتغال في شبه القارة الهندية . في عام 1634 وسع إمبراطور الموجال شاه جاهان ضيافته للتجار الإنجليز إلى منطقة البنغال التي كانت تملك أكبر صناعة نسج في العالم في ذلك الوقت . في عام 1717 ، تخلى إمبراطور الموجال تماما عن جمارك التجارة مما أعطى الشركة ميزة تجارية في التجارة الهندية . في 1680 ازداد دخل الشركة بما يكفي لتتمكن من إنشاء جيشها الخاص ، متضمننا بشكل رئيسي الشعوب الهندية الأصلية الخاضعين تحت أوامر الموظفين البريطانيين الذين كانوا من الإنجليز و الاسكتلنديين . سمي هؤلاء الجنود الهنود ب sepoys أي الهنود الأصليين .

[تحرير] التوسع

جعل انتصارروبرت كليف في معركة بلاسي من الشركة قوة عسكرية و تجارية .
تكبير
جعل انتصارروبرت كليف في معركة بلاسي من الشركة قوة عسكرية و تجارية .

إن انهيار إمبراطورية الموجال التي قسمت إلى العديد من الدول الصغيرة يحكمها حكام محليون مختلفون عادة مع بعضهم البعض ، مما سمح للشركة في توسعة أراضيها ، و ابتدأ هذا في عام 1757 ، عندما حدث الصراع بين الشركة و ناواب في البنغال ، و سيراج الدوله . هزمت جنود الشركة النواب في 23 حزيران 1757 في معركة بلاسي تحت قيادة روبرت كليف ، و السبب الرئيسي في هذه الهزيمة هو خيانة القائد السابق للنواب مير جعفر . حولت خيانة السيد جعفر المعركة إلى مجرد مناوشات . و هذا الانتصار الذي نتج عنه غزو فعلي للبنغال ساعد على إنشاء الشركة الهندية الشرقية البريطانية لكلا القوتين العسكرية و التجارية . ومع ذلك لم تتدعي الشركة السيطرة التامة على الأرض لوقت طويل . بل فضلوا أن يحكموا من خلال دمية النواب الذي قد يلام بسبب الخسائر الحكومية التي كان سببها استغلال الشركة الاقتصادي الجشع للأرض . يعتبر هذا الحدث كبداية للحكم البريطاني للهند . سمحت الثروة المكتسبة من الخزينة البنغالية للشركة في تقوية الناحية العسكرية بشكل ملحوظ . غزى هذا الجيش (المكون من أغلبية من الجنود الهنود المدعوين الهنود الأصليين و بقيادة موظفين بريطانيين ) أغلب مناطق الهند الجغرافية و السياسية في منتصف القرن التاسع عشر فكانت أراضي الشركة بازدياد فعلي . خاضت الشركة العديد من الحروب مع الحكام الهنود المحليين أثناء فترة غزوها للهند ، و أصعبها كانت الحروب الأنجلو ميسور الأربعة ( بين عام 1766 وعام 1799 ) ضد مملكة ميسور الجنوب هندية تحت حكم حيدر علي ومن بعده ابنه طيبو سلطان (نمر ميسور) الذي طور استخدام السهام في المعارك . هزمت ميسور فقط في الحرب الانجلو ميسور الرابعة من قبل القوى المتحدة من بريطانيا و الدول المجاورة لميسور حيث يسجل التاريخ حيدر علي و طيبو سلطان خاصة في الهند كأطول الحكام فترة حكم . يوجد العديد من الدول الأخرى التي لم تستطع الشركة غزوها بالقوى العسكرية و غالبا في الشمال حيث كان تواجد الشركة بازدياد في وسط الصراع الداخلي و العروض المريبة من الحماية ضد بعضها البعض . ساعدت الأفعال القسرية و التهديدات و الدبلوماسية الشركة في منع الحكام المحليين من تدبير صراع موحد ضد الحكم البريطاني . في عام 1850 حكمت الشركة أكثر شبه القارة الهندية و كنتيجة بدأت الشركة التصرف كأمة أكثر من مؤسسة تجارية . كذلك كانت الشركة مسؤولة عن تجارة الأفيون الغير شرعية مع الصين ضد إرادة إمبراطور الكنغ ، مما أدى لاحقا إلى حربي الأفيون ( بين 1834 و 1860 ) . و كنتيجة لانتصار الشركة في حرب الأفيون الأولى فجعلت من هونج كونج كأرض بريطانية . بالإضافة إلى أن الشركة كان لها عدد من الحروب مع الدول الآسيوية المحيطة ، و أشدها كان حروب الانجلو أفغانية الثلاثة ( بين 1839 و 1919) ضد أفغانستان التي اعتبرت حربا فاشلة من وجهة نظر البريطانيين .

انظر: حكم الشركة في الهند في سلسلة تاريخ جنوب آسيا لتاريخ حكم الشركة في الهند بين 1757 و 1857.

[تحرير] الانهيار

اقترب حكم الشركة من نهايته بعد قرن تحديدا من انتصاره في بلاسي . حدث العصيان الهندي في عام 1857 عندما ثار الجنود الهنود للشركة على قوادهم البريطانيين ، ربما بسبب الاضطراب السياسي الذي أشعله عدة أحداث سياسية . ومن هذه الأحداث التي تبدو تافهة للشركة في ذلك الوقت لكنها أدت إلى نتائج رهيبة كان طرح الشركة للبندقية طراز 1853 انفيلد . يحتوي بارودها على خرطوش الورق الذي من المفترض تزيته من دهن الحيوان والذي يجب فتحه قبل أن يسكب البارود في الفوهة . كان محرما أكل دهن البقر أو الخنزير لأسباب دينية عند أغلبية عظمى من الجنود . وكانت منتجات اللحم محرمة على غالبية الهنود و كذلك تحريم لحم الخنزير على الأقلية المسلمة . على الرغم من إصرار ممثلي الشركة و إنفيلد على عدم استخدام شحوم البقر والخنازير لكن الشائعات استمرت ورفض العديد من الجنود الهنود الالتزام بالأوامر بما في ذلك استخدام الأسلحة المستخدم فيها تلك الخراطيش . وقد تم شنق الجندي الهندي مانجال باندي كعقاب له بسبب مهاجمته و جرحه رئيس بريطاني عند طرح البندقية الذي زاد من التوتر في ذلك الوقت وأحس الهنود أنهم عاشوا في عقود من الاستغلال من الحكم البريطاني و شعروا كأنهم مواطنون من درجة ثانية ؛ مستغلين و غير قادرين على الحكم الذاتي . في الماضي ، تعززت الضغينة بين الهنود بعضهم مع بعض و مع البريطانيين . مما ساعد بشكل كبير البريطانيين في غزوهم ، على سبيل المثال أثناء معركة بلاسي و استفادتهم من ارتداد قائد الجيش المعارض . فكان مناسبا لحدوث أي ثورة موحدة ضد السلطة البريطانية . لكن في عام 1857 حفز عدد من الأحداث الجارية مثل قضية خرطوش انفيلد لعمل عصيان جلب نهاية نظام الشركة الهندية الشرقية البريطانية في الهند . وبالرغم من تحقيق الهنود لنصر عظيم من خلال أهداف شائعة وبالرغم من وجود اختلافات إقليمية ، تحول وضعهم الحالي إلى الأسوأ . أدى فشل الشركة في فرض سيطرة حكيمة على الأراضي الهندية التي غزتها إلى أن تصبح الكينونة السياسية والمالية البريطانية مضطربة و غير آمنة على مصالحها في الهند و ما قد عنى هذا لمستقبل الإمبراطورية . في عام 1857 ، كانت الهند أضخم جزء في اقتصاد الإمبراطورية . فكانت كارثة العصيان لها التأثير الأعظم على سياسة الملك بالأخذ بعين الاعتبار الطريقة الأمثل في حكم الهند . و بالنتيجة خضعت شبه القارة الهندية للعرش وللسياسة الحكومية لمدة 90 سنة بعد تفكك الشركة . تعرف فترة الحكم المباشر في الهند بالراج و تعرف هذه الأمم الآن بالهند و باكستان و بنجلادش و ميانمار التي كانت تعرف بمجملها بالهند البريطانية .

انظر الراج البريطانية في سلسلة تاريخ جنوب آسيا لتاريخ الحكم البريطاني في الهند بين 1857 و 1947 .

[تحرير] انهيار باكس بريتانيكا

استطاعت بريطانيا كأول دولة صناعية الاستفادة من أكثر العالم حصولا على المواد الخام و الأسواق . لكن هذا الوضع انحدر تدريجيا خلال القرن التاسع عشر عندما بدأت قوى أخرى في العمل الصناعي و رأت استغلال الوضع لضمانة أسواقها و مصادر المؤونة . في عام 1870 واجهت السلع البريطانية للصناعات الأساسية التابعة للنهضة الصناعية منافسة حقيقية من الخارج .

صورة:Britannia2.jpg
أصبحت بريطانيا رمزا للقوة الإمبريالية البريطانية .

تقدم التصنيع سريعا في ألمانيا و الولايات المتحدة ، مما سمح لهم باللحاق بالاقتصاد البريطاني والفرنسي "القديم" حيث كانوا قواد العالم في بعض المناطق . في عام 1870 ، استطاعت صناعات المعادن والنسيج الألمانية التفوق على مثيلاتها البريطانية في التنظيم و القدرة التقنية و استطاعت سحب البساط من تحت السلع البريطانية في السوق المحلية . وقبل نهاية القرن تمكنوا من إنتاج المعادن و الصناعات الهندسة الألمانية لأسواق التجارة الحرة الأولى "ورشة العالم" . في حين أبقت الصادرات الغير منظورة ( مثل البنوك و التأمين و وخدمات الشحن) من بريطانيا خارج المجموعة ، فنزلت حصتها من تجارة العالم من الربع في عام 1880الى السدس في عام 1913 . لم تخسر بريطانيا في أسواق الدول الصناعية فقط بل في منافسة الطرف الثالث من الدول الأقل تحضرا . كذلك خسرت بريطانيا هيمنتها السابقة على التجارة مع الهند أو مع الصين أو مع أمريكا اللاتينية أو مع شواطئ أفريقيا . استفحلت الصعوبات البريطانية التجارية مع بداية "الاكتئاب الطويل" لعام 1873-96 ، و كساد تجاري شديد تخلل فترة طويلة من انخفاض الأسعار و أضيف هذا الكساد للضغط على الحكومات لتشجيع الصناعة المحلية ، الذي سيقود إلى تنازل كبير عن التجارة الحرة وسط القوة الأوروبية (في ألمانيا من 1879 و في فرنسا من 1881) . أدى التقييد الناتج من كلا الأسواق المحلية و فرص الاستيراد بالحكومة و رؤساء العمل في أوروبا و لاحقا في الولايات المتحدة إلى إيجاد الحل في حماية أسواق ما وراء البحار المتحدة للوطن وراء الحدود التعريفية الإمبريالية: ستزود مواد جديدة من وراء البحار أسواق الاستيراد الخالية من المنافسة الأجنبية ، وتوفير مواد خام رخيصة . و على الرغم من تمسك بريطانيا بالتجارة الحرة حتى عام 1932 ، انضمت مجددا إلى تحدي لإمبراطورية رسمية على أن لا تترك مناطق تحت سيطرتها تحت حصار المنافسين .

[تحرير] بريطانيا و الإمبريالية الجديدة

قالب:المقال الرئيسي

الملكة فكتوريا و بينجامين ديزرائيلي.
الملكة فكتوريا و بينجامين ديزرائيلي.

عرفت السياسة و الأيديولوجية للتوسعات الاستعمارية الأوروبية بين عام 1870 و عام اشتعال الحرب العالمية الأولى في 1914 "بالإمبريالية الجديدة " . ميز هذه الفترة السعي الغير مسبوق إلى ما عرف "بالإمبراطورية من أجل الإمبراطورية " و المنافسة العدائية لاكتساب أراضي ما وراء البحار و ما ظهر في البلاد المستعمرة من مبدأ الفوقية العرقية التي رفضت إخضاع الشعوب للحكم الذاتي . أثناء هذه الفترة أضافت القوى الأوروبية ما يقارب من 8,880,000 ميل مربع (23,000,000 كيلو متر مربع) لممتلكاتها المستعمرة في ما وراء البحار . ولخلو أفريقيا من السيطرة الغربية في أواخر 1880 ، أصبحت الهدف الرئيسي للتوسع الإمبريالي "الجديد" ، على رغم من أن الغزو تم في مناطق أخرى كذلك – و ما هو جدير بالذكر منها جنوب شرق آسيا و الشاطئ الآسيوي الشرقي ، حيث انضمت اليابان للقوى الأوروبية المتحدة للأرض. كان دخول بريطانيا في العصر الإمبريالي الجديد مؤرخ إلى عام 1875 ، عندما اشترت الحكومة المحافظة لبينجامين ديزرائيلي مساهمة الحاكم المصري المدين اسماعيل في قناة السويس لضمان السيطرة على قناة استراتيجية مثل هذه ، فهي قناة للشحن بين بريطانيا و الهند منذ افتتاحها قبل ست سنوات تحت حكم نابليون الثالث . انتهت السيطرة التجارية الانجلو فرنسية المشتركة على مصر في الاحتلال البريطاني في عام 1882 .

شكل الخوف من قرون التوسع جنوبا لروسيا عاملا أخرا في السياسة البريطانية : في عام 1878 سيطرت بريطانيا على قبرص كقاعدة للعمليات ضد الهجوم الروسي على الإمبراطورية العثمانية ، بعد مشاركتها في حرب الكريمين في 1854- 56 و غزو أفغانستان لإحباط التأثير الروسي المتزايد هناك . شنت بريطانيا ثلاثة حروب دموية وفاشلة في أفغانستان ، منها الثورات الشعبية الضارية ، و لكن التحريض على الجهاد و الأراضي الغامضة في أفغانستان أحبطت الأهداف البريطانية . أدت الحرب الأنجلو أفغانية الأولى إلى هزيمة مروعة للقوى العسكرية الفكتورية عندما زود الروسيون قبيلة البشتون الأفغانية خلال الانسحاب في 1842 من كابول مما أدى إلى محي الجيش البريطاني بأكمله . أدت الحرب الانجلو أفغانية الثانية إلى British débâcle أي الانحلال البريطاني في ميواند في عام 1880، بحصار كابول و الانسحاب البريطاني إلى الهند . أما الحرب الأنجلو أفغانية الثالثة في عام 1919 فقد أشعلت ثورة قبلية ضد القوة العسكرية البريطانية المنهكة في أعقاب الحرب العالمية الأولى و طردت البريطانيين نهائيا من الدولة الأفغانية الجديدة . انتهت "اللعبة الكبيرة" في داخل آسيا بحملة بريطانية دموية ضد التبت في 1903- 04 . في الوقت نفسه ، كان جوزيف تشامبيرلين كمثال لبعض اللوبيات الصناعية القوية و قواد الحكومة في بريطانيا ، فقد جاء لعرض إمبراطورية رسمية كضرورة لإيقاف الانحدار النسبي لبريطانيا في أسواق العالم . أثناء عام 1890 تبنت بريطانيا السياسة الجديدة بإخلاص ، و بسرعة ظهرت كجبهة عداء في المنافسة من أجل الأراضي الأفريقية الاستوائية . ربما ينظر إلى تبني بريطانيا للإمبريالية الجديدة كبحث لأسر الأسواق أو الحقول من أجل استثمار الفائض من رأس المال ، أو كاستراتيجية مبدئية أو كمحاولة لحماية الروابط التجارية الموجودة و منع امتصاص أسواق ما وراء البحار إلى التكتلات التجارية الإمبريالية المغلقة المتزايدة في القوة التنافسية . أدى الفشل في عام 1900 لحملة إصلاح التعريفة لتشامبيرلين للحماية الإمبريالية إلى إظهار قوة الشعور بالتجارة الحرة حتى في وجه خسارة المشاركة في السوق الدولي . يقول المؤرخون أن تبني بريطانيا "للإمبريالية الجديدة " كان كنتيجة لسقوطها النسبي في العالم و ليس كنتيجة لقوتها .

[تحرير] السياسة الاستعمارية البريطانية

كانت السياسة الاستعمارية البريطانية مشدودة بشكل كبير إلى المصالح التجارية البريطانية دائما . بينما طور مستوطن الاقتصاد البنية التحتية لدعم الإنماء المتوازن ، وجدت بعض الأراضي الأفريقية الاستوائية نفسها قد تطورت فقط كمزودة للمواد الخام . اعتمدت السياسة البريطانية على ميزة نسبية تترك العديد من الاقتصاد المطور معتمد بشكل خطير على أحد المحاصيل النقدية ، التي استوردها الآخرون إلى بريطانيا أو إلى المستوطنات البريطانية الخارجية . الاتكال على التلاعب بالصراع بين الأعراق و الأديان والهويات العرقية من أجل حفظ موضوع السكان من الاتحاد ضد القوة المحتلة – الاستراتيجية المعروفة "بفرق تسد " – مما ترك شرعية التقسيم و /أو المشاكل بين الطوائف في مناطق متنوعة مثل ايرلندا و الهند و زيمبابوي و السودان و أوغندا .

[تحرير] بريطانيا و الاستماتة من أجل أفريقيا

قالب:المقال الرئيسي

صورة:Rhodes.Africa.jpg
سيسيل رودس- "تمثال رودس" ممتد من "كيب إلى القاهرة".

في عام 1875 كان أهم دولتين أوروبيتين مسيطرتين في أفريقيا هما فرنسا التي كانت تسيطر على الجزائر و بريطانيا التي كانت تسيطر على مستعمرة كيب . في عام 1914 فقط أثيوبيا و الجمهورية الليبيرية بقيتا خارج السيطرة الأوروبية الرسمية . في الأمم الأوروبية أخذ التحول من سيطرة " إمبراطورية غير رسمية " من خلال التحكم الاقتصادي إلى سيطرة مباشرة شكل "الاستماتة" من أجل الأرض . حاولت بريطانيا عدم التدخل في هذه الاستماتة المبكرة لكونها إمبراطورية تجارية أكثر من كونها إمبراطورية استعمارية مع ذلك أصبح من الواضح لاحقا أن عليها الحصول على إمبراطوريتها الأفريقية الخاصة للحفاظ على توازن القوى .