الفضيل الورتيلاني

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

(1900-1959 م) من أعلام الجزائر.

ولد الفضيل بن محمد حسين الورتلاني في بلدية بني ورتلاني بولاية سطيف في الجزائر يوم 2 جوان 1900 م لأسرة عريقة في العلم ، والثقافة الإسلامية ، حيث حفظ القرآن الكريم ، ودرس مبادئ العربية والعلوم الشرعية. انتقل بعد ذلك إلى مدينة قسنطينة سنة 1928 م حيث درس على أستاذ الجيل المصلح الجزائري ، الشيخ عبد الحميد بن باديس ولم يلبث حتى بات منذ سنة 1932 م مساعداً له في التدريس، و متجوّلاً لصالح مجلة الشهاب ومرافقاً لابن باديس في بعض رحلاته بالوطن، مشاركاً بقلمه في كل من البصائر و الشهاب بروح وطنية متوثبة ، وشعور ديني ملتهب.

كانت وجهته إذن سنة 1940 القاهرة حيث آثر الانتساب إلى الأزهر فحصل على شهادته العالمية في "كلية أصول الدين والشريعة الإسلامية" مواصلاً جهاده القومي الوطني ، للتعريض بالاستعمار الفرنسي في الجزائر وخدمة "القضية الجزائرية"، وقضايا المسلمين عموماً ، فأسس مثلاً سنة 1942 م "اللجنة العليا للدفاع عن الجزائر" كما أسس سنة 1944 م "جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا" ثم مكتب جمعية العلماء المسلمين في القاهرة سنة 1948 م الذي استقبل فيه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي سنة 1952 م وقد صار عضواً في تنظيم حركة الأخوان المسلمين حتى اتهم بالمشاركة في محاولة انقلابية في اليمن قتل فيها يحيى حميد الدين إمام اليمن (1869 - 1948 م) فقبض عليه هناك ثم أفرج عنه مع من شملهم العفو.

عند قيام الثورة الجزائرية 1954 م أعلن مساندته لها، وعمل في صفوف جبهة التحرير، في وفدها الخارجي في (القاهرة) بهمّة عالية وجدّ وإخلاص لا يعرف مللاً ونفاقاً اعتاده السياسيون، الأمر الذي أزعج بعضهم، حتى وصفه أحدهم بالوباء، فأجهد نفسه غير عابئ بأكثر من داء كان يستوطن جسمه، مؤجلاً العلاج، معجلاً بالمبادرة في ميدان العمل والنشاط، حتى تمكّن منه الداء فصرعه في إحدى مستشفيات (تركيا) حيث كانت وفاته في 12 مارس 1959 م.‏

سنة 1987 م و بعد سنوات من الجحود، نقلت رفاته من (تركيا) ليعاد دفنها في مسقط رأسه.

المصادر:

  • أعلام وأعمال في الفكر والثقافة والأدب - د.عمر بن قينة (بتصرف)

الروابط: