محمد خليل جمجوم
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محمد خليل جمجوم ولد بمدينة الخليل عام 1902 م و تلقى دراسته الابتدائية فيها. أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد عصابات الصهيانة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين والذي كان يدعم الحركة الصهيونية العالمية وتقسيم فلسطين.
عرف محمد خليل جمجوم بمقاومته للصهاينة ورفضه للإحتلال كما العديدين من أبناء الخليل, فكان يتقدم المظاهرات احتجاجاً على اغتصاب أراضي العرب, وكانت مشاركته في ثورة البراق عام 1926 دفاعاً عن المسجد الأقصى و حائط البراق ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله في 1929م مع 25 من الفلسطينين وقد حوكموا جميعاً بالأعدام الإ ان الاحكام تم تخفيفها الى مؤبد الا عن ثلاثة هم:
- فؤاد حسن حجازي
- محمد خليل جمجوم
- عطا أحمد الزير
وفي يوم الثلاثاء 17/6/1930 تقرر أعدام الأبطال الثلاثة ومعهم بطلنا محمد خليل جمجوم فبعد تطبيق حكم الأعدام شنقاً في فؤاد حجازي أقدم الشرطي البريطاني على سحب عطا الزير ولكن بطلنا محمد جمجوم هرع مسابقاً عطا الزير الى حبل المشنقة وكان تطبيق حكم الأعدام شنقاً في محمد خليل جموم الساعة التاسعة صباحاً.
[تحرير] رسالة
وقد سمح له ولرفيقيه أن يكتب رسالة في اليوم السابق لموعد الأعدام وقد جاء في رسالتهم:
"الآن ونحن على ابواب الابدية، مقدمين ارواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء الى جميع الفلسطينيين، الا تنسى دماؤنا المهراقة وارواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة وان نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، انفسنا وجماجمنا لتكون اساسا لبناء استقلال امتنا وحريتها وان تبقى الامة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الاعداء وان تحتفظ باراضيها فلا تبيع للاعداء منها شبرا واحدا، والا تهون عزيمتها وان لا يضعفها التهديد والوعيد، وان تكافح حتى تنال الظفر. ولنا في آخر حياتنا رجاء الى ملوك وامراء العرب والمسلمين في انحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: "ويروغ منك كما يروغ الثعلب". وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين ان ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وان يساعدوها بكل قواهم. واما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو امتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى. واما عائلاتنا فقد اودعناها الى الله والامة التي نعتقد انها لن تنساها، والآن بعد ان رأينا من امتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فاننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الارجوحة مرجوحة الابطال باعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو ان تكتبوا على قبورنا: "الى الامة العربية الاستقلال التام او الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت".