حادثة الكشح
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
حادثة الكشح عبارة عن أعمال عنف وإضطرابات وقعت في 31 ديسمبر 1999 في منطقة الكشح في جنوب مصر. أدت أعمال العنف الى مقتل 20 شخصا كان 19 منهم من أتباع الكنيسة القبطية واصيب 33 آخرون بجروح [1]. إستنادا الى افادات رسمية عن الحادث فإن خلافا وقع بين تاجر قبطي واحد الزبائن المسلمين عشية راس السنة في 31 ديسمبر 1999 كان السبب وراء اندلاع المواجهات ، الا ان التوتر كان سائدا في البلدة عندما استرعت الكشح الانتباه الدولي للمرة الأولى في عام 1998، عندما اتهمت جماعة مصرية تعنى بحقوق الإنسان الشرطة باعتقال مئات الأقباط وتعذيب العديد منهم أثناء تحقيقها في جريمة قتل اثنين من المسيحيين وعبرت الجماعة عن اعتقادها بأن الشرطة وقتها كانت تريد إلصاق التهمة بأحد الأقباط لتجنب تصعيد حدة التوتر بين المسلمين و المسيحيين وقد نفت الحكومة المصرية ذلك في حينه [2]
كانت بعض أساليب الشرطة في استجواب 1000 محتجز في قضية الكشح لعام 1998 قد اضطرت الحكومة المصرية الى تحويل 4 من الشرطة الى القضاء إلا انه تم تبرأتهم لاحقا وهناك مزاعم من قبل المحتجزين في قضية عام 1998 بأنهم تعرضوا للتعذيب أثناء الإستجواب بتعليقهم من السقف بصورة معكوسة او تعرضهم الى صعقات كهربائية او إجبارهم الوقوف ساعات طويلة في وضع الصليب [3] . وبعد يومين من اندلاع المواجهات الطائفية في الكشح في 31 ديسمبر 1999، عدل أسم المدينه الى دار السلام ويرجع سبب تغيير الاسم إلى كون كلمة الكشح قد تعني في لغة صعيد مصر إضمار العداوة. ويرى المسؤولون أن تغيير الاسم يعطي إيحاء بشيوع روح جديدة .
فهرست |
روايات حول بداية الإضطراب
إستنادا الى إحدى الروايات التي تناقلتها بعض وكالات الأنباء الغربية فإن الصدامات بدأت في الكشح التي تبعد حوالي 440 كيلومترا جنوبي القاهرة وكان طرفي النزاع صاحب متجر مسيحي وإسمه راشد فاهم الذي رفض الاعتذار لزبون مسلم، فأطلق عليه الأخير النار، وأصاب ثلاثة من المارة وإستنادا الى تصريحات الأسقف ويصا فإن البنادق استخدمت من قبل من وصفهم "بالبرابرة"، لمهاجمة مساكن ومتاجر المسيحيين، بعد صلاة يوم الأحد وتم إحراق عدد من المتاجر والمكاتب المملوكة لمسيحيين وتم إضرام النار في 20 مبنى على الأقل وفي عدد من السيارات وإستنادا الى القس ويصا من قرية البلينا المجاورة فإن عمليات نهب وحرق مساكن ومتاجر المسيحيين قد انتشرت إلى 4 قرى أخرى بحلول يوم الإثنين. قامت قوات الشرطة المصرية بفرض حظر التجول على المنطقة وبدأت بإجراء تحقيق في الأحداث [4].
هناك رواية أخرى مفاده إن بائع فواكه مسلم إسمه فائز عواد حاول ان يشتري بعض الأقمشة من تاجر أقمشة قبطي على ان يدفع الثمن لاحقا وإسم تاجر الأقمشة كان راشد فاهم إلا ان فاهم رفض العرض وحسب بعض المزاعم قام بإهانة بائع الفواكه الذي عاد بعد يومين مع إثنين من إخوته مطالبا تاجر الأقمشة بتقديم إعتذار وعند رفض فاهم الأعتذار نشب شجار وإنتهى بإطلاقات نارية وحسب الرواية فإن شخصا مجهولا قام بطلب النجدة من اهالي الحي الذين هب بعضهم للنجدة مع بنادقهم [5].
وقد إستمر التوتر المسلمين و المسيحيين في الكشح لشهور بعد هذه الحادثة وشهدت فترة التحقيقات أعمال عنف أخرى أقل حدة إلا أنها كانت مؤشرا على الجو المشحون في القرية فبعد 3 أشهر من حادثة الكشح نقل مدرس مسلم الى المستشفي مصابا بجروح خطيرة في رأسه بعد ان اعتدى عليه بالضرب طالبان مسيحيان رفضا حضور فصله الدراسي، وقد اعتقل الطالبان وباشرت الشرطة التحقيق معهما إلا ان الأنبا ويصا أسقف الكنيسة القبطية في مركز البلينا الذي تتبعه قرية الكشح صرح بأن "المدرسين المسلمين هم الذين يسيئون معاملة تلاميذهم الأقباط" [6].
التحقيقات
في محاولة من الحكومة المصرية للتعامل مع القضية الحساسة , تركت الحكومة للقضاء المصري حرية معالجة ما جري ، الذي راعي بدوره في احكامه حساسية الموقف ، فاصدر احكاما مخففه أملا في عودة العلاقات كما كانت عليه ، وتاركا الامل في لم الشمل بين المسلمين والمسيحين في صعيد مصر ولكن الأقباط إعتبروا الأحكام المخففة تعاونا من أجهزة الدولة مع بعض العناصر لمحي الهويه القبطيه.
تم تقديم 96 شخص للمحاكمة في هذه القضية وبعد فحص دقيق أصدرت محكمة الإستئناف المصرية حكمها بالإفراج عن 92 منهم [7] وتم إدانة 4 متهمين مابين 10 سنوات والحبس سنتان وسنة وقد أصدرت المحكمة أحكاما على أربعة أشخاص فقط من بين ستة وتسعين متهما وكانت أقسى العقوبات هي الحكم بالسجن لمدة عشر سنوات على أحد المتهمين للقتل غير المتعمد وحيازته على أحد الأسلحة وحكمت المحكمة على ثلاثة آخرين بالسجن لمدة عام أو عامين [8].
وكان رئيس المحكمة القاضي محمد عفيفي ألقى باللوم على ثلاثة رجال دين اقباط الذين وحسب رأي القاضي كانوا عاملا في إزدياد حدة التوتر ، وطلب القاضي من بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث اتخاذ اجراءات بحقهم [9] مما إعتبره بعض الأقباط تدخلا من الدولة في الشؤون الدينية للكنيسة ومحاولة للضغط على قيادات الكنيسة التي يعتبرها الأقباط مكانا للعبادة فقط ومن الجدير بالذكر ان الشرطة المصرية أصدرت أمرا بإلقاء القبض على القس جبرائيل عبد المسيح بتهمة إطلاق النار على سكان قرية الكشح من المسلمين وكان مكتب المدعي العام قد اتهم القس عبد المسيح بتشكيل عصابة هاجمت السكان، وبالتأمر وتخريب الممتلكات، والشروع في القتل، و بحيازة أسلحة ممنوعة إلا ان مكتب المدعي العام برأ ساحة عبد المسيح لاحقا [10] .
اشرف علي التحقيقات ستة عشر رئيسا لنيابة أمن الدولة تحت اشراف المحامي العام الأول. وكان نتيجة الحكم مخيبا لآمال العديد من الأقباط ومنهم الأنبا بسنتي اسقف حلوان الذي صرح ان الحكم لم يكن مناسبا مع حجم الحادثة [11] وصرح الانبا ويصا اسقف " البليانة " التي تتبعها بلدة الكشح "لقد قتل 20 مسيحيا ولم ينتحروا، ومع ذلك تمت تبرئة القتلة" [12] ورفض الأنبا شنودة الثالث القرارات التي أصدرتهاالمحكمة وقال "إن هذه الأحكام غير مقبولة". وكانت هناك بعض المزاعم إنه كانت بين الضحايا طفلة بعمر 11 سنة و رجل كهل بعمر 85 سنة وهذه المزاعم ينفيها البعض [13].
التعويضات
قامت الحكومة المصرية بدفع تعويضات لأسر ضحايا حادثة الكشح وإستنادا الى أمينة الجندي وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة المصرية آنذاك فإن الحكومة قررت دفع تعويض مالي بقيمة 900 دولار لكل أسرة فقدت أحدا من ذويها في أعمال العنف وتم دفع 300 دولار للجرحى أو الذين تضررت ممتلكاتهم من جراء حادثة الكشح ولكن بعض سكان القرية إعتبروا المعونات التي قدمتها الحكومة المصرية "ليست مناسبة" [14].
وبعد شهور من أحداث الكشح غيرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان رأيها في الحادثة وقالت المنظمة في مؤتمر صحفي عقدته في القاهرة إن إحداث العنف تلك كانت تلقائية لا بتخطيط مسبق وأنها كانت نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية لا لأسباب دينية ولكن الأقباط إتهموا الصحفيين الذين شاركوا في المؤتمر الصحفي المنظمة بالخضوع لضغوط من الحكومة لتخفيف لهجة تقريرها [15].
أبعاد حادثة الكشح
يحاول بعض التيارات في مصر التقليل من اهمية حادثة الكشح و حوادث مماثلة تشير الى نوع من توتر العلاقات بين بعض الأقباط و المسلمين وقام البعض بإجراء دراسات للوصول الى الجذور العميقة للتوتر بين الفئتين في بعض مناطق مصر وإستخلص البعض الى هذه العوامل [16]:
- تحول الكنيسة إلي وسيط بين المواطن المسيحي وبين جهاز الدولة, وحسب إعتقاد البعض فإن المواطن يذهب إلي الكنيسة أولا لتقديم طلبه أو شكواه والذي يتم تمريره ومتابعته عن طريق "مكاتب الاتصال" مع أجهزة الدولة. ومن ثم أنعزال المواطن المسيحي في كنيسته لإعتقاده إنه لن يجد الحماية في أجهزة الدولة مما يؤدي حسب إعتقاد البعض الى تحول ولاء المواطن إلي كنيسته قبل أن يكون لحكومة دولته.
- الدعم المالي الذي يتلقاه بعض الأقباط داخل مصر من أقباط المهجر التي بدورها وحسب إعتقاد البعض تلقى دعما من حكومات غربية بهدف نشر فكرة حرية الأديان وحقوق الإنسان.
- إعتقاد البعض بان هناك تفرقة شديدة في المعاملة من قبل أجهزة الدولة بين الإسلاميين والمسيحيين لصالح المسيحيين.
- قناعة بعض المسلمين إن الحالة الإجتماعية للمسلمين المصريين في تردي بسبب إنتشار الفقر و المرض في الوقت الذي يزعم البعض إن الأقباط يسيطرون على "40% من حجم الأعمال في مصر رغم أنهم لا يمثلون سوي اقل من 15% - 20% من تعداد السكان" حسب الأقباط [17] علما إن الإحصاءات الحكومية المصرية تشير الى إن المسيحيون في مصر ومعظمهم أقباط أرثوذكس يشكلون حوالي 5 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم حوالي 70 مليون نسمة، ويتعايشون في سلام بشكل عام مع الأغلبية المسلمة [18]
من جهة اخرى يعتقد بعض الأقباط إن هناك حملة شبه منظمة تحاول مسح الهوية القبطية ويورد هذا التيار هذه الأمثلة [19]:
- بعض عمليات الأختطاف للقاصرات التي يتعرض لها بعض الأقباط وحسب زعم هذا التيار فإن المختطفين يجبرون المختطفات على إعتناق الإسلام. [20].
- ما يعتبره بعض الأقباط سياسة الكيل بمكيالين من ناحية تعامل القضاء المصري في التعامل مع العنف الموجه الى بعض الأقباط او عمليات تخريبية من قبل البعض تجاه الكنائس او الرموز القبطية.
- ما يعتبره بعض الأقباط عدم تمثيل نسبي كافي للاقباط في مؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة والبعض منهم يطالب بنسبة تمثيل قدرها 15% - 20% وهو ما يرفضة البعض [21].
- إستنادا الى شاكر النابلسى في مقال له في ايلاف فإن التوتر تأريخي ويرجع حسب رأيه الى بدايات تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 حيث وإستنادا الى النابلسي وصفت أدبيات الإخوان المسلمين أقباط مصر "بالذمّيين" وإن "عليهم دفع الجزية" ويزعم النابلسي إن مرشد الأخوان السابق مصطفى مشهور قال "أنه يقبل بمسلم من ماليزيا بحكم مصر ولا يقبل بقبطي مصري أن يحكم مصر" [22].
وجهة نظر أقباط المهجر
بعد أحداث الكشح بسنوات عقدت في مدينة زيورخ السويسرية مؤتمر تحت عنوان "أقباط مصر.. أقلية تحت الحصار" من 23 الي 25 سبتمبر 2004، برعاية منظمة التضامن المسيحية الدولية التي ترأسها البارونة كوكس نائب رئيس مجلس اللوردات البريطاني و منظمة أمريكية تدعى "اتحاد الدفاع عن حقوق الإنسان" وقدمت في المؤتمر عدة أوراق منها "الكشح: مأساة فشل المؤسسات القانونية والحكومية في تقديم العدالة للأقباط" و "فقدان أقباط مصر لحقوقهم الإنسانية والحقوق الدينية" و "انحسار المسيحية في الشرق الأوسط" وكان اللأغلبية العظمى من المشاركين في المؤتمر من أقباط المهجر وإستضاف المؤتمر رجل الأعمال القبطي المهندس عدلي أبادير يوسف الذي يعتبر نفسه وعلى لسانه "أحد الهاربين بجلده من مصر بسبب الاضطهاد" وقال أبادير في المؤتمر "إنه يتهم المصريين (المسلمين من وجهة نظره) بممارسة الضغط والاضطهاد بغية تحويل الفتيات القبطيات إلي الإسلام وإن ما يحدث في هذا المجال ومباركة وتدليس كل أجهزة الدولة يدل علي مدي الانحدار الخلقي الذي انزلقت إليه مصر بسبب ما تدفعه السعودية لكل حالة يتم أسلمتها وأصبحت مصر كلها ترقص علي قيثارة الدولار الوهابي" [23]
إعتبر العديد من الجهات هذا المؤتمر إستخداما لورقة الأقباط ذريعة لتدخل جهات أجنبية في الشأن المصري ومحاولة للضغط من اجل إلغاء البند الذي ينص في الدستور المصري على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وربط البعض هذا المؤتمر بأصابع غربية تريد إضعاف مصر حتى وحسب تعبير البعض "يسهل ابتزازها وفرض الأجندة الأمريكية والإسرائيلية عليها" ويورد التيار المقتنع بهذه الفرضية إن على رأس المشاركين في ذلك المؤتمر كان دانيال بايبس الذي عينه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عضوا بمجلس إدارة المعهد الأمريكي للسلام وبايبس مشهور بتعاطفه مع دولة إسرائيل وكانت ورقته في المؤتمر بعنوان "تحدي الأسلمة في أوربا والشرق الأوسط" [24] .
في ديسمبر 2005 قام المهندس مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة بزيارة الى القاهرة بعد غياب 8 سنوات عن مصر وإلتقى شخصيات رفيعة في مقدمتهم اللواء عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات المصرية ووصف البعض هذه الزيارة ضمن محاولة الحكومة المصرية الاتصال المباشر بأقباط المهجر الذين يعتبر منير أبرز ناشطيهم بحكم وجوده في الولايات المتحدة ونفوذه في الكونجرس وعلاقاته بالدوائر المؤثرة في صناعة القرار الأمريكي وأوضح منير أنه وجد مرونة من الحكومة في الاجتماعات التي عقدها [25] وقال "نحن نحب أن يأتي الحل من الداخل أولا وأخيرا" واستطرد بان مطالب اقباط المهجر بشأن وجود نسبة للاقباط بين الوزراء والمحافظين وغيرهم لا تزال قائمة والحكومة تتخذ خطوات ايجابية في هذا المجال. ومن الجدير بالذكر إن لمايكل منير لقاءات متعددة مع الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش ونائب الرئيس الامريكي ديك تشيني واعضاء الكونجرس الامريكي حيث قام هو والعديد من أقباط المهجر بمطالبة الرئيس الأمريكي بالتدخل لدي الحكومة المصرية وقدموا له العرائض التي تدعي اضطهاد الاقباط في مصر، كما قاموا بنشر اعلانات للتنديد بكل حادثة عنف موجهة حسب إعتقادهم ضد الأقباط في مصر في الصحف الامريكية، وحجز صفحات كاملة لأجل ذلك، خاصة صحيفة الواشنطن بوست [26].
في لقاء لصحيفة الأهرام المصرية مع الأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة قال بيسنتي إن أقباط المهجر مصريون يحبون مصر وإسترسل قائلا "اقباط مصر يرفضون تدخل دولة أجنبية في شئوننا الداخلية, اننا نصر علي علاج شئوننا الداخلية من خلال أنظمتنا المصرية, وقوانينا, ودستورنا, ومجلس الشعب, والسيد الرئيس محمد حسني مبارك وفي تصريح ادلى به الأنبا كيرلس وليم مطران الاقباط الكاثوليك في مصر قال إنه يرفض إستعمال كلمة "اضطهاد" لوصف حالة المسيحيين في مصر وقال "اننا نرفض هذه الكلمة, ونكرر ذلك دائما انها كلمة قاسية جدا, وهذا حكم قاس لا يطابق الحقيقة, ولا يمت الي واقعنا بصلة, ولا يمكن أن تحدث عن حدوث اضطهاد اطلاقا, وإذا كانت هناك بعض المشكلات فإن هذا أمر طبيعي, ويحدث في جميع المجتمعات, ونحن نواجهها بالحكمة, ونتجاوزها بقوة الحب الذي يربطنا مسلمين ومسيحيين, واحترام وتقدير كل إنسان للآخر [27] ووافق الأنبا كيرلس رأي الأنبا بيسنتي في ان تدخل طرف ثالث يؤدي الي تعقيد الأمور والحوار بين الطرفين هو السبيل الوحيد لحل جميع الامور. وفي تصريح مشابه للقمص مكاريوس يوسف راعي كنيسة ماري جرجس للاقباط الارثوذكس في مدينة ابو قرقاص بمحافظة المنيا قال يوسف "توقفوا عن محاولات بذر بذور الكراهية بين المسلمين والمسيحيين من خلال مساندة امريكا للمسيحيين إننا نرفض مايروجه بعض الامريكيين عن ضرورة حماية المسيحيين في مصر أو دعوتهم للهجرة إننا نرفض بكل قوة اي تدخل اجنبي إن مصر بلدنا والامريكيون لن يعلمونا ماهي حقوقنا, وماهي واجباتنا إننا نعلمها تماما" [28]
حوادث مماثلة
- في 21 نوفمبر 2005 إندلعت أعمال شغب بين آلاف المسلمين وقوات الأمن خارج كنيسة مار جرجس، في مدينة الإسكندرية وأسفرت اعمال الشغب عن مقتل شخص، وجرح 90 آخرين من المتظاهرين وأفراد الشرطة. كان السبب الرئيسي في التوتر هو توزيع قرص رقمي DVD لمسرحية عُرضت داخل الكنيسة قبل عامين وكانت المسرحية بعنوان "كنت أعمى، ولكني أبصرت الآن" وتتحدث عن قصة مسيحي شاب يتحول للإسلام ثم يكتشف أنه "ضُلل في النهاية" والمسرحية تتناول بشكل ساخر العبادات الإسلامية و قد وصفها بعض المسلمين بأن بها من "الكذب والتضليل الكثير"
تبادل الجانبان الإتهامات فإتهم البعض جماعة الإخوان المسلمين بتوزيع القرص المدمج للمسرحية المثيرة للجدل، لإثارة توتر طائفي قبيل الانتخابات البرلمانية ولكن الجماعة نفت أي تورط لها في الأحداث فيما كان البعض الآخر مقتنعا إن المسرحية هي إساءة متعمدة للإسلام ولكن الأسقف أرميا، أحد رجال الكنيسة المصرية البارزين، نفى المزاعم من أن المسرحية تسيء إلى الاسلام [29] وإستشهد البعض بفيلم "بحب السيما" للكاتب إسامة فوزي والمخرج هاني جرجس فوزي وبطولة ليلى علوي ومحمود حميدة الذي إعتبره البعض "فيلم مصري هابط ليس له هدف سوي الاساءة للأقباط" حيث صور الفيلم أسرة مسيحية الزوج أرثوذكسي متعصب ومتزمت ويرفض كافة أشكال الفنون خوفا من جهنم والزوجة بروتستانتية و متفتحة لكنها تجبر على ان تهمل حبها للفن التشكيلي ويرى البعض إن الفيلم يدعو للانحلال والسخرية من العقيدة المسيحية الأرثوذكسية [30]
- في 15 ابريل 2006 تم إستهداف ثلاث كنائس قبطية في الإسكندرية وقد قتل في هذه الهجمات التي وقعت اثناء قداس الجمعة العظيمة شخص واحد طعنا بالسكين وجرح عدة اشخاص آخرين وقام حوالي 600 من الاقباط خارج احدى الكنائس التي تعرضت للهجوم (وهي كنائس القديسين مارمرقس والأنبا بطرس بحي بشر وكنيسة مار جرجس بالحضرة وكنيسة مار جرجس بسبورتنج وكنيسة العذراء بجناكليس) حاملين لافتات بشعارات من قبيل "الى متى؟" و"أينك يا حسني مبارك؟" وصرحت إحدى المتظاهرات "لا ندخل مساجدهم لنقتلهم، لكنهم يدخلون كنائسنا ويقتلوننا... أين الشرطة والحكومة" وكانت الشرطة قد القت القبض على ثلاثة اشخاص "ضالعين في احداث متزامنة" وقالت الداخلية المصرية ان منفذ الهجوم هو محمود صلاح الدين عبد الرازق وعمره 25 سنة، وانه "مختل نفسيا". ومن الجدير بالذكر ان جماعة الاخوان المسلمين قد ساندت احتجاجات الاقباط، قائلة ان الهجمات خبر حزين وقد ادانت الولايات المتحدة الهجمات، حيث قال شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية انها "غير مقبولة"، ودعا الحكومة المصرية الى العمل عل تهدئة الوضع [31].
وفي اليوم التالي وعند تشييع جنازة نصحي عطا جرجس، وكان يبلغ من العمر 78 عاما، والذي قتل طعنا بالسكين قام 3000 فرد بالمشاركة بالجنازة واندلعت اشتباكات بين مسيحيين ومسلمين واصيب في الاشتباكات 15 فردا على الاقل، كما احرقت 4 سيارات حسبما اعلن مصدر بوزارة الداخلية المصرية واطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق الجانبين بعد ان القى كل منهما الحجارة على الطرف الآخر، واشتبكا بالعصي. ومن الجدير بالذكر ان بعض الاقباط رفضوا تبرير الهجوم بان من قام به مختل عقليا، وقالوا ان الهجمات نفذت بشكل متزامن في اطار مخطط نفذه اسلاميون متطرفون ضد الاقباط [32].
روابط خارجية
- صور ضحايا حادثه الكشح (تحذير يرجي عدم دخول ضعاف القلب لبشاعة الصور) [33].
- مزاعم حول إختطاف البنات القصر و إرغامهن علي إعتناق الإسلام , أحدي هذه المحاولات كما تعرضه فضائية العربية [34].
المصادر
[36]* [37]* [38]* [39]* [40]* [41]* [42]* [43]* [44]* [45]* [46]* [47]* [48]* [49]* [50]* [51]* [52]
[53]* [54]* [55]* [56]* [57]* [58]* [59]* [60]* [61]* [62]* [63]*