كانو
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مدينة كانو هي العاصمة الإسلامية لنيجيريا وعاصمة ولاية كانو، والعاصمة السابقة للشمال النيجيري (قبل إنتقالها إلى كادونا). وهي كذلك حاضرة قبائل الهوسا وسلطنة كانو. وأخيراً وليس آخراً هي مركز تجارة نيجيريا وأكبر تجمع للبليونيرات في نيجيريا.
تُعتبَر "كانو" من أقدم المدن النيجيرية، وقد نقلت شهرتها نيجيريا خاصة، وكذلك غرب أفريقيا عامة إلى بلاد المشرق والمغرب.
وبتعداد سكان 3,626,000 نسمة (2005)، تُعتبَر "كانو" ثالث أكبر مدينة في نيجيريا بعد لاجوس و "إبادن"، وهيَّأ لها موقعها الجغرافي- كحلقة وصل بين بلدان كثيرة في بلاد السودان الأوسط والغرب، وكبوابة شرقية لبلاد الهوسا- أن تلعب دورًا تاريخيًّا هامًّا في المجالات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية.
ومنذ قديم الزمان أصبحت "كانو" أهم ولاية في بلاد الهوسا لموقعها التجاري، وثقلها المالي، ودورها السياسي، الذي لعبته منذ فترة ما قبل دخول الإسلام حتى الآن.
[تحرير] تاريخ كانو

تذكر بعض الروايات أن "كانو" بدأت تتصل بالعالم الخارجي بداية بدخول الإسلام في القرن الرابع عشر؛ إذ وفدت إليها أفواج من الفولانيين من مالي والعرب والبربر من الشمال الإفريقي، والبرنو من الشرق وسكنوها وانصهروا في أهلها الأصليين "الهوسا".
كما زارها وسكنها العديد من العلماء والتجار وأصحاب الصنائع من مختلف أنحاء إفريقيا الغربية، وأصبحت "كانو" إحدى الموانئ شبه الصحراوية التي ارتبط تطورها بالحج والتجارة عبر الصحراء.
وكانت لها صلات تجارية في الشمال الأفريقي خاصة بلاد فزان وليبيا وبلاد المغرب عامة، زارها الشيخ حسن عبد الكريم المغيلي التلمساني التوانسي في نهاية القرن الخامس عشر وكتب لسلطانها" محمد رهفا" عدة رسائل منها: "جملة مختصرة فيما يجوز للحكام من درء الناس عن الحرام" وكتب أيضًا " تاج الدين فيما يجب على الملوك" وهو عبارة عن نصائح في مسائل الحكم والإدارة والسياسة.
وقد كتب عن "كانو" محمد بللو في كتابه: "إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور" ومما كتب قوله عنها:
"ويلي هذا البلد يعني بلاد "آهير" الآنفة الذِّكْر من جهة اليمين وغربي بوتو بلاد هوسا وهم سبعة أقاليم، لسانهم واحد، وعلى كل إقليم أمير نظير للآخر قبل هذا الجهاد، وأبركها "كنو" "كانو" وهي بلاد ذات أشجار، وأنهار، ورمال، وجبال، وأودية، وغيال".
واشتهرت "كانو" منذ قديم الزمان بأسوارها العظيمة التي تحيط بكل مكان، وببواباتها المتعددة ذات الطراز المغربي المتميز، وكما يذكر بعض المؤرخين أن أول من بنى هذا السور هو الأمير "غجيما سو" (1095-1134م)، ولقد توسعت هذه الأسوار والبوابات بعد ذلك خاصة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر اللذين شهدا حركة إصلاح إسلامي، وتوسعات اقتصادية، وهجرات متعددة في بلاد مالي.
كما شهدت كانو توسعًا كبيرًا في القرن السادس عشر في عهد السلطان محمد نزاكي (1618-1623م)، وبعد قيام حركة الجهاد الإسلامي في القرن التاسع عشر تحولت "كانو" إلى إحدى الإمارات النيِّف والثلاثين التابعة للخلافة الصوكوتية، وأدت دورًا كبيرًا في تقوية الأوضاع المالية، والعسكرية، والسياسية للدولة.
ولقد اشتهرت "كانو" بالبضائع المختلفة ـ مثل النسيج وصناعة الصبغة، وكانت وما تزال أغنى الولايات الشمالية الهوسية في حكومة نيجيريا الحديثة.
وكما اشتهرت بأراضيها الخصبة، وبأهرامات الفول السوداني، وهي تمثل عصب الاقتصاد النيجيري قبل اكتشاف البترول بكميات تجارية كبيرة.
زار "كانو" العديد من الرحَّالة والعلماء والباحثين الغربيين خاصة في القرن التاسع عشر، وكان أشهرهم الرحالة الألماني الشهير "هزيك بارث" نيابة عن التاج البريطاني في منتصف القرن التاسع عشر، وكتب عن مجتمعها، واقتصادها، ومعمارها، ووضعها العسكري السياسي، وكان ذلك يمثل بداية الاتصال الأوروبي الاستعماري بالداخل.
في مطلع القرن التاسع عشر، ضمها عثمان دان فوديو إلى خلافة سقطو الفولانية، ونظم شئونها الإدارية.
غزاها المستعمرون الإنجليز كغيرها من إمارات خلافة الدولة الصوكوتية عام (1903م) وهزم عسكرها، وهاجر عدد غير قليل من مواطنيها نتيجة لهذا الغزو الاستعماري إلى دار الإسلام (الحجاز والسودان) وتحمل الولاية التي توجد فيها هذه المدينة هذا الاسم، والمعروف بولاية "كانو" وعاصمتها أيضًا هي "كانو" المحكي عنها، ويبلغ تعداد سكانها حوالي (15) مليون نسمة.
الأمير الحالي (منذ 1962) لكانو هو الحاج الدكتور عبدو عبد الله بايرو.