الاحتلال البريطاني للعراق

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

القبائل تقطع الطريق امام القوات البريطانية
القبائل تقطع الطريق امام القوات البريطانية
العراق
تاريخ العراق
تحرير
احتلال حكومة الهند البريطانية للعراق
احتلال حكومة الهند البريطانية للعراق

بريطانيا وكدولة استعمارية كبرى سبق وان هيمنت على الهند والتي اسمتها درة التاج البريطاني لما للهند من مميزات هامة على راسها ، وجود الموارد المعدنية منضمنها التوابل بانواعها وبكثرة كون الهند من الدول الاولى في انتاج العديد من المواد الاولية كارقى انواع الخشب والتوابل وغيرها من المواد الاولية .

هدت دولة الهند الريطانية لغزو واحتلال العراق بايعاز من "حكومة صاحب الجلالة " في لندن تمهيدا لضمه إلى امبراطوريتها من خلال سياسة اعتمدتها منذ وقت طويل جاوز فترة المائتي عاما وذلك بعقد الاتفاقات التجارية وارسال السفراء والقناصل والمستشرقين لدراسة المجتمع العراقي عن كثب, وتعزز ذلك من خلال تاسيس شركة الهند الشرقية البريطانية وما سمي لاحقا بيت لينج للتجارة مع الهند.

مع بدء الحرب العالمية الاولى في اكتوبر / تشرين الاول عام 1914 ، انزلت حكومة الهند البريطانية الشرقية جيشا مؤلفا من عدد من فيالق من خليط من بريطانيين وهنود بما سموا بجيش الليفي ، حيث وطئت ارض أول جندي هندي بريطاني منطقة راس الخليج العربي بين الكويت والبصرة ، وبعد حوالي شهرين تمكنت القوات البريطانية من سيطرتها على البصرة.

فهرست

[تحرير] لمحات ومقتطفات

العراق لفظة بابلية اطلقت لاول مرة على امارة اوروك وهي احدى الامارات في عصر دويلات المدن, والتي توسع حكما لاحقا ليشمل الاقاليم المجاورة . والعراق اوما اصطلح عليه بتسمية ارض السواد او بلاد الرافدين او بلاد بابل ، فيعد مكون جغرافي وتاريخي واحد على الرغم من اختلاف الاثنيات والأعراق والمذاهب المكونة له فهو يشكل امتدادا منفتحا طبيعا وبشريا لما جاوره من اقاليم عريية ارتبط معها علاوة على اواصر التاريخ والجغرافية ، فقد ارتبط بها باواصر الدولة الواحدة على مر الازمان, ففي عهد الدولتين البابلية والاشورية التي ترجع إلى ما قبل الألف الثالث قبل الميلاد، كان امتداد الدولة على مجمل بلاد الشام والجزيرة العربية وصولا إلى مصر التي فتحها الاشوريون وضموها لممالكهم. وبقى العراق كيان ومكون واحد منذ الدولة الدولة العربية الاسلامية وحتى الدولة العثمانية التي قسم اداريا إلى اربعة ولايات البصرة والموصل وشهر زور" كردستان" وتقع هذه الولايات الثلاث تحت هيمنة الولاية الرابعة الام بغداد باعتبارها العاصمة السابقة للخلافة .

اما موقع العراق الجغرافي وشكل تضاريسه غير المعقدة وموارده المائية والطبيعية والزراعية منحته عمقا استراتيجيا دوليا مهما في السياسة الدولية تقع بلاد العراق في الجزء الغربي من قارة آسيا . فيشكل العراق المدخل الحدودي للوطن العربي الكبير او ما سمي اصطلاحا القارة العربية مع اسيا من الشرق والخليج من الجنوب والعالم العربي من الجنوب والغرب وتركيا ثم اوربا من الشمال . اطلق عليه الخليفة عمر بن الخطاب "العراق رأس حربة الاسلام وحصن الثغور". وهو ايضا مكون مهم من مكونات بلاد العرب كونه احد اهم الولايات والأمصار التابعة للدولة العربية الاسلامية على مر العصور. استقبل دولة الخلافة العباسية على اراضيه فكانت بغداد عاصمة الخلافة.

دخل المغول بغداد في 1258م بعد مقاومة عنيفة، وفتكوا بأهلها سبعة أيام أو تزيد، وتم تخريب المدينة وحرقها وقتل سكانها؛ وبذلك انتهت الخلافة العباسية حيث انتقلت الخلافة إلى اسطنبول لتبدا حقبة الخلافة العثمانية .

وسبب الادارة اللامركزية للهيمنة المغولية ، قامت الحروب بين الفرق المغولية المتصارعة والتي دخل بعضها الاسلام ، مما أدى إلى تعرض ضعف الحكم وانهياره مما ادى إلى دخول الفرس الصفويين العراق على يد الشاه إسماعيل الصفوي عام 1508م واتبع سياسة استيطانية في العراق معتمدا اسلوب تخريب المجتمع العراقي واقتصاد من خلال اشاعة روح الفرقة بين الطوائف والمذاهب والقوميات ، واضطهاد السكان وتخريب المزارع والتجاره ، واشاعة اعمال النهب والسطو على الممتلكات في المدن والريف.

غير أن السلطان العثماني سليم الأول هزم الصفويين مما في 31 ديسمبر 1534م. وبعد أن سيطرت الدولة العثمانية على العراق اعادت تنظيمه الادارية بتوزيعه إلى أربع ولايات تقع تحت مركزية ولاية بغداد هي ، بغداد والموصل والبصرة وشهر زور" كردستان".

حكم العثمانيون ، العراق كونه ولاية من ولايات الخلافة الاسلامية اما المماليك فحكموا ولايات العراق الاربعة بين عامي 1775 - 1831م كولاة تابعين للدولة العثمانية ، وتميزت فترة حكم المماليك بظهور دورملحوظ للقوى الأوروبية وعلى الاخص بريطانيا ، وذلك من خلال الدعم البريطاني السياسيى والتجاري للحكام الأغوات المماليك ، الأمر الذي أضاف عاملاً جديدًا في إبقاء السلطة بيد المماليك وترسيخ السيطرة العثمانية غير المباشرة. انتهى حكم المماليك وقد في أكتوبر/ تشرين الاول 1810 على يد العثمانيين لاسباب تتعلق بمحاولة حكم المماليك للعراق بشكل مركزي بعيدا عن سيطرة الدولة المركزية في الاستانة. وظلت الأسر المحلية في العراق تحكم بموجب فرمانات من السلطة العثمانية كأسرة الجليلي في الموصل وأسرة البابانيين في السليمانية.

[تحرير] بوادر الاحتلال البريطاني للعراقي

خططت بريطانيا كدولة عظمى لاحتلال العراق وضمه إلى مجموعة ممالكها منذ عصر الاستعمار وهو حقبة ما بعد عصر النهضة في اوربا . حيث نمت حركة استكشاف العوالم الجديدة في أصقاع الأرض النائية كالاميركيتين واستراليا ونيوزيلاندا وغيرها لاسباب تتعلق بالهوس لاكتشاف عوالم جديدة ولاثبات كروية الارض ولاسباب اخرى تتعلق بالتوابل تلك المادة التي كانت تباع وزنها ذهبا لاستخدامها في حفظ الاطعمة خصوصا في الغزوات الطويلة او الرحلات البحرية التي كان ينفذ فيها الطعام مما يؤدي إلى فشل تلك الحملات وابادة افراد الحملة في وقت لم يتم بعد اختراع وسائل حفظ الاطعمة كالثلاجات وغيرها.

كما جرت العادة على ضم هذه الممالك إلى الدول الكبرى في ذلك الوقت كبريطانيا وفرنسا وروسيا والمانيا والنمسا واسبانيا والبرتغال وهولندا وغيرها وتوسع الامر إلى التنافس بالهيمنة على الدول الاخرى غير الاوربية او مايسمى بالسياسة الاستعمارية ، وذلك لاسباب استراتيجية تتعلق بالسيطرة على خطوط المواصلات العلمية التي تعتبر عصب الحياة الاوربية في ذلك الوقت . فخطوط المواصلات تلك كانت تعتبر شريان الحياة للدول الاستعمارية وذلك بعد فترة الثورة الصناعية وحاجة تلك الدول للمنافذ التسويقية لتصريف بضائعها التي بدئت تتكدس جراء حركة الانتاج والعمل على نطاق واسع بعد اشباع السوق المحلية الاوربية ، كما انها في الوقت نفسه اضحت بحاجة إلى مواد اولية كالحديد والفحم الحجري والخشب وغيرها ولاحقا حاجتها إلى الايدي العاملة الرخيصة لادامة عجلة الصناعة المدنية منها والحربية المتنامية. ثم تعاضم دور الدول المستكشفة والتي تم استعمارها بعد اكتشاف النفط كوسيلة من وسائل حركة عجلة الحياة.

بريطانيا وكدولة استعمارية كبرى سبق وان هيمنت على الهند والتي اسمتها درة التاج البريطاني لما للند من مميزات هامة على راسها ، وجود الموارد المعدنية منضمنها التوابل بانواعها وبكثرة كون الهند من الدول الاولى في انتاج العديد من المواد الاولية كارقى انواع الخشب والتوابل وغيرها من المواد الاولية . وقوعها في وسط اسيا وعلى المحيط الهندي مما منحها موقعا استرتيجيا تعد بموجبه محطة للرحلات التجارية والاستكشافية والعسكرية البرية والبحرية تربطها بشرق وجنوب شرق اسيا حيث ارتبطت بريطانيا بعلاقات تجارية كبيرة مع الصين واليابان وكوريا وسيام وتايلاند وفيتنام وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا والفلبين ، كذلك تعتبر الهند محطة تربطها بالدول التي تم اكتشافها واستعمارها كاستراليا ونيوزيلاندا وغيرها. من هنا طمعت بريطانيا باحتلال الهند وبق هذا الاحتلال قرابة اربعمائة سنة . ونتيجة هذا الاستعمار وجراء النضال الطويل الدامي للشعب الهندي تولدت حكومة محلية مرتبطة بالتاج البريطاني تتسم بنوع من الحكم الذاتي ، وهي في نفس الوقت عضوا في مجموعة دول الكومنويلث ، تلك المنظمة التي تنضوى تحت لواء التاج البريطاني ، حيث تكون شبه مستقلة من جهة الا انها تفتقر لوجود ملك او رئيس حيث تكتفي برئيس وزراء كاعلى سلطة تنفيذية وان تكون ملكة بريكانية هي رمز الدولة ، ويمثلها شخص يسمى بالحاكم العام ، وهذا ما نجده حاليا في استراليا وكندا وسابقا في الهند والعراق عندما حاولت بريطانيا ضم العراق. وسميت تلك الحكومة بحكومة الهند الشرقية البريطانية ولها حاكم عام ووزراء بريطانيون وموظفون وجيش المكون من ضباط بريطانيون الاصل مجنسون بالجنسية الهندية اما الهنود فكانوا يتبوءون الوظائف الصغيرة او كجنود في الجيش مع بعض الفيالق من الجنود البريطانيين. وكان لتلك الدولة الهجينة استراتيجياتها وامنها القومي المنطلق من امن الطبقة الحاكمة والحفاظ على النفوذ البريطاني في المنطقة وديمومة خطوط الاتصال والمواد الاولية لبريطانيا.

بقي نقص هام في المعادلة الاستعمارية ، وهي الطرف الثاني من عقدة المواصلات ، حيث من الجانب الاخر الموصل ببريطانيا كان هنالك خط طويل من المواصلات يمر عبر قارات وحضارات وتضاريس ومجتمعات متباينة وربما كانت تحت نفوذ دول استعمارية منافسة او معادية ، مما يعرض خط المواصلات هذا للتهديد. فخط المواصلات المتمم الذي يربط الهند من الجهة الثانية ببريطانيا يمر غربا عبر العراق عن طريق بحر العرب مرورا بالخليج العربي نحو ميناء البصرة الاستراتيجي ، وخط السير هذا مكون من ولايات وإمارات تابعة للدولة العثمانية وتتناوب على احتلالها احيانا هولندا والبرتغال. والعراق اضافة إلى كونه عقد مواصلات إستراتيجية هامة على مدى العصور وباختلاف الازمان تطور التكنولوجيا . طمحت بريطانيا للهيمنة عليه لبط نفوذها على الجانب الاخر من خطوط المواصلات ، الذي يربطها ببريطانيا عبر الاردن وفلسطين اللتين وقعتا لاحقا تحت الانتداب البريطاني ، ليكتمل خط المواصلات من خلال البحر الابيض المتوسط حيث هيمنت بريطانيا على عدد من المحطات في رحلتها الاستعمارية تلك عبر البحر المتوسط كما فعلت في الهند وشرق الهند ، فدأبت بالهيمنة على جزيرة قبرص المتاخمة للساحل العربي ثم جزيرة كريت التي تأتي بعدها في عرض البحر المتوسط وجزيرة مالطة القريبة الواقعة بين ليبيا وايطاليا ثم استعمرت مضيق جبل طارق المحطة الاخيرة للبحر المتوسط والذي يقربها من الجزر العظمى لما اصطلح عليه ببريطانيا العظمى.

مهدت دولة الهند الريطانية لغزو واحتلال العراق بايعاز من "حكومة صاحب الجلالة " في لندن تمهيدا لضمه إلى امبراطوريتها من خلال سياسة اعتمدتها منذ وقت طويل جاوز فترة المائتي عاما وذلك بعقد الاتفاقات التجارية وارسال السفراء والقناصل والمستشرقين لدراسة المجتمع العراقي عن كثب, وتعزز ذلك من خلال تاسيس شركة الهند الشرقية البريطانية وما سمي لاحقا بيت لينج للتجارة مع الهند. تلا ذلك عقد اتفاقية تجارية مهمة أسست بموجبها حكومة الهند البريطانية اسطول النقل النهري عبر ميناء البصرة مرورا بنهري دجلة والفرات لنقل البضائع البريطانية المارة من مستعمراتها عبر الهند إلى البصرة ثم إلى تركيا عبر دجلة والثاني آلة البحر المتوسط عبر الفرات المار بحلب القريبة من البحر المتوسط. وذلك بسبب طول المسافة لخط النقل البري القديم عبر الصحراء بين العراق والاردن ثم فلسطين وما يسببه من اخطار من تعطل وسائل النقل إلى تعرضه لسرقة قطاع الطرق الخ.

[تحرير] خطط الاحتلال

وبعد اندلاع الحرب العالمية الاولى عام 1914 ودخول الدولة العثمانية في تحالف إلى جانب ألمانيا ضد دول الحلفاء بزعامة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية ، ادى إلى قطع خطوط المواصلات الاستراتيجية لبريطانيا مع مستعمراتها مما سيؤدي إلى انقطاع شريان الامدادات الحيوي للحرب والحياة العامة بسبب اعتمادها الكلي في مواردها وموادها الاولية وتمويل قطعاتها علاوة على منافذ التجارة التي تعد عماد الاقتصاد البريطاني ، الامر الذي ادى ببريطانيا إلى اعتماد خطة سريعة في الوقت الذي كان الجهد العسكرى في المواجهات مع المانيا وحلفائها منصبا على الجبهات الرئيسية في قلب اوربا ، مارست بريطانيا الضغط على دول الحلفاء باتخاذ الاجراءات التالية :

  1. شن روسيا لهجوم مدبر على الاراضي العثمانية من الشمال لاسيما وان روسيا قد دخلت في حرب مع الدولة العثمانية لما اصطلح عليه بحرب القرم حيث كانت تطمح روسيا إلى ضم حوض البحر الأسود لممالكها وجعله بحيرة روسية تمهيدا للحلم الروسي بالتقرب من المياه الدافئة للخليج العربي والبحر المتوسط. تلك الحرب التي دخلت فيها روسيا عبر القوقاز إلى الولايات الشرقية للدولة العثمانية موطن الاكراد الاصلي وبعض الأقليات المسيحية قرب بحيرة وان وما جاور مدينة ارض روم .
  2. ممارسة الضغط على الدولة العثمانية من الداخل لتشتيت جيوشها وذلك بتشجيع بريطانيا وفرنسا للدعوات العربية بضرورة تحرير العرب من ربقة الهيمنة التركية بعد سياسة التتريك التي مارسها السلاطين العثمانيون المتأخرون والتي تجلت بشكل واضح على اثر الانقلاب الذي احدثه حزب الاتحاد والترقي ذو النزعة العنصرية التركية. حيث دعمت الشرف حسين في مشروعه لاقامة دولة عربية بتحرير العرب من الدولة العثمانية التي لكانت تضم الولايات العربية زائدا تركيا فقط.وذلك باخراج تركيا من المنظومة العربية ونقل الخلافة إلى مكة . جيث انشطر الجيش التركي إلى ثلاثة اقسام شطر يحارب ما سمي بالجبهة الشرقية مع الروس وشطر يحارب في الجبهه الغربية مع الالمان في القاطع الاوربي للدولة العثمانية في البانيا ورومانيا والبوسنة والهرسك واليونان, ومع تخوم النمسا. والشطر الثالث كان يحارب جيش الشريف حسين في اليمن والحجاز والخليج والشام والعراق. علاوة على انفصال الفيالق العربية من الجيش العثماني وانظمامها إلى جيش الشريف حسين وهي من خيرة القطعات تدريبا وافضل الضباط قادة وارفعهم رتبا. والذين كونوا لاحقا الجيشين العراقي والسوري.
  3. تقسيم الوطن العربي من خلال منح الولايات والإمارات العربية الاستقلال من خلال اتفاقية سايكس – بيكو الموقعة بين الحلفاء تمهيدا للانفراد بكل ولاية على حدة واحتلال الولايات المطلوب احتلالها وتجنبين تجييش الولايات الاخرى ضدهم.
  4. احتلال العراق لإدامة خطوط المواصلات البريطاني.

[تحرير] العمليات العسكرية والميدانية

مع بدء الحرب العالمية الاولى في اكتوبر / تشرين الاول عام 1914 ، انزلت حكومة الهند البريطانية الشرقية جيشا مؤلفا من عدد من فيالق من خليط من بريطانيين وهنود بما سموا بجيش الليفي ، حيث وطئت ارض أول جندي هندي بريطاني منطقة راس الخليج العربي بين الكويت والبصرة ، وبعد حوالي شهرين تمكنت القوات البريطانية من سيطرتها على البصرة باسناد من الشركات التجارية البريطانية – الهندية ومجموعة الجواسيس العاملين في القنصليات البريطانية ، الا ان القوات الغازية منيت بخسائر منكرة على يد القوات العثمانية في معركة الشعيبة في ابريل / نيسان 1915 . واستمر توغل القوات البريطانية شمالا وانقسمت الفيالق إلى نصفين عند القرنة موقع تلاقي دجلة بالفرات مكونين شط العرب ، حيث استمرت القطعات بالتوغل صعودا مع مجرى النهرين مع ما واجهته القطعات المحتلة من مقاومة من القوات العثمانية وبعض المتطوعين فيما سمي بالجهادية ، حيث واجهت القوات البريطانية هجوما مقابلا على تخوم مدينة الكوت بوصفها الخط الدفاعي الاخير لبغداد عسكريا. حيث منيت قوات الاحتلال بخسائر جسيمة جوصرت على اثرها القوات البريطانية لمدة اربعة اشهر حيث انهكها الاعياء الثقيلة وقلة التموين والامداد وسوء الادارة والتنظيم علاوة على قساوة الضروف المناخية ، مما ادى إلى استسلام القوات البريطانية بيد القوات العثمانية في ابريل / نيسان 1916 ، مما ادى إلى انهيار الحملة جراء كل هذه العوامل التي تسببت بتوقف الحملة واعادة تنظيم القطعات طالبةً امدادات اضافية من الهند. الا ان ثقل اعباء الحرب في الجبهتين الشرقية في اذربيجان وشرق الانضول والغربية في البلقان وانهيار بعض الجبهات الالمانية وانسحاب روسية من الحرب في اعقاب الثورة البشفية الشيوعية ادت إلى تقهقر القوات العثمانية مما شجع القوات البريطانية على دخول صعب لمشارف لبغداد في مارس / اذار عام 1917 ، والوصول إلى مشارف كركوك في أغسطس/ اب 1918 ، مما ادى إلى خسائر كبيرة في الفيلق السادس العثماني ، الا انها توقفت إلى هذا الحد من التقدم.

دفعت التطورات في العراق والهزائم العثمانية الاخرى في الشام والحجاز واليمن اضافة إلى هزائم المحور بشكل عام في اوربا ، إلى عقد هدنة موردوس بين الحلفاء والدولة العثمانية ، التي تضمنت ضرورة انسحاب الجيوش العثمانية من مواقع القتال في العراق ، ومن الجدير بالذكر هنا بانه وتنفيذا للهدنة طالبت بريطانيا بانسحاب القوات العثمانية من ولاية الموصل التي دمجت اداريا معها ولاية شهرزور " كردستان" لاحقا . رفض الحاكم العسكري العام لولاية الموصل, من تسليم الموصل كونها لم تدخل المواجهات الحربية المباشرة فهي لاتعد من مواقع الاشتباك والقتال الا انه اذعن اخيرا وسحب قواته منها في نوفمبر / تشرين الثاني عام 1918 ولم تعد للدولة العثمانية منذ ذلك التاريخ أي سلطان على العراق. وقد حدد خط الهدنة بالحدود الادارية الشمالية لولاية الموصل في حين عزم احرار العرب المنتمين للجمعيات السرية المنادية البى استقلال العراق والولايات العربية الاخرى عن الدولة العثمانية ، على المطالبة بديار بكر وضمها للعراق لاحقا ، كونها تاريخيا عربية وتتضمن عشائر عربية كبرى وهي تقع شمال ولاية الموصل.

[تحرير] المراجع

  • عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العرقية ج1 .
  • د. مؤيد الونداوي ، العراق في التقارير السنوية للسفارة البريطانية.1992 .
  • عبد الوهاب بيك النعيمي ، مراسلات تاسيس العراق,1920 - 1922 .
  • د. جعفر عباس حميدي ، التطورات السياسية في العراق ،1980 .
  • كامل الجادرجي ، مذكرات كامل الجادرجي ، 1970 .
  • فاروق صالح العمر ، المعاهدات العراقية - البريطانية .
  • د. جارلس تريب ، صفحات من تاريخ العراق المعاصر ، 2002 .
  • د. ماري باترك ، سلاطين بني عثمان ، 1986 .