محمد ناصر الدين الألباني
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محمد ناصر الدين الالباني، من المعاصرين المشاهير في التأليف في مجال الحديث. ولد عام 1333 هجري الموافق ل 1914م في أشقودرة العاصمة القديمة لألبانيا ، ترك والده ألبانيا و سافر إلى دمشق حيث سافر معه محمد و هو صغير. تعلم القرآن ، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و هو صغير حيث تولى والده تدريسه. عمل في مهنة إصلاح الساعات.
فهرست |
[تحرير] تعلمه الحديث
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره. ومن أوائل تخاريجه الحديثية كتاب "الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.
كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح.
[تحرير] حياته في المعتقل
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
[تحرير] مما قيل فيه
- عبد العزيز بن باز قال: ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني. وسئل عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.
- محمد بن صالح العثيمين يقول: فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل, بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.
- محمد الأمين الشنقيطي. يقول الشيخ عبد العزيز الهده: " إن العلامة الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له"
- محمد بن إبراهيم آل الشيخ يقول عن الألباني: و هو صاحب سنّة و نصرة للحق و مصادمة لأهل الباطل.
[تحرير] أعماله وأنجازاته
وهي كثيرة منها:
1) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
2) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.
3) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.
4) طلب إليه وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 ه ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
5) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.
6) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام" .
7) انتدب من الشيخ عبد العزيز بن باز للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.
8) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة.
9) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.
10) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة، ربت على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
11) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م ، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.
[تحرير] من مؤلفاته
- سلسلة الأحاديث الضعيفة .
- سلسلة الأحاديث الصحيحة
- ضعيف الترغيب والترهيب .
- تحريم آلات الطرب .
- التوسل أنواعه وأحكامه
- جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة.
- الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام.
- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد
- صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم
- شرح العقيدة الطحاوية (تعليق على كتاب ابن أبي العز)
- مختصر العلو للعلي الغفار (الكتاب بالأصل للإمام الذهبي)
- الرد المفحم، على من خالف العلماء و تشدد و تعصب، و ألزم المرأة بستر وجهها و كفيها وأوجب، و لم يقتنع بقولهم إنه سنة و مستحب
- فقه الواقع
[تحرير] آخر وصية له
أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع... (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين). 27 جمادى الأول 1410 هـ
[تحرير] وفاته
توفي الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م في مدينة عمان-الاردن وبها دفن، و دفن بعد صلاة العشاء. و قد عُجل بدفنه.
[تحرير] الانتقادات الموجهة ضده
له الكثير من المؤلفات التي انتقدت من ناحيتين: عقدية وعلمية. فمن الناحية العقدية: انتقدت بمخالفة عدد من محتوياتها لكثير من نصوص الكتاب والسنة خاصة فيما يتعلق بالإيمان وموافقتها لعقيدة المرجئة[بحاجة لمصدر] . ومن الناحية العلمية: انتقدت من قبل عدد من المختصين في الحديث وعلومه مثل الشيخ إسماعيل الأنصاري و د. مسفر الدميني حيث قال فيه بأنه يتساهل في تصحيح الأحاديث الموافقة لرأيه وتضعيف الأحاديث المخالفة لرأيه.
[تحرير] الرد على الانتقادات الموجهة ضده
هناك عدة كتب صدرت في الدفاع عنه، منها كتاب "لا دفاعاً عن الألباني فحسب بل دفاعاً عن السلفية"1 2 3 4 للشيخ عمرو بن عبد المنعم سليم. وأما عن تهمة الأرجاء فقد أصدر شريط بعنوان تبرئة كبار العلماء للألباني من تهمة الإرجاء.