شبتاي تسفي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

شبتاي تسفي أو سبطاي سوي (Sabatay Sevi أو sabbatai Zewi أو Sabatha Sebi) ولد في إزمير غرب الأناضول سنة 1626 و مات بمدينة الكون Dolcigno بألبانيا سنة 1675.يرجع إليه إيجاد مذهب الدونمه في تركيا ، وهو ابن السمسار اليهودي موردخاي سوي المعروف بين الأتراك باسم "قره منتشه".

[تحرير] حياته الدينية

أصبح سبطاي حاخاما حسب رغبة أمه ذات الميول الدينية. درس التوراة و التلمود و المعارف الباطنية على يد حاخام إزمير "إسحاق دلبع" و قد استنبط الحاخام الشاب سبطاي من النصوص الدنية العبرانية حسب منهج القبالا أن ظهور المسيح سيكون سنة 1648 فاعلن نفسه مسيحا في ذلك التاريخ. و قد آمن به كثير من يهود إزمير رغم رفض الحاخام جوزيف اسكوبا دعواه و تكذيبه له. ثم بدأ المسيح المنتظر سبطاي سوي رحلة المغمرات الشاقة. فقد وفد إلى إستانبول سنة 1650 فنصحه حاخامها أبراهام وجيني بالرحيل إلى سالونيك حيث عدد أتباعه و المؤمنين به في تزايد. ثم عاد إلى إزمير سنة 1659 و بعد ثلاث سنين ذهب في زيارة دعوية إلى مصر و فلسطين و عند عودته إلى إزمير وقع تتويجه من طرف اليهود حسب معتقدهم. ثم نشر بيانا قسّم فيه العالم من بعده على مريديه الثمانية و الثلاثين. و وفد لزيارته يهود من ألمانيا و بولونيا و بقية أنحاء العالم. و عندما لاحظت إدارة الدولة العثمانية هذا الوضع بدأت تتخذ التدابير الزجرية لمقاومة هذا التكتل اليهودي. و قد وجدت الدولة دعما لها من طرف اليهود المحافظين و الحاخامات الرسميين فسجنته سنة 1666 بتهمة بث الفتنة و إفساد الديانة اليهودية و ادّعاء النبوة ثم نقل من سجن زندان قابو بإستانبول إلى جزيرة آيدوس للتخلص من الزوار اليهود المتوافدين عليه هناك. فتحولت قبلة زائريه من إستانبول إلى آيدوس ببحر إيجه.

[تحرير] محاكمته

في زمن السطان محمد الرابع سيق هذا اليهودي المتنبي إلى قصر السلطنة القديم بمدينة أدرنة للمحاكمة و لم يكن يتقن اللغة التركية فكان يترجم له من الإسبانية رئيس الأطباء حياتي زاده مصطفى فوزي أفندي و هو يهودي الأصل كان قد أعلن إسلامه من قبل. و قد حضر المحاكمة مصطفى باشا وكيل الصدر الأعظم و شيخ الإسلام منقاري زاده يحيى أفندي و إمام السلطان الواعظ محمد أفندي الواني و كان السلطان محمد الرابع يراقب المحاكمة بنفسه من وراء حجاب. و بدأت المداولات و وجهت التهم إلى المدّعى عليه فلم يستطع لها ردّا و لكن في آخر لحظة بادره مترجمه يهودي الأصل بفكرة تنقذه من الإعدام و تكسبه عند السلطان هيبة و مقاما. اقترح عليه المترجم رئيس الأطباء أن يعلن إسلامه كي ينجو بنفسه و حاول إقناعه باللغة الإسبانية أنه إن أعلن تراجعه عن دعوته فإنه يمكن أن يوصلها سرا لأن أتباعه يؤمنون به إيمانا أعمى فقبل سبطاي الاقتراح و أعلن إسلامه فعفى عنه السلطان و أطلق سراحه و خصص له مائة و خمسين آقجة فضية شهريا ثم بدل الحاخام القديم سبطاي اسمه فصار يدعى محمد عزيز أفندي و اغتسل و نطق بالشهادتين و لبس الجبة و العمامة ثم استطاع بأسلوبه الخاص أن يقنع الكثير من أتباعه بإعلان إسلامهم. و لكنه لم ينس أنه المسيح المنتظر الذي سيخلص بني إسرائيل من الذل و العبودية. و قد أطلق لأتراك على هذه الفئية الجديدة من المسلمين عبارة "دونمه" و هو مصدر مشتق من فعل "دونمك" باللغة التركية و يعني رجع و عاد و دار أما المصدر منه فيعني العائدون إلى دين الحق أو بمعنى آخر المرتدّون عن دينهم و كانت لهذه الطائفة طقوس و أعياد خاصة و عبادات غريبة ليس هذا مجال تفصيلها و لكن المؤرخين و الباحثين يجمعون على أنهم يظهرون الإسلام و يحافظون على دينهم يهوديتهم و قلة منهم من حسن إسلامه. و قد مات سبطاي سوي بمدينة اولكون بولاية ألبانيا 30 أيلول سنة 1675 بعد جمع حوله هناك آلاف الأتباع و المريدين من الطائفة اليهودية ليؤسس مذهبا أو جماعة جديدة تتداخل فيها اليهودية بالإسلام و لم تنته القصة بموت الحاخام المسلم محمد عزيز سبطاي سوي و لكنها تواصلت مع اتباعه الذين لعبوا دورا كبيرا في إسقاط الدولة العثمانية و قيام الجمهورية التركية الحديثة على جمعية الاتحاد و الترقي.