إنجيل برنابا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إنجيل برنابا أو إنجيل برنابه هو أحد الأناجيل الغير قانونية حسب الإعتقاد المسيحي التقليدي ،وجدت له مخطوطتان، الأقدم هي باللغة الإيطالية محفوظة في المكتبة القومية بالنمسا تعود للقرن الخامس عشر أو السادس عشر، والأخرى بإحدى لهجات إسبانيا النسخة الموجودة منها تعود للقرن الثامن عشر.
المسيحيين ينكرونه ككتاب مقدس (كإنجيل) وذلك لوجود العديد من الأخطاء فيه (انظر اسفل). ويرى البعض أنه لم يكتب بواسطة تلميذ أصلا بل كتب في القرن الخامس و يعتبره بعضهم مجموعة من الصفحات التى كتبها أحد الرسل او التلاميذ بدون وحي إلهى، أما آخرون فيرون أن كاتبه مسلم. و يتفق الجميع أن عدم أهميته الدينية أو التاريخية كانت سبب عدم الإهتمام به كنص ديني، لكنه عاد أخيرا للظهور بعد ترجمة النسخة التي وجدت منه في مكتبة الفاتيكان إلى عديد من اللغات.
المسلمون يؤمنون بإنجيل برنابا فقط لأنة يتنبأ بمحمد رسول الإسلام و ينكر الوهية المسيح بحسب معتقد المسيحيين لكن هنالك إثباتات على عدم صحتة إسلاميا و هي التالي : ولو عدنا الى المؤلفات الاسلامية المعتبرة ، كمروج الذهب للمسعودي . والبداية والنهاية للامام عماد الدين ، والقول الابريزي للعلامة احمد المقريزي ، نرى ان هؤلاء الاعلام سجلوا في كتبهم ان انجيل المسيحيين انما هو الذي كتب بواسطة اصحاب الاناجيل الأربعة ، وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا . ومما قاله المسعودي : (وذكرنا اسماء الاثني عشر والسبعين ، تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلاد واخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم . وان اصحاب الأناجيل الاربعة منهم يوحنا ومتى من الاثني عشر ولوقا ومرقس من السبعين) . التنبيه والاشراف صفحة 136 . ومما يقول الكاتب لهذا الإنجيل محاولة منه لإرضاء المسلمين ( إن المسيح ليس أهلا أن يحل سيور حذاء النبي محمد !! ) ، الأمر الذي لا تقبله العقيدة الإسلامية ذاتها ، وهي التي تصف المسيح له المجد بأنه ( كلمة الله وروح منه ).
فهرست |
[تحرير] أخطاء إنجيل برنابا
[تحرير] التنبؤ بمجيء محمد بن عبد الله كرسول ؟!
يذكر اسم الرسول محمد في إنجيل برنابا اكثر من مرة كما في (1) ، إلا أن في نفس المصدر، يتم سؤال شخص يسوع (هل أنت المسيح؟) فيقوم يسوع باجابته "لست أنا، بل سيأتي بعدي ويكون اعظم منّي ولست أهلاً لأحل رباط حذائه" .. وهي الجملة التي قالها يوحنا المعمذان ليسوع في الاناجيل القانونية المعترف بها من قِبل المسيحيين. وفيما بعد في إنجيل برنابا يسألون يسوع عن اسم المسيح فيجاوبهم أن إسمه "محمد" (2) وهذا هو تعارض كبير مع الإنجيل والقرآن (حيث أن القرآن يشهد ان عيسى بن مريم هو المسيح وليس محمد).
[تحرير] اخطاء جغرافية
يذكر إنجيل برنابا أن مدينة نينوى تقع على البحر المتوسط ، وهذا خطأ جغرافي واضح ، حيث أن مدينة نينوى تقع في ما يعرف اليوم بالعراق ، والمدينة تبعد اكثر من ألف كيلومتر من البحر المتوسط (الآن وفي ايام المسيح).
الناصرة (31) ميناء على بحر الجليل (بحيرة طبرية).
برنابا 20: 1، 9 " وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مركب مسافراً إلى الناصرة مدينته... ولما بلغ الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع "
ويتكرر هذا في أصحاح 143 حيث كان المسيح مع تلاميذه في دمشق ثم قال لنرجع إلى الجليل ( ع5)، وعليه جاء يسوع إلى الناصرة في صباح سبت. ثم بعد حوار طويل حتى أصحاح 151: 3 يقول "ثم دخل يسوع إلى سفينة وأسف تلاميذه لأنهم نسوا أن يحضروا معهم خبزاً "، وهذا يؤكد أن الكاتب قد اعتبر الناصرة ميناء على بحر الجليل ، ومما يؤكد ذلك أن كلمة" مسافراً " حسب النص الإيطالي تترجم (sailed toward) أي "مبحراً نحو".
وهذا طبعاً خطأ جغرافي لا يمكن أن يصدر من شخص عاش في فلسطين يدعي بأنة يكتب بوحي الهي حيث أن الناصرة على بعد 20كم من بحر الجليل وعلى ارتفاع 540متراً من سطح البحر.
خطأ آخر بعد أن أشبع يسوع 5000 شخص بخمسة أرغفة وسمكتين نقرأ في برنابا 99: 1 "ولما خلا يسوع بكهف في البرية في تيرو على مقربة من الأردن" . وهذا النص يوضح أن تيرو بالقرب من نهر الأردن . وفى الحقيقة أن تيرو تقع الآن في لبنان على شاطئ البحر المتوسط ، على بعد 50كم من نهر الأردن. (30)
أخطاء تاريخية و منها :
1- أخطاء تتعلق بالحكام ورؤساء الكهنة
برنابا 3: 1-5 "كان هيرودس في ذلك الوقت ملكاً على اليهودية بأمر قيصر أوغسطس . وكان بيلاطس حاكماً في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا . فعملاً بأمر قيصر اكتتب جميع العالم . فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه وقدموا نفوسهم بحسب أسباطهم لكي يكتتبوا . فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهى حبلى ذاهبا إلى بيت لحم لأنها كانت مدينته وهو من عشيرة داود ليكتتب عملاً بأمر قيصر"
وفيما يلي سوف نقدم سرداً تاريخياً عن الحكام والكهنة وبعده سوف تكتشف الأخطاء التاريخية التي وقع فيها كاتب إنجيل برنابا
أولاً : الدولة الرومانية
في الوقت الذي ظهر فيه المسيح على مسرح الوجود المادي كان النسر الروماني يبسط أجنحته على حوض البحر المتوسط ، أو البحر الكبير كما كانوا يلقبونه .
وكان يوليوس قيصر مع بومبي القائد وشيشيرون الفيلسوف يكونون في روما الحكومة الثلاثية الائتلافية. وحينما أراد بومبي أن يستأثر بالسلطة في روما زحف عليه يوليوس قيصر بجيشه حتى لحقه وهزمه في فرساليا عام 48 ق.م .
وبعد موت يوليوس قيصر في أوائل عام 44ق. م مقتولاً بيد ماركوس بروتس تقاسم اثنان من قواد جيشه " مارك أنطونيوس ، وغايوس أوكتافيوس الإمبراطورية، فاختار أنطونيوس البلاد الشرقية واختار أوكتافيوس البلاد الغربية ثم دب بينهما صراع وانتهى هذا الصراع بهزيمة أنطونيوس في معركة أكتيوم ومات منتحراً.
ومن عام 31 ق. م فصاعداً أصبح أوكتافيوس سيد روما بغير منازع وأسبغ عليه مجلس الشيوخ الروماني لقب "أوغسطس" اعترافاً بجهوده في خدمة الإمبراطورية . واستمر في حكمه حتى عام 14 م، وبعد موته تولى الأمبراطور طيباريوس قيصر من سنة 14م حتى 37م.
ثانياً هيرودس الكبير
حينما قهر يوليوس بومبي عين انتباتر الأدومي والد هيرودس الكبير حاكماً لليهودية وقد نال هيرودس الكبير حظوة لدى مارك أنطونيوس وغايوس أوكتافيوس وبقرار من مجلس الشيوخ الروماني مُنح لقب حاكم اليهودية وملكها عام 40ق.م
وبعد موقعة أكتيوم ذهب إلى روما وأعلن ولاءه واخلاصه لأوغسطس قيصر واستمر في حكمه حوالي 40عاماً حتى وفاته عام4 ق.م.
وبعد موته قسمت مملكته بين ثلاثة من أبنائه :
1- هيرودس انتيباس ، أصبح والياً على الجليل وبيرية، واستمر حكمه 43 سنة ، وكان معاصراً للمسيح حتى عزله الامبراطور كاليجولا ونفاه.
2- فيلبس ،أصبح حاكماً على المناطق الشمالية ، شمال شرق بحر الجليل ، ومعظمها يقطنها الأمم واستمر حكمه ثلاثين عاماً كاملة .
3- أرخيلاوس: صار حاكماً على أهم المناطق وهى اليهودية والسامرة وأدومية وكانت فترة حكمه قصيرة، ففي عهده عمت الاضطرابات البلاد، واشتكى اليهود لدى قيصر طالبين عزله. فُعزل من الحكم عام 6م ونفى إلى بلاد الغال ووُضعت ولايته تحت الحكم الروماني .
ثالثاًَ : الولاة الرومان
كان عزل أرخيلاوس من منصبه بداية السلطة الفعلية للرومان في البلاد وهذا هو ثبت بالولاة الرومان حتى صلب المسيح :
1- كوبونيوس واستمر في منصبه أربع سنوات
2- مرقس أمبفيوس واستمر لمدة ثلاث سنوات
3- عانيوس روس لمدة سنة واحدة
4- فاليريوس جراتوس وبقى لمدة أحد عشر عاماً
5- بيلاطس البنطي : عين والياً على اليهودية عام 26م واستمر في كرسي الولاية حتى عام 36م أي أنه استمر في الحكم حوالي ست سنوات بعد صلب المسيح .
رابعاً : رؤساء الكهنة
تدخل الرومان في تنصيب الكهنة ، فقد كان يهمهم أن يكون الجالس على كرسي موسى ممالئاً للمستعمر، أو على الأقل مسالماً لهم .
ومع أنه لم يذكر في البشائر إلا اسم اثنين من رؤساء الكهنة : حنان(4) وقيافا(5)، إلا أن التاريخ يخبرنا أنه من عهد هيرودس الكبير، حتى تاريخ خراب أورشليم، وهى فترة قصيرة في تاريخ الأمة اليهودية، عُين ثمانية وعشرون رئيساً للكهنة وقد تولى حنان رئاسة الكهنوت عام 6م واستمر إلى عام 14 م. ثم عين بدلاً منه زوج ابنته قيافا، ومع ذلك استمر نفوذ حنان طيلة عهد قيافا وأيضاً طيلة عهد أبنائه الذين تولوا الكهنوت".
ويسجل لنا كاتب معاصر للأحداث وهو البشير لوقا.
"وفى تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والى سوريا . فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلى مدينته . فصعد يوسف أيضاً من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تُدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته . ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى" (لو2: 1-5.).
ثم يسجل لنا بدء إرسالية المسيح قائلاً :"وفى السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر إذ كان بيلاطس البنطي والياً على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية. في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا ابن زكريا في البرية... ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة "(لو 3: 1-2، 23). وبمقارنة ما جاء في هذا السرد التاريخي مع ما جاء في إنجيل لوقا وإنجيل برنابا نجد أن كاتب إنجيل برنابا وقع في الأخطاء التاريخية التالية :
1- قوله إن هيرودس كان ملكاً بأمر قيصر أوغسطس والصحيح أنه مُنح لقب حاكم اليهودية وملكها عام 40ق.م بقرار من مجلس الشيوخ الروماني.
2- قوله إن بيلاطس كان حاكماً في ذلك الوقت، والصحيح أن بيلاطس أصبحا والياً على اليهودية عام 26م وليس في زمن هيرودس الكبير الذي توفى سنة 4ق.م، وبالتالي لا يمكن أن يكون معاصراً لولادة المسيح.
3- قوله إن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا في زمن ولادة المسيح وهذا أيضا غير صحيح حيث أن حنان تولى رياسة الكهنوت عام 6م.
فالمسيح وُلد في زمن أوغسطس قيصر ( لو 2: 1-5) ، وبدأ خدمته في زمن طيباريوس قيصر ( لو 3: 1-2). ثم أن بيلاطس البنطي وحنان وقيافا كانوا معاصرين لصلب المسيح وليس لولادته .
4- وحيث أنه يذكر أن بيلاطس كان في زمن هيرودس الذي عين بأمر قيصر أوغسطس ، إذن فبالتالي بيلاطس قد عين بأمره أيضاً وهذا غير صحيح حيث أن بيلاطس قد عين والياً بأمر طيباريوس قيصر.
(5) يوسف قيافا : زوج ابنة حنان ، وعُين رئيساً للكهنة على يد الوالي جراتوس سنة 14م وأقيل على يد فيتلوس نائب الأمبراطور بسوريا بعد استدعاء بيلاطس لروما.
2- أخطاء تتعلق بالقوة العسكرية في فلسطين في زمن المسيح
لكي تكون هذه الصورة واضحة سوف نقدم فكرة مختصرة عن نظام الجيش في الإمبراطورية الرومانية ثم نذكر ما كتبه كاتب إنجيل برنابا لنكتشف الأخطاء التي وقع فيها .
أولاً: نظام الجيش في الإمبراطورية الرومانية (6)
"لم يكن هناك في بادئ الأمر قوة عسكرية منتظمة ، بل كان المواطنون يقومون بالواجب العسكري حين يدعوهم الحاكم إلى ذلك (كما في أي عمل مدني آخر) . وقد أدى تكوين جيش منتظم دائم إلى دخول طبقة الفقراء إلى صفوف الجيش في عهد ماريوس(في نحو 107 ق.م)، ومنذ ذلك الوقت أصبح الجيش يتكون من مجموعة رجال تغلب عليهم صفة المرتزقة ، يخدمون في الجيش مدداً تتراوح بين 16-26 سنة تختلف باختلاف الأقسام التابعين لها .
وكان الجيش الروماني ينقسم إلى الأقسام التالية :
1- الحرس الجمهوري وحامية العاصمة (الحرس الإمبراطوري)
2- الفيالق والفرق
3- القوات المعاونة
4- قوات الاحتياط
5- الأسطول
أ- الحرس الإمبراطوري
يتكون من تسعة ألوية تشكل حامية مدينة روما . وكان كل لواء يتكون من 1000 عسكري يقودهم أمير الفرسان.
ب - الفيالق أو الفرق
كان هناك 25 فيلقاً في سنة 23م (كما يذكر تاسيتوس ) . وزاد هذا العدد إلى ثلاثين فيلقاً في عهد ماركوس أوريليوس (160-180م) ، وكان كل فيلق يتكون عادة من 6000 رجل ينقسمون إلى عشرة ألوية ، يتكون كل لواء من ثلاثة كتائب ، وكل كتيبة تتكون من مئتي جندي.
وكان حاكم كل ولاية هو القائد الأعلى لكل القوات في ولايته ، وكان يُعهد بقيادة كل فيلق إلى ضابط من مجلس الشيوخ مع القوات المعاونة الملحقة بالفيلق .
جـ- القوات المعاونة
وكانت تنتظم في لواءات من المشاة وكتائب من الفرسان ، أو في لواءات مختلطة . وكان بعض هذه اللواءات يضم نحو 1000 جندي، ولكن غالبيتها كانت تضم 500 جندي يقودها أمير من الفرسان .
د- قوات الاحتياط
بدأ هذا النظام في الظهور في القرن الثاني الميلادي ، وتكونت هذه القوات من مجموعة من المليشيات المحلية في الولايات . وكان عددها يتراوح بين 90-300 جندي تحت قيادة ضابط من الفرسان.
- وقد جاء في العهد الجديد إشارات إلى المؤسسات العسكرية الرومانية التي كانت ترابط في اليهودية مثل كتيبة أوغسطس وكانت ترابط في قيصرية أو بالقرب منها ، وكان يوليوس - قائد المئة الذي عهد إليه بحراسة الرسول بولس وغيره من الأسرى في رحلتهم إلى روما - من هذه الكتيبة ( أع 27: 1)، والكتيبة الإيطالية وكانت أيضاً في قيصرية وكان كرنيليوس قائد المئة منها (أع10) .
وكان هناك لواء مرابط في أورشليم ، قائده الأعلى كلوديوس ليسياس. وكان يُلقب بالأمير (أع 23: 10 -26 ، أع 24:7) ، والكلمة في اليونانية تعنى " قائد ألف " مما يعنى أن عدد أفراد ذلك اللواء كان ألفاً من الجنود ، وكان في هذا اللواء ، عشرة من قادة المئات "
- الوضع في فلسطين
بالرجوع إلى حوليات المؤرخ الروماني تاسيتوس الذي عاش في الفترة من 55-117م سجل لنا فيها في الكتاب الرابع ، الفصل الرابع والخامس عن انتشار القوات الرومانية في زمن الأمبراطور طيباريوس قيصر (14-37م) ، نرى :
إن مجموع القوات الرومانية 25 كتيبة أو 150.000 رجل لحفظ السلام في كل الإمبراطورية الرومانية من أسبانيا حتى نهر الفرات.
وإذا افترضنا أن عدد القوات المعاونة حوالي 200.000 جندي
إذن عدد القوات الرومانية في زمن المسيح لا يتعدى 350.000 جندي . وباعتبار مساحة الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت ، نجد أن 13.000 جندي يكفى لحفظ الأمن في منطقة مساحتها50.000 ميل مربع، وحيث أن مساحة فلسطين حوالي 10.000 ميل مربع (7) ، إذن عدد القوة المطلوبة لحفظ الأمن حوالي 2600 جندي.
ومن المفترض أن يكون نصف هذه العدد من القوات المحلية المعاونة، ولكن نظراً للعداوة الشديدة بين اليهود والرومان باعتبارهم وثنيين، ولكثرة ثورات اليهود فالقوة الموجودة هي من الجنود الرومان ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتعدى 3000 جندي. (8)
ثانياً : عدد الجنود في فلسطين طبقاً لما جاء في إنجيل برنابا
برنابا 91: 8-10 الجنود الرومان أعلنوا أن المسيح هو الله ، وبسبب هذا حدث اضطراب عظيم في اليهودية "فاجتمع في مزيه على أثر ذلك ثلاثة جيوش كل منها مئتا ألف رجل متقلدي السيوف" وقد تحدث في محاولة للتهدئة كل من هيرودس والحاكم الروماني ورئيس الكهنة.
ولنا مع هذا القول وقفة:-
1- إن تاسيتوس يقول إنه بدء من سوريا وفى كل المنطقة حتى نهر الفرات ( شاملة فلسطين ) عدد القوات أربع كتائب أي 24.000 جندي والمساحة المذكورة حوالي 100.000 ميل أي مثل مساحة فلسطين 10 مرات ولذلك فالقول بوجود 600.000 جندي في فلسطين شئ غير منطقي(9).
2- إن هذا الحدث لم يذكر في أي تاريخ من تواريخ العالم كتاريخ يوسيفوس (10) ، واجتماع 600.000 جندي مسلحين ولمدة أربعين يوماً ليست حادثة لا تستحق الذكر .
3- كيف اجتمعت هذه الجيوش بسرعة وهل يعقل أن يجتمع مثل هذا العدد ويتفرق بهذه السهولة؟ وأين هو المكان الذي يتسع لمثل هذا الحشد؟
4- من يتبع هذا الجيش الجرار، هل هو روماني؟ وكما أوضحنا هذا العدد مستحيل. هل هو يهودي تابع لهيرودس أو رئيس الكهنة ؟ وهذا أيضاً في ظل الاحتلال الروماني مستحيل . إذن فهذه مبالغة عددية من الكاتب كما هو في كل كتابه.
- برنابا 210: 29 ، 214: 29 في محاولة القبض على المسيح طلب رئيس الكهنة من الوالي جنوداً فأعطاه كتيبة والكلمة في اللغة اليونانية-كما أوضحنا سابقاً-تعنى 6000 جندي وهذا شئ غير منطقي . هل هناك حاجة لمثل هذه القوة للقبض على اثني عشر شخصاً؟
- برنابا 152: 1-27 في حوار للجنود الرومان مع المسيح انتهى بمحاولة القبض عليه، وعندما قال يسوع "أدونأي صبأوت . ففي الحال تدحرجت الجنود من الهيكل. كما يدحرج المرء براميل من خشب غُسلت لتملأ ثانية خمراً فكانوا يتلطمون بالأرض تارة برأسهم وطوراً بأرجلهم دون أن يمسهم أحد . فارتاعوا وأسرعوا إلى الهرب ولم يعودا يُروْا في اليهودية قط " (برنابا 152: 24-27) .
وهنا نتساءل :
1- الجنود الرومان وثنيون فكيف يدخلون الهيكل اليهودي؟ وأي مطّلع على التاريخ يعرف أنه كان يحظر على الوثنين دخول الهيكل وإلا تعرض المخالف للموت الفوري كما كاد يحدث مع بولس. ورفقائه اليونانيين المتنصرين وفقاً لما جاء في أع 21: 27-36.
2- إذا فرضنا صحة هذا القول وأن الجنود ارتاعوا وهربوا إلى قاعدتهم في قلعة أنطونيا، فإننا نرى أن القول بأنهم لم يعودا يُروْا في اليهودية قط لا يمكن أن يكون صحيحاً ، لأن عقوبة الفرار من الجندية هي الموت.
التطابق بين ما جاء بإنجيل برنابا و الكوميديا الألهية لدانتي:
إن التطابق بين جحيم دانتي وما جاء في إنجيل برنابا واضح ولا يستطيع أن ينكره إلا مكابر معاند. وقد ظهر هذا التطابق في عدة أمور مثل :
أ- تكوين الجحيم من طبقات (دركات )
جاء في برنابا 59: 1-2 "إن الجحيم واحدة وفيها يعذب الملعونون إلي الأبد ، إلا أن لها سبع طبقات أو دركات ، الواحدة منها أعمق من الأخرى. ومن يذهب إلى أبعدها عمقاً يناله عقاب أشد ".
" إن الجحيم هي واحدة ومع ذلك فإن لها سبع دركات الواحدة منها دون الأخرى، فكما أن للخطية سبعة أنواع إذا أنشأها الشيطان نظير سبعة أبواب الجحيم كذلك يوجد فيها سبعة أنواع من العذاب ".
(Hell is one, yet hath seven centres one below another . Hence, even as sin is of seven kinds, for as seven gates of hell.)
ثم يذكر ترتيب الخطأة في الدركات
السابعة : المتكبر ، السادسة : الحسود ، الخامسة: الطماع ، الرابعة: الشهوانيون ، الثالثة : الكسلان ، الثانية : النهم ، الأولى : الغضبان .
ثم يختم الأصحاح بالعقاب العام الذى يشمل كل الدركات
هذا الوصف من حيث عدد دركات الجحيم ، وأنواع الخطايا السبعة وأنواع العقاب السبعة هو ما جاء في الكوميديا الإلهية (الجحيم) في :
Fifth and sixth cantos of Dante's inferno
رأي المفكرين المسلمين بإنجيل برنابا
جاء في الموسوعة العربية الميسرة بإشراف الأستاذ محمد شفيق غربال مدير معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية و الذي صدر في القاهرة عام 1965 م تحت مادة ( إنجيل برنابا ) : ( كتاب مزيف وضعه أوربي في القرن 15 في وصفه للوسط الديني و السياسي في القدس – أيام المسيح – أخطاء جسيمة. )
رأي الأستاذ المرحوم: د. عباس محمود العقاد
موضوعات عن إنجيل برنابا من خمس نقط رئيسية: 26/10 / 1959 م كتب في جريدة الأخبار بتاريخ
-1 لوح ظ في كثير من العبارات في الإنجيل المذكور : أنه كتب بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس وما جاورها. -2 أن وصف الجحيم في إنجيل برنابا يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد. -3 أن بعض العبارات الواردة به قد تسربت إلى القارة الأوربية نق ً لا عن المصادر العربية. -4 ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم محمد رسول الله. -5 تتكرر في هذا الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهود ي ال مطلع على كتب قومه ولا يردده المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة من الكنيسة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن
[تحرير] النص المترجم للانجيل
انجيل برنابا قام المؤرخ ( خليل سعادة ) بترجمته إلى العربية