عبد الرحمن الإرياني
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
القاضي عبد الرحمن يحيى محمدالارياني رئيس اليمن في الفترة من 1967 – 1974.
الميلاد حصن اريان بمحافظة إب 1910.
زعيم ديني وسياسي. عضو مجلس قيادة الثورة 1962، ثم وزيرا للعدل. شارك في الإنقلابات ضد الامامة وسجن.
اطيح به في إنقلاب أبيض في 13 يونيو 1974
توفى في 14 مارس 1998 بالعاصمة السورية دمشق التي ظل مقيما فيها رغم عودتة إلى اليمن في شهر سبتمبر 1981.
وهو: عبد الرحمن بن يحي بن محمد بن عبد الله الارياني رحمه الله. رئيس المجلس الجمهوري الأسبق . ولد في حصن إريان في غرة جمادي الآخرة سنة 1328 هجرية . عالم أديب ، شاعر ، كاتب مترسل ، زعيم سياسي ، محنك ، لطيف المعشر ، حلو الحديث ، جم التواضع . تولى القضاء في النادرة في أول أمره ثم أسهم مع الأحرار المناوئين والمعارضين لحكم الإمام يحيى بن محمد حميد الدين والحاكمين من أولاده في أعمالهم . أثبت رغبته في إزالة حكم الإمام يحيى بقصيدة كتبها وعبر فيها عن عداوته للإمام وأبنائه ومطلعها : إنما الظلم في المعاد ظلام
وهو للملك معول هدام
ومنها يخاطب الإمام يحي : أنصف الناس من بنيك وإلا
أنصفتهم من بعدك الأيام
إن عشر السبعين عنك تولت
ودنا مصرع وحان حمام
فكان الأمر كما توقع ، ثم وجه الخطاب إلى سيف الإسلام الأمير الحسن بن الإمام يحي حاكم لواء إب : حسن ابن الإمام لا أحسن الله
إليه ولا عداه السقام
وقد كانت هذه القصيدة التي طارت شهرتها في اليمن آنذاك سبب إعتقاله مع من أعتقل من المعارضين في إب و تعز و ذمار و صنعاء سنة 1363 هجرية ثم سيقوا جميعا إلى تعز ، ومنها أرسلوا إلى سجون حجة ، وكان أحدهم وقد بقي هنالك معتقلا بضعة أشهر ثم أفرج عنه لكنه مع هذاإستمر في مزاولة نشاطاته للإطاحة بحكم الإمام يحيى حتى قتل الإنقلابيون الإمام يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367 هجرية "1948م" وخلفه في الحكم الإمام عبد الله بن أحمد الوزير -اللذي كان أحد قادة الإنقلاب- على رأس حكومة دستورية ، وكان الارياني آنذاك في مدينة إب ، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط ، وأستمر إلى أن سقطت العاصمة صنعاء بعد حصار إستمر حوالي الإسبوعين , في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد الذي قام ليثأر لوالده وقد قاد الحصار عدد من أبناء الإمام القتيل ومنهم سيف الإسلام الحسن، وأعتقل الارياني هو ومن شاركه من الأحرار في إدارة الأعمال في لواء إب فسيقوا في السلاسل إلى تعز ، ومنها أرسلوا إلى سجون حجة مرة أخرى والقيود في أقدامهم والسلاسل في أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه ، و مع هذا عينه الإمام أحمد عضوا في الهيئة الشرعية في تعز ولكنه لم يقطع صلته بالأحرار. وكان لا يفتأ ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور ، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الإصغاء إلى كلام الوشاة ، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة ، وكانت نصائحة تنفع عند الإمام أحيانا . ولما تمرد بعض الجيش على الإمام أحمد في تعز في شعبان سنة 1374 هجرية "1955م" استغل الفرصة العقيد أحمد يحي الثلايا وتزعم تلك الحركة ، وطالب الإمام أحمد بتنازله لأخيه عبد الله بن الإمام يحي وجمع العلماء ومنهم الارياني لمساعدته للتخلص من حكم الإمام أحمد ولكن حركته فشلت بعد أيام قلائل وخرج الإمام أحمد من الحصار المضروب على قصره وأعاد سيطرته بعد معركه هرب فيها الثلايا وقبض على سيف الإسلام عبدالله (الإمام الجديد) ، وأمر الإمام باحضار الارياني ، وكان قد أعتقل إلى الميدان الذي يتم فيه قتل الإنقلابيين ، فلما مثل بين يدي الإمام والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا للإمام أحمد أن يُبقي عليه فأمر بإعادته إلى معتقله فبقى فيه أياما ثم أفرج عنه ، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية بعد الإعفاء عنه ، وكان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية ، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، وكان يترأس بعثة الحج حتى قامت الثورة سنة 1382 هجرية "1962م" التي ألغت النظام الإمامي الملكي وأخذت بالنظام الجمهوري ، فعين وزيرا للعدل ثم عضوا في مجلس قيادة الثورة ثم عضوا في مجلس الرئاسة . وحينما ساءت الأحوال الإدارية في اليمن بسبب تدخل المصريين المباشر في شئون البلاد ذهب إلى مصر ومعه عدد كبير من الشخصيات اليمنية منهم الأستاذ أحمد محمد نعمان محتجين على سوء تصرف المصريين في اليمن ، فأمر الرئيس جمال عبد الناصر باعتقال أكثرهم في السجن الحربي وبقي الارياني طليقا ولكنه لا يستطيع مبارحة مصر حتى أصيب العرب بالنكسة في حربهم مع اسرائيل في حزيران 1967م فعقد مؤتمر قمة عربي في الخرطوم اتفق فيه جمال عبد الناصر مع الملك فيصل على أن يسحب القوات المصرية من اليمن ، وتم رحيلها بالفعل ، فواجهت الجمهورية العربية اليمنية مصيرها ولكن بعض الدعم العسكري من الإتحاد السوفيتي و سوريا، و مع هذا لاقت تحديا شديدا للقضاء على الجانب الملكي وداعميهم ، وكانت رئاسة الدولة قد أفضت إلى الارياني في شعبان سنة 1387 هجرية الموافق 5 نوفمبر 1967م بعد أن التقت عنده رغبات بعض زعماء اليمن الجمهوريين ليكون رئيسا لها حتى ينتشل البلاد من الهاوية التي تردت اليها ، واستطاع بسياسته الحكيمة أن يمسك بدفة السفينة وسط أمواج مضطربة وعواصف عاتية حتى حقق لليمن السلام والأمن والاستقرار . وقد انتهى حكمه باستقالته يوم الخميس 21 جمادي الأول سنة 1394 هجرية الموافق 13 حزيران سنة 1974م بضغط داخلي تؤازره قوة خارجية بحجة كثرة تغيير الحكومات والركون في حكم البلاد على من لا دراية له بأحوال اليمن ومعرفة طباع أهلها إلى جانب ما كان يحدث أحيانا من الإهمال وضياع الحزم في أجهزة الدولة . ولما استقال رحل إلى دمشق ولحق به أهله ، ثم سمح له الرئيس علي عبد الله صالح بالعودة إلى بلاده فعاد مكرما مبجلا . له شعر كثير ، فمنه قوله وهو معادِ للإمام يحي حميد الدين : ما له همة سوى جمعه الأمـ
ـوال من غير وجهها المانوس
قد تقضت حياته غير مأسـ
ـوف عليها فما بها من نفيس
وسيفنى الباقون لعمري هباء
في سبيل الخداع والتدليس
إن نفسا شبت وشاخت على
الشح وظلم الورى لشر النفوس
ومن شعره أيضا القصيدة التالية وقد وزعت منشورا : هذا العدو غدا على الأبواب
يرنو بعين الفاتح الغلاب
والمستبد له إلى أموالكم
توقان مهجور إلى الأحباب
قد صار في دور الذهول وشعبنا
أضحى يقاسي منه دور عذاب
وبنوه فيكم كلهم قد مثلوا
رمز الفساد وخيبة الأحساب
قد أنفقوا أموالكم فيما اشتهوا
من وصل غانية وحسو شراب
وأولئك الكتاب والوزراء غدا
في مالكم لهم صيال ذئاب
وأراكموا في نومة لا تنتهي
أبدا بغير تصادم وخراب
فالقوا إلى الشعب المعذب نظرة
فلعلها تهديكموا لصواب
والقوا زمام الشعب في كف الذي
سيقيه شر عدوه الوثاب