صالح العلي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الشيخ صالح العلي
الشيخ صالح العلي

صالح العلي أحد الثوار السوريين ضد الاستعمار الفرنسي و ينتمي للطائفة (العلوية).

تركزت عملياته في منطقة جبال العلويين و كان له دور هام في مواجهة الفرنسيين. ولد عام 1885 م والده الشيخ علي سلمان من قرية المريقيب احد أحياء مدينةالشيخ بدر حاليا وهو شيخ ورجل دين وشاعر ومن مشائخ الجبل المعروفين . والدته حبابة ابنة الشيخ علي عيد من قرية بشراغي منطقة جبلة .سيدة متمكنة من اللغة والشعر ومشهود لها بحسن التدبير .واخوة الشيخ صالح العلي الذكور هم 1- الشيخ محمد كامل 2- الشيخ عبد اللطيف . توفي شابا 3- الشيخ عباس 4- الشيخ محمود , الذي عذب من قبل الافرنسيين في وقت لاحق . واخواته البنات هن :1- السيدة فاطمة 2- السيدة خديجة 3-السيدة آمنة 4- السيدة جميلة . قام بالثورة بداية ضد الأتراك بمعركتين شهيرتين هما معركة كاف الجاع و معركة النيحا وحصل في سبيل ذلك التنسيق بينه وبين الشريف حسين وفي الخامس عشر من كانون أول ألف وتسعمائة وثمانية عشر (1918)م وبعد انزال العلم السوري عن مباني الحكومة في الساحل السوري من قبل القوات الافرنسية انعقد مؤتمر الشيخ بدر الشهير في مدينة الشيخ بدر مسقط رأس الشيخ صالح العلي واستمر لثلاثة أيام متوالية بحضور أغلب وجهاء ومقدمي الجبل العلوي ومن بينهم " المجاهد اسبر زغبيي . السيد أحمد محمود عدرا من قلعة الخوابي . السيد محمد اسماعيل .الشيخ علي احمد ميهوب ,الشيخ معلا أحمد غانم , الشيخ يونس محمد رمضان , الشيخ علي عباس , السيد عبد الكريم الخير من القرداحة , السيد علي زاهر , السيد اسماعيل احسان , السيد محي الدين عدبا . واخرون . انتهى بعدة قرارات من بينها انتخاب الشيخ صالح العلي قائدا للثورة السورية الأولى والمطالبة بضم الساحل السوري إلى سوريا الداخلية ،والتنسيق مع الملك فيصل .واستمرت الثورة بقيادته وهي أول الثورات في الهلال الخصيب واطولها,امتدت ثلاث سنوات ونصف تركزت الثورة في الفترة الأولى في جنوب الجبال الساحلية ومركزها مدينة الشيخ بدر وفي الفترة الثانية وبعد حرق الشيخ بدر واحتلالها انتقلت الثورة الى شمال الجبال الساحلية ومركزها قرية بشراغي( قرية والدته حبابة بنت الشيخ علي عيد ) من أشهر معارك الشمال معركة عين فتوح - قرية بشراغي , معركة خرايب سالم , معركة جبل رأس ملوخ ومعركة الأجرد, معركة البودي , معارك جوفين وقرية الدالية , معركة تل صارم ورأس العين ( جور البقرسابقا), معركة قرفيص , معركة البرجان , معركة السخابة , معركة عين الشرقية , معركة نبع السن ,وغيرها كثير من المعارك. تعرض جراء الثورة لاصدار حكم الاعدام بحقه وظل متخفيا في الجبل عند نهاية الثورة إلى ان صدر حكم العفو عنه وسلم نفسه إلى الحامية الافرنسية في مدينة اللاذقية بعد تفرق الرجال من حوله بسبب حرق القرى التي كان يلجأ اليها وهو القائل " والله لو بقي معي عشر ة رجال مسلحين لما تركت الحرب " ومن ضمن القرى التي حرقت : الشيخ بدر مسقط رأسه و برمانة المشايخ وقرية وادي العيون وقرية بحنين وقرية العنازة , عنازة بحنين, كاف الجاع وقدموس وبشراغي والبودي وبيت ياشوط وعين الشرقية والبرجان وتل صارم وقرفيص وزاما والدالية ورأس العين ومتور وبعبدا ودوير بعبدا وكثير من القرى والتي بعضها حرق لأكثر من مرة .حيث عرض عليه الافرنسيين بعد صدرو حكم الاعدام بحقه ثم العفو عنه - بسبب الحالة الشعبية - اقامة الدولة العلوية بالتعاون بينه وبينهم لاستلامها نهائيا من قبله (في وقت مقارب لفصل جبل لبنان والأقضية الأربعة بعد موافقة البطريرك السوري "حويك "ومجموعة من الساسة السوريين الأخرين على الفصل وبنفس وقت تسليم الجزء الأكبر من متصرفية درعا - شرقي الاردن - إلى الأمير عبد الله تعويضا له من قبل الانكليز عن الحجاز التي استولت عليها منه عائلة آل سعود وتسميتها مملكة شرقي الأردن). وعندما رفض الشيخ صالح العلي الأمر اصدر الافرنسيين عليه حكم الاقامة الجبرية، وقامت فرنسا بعد استشارات مع مجموعة من المتحالفين معها في الجبل بترغيب أخيه الأصغر سنا الشيخ محمود لتجعل منه بديلا سياسيا عن الشيخ الا ان الأخ محمود رفض ذلك وعلى أثر ذلك تم تعريضه للتعذيب وخرج جراء ذلك يعاني من ايذاء جسدي ونفسي لازمه حتى وفاته وهذا امر معروف لدى اهالي مدينة الشيخ بدر حتى تاريخه. عاود الشيخ صالح العلي نشاطه السياسي في بداية الثلاثينات لمقاومة حالة التبشير السياسي -الديني ( وله مراسلات في صدد ذلك خاصة مع منير بيك الشريف ذكرها في مذكرات الأخير )التي قامت به البعثات التبشيرية الغربية في أوساط المسلمين عامة والعلويين خاصة وكذلك في أوساط المسيحيين الأرثوذكس والموارنة ودعم بعض الأفراد والعائلات بالمال وبالنفوذ السياسي مستفلة الوضع الاقتصادي المزري لهذه الفئات،وتوج النشاط السياسي بالموقف من تأسيس دولة جبل العلويين حيث رفض ذلك ووقع مع شخصيات كثيرة من الجبل الوثيقة الداعية إلى ضم الجبل العلوي إلى سوريا الداخلية . وفي الاستقلال في بداية الأربعينات عرض عليه في أول حكومة اختيار الوزارة التي تروقه لاستلامها فرفض لعدم قناعته بذلك مفضلا النشاط السياسي من خارج الحكومة وبعد جلاءاخر جندي من الحامية الفرنسية الأخيرة من اللاذقية القى خطاب الجلاء في دمشق حيث نزل في فندق الشرق - جانب محطة الحجاز- برفقة مرافقه السيد سليم وصهره زوج ابنته الكبرى حفيظة "الشيخ محمد عيسى محمد ابراهيم "وتعرض بعدها للمرض حيث عولج في مستشفى اوتيل ديو في بيروت , ثم في المشفى الأهلي في طرابلس وكان برفقته صهره المذكور أنفا ومن ثم انتقل إلى طرطوس - حي المشبكة حيث حضر لعلاجه الدكتور الألماني كارل كورت بتكليف من رئيس الجمهورية السورية انذاك وبعدها بفترة قصيرة توفي في 13 /4/1950 وبظروف غامضة قد تكون بسبب السم وذلك عن ثلاث بنات هن السيدة حفيظة و السيدة سعاد و السيدة سهام وأخرى توفيت سابقافي عام 1928 ألف وتسعمائة وثمان وعشرين بظروف غامضةأيضا بعمر الحادية عشر تدعى فاطمة هي الابنة البكر له. وكذلك تعرض اثناء المعارك وبعدها لعدة محاولات قتل وتسميم بالقهوة وبالطعام وبالرصاص ، وكذلك تعرضت ازواجه للتسميم ومن بينهم زوجه حبابة وهي الحامل حيث تم تسميهما, مما اقتضى معالجتها من قبل الدكتور عبد اللطيف البيسار في طرابلس الشام حيث ولد جنينيها متوفين وتم استئصال بيت الرحم للزوجة وكان قبلا قد تم تسميم عدة اطفال صغار له أو قتلهم واخرهم تم خنقه ويدعى علي - تيمنا باسم والده - في حي المريقيب في مدينة الشيخ بدر أثناء غيابه في بلدة القمصية لمعايدة أحد أصدقائه من آل اسماعيل . وقد ترك ديوان من الشعر ومجلد كامل يحوي نسخ طبق الأصل لمجموع الرسائل التي تلقاها او بعثها- وهو حاليا مسروق وتوجد صور عن بعض نسخه لدى الكثيرين في سوريا - ومن ابرزها رسالة من الثائر غاندي اليه ورده عليها ومجموعة رسائل مع الملك فيصل والشريف حسين و مشايخ جبل عامل ومع السياسي احسان بك الجابري والسياسي سعد الله الجابري و الشهيد يوسف العظمة الذي التقاه قبل استشهاده بثلاثة أشهر ب "علية بيت مسوكر " في قرية السويدة قرب مصياف وغيرهم من الشخصيات السياسية في سوريا والعالم العربي والعالم . تلقى الدعم من ثروته الشخصية و من المغتربين السوريين في الأمريكيتن وخاصة العلويين في الأرجنتين والبرازيل وكذلك عائلة بيت الهواش زعيمة المتاورة- التي دعمته كثيرا بثورته ومن كل النواحي - وتحالف مع الملك فيصل وتعاون مع المجاهد ابراهيم هنانو قائد ثورة الشمال السوري في جبل الزاوية وانطاكية تعاونااستراتيجيا مميزا ،وتعاون مع المجاهد عمر البيطار في الحفة وكذلك مع المجاهد عزالدين القسام الذي بعد مضايقة الافرنسيين له ذهب إلى الجنوب السوري فلسطين حيث قاتل الاحتلال الانكليزي واليهودي ، وبعد ذهابه أمن الشيخ صالح ايصال عائلته اليه عن طريق سهل عكار . وكذلك تلقى الدعم من بعض القبائل العربية في الفرات امثال قبيلة الولدة وكذلك عائلات مدينة حماه . ومن عائلات تل كلخ وخاصة الدنادشة الذين قاموا باشعال الثورة في مناطق تل كلخ ومدوا الشيخ صالح العلي بالسلاح والمال والرجال ولم يألوا جهدا في صمود ثورة الشيخ صالح ومن ابرز مستشاريه غالب بيك الشعلان الذي عاونه أيضا. وقد أنشأ نظام العقداء في الثورة ومن ابرزهم المجاهد "العقيد" جبّور مفلح نيوف قائد قطاع بسنديانة / حماّم القراحلة / بيت ياشوط في ريف جبلة ، ومن أبرز أحفاده المعارض السوري المعروف اليوم على نطاق واسع نزار نيوف ،و " العقيد " عبود مرشد قائد قطاع خرائب سالم / الدالية في ريف جبلة أيضا ،والمجاهد" العقيد" علي عبد الحميد عيد قائد قطاع القطيلبية ، والمجاهد"العقيد" اسبر زغيبي قرية قرقفتي في طرطوس ، الذي من أبرز أحفاده الطبيب الشهير محمود زغيبي ،وكذلك العقيد المجاهد علي حسن زينة من قرية بيت العلوني ، والمجاهد عباس حسن الرحية قرية رأس العين وأخرين.وانشأ ديوان للمراسلات وعين المجاهد عبد الرزاق المحمود من قلعة الخوابي سكرتيرا للثورة وأنشأ محكمة عسكرية من ثلاث قضاة هم السادة :المجاهدعلي زاهر من قرية حمام أبو علي واصل ناحية قدموس منطقة بانياس رئيسا, والمجاهد محمود اسماعيل من قرية القمصية منطقة الشيخ بدر عضوا, والمجاهد محمود ضوا من قرية العصيبةمنطقة بانياس عضوا, وقد أصدرت السلطة الافرانسية حكما بالاعدام بحقهم ،وفرقة زجل شعبي للترفيه عن المجاهدين ودب الحماسة في نفس المجاهدين ، وديوان لجمع التبرعات العينية والمالية ،وكان لديه مترجم خاص ، وقام بتنظيم علاقته مع الأخرين من الساسة عبر الرسل وكان له رسولين خاصين بالملك فيصل والمجاهد ابراهيم هنانو قائد ثورة الشمال السوري .وله عدة لقاءات مع الزعيم أنطون سعادة مؤسسس الحزب السوري القومي الاجتماعي في بداية الثلاثينات ،والمجاهد سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى, والرئيس شكري القوتلي والسياسي فارس الخوري و عضو المجمع العلمي العربي في دمشق الشيخ سليمان الأحمد وعلاقات عائلية مع عائلات بيت الأشقر و كرامة وجنبلاط وارسلان وفرنجية في لبنان ، وعائلات عرنوق وبشور وآل حرفوش وآل الخير وآل هارون وآل أزهري وآل الجابري وآل المحمود وآل هواش الذي ساندوه كثيرا بثورته أولا وبنشاطه السياسي لاحقا,و في عام 1937 حاول الذهاب إلى المغترب بدعوة من الجالية السورية في امريكا الجنوبية وبعد وصوله إلى جنوة في ايطاليا أخبر من قبل بعض أفراد الجالية القادمين إلى سوريا بأن الافرنسيين أعدوا الأمر لقتله هناك ونصح من قبلهم بالعودة. تعرضت الثورة التي قام بها إلى خروقات كبيرة من قبل الفرنسيين اغلبها ذا طابع طائفي من ابرزها الخلاف مع الطائفة الاسماعيلية - التي تلتقي عائلة الشيخ صالح العلي معهم نسبا بالمعز لدين الله الفاطمي مؤسس الدولة الفاطمية في مصر - حيث ان قسما من الثوار المضلليين هاجموا قدموس بتدبير فرنسي خفي أثناء وصول الشيخ صالح إلى بلدة السقيلبية لرد المنهوبات التي قام بسرقتها بعض المارقين متذرعين أنهم من الثورة حيث سلم المسروقات إلى صاحبعا من أل رستم من اهالي البلدة وهناك تلقى الخبر فبعث من فوره رسائل إلى وجهاء الطائفة الاسماعيلية الكريمة من بينها رسالة إلى الأمير تامر العلي - وهو أمر مذكور من قبل ولده الدكتور عارف برسالة إلى النائب عبد اللطيف اليونس - نائب سابق في البرلمان السوري -الذي نشرها بدوره في مذكراته- الذي استجاب لدعوة الشيخ والتقى معه في قرية عين قضيب وطلب الشيخ صالح من المير تامر العلي التعاون مع الوجهاء الأخرين لارجاع من هجر من الاسماعليين فأعتبر الأمير ان ذلك غير ممكن لأن بعضهم أصبح بعيد جدا وبعضهم غير مطمئن إلى العودة واتفق بينهما على حماية المتبقين من الاسماعليين داخل قدموس وفعلا نفذ الأمر وما زال أحفاد هؤلاء إلى الآن في قدموس مع بقية العلويين أبناء لمدينة واحدة.ومما تميزب به الثورةالسورية الأولى بقيادة الشيخ صالح العلي ضد الانتداب الافرنسي مشاركة النساء بشكل كبير بالعمليات العسكرية والقيام بالأمور الطبية والاسعافية وتقديم المؤن للثائرين وقد سقط منهن شهيدات ومن أبرز من شاركن الشيخ صالح العلي بالجهاد زوجته فضة أحمد حسين التي شاركت بكثير من المعارك في جنوب الجبل وشماله ومما هو معروف رفقتها للشيخ في أغلب المعارك وطيلة فترة التخفي الممتدة لحوالي السنةفي جرود وغابات وأحراش الجبل العلوي في قرية مصيت و قرية الدالية وقرية بطموش وقرية دار الجرد وقرية بيت جاش وقرية بلوسين التي مازل فيها بيت أسس من قبل الأهالي لاقامة الشيخ صالح العلي أثناء التخفي في القرية . و ومن ضم الدسائس التي قام بها الافرنسيين من اجل تجنيد بعض أبناء الطائفة المسيحية والطوائف الأخرى بما فيها العلويين ضمن المشروع الفرنسي المعنون "فرنسا الأم الحنون" -الذي وعد كل طائفة باقامة دولة لها ومن ضمن ذلك الوعد بدولة للطائفة الاسماعيلية التي لم تلقى التأييد الا من قبل أفرارد قليلين داخل الطائفة - الذي لاقى لاحقا صدى جيد . وقيام عصابات مرتزقة مدعومة فرنسيا تدعي الولاء للثورة بالاغارة على بعض القرى المسيحية ونهبها وهي امور ساهمت مع أسباب أخرى من بينها الشائعات المدفوعة الثمن حول الشيخ والثورة في القضاء على الثورة بعد ان عجز السلاح عن ذلك.