محمد الطويل
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بادئ ذي بدء محدثكم تربطه قرابه نسب مع الشيخ المرحوم محمد الطويل كوني خال يوسف الطويل نجل الشيخ محمد الطويل الوحيد وكما يعرف الجميع ان الشيخ محمد الطويل لم ينجب ابنا طوال حياته التي قاربت المئه عام والمعروف عنه انه قد تزوج من عده نساء لم ينجب منهن ابنا عدا يوسف الطويل الذي اشرنا اليه وسجل الشيخ محمد الطويل كما يعرف الجميع حافل بالمواقف الشريفه النزيه العفيفه سواء كان في عهدالاشراف او في عهد الدوله السعوديه مع مؤسسها الملك عبد العزيز رحمه الله ومن طريف القول ان الشيخ محمد الطويل عندما غادروا الاشراف الحجاز ظل الشيخ محمد الطويل من بعدهم في الحجاز محافظ على ولاءه للأشراف والجدير بالذكر ان الشيخ الطويل يعتبر الوزير الاول لدى الاشراف عند حكمهم للحجاز وعندما دالت دوله الاشراف بمغادرتهم الحجاز واحتلال الملك عبد العزيز لمكه وجده والطائف واستقرت الامور له في الاراضي الحجازيه كان الشيخ محمد الطويل قد غادر جده بحرا إلى السودان ومن ثم إلى مصر خوفا على نفسه وعائلته ولاخلاصه للاشراف حين ذاك وعندما استقرت الامور إلى الملك عبد العزيز في مكه المكرمه وفي جده اتى اليه جمع غفير من الحجازييين لمبيايعته ومن ضمنهم كبار اهل جده ومكه انذاك ومن نافله القول ان الملك عبد العزيز عندما قام اهل الحجاز بالسلام عليه كان كل شخص يتشرف بالسلام على الملك يذكر اسمه فلان الفلاني وعندما انتهت الوفود بالسلام على جلالته لم يذكر احدا منهم اسم الشيخ محمد الطويل مما لفت نظر الملك وقد سال كبار الشخصيات الحجازيه عن الشيخ محمد الطويل ولماذا لم ياتي بالسلام على جلالاته فاجابوه كبار الشخصيات الحجازيه ان الشيخ الطويل غادر جده بحرا إلى السودان وربما منها إلى مصر مما جعل الملك يكن له عظيم الاحترام وقد صرح بذلك امام الجميع وقد طلب من احدهم ان يتقصى عن المكان الذي ذهب اليه الشيخ محمدالطويل وعند تلقيه خبر وجوده بالقاهره او السودان لا اعلم بالضبط امر جلالته بارسال شخصيه من كبار وجهاء الحجاز للشيخ محمد الطويل وان يطلب منه العوده إلى الحجاز معززا مكرما وله المكانه عند الملك عبد العزيز كما كانت مكانته عند الاشراف وبالفعل عاد الشيخ محمد الطويل إلى الحجاز مع عائلته وفور وصوله إلى جده ذهب إلى الملك عبد العزيز للسلام عليه مع كبار ووجهاء الحجاز ومن طريف القول كما سمعته منه شخصيا في مجلسه العامر في جده انه عندما اقبل على الملك عبد العزيز للسلام عليه في قصره قام الملك عبد العزيز بكل احترام وتقدير بمعانقته والمعروف ان الملك عبد العزيز طويل القامه والشيخ محمد الطويل قصير القامه وقال له الملك عبد العزيز بعد ان استانس بجلوسه انت قصير القامه واسمك الطويل واعمالك اطول منك فضحك الشيخ محمد الطويل من هذه الدعابه وقال للمك عبد العزيز ان اخلاصي الذي بذلته للاشراف عند حكمهم للحجاز سوف يمتد هذا الاخلاص والتفاني من قبلي إلى جلالتكم شخصيا والى مملكتكم الفتيه والى اسرتكم الكريمه مما جعل الملك عبد العزيز يقربه منه و يطلب من الشيخ محمدالطويل ان يحضر مجلسه يوميا الذي يستقبل فيه المواطنين وبعد حقبه من الزمن عندما استقرت الامور للشيخ محمد الطويل في بلده جده وفي منزله العامر وكانت الوفود الحجازيه تاتي إلى منزله يوميا كما تاتي إلى منزل الملك عبد العزيز وكان خدوما لكل طالب معونه او حاجه عند الدوله او عند المسؤلين في الدوله وكان لا يبخل على احد ماديا او لقضاء حاجه وكان الملك عبد العزيز يسمع بذلك من الغير مما جعل الملك عبد العزيز يطلب من وزاره الماليه اناذاك ان تعتمد ارسال راتب شهريا بامر من اللمك عبد العزيز لا اعلم مقداره و كان رحمه الله يداوم على الحضور يوميا في مجلس الملك عبدالعزيز مع وجهاء واعيان الحجاز وهناك امور يصعب قولها هنا لما لها من حساسيه ربما اهل الحجاز يعلمون بها ولا داعي لذكرها وقد طلب الملك عبد العزيز من الشيخ محمد الطويل ان يختار اي عمل يرغب فيه في الحجاز في الدوله الا ان الشيخ محمد الطوبل اعتذر عن ذلك وبرر الموقف بانه قد كبر في السن ويحتاج إلى الراحه وخدمه المواطنين الا ان الملك عبد العزيز اصر على ان يتقلد الشيخ محمد الطويل منصب رفيع في الدوله فاجابه الشيخ الطويل لا ارغب في اي عمل في الحجاز لم ذكرته من حساسيه سابقه واخبره الملك عبد العزيز بان يذهب معه إلى الرياض وقد اعد له الملك عبد العزيز قصرا بجميع مستلزماته من فرش وخدم وقد استقر في الرياض لفتره ليست طويله لانه لم يالف جو الرياض وكانت الرياض ليست على ماهي عليه اليوم وقد احس الملك عبد العزيز بذلك من محادثته يوميا مما جعل الملك عبد العزيز يطلب منه ان يذهب للاحساء لاخذ فكره عنها وامتدح الملك عبد العزيز الاحساء للطويل بانها واحه خضراء وهي منبع التمور في المملكه وذات عيون جاريه وفعلا سافر الشيخ محمدالطويل بعائلته إلى الاحساء في موكب لا يقل عن موكب الامراء والمقربين للمك عبدالعزيز بحاشيته وخدمه وحشمه وقد هيئ له منزل في منطقه الرفعه في الاحساء وامر جلالته ببستان للشيخ محمد الطويل على نهر الخدود انذاك وكان اسم البستان الجعيلي وقد شاهدت هذا البستان عندما نذهب مع الشيخ محمد الطويل عصر كل يوم وقد منحه الملك عبد العزيز ايضا بساتين في منطقه القطيف وفي ظني انها لا زالت موجوده حتى تاريخ هذا المقال وكما اسلفت ان الشيخ محمد الطويل لم ينجب ذكرا طوال حياته واراد الله ان تتم المصاهره بين عائله محمد خضر العلي وبين الشيخ محمد الطويل لا سيما ان الشيخ الطويل عرف عند اقامته بالاحساء بان وزير الماليه الشيخ عبد الله السليمان واخيه الشيخ حمد السليمان هم ايضا تربطهم مصاهره الشيخ محمد خضر العلي والجدير بالذكر ان وزير الماليه عبد الله السليمان لم يرزق في حياته العائليه بانجاب ابن له عدا انجابه البنات فقط وقد نتج عن هذه المصاهره لعائله الشيخ محمد خضر العلي انجابه ابنه البكر محمد السليمان وقد اسماه على اسم خاله تيمنا بمصاهره محمد خضر العلي وكذلك اخيه الشيخ حمد السليمان انجب ابنه يوسف الحمد السليمان وله اخت ايضا وقد سمع الشيخ محمد الطويل بهذه العائله في الاحساءلا سيما ان الشيخ محمد خضر العلي يعمل كموظف في ماليه الاحساء رئيس لاملاك الدوله تحت امره الشيخ محمد الطويل كامين للماليه والجمارك بالاحساء مم شجع الشيخ محمد الطويل للتقدم إلى طلب المصاهره من عائله محمد خضر العلي وقد تم له ذلك بان تزوج ام يوسف وخطب شقيقتها لابن اخيه علي الطويل مم نتج عن هذه المصاهره انجابه لابنه الوحيد يوسف الطويل وكانت فرحه الشيخ محمد الطويل لا تسعها الدنيا وقد اقام حفلا لمده اسبوع في الاحساء وحفلا مماثلا في جده وقد استقر به المقام بالاحساءوخصوصا لم لها من حب في نفسه لانه انجب ابنه يوسف الطويل في الاحساء ولحبه الشخصي لواحه الاحساء لجمالها وبساتينها وانهارها ولحب اهل الاحساء له وكانت مكانته كبيره عند حاكم الاحساء انذاك سعود بن جلوي وقد استقر في الاحساء مايقارب عشرون عام وكان متقلدا وظيفه امين عام الماليه والجمارك بالاحساء بامر ملكي من الملك عبد العزيز وعندما تقدم به السن طلب احالته إلى التقاعد وتم له ذلك وقد اشتاق إلى موطنه الحجاز وطلب من جلالته ان يعود إلى جده واستقر في جده بقيه حياته معززا مكرما من الملك عبد العزيز ومن الملك سعود يرحمه الله ومن الملك فيصل يرحمه الله وقد قارب سنه تسعون عام ومرض رحمه الله وسافر إلى سويسرا للعلاج وثم عاد إلى جده ولم يشفى من مرضه وتدهورت صحته شيئا فشيئا مم جعل الملك سعود يرحمه الله يزوره للاطمئنان على صحته في منزله بجده الا ان المرض تكالب عليه وتوفاه الله في سن متقدمه قاربت مائه عام رحم الله طيب الذكر وصاحب المعروف ونصير الفقراء والمحتاجين الشيخ محمد الطويل طيب الله ثراه
كاتب المقال : خضر محمد الخضر العلي مدير وكاله الانباء السعوديه بالشرقيه
ومدير البعثات والتدريب ورئيس مركز البحث والتاليف والترجمه والنشر بجامعه الملك فيصل ( متقاعد)