بني نعيم
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بني نعيم
تقع شرقي الخليل، على بعد 8 كيلومترات عنها. ترتفع 951 متراً عن سطح البحر مساحتها 152 دونماً.
أقيمت بني نعيم على بقعة قرية
Caphar Berucha
الحصينة في العهد الروماني، من اعمال مقاطعة «بيت جبرين ـ
Eleutheropolis».
وبعد الفتح العربي الاسلامي عرفت باسم «كفربريك»، وهو كما ترى تحريف للإسم الروماني. ولما نزلت قبيلة «النعيميين»(115) جنوبي فلسطين واستقرت طائفة منها ناحية «كفر بريك» نسبت القرية اليهم: بني نعيم وما زالت تعرف به إلى يومنا هذا.
ذكر هذه القرية الرحالة الهروي المتوفى سنة 611 هـ بقوله: «كفر بريك قرية بها قبر لوط عليه السلام، وقبر ابراهيم بن أدهم، والصحيح ان ابراهيم بجبلة على ساحل البحر»(116).
وفي عام 612 هـ اوقف الملك المعظم عيسى الأيوبي قرية كفربريك ودورا على الحرم الأبراهيمي الشريف.
وفي الأنس الجليل الذي ألف عام 901هـ: «واما قبر لوط عليه السلام فهو في قرية تسمى «كفر بريك» عن مسجد الخليل عليه السلام نحواً من فرسخ. ونقل ان في المغارة الغربة ى تحت المسجد العتيق ستين بيتاً منهم عشرون مرسلا وصار هذا المكان مشهوراً يقصد ويزار».
وزار قريتنا هذه الرحالة الشيخ عبد الغني النابلسي عام 1101هـ. قال عنها: «ثم ذهبنا إلى زيارة نبي الله (لوط). في قرية يقال لها كفر البريك (بفتح الكاف وسكون الغاء وفتح الباء الموحدة بعدها راء مكسورة ثم ياء مثناة تحتيه آخرها كاف) والآن يقال لها قرية بني نعيم بالتصغير وهي عن مسجد الخليل نحواً من فرسخ فدخلنا إلى الجامع الذي هناك وفيه قبر لوط قبالة الشباك. ثم خرجنا إلى صحن ذلك الجامع وذهبنا في غربيه تحت الرواق إلى مغارة مفتوح فمها يقال إن فيها اربعين نبياً مرسلاً»(117).
وفي سوانح الأنس للقيمي (عام 1143هـ): «سارعت لزيارة سيدنا لوط ـ وهو بقرية كفر بريك تبعد عن الخليل نحو فرسخ، والآن مسماة بقرية بني نعيم»(118).
حشد الأنكليز في خريف عام 1938 قواتهم العسكرية معززة بالطائرات والمدفعية في أطراف بني نعيم، حيث كان عبد القادر الحسيني يستعد للإنقضاض على المستعمرات اليهودية في الساحل عبر منطقة بيت جبرين.
استطاعت القوات البريطانية العظيمة تطويق عبد القادر وجماعته القليلة العدد والعُدد. التقى الجمعان في بني نعيم في معركة استمرت ساعات طويلة استشهد فيها الكثير من المجاهدين من بينهم المهندس علي حسين الحسيني ابن عم بن عبد القادر. واما عبد القادر فقد أصيب بجراح بالغة حتى عهده الجند البريطاني في عداد الموتى. وبعد مغادرتهم المنطقة أخذ عبد القادر للمعالجة سراً ثم نقل إلى دمشق حيث وضع في احد مستشفياتها إلى ان خرج منها معافى.
لقرية بني نعيم اراض مساحتها «71667» دونماً منها 8 للطرق والوديان و35 دونماً تسربت لليهود. غرس الزيتون في «201» من الدونمات كما غرس العنب والمشمش واللوز، والتفاح والتين وتحيط بأراضي نبي نعيم اراضي سعير والخليل ويطا وعرب الجهالين والكعابنة. ويعيش اهل بني نعيم فضلاً عن منتوجهم الزراعي، على تربية المواشي، فتراهم يرحلون في أواخر فصل الشتاء إلى أراضيهم الشرقية والشرقية الجنوبية المنتهية على ساحل البحر الميت والمعروفة باسم «المسافرة(119)». يمكثون فيها حتى اواخر الربيع، يقيمون في بيوت الشعر حيث ترعى مواشيهم التي يستفيدون من تجفيف البانها واستخراج سمونها المشهورة بطيبتها ورائحتها الذكية. ويضطر اهل بني نعيم في السنين التي تقل فيها الأمطار الهاطلة على «المسافر» للنزوح إلى اماكن بعيدة، فقبل النكبة كانوا ينزلون اراضي حيفا وعكا وبعدها اتجهوا إلى مأدبا والكرك والطفيلة.
كان في بني نعيم عام 1922م (1179) نسمة وفي عام 1931 ارتفع عددهم إلى «1646» مسلماً: 834 ذ. و812 ث ـ للجميع 320 بيتاً. وفي 1 ـ 4 ـ 1945 قدروا بـ«2160». يعودون بأصلهم إلى جهات «وادي موسى» في شرق الأردن ومن عهد قريب نزلتها جماعة من دورا.
وفي احصاءات 18 تشرين الثاني 1961 بلغ عدد سكان القرية 3392 مسلماً: 1580 ذ. و1812 ث.
يشرب السكان من مياه الأمطار التي تجمع في آبار أنشئت خصيصاً لهذا الغرض. وفي القرية ينبوعان لكن مياههما قليلة لا تكفي السكان.
تأسست في بني نعيم مدرسة للبنين في اوائل العهد البريطاني الاسود وفي عام 1942 ـ 1943 المدرسي كان أعلى صفوفها الرابع الابتدائي. وفي آخر سنة من سني العهد المذكور كانت المدرسة تضم خمسة معلمين ولها اراض زراعية واسعة مساحتها 28 دونماً.
وبعد نكبة عام 1948م ارتفعت المدرسة في مستواها إلى نهاية المرحلة الاعدادية ضمت في عام 1966 ـ 1967 المدرسي في صفوفها الأبتدائية والاعدادية 536 طالباً، كما تأسست فيها مدرسة للبنات ضمت في العام المذكور 254 طالبة. وجميعهن في المرحلة الابتدائية.
وفي جامع القرية قبر ينسب إلى النبي لوط عليه السلام(120). نقشت على اللوحة الحجرية المثبتة فوق باب المقام العبارة التالية: «بسم الله الرحمن الرحيم. جدد عمارة مقام النبي لوط عليه السلام السلطان الملك الظاهر برقوق خلد الله ملكه».
ومن الآثار التي ما زالت قائمة في القرية إلى الآن بقايا سور عال مربع الشكل طول ضلعه يقرب من عشرين متراً وارتفاعه يبلغ ثمانية امتار وفي اعلاه نوافذ صغيرة، وعلى زواياه أبراج. ولعله من بقايا الحصن الروماني.
واما الآثار الأخرى فهي أحدث بناءً، لعلها، كما يقول القرويون، تعود بتاريخها إلى الظاهر برقوق، اقيمت لمنع غارات البدو على القرية وأطرافها.
وفي الوقائع الفلسطينية (ص1490) ان بني نعيم تحتوي على «مباني قديمة، وقطع معمارية في القرية، جامع النبي لوط».
وفي الشمال الشرقي من بني نعيم تقع بقعة «إنجاصة» ويستخرج منها حجارة جيدة للبناء تصدر للخارج. كان في هذه البقعة عام 1961 (215) نفراً: 114 ذ. و101 ث.
و«بني نعيم» ايضاً قرية من أعمال «طرطوس» في الجمهورية العربية السورية. سكانها (300) نسمة. تبعد عن طرطوس 35 كيلومتراً.
تقع البقاع الأثرية التالية في جنبات بني نعيم:
خربة النبي ياقين(121)
مسجد أو مزار يقع على بعد نحو ميلين في الجنوب من قرية بني نعيم، مرتفعاً 900 متر عن سطح البحر. وهو عبارة عن بناء مستطيل يبلغ طوله عشرة أمتار وعرضه سبعة وفي وسطه حجر صلد فيه آثار قدم. وبالقرب من المسجد مغارة في صخرة صلبة، ينزل اليها بدرج، داخلها مظلم وفي احد جوانبها تابوت يقال إنه اقيم على قبر فاطمة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب (ر.ع.).
ذكر هذا الموقع صاحب احسن التقاسيم (ص173): «وعلى فرسخ من حبرى جبل صغير مشرف على بحيرة «صُغر» وموضع قريات لوط. ثم مسجد بناه ابو بكر الصباحي فيه موضع مرقد ابراهيم عليه السلام قد غاص في القف نحو ذراع يقال إن ابراهيم لما رأى قريات لوط في الهواء رقد ثم وقال اشهد ان هذا هو الحق اليقين».
وذكر الموقع الهروي بقوله: «ياقين قرية بها مقام لوط عليه السلام. وكان بها يسكن بعد رحيله من زُغر. وسميت ياقين لانه لما سار بأهله ورأى العذاب قد نزل بقومه سجد في هذا الموضع وقال: «أيقنت ان وعد الله حق». والموضع الذي خسف هو اليوم البحيرة المنتنة وقيل «ان الحجر الذي ضربه موسى عليه السلام فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً بزغر والله اعلم»(122).
ويمثل هذا القول ذكر صاحب معجم البلدان (5 ـ 426) هذا المكان.
وزار هذه البقاع ابن بطوطة المتوفى عام 779هـ: 1377م وذكرها في رحلته (ص56) بقوله: (وبشرفي حرم الخليل تربة لوط، عليه السلام، وهي على تل مرتفع يشرف منه غور الشام، وعلى قبره أبنية حسنة، وهي في بيت منها حسن البناء مبيّض ولا ستور عليه.
وهنالك بحيرة لوط، وهي أجاج يقال إنها موضع ديار قوم لوط، وبمقربة من تربة لوط مسجد اليقين، وهو على تل مرتفع له نور واشراق ليس لسواه، ولا يجاوره الا دار واحدة يسكنها قيّمه، وفي المسجد بمقربة من بابه موضع منخفض في حجر صلد قد هُييء فيه صورة محراب لا يسع الا مصلياً واحداً، ويقال: ان ابراهيم سجد في ذلك الموضع شاكراً لله تعالى عند هلاك قوم لوط، فتحرك موضع سجوده وساخ في الأرض قليلاً.
وبالقرب من هذا المسجد قبر فاطمة بنت الحسين بن علي، عليهما السلام، وبأعلى القبر وأسفله لوحان من الرخام مكتوب منقوش بخط بديع: بسم الله الرحمن الرحيم، لله العزة والبقاء، وله ما ذرأ وبرأ وعلى خلقه كتب الفناء، وفي رسول الله أسوة، هذا قبر ام سلمة فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه، وفي اللوح الآخر منقوش، صنعه محمد بن أبي سهل النقاش بمصر وتحت ذلك هذه الأبيات:
أسكنتُ من كان في الأحشاء مسكنُه***بالرغم مني بين الترب والحجر
يا قبر فاطمة بنت ابن فاطمة***بنت الأئمة بنت الأنجم الزهر
يا قبر ما فيك من دين ومن ورع***ومن عفاف ومن صون ومن خفر
ومما جاء في الأنس الجليل عن مسجد اليقين: «. ثم مسجد بناه ابو بكر محمد بن اسماعيل الصباحي فيه مرقد ابراهيم عليه السلام قد غاص في الصخر نحواً من ذراع يقال ان ابراهيم لما رأى قريات لوط في الهواء وقف أو رقد ثم قال: اشهد ان هذا لهو الحق اليقين فلذلك سمي ذلك المسجد مسجد اليقين وكان بناء ذلك المسجد في شهر شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلثماية (963هـ) وبظاهر المسجد قبر فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم وعند قبرها رخامة مكتوب عليها بالكوفي: (البيتان الأولان المذكوران في رحلة ابن بطوطة).
وفي عام 1101هـ زار هذه البقعة الشيخ عبد الغني النابلسي ومما قاله: (سرنا) من الخليل (الى زيارة لوط عليه السلام. حتى وصلنا إلى مسجد اليقين. بعد ان قطعنا تعازات وجبال شامخات فدخلنا المسجد المتقدم والأثر العتيق المتهدم ونظرنا إلى آثار قدم ابراهيم الخليل عليه السلام في صخرة داخل ذلك المسجد)(123).
وزار المسجد اللقيمي (1143هـ) ويقال: (وقد أكرمنا الشيخ صبيح التميمي الداري غاية الاكرام وهو متشرف بخدمة سيدنا لوط. وهو من ذرية تميم الداري الصحابي المشهور)(124).
وفي الوقائع الفلسطينية (ص1636) يحتوي على: «مقام وكتابات عربية».
خربة عربية
في شمال بني نعيم. تحتوي على: «أسس، أكوام حجارة. صهاريج»(125).
خربة المنيزل
في ظاهر النبي يقين الجنوبي الغربي. ترتفع 908 أمتار عن سطح البحر. بها: «آثار محلة، مغر، مدافن نحت في الصخور»(126).
خربة ام ركبة
في الجنوب من بني نعيم تعلو 700 متر عن سطح البحر. تحتوي على: «بقايا بناء، عتبة باب عليا»(127).
خربة بني دار
في ظاهر النبي يقين الغربي بها: «برج متهدم وأساسات، صهاريج، كهوف، محاجر»(128).
خربة القصر
في الجنوب الشرقي من بني نعيم بها: أنقاض نعيم بها مبان أسس. صهاريج»(129).
خربة البويب
في الجهة الجنوبية من بني نعيم. بها: «جدران، صهريج»(130).
خربة ام حلسة
في الجنوب الشرقي من بني نعيم: «آثار أنقاض، بئران»(131).
خربة زعطوط
تقع ايضاً في الجنوب الشرقي من بني نعيم تحتوي على: «جدران، اكوام حجارة(132)».
خربة اسطبول
كانت تقوم على هذه الخربة بلدة:
Aristobuleas
ايام الحكم الروماني. تحتوي الخربة على: «جدران متهدمة، صهاريج، مغر، أعمدة، مدفن منقور في الصخر، أرضيات مرصوفة بالفسيفساء، نحت في الصخور»(133).
خربة الوبدة
بجانب خربة اسطبول الجنوبي الشرقي. ترتفع 800 متر عن سطح البحر بها جدران، اساسات»(134). والوبد: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وأوبد الشيء أفرده.
خربة سلمى
في الجنوب من بني نعيم. بها: «اساسات، أكوام حجارة»(135). وسلمى جمع سليم.
خربة خلة الميه
في الجنوب الغربي من خربة سلمى. بها: «انقاض، اكوام حجارة، صهاريج»(136).
خربة سنّوط
بها: «أساسات، صهاريج، منقورة في الصخر»(137).
خربة زيف
في ظاهر خربة «اسطبول» الشمالي. ترتفع 800 متر عن سطح البحر. تلها الواقع في غربها يعلو 880 متراً عن سطح البحر. تحتوي على: «أنقاض ممتدة، جدران مهدمة، أساسات، صهريج، مغر، بناء معقود»(138).
كانت تقوم على موقع خربة زيف، احدى البلدتين الكنعانيتين اللتين كانتا تحمل نفس الأسم: زيف. واما الثانية فكانت تقوم في ناحية «كُرنُب» في قضاء بئر السبع.
وكلمة زيف بمعنى زهرة وسناء.
وتل «زيف» يحتوي على: «تل قسم منه مكون من الأنقاض ـ أساسات وحجارة بناء مبعثرة، محجر، مدافن منقورة في الصخر»(139).
خربة حبرون اللوزة
للشمال من بني نعيم ترتفع 936 متراً عن سطح البحر بها: «صهريج، اكوام حجارة»(140).محمود مناصرة--نديم 12:43, 24 مارس 2007 (UTC) ابو ثابت--نديم 14:09, 25 مارس 2007 (UTC)