صقيع
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الصقيع ظاهرة طبيعية مناخية تختلف عن الثلج و هي أكثر انتشارا في العالم. حيث ان هذه الظاهرة تنتشر ر قعتها جغرافيا لتشمل بعض البلاد الحارة نسبيا و خصوصا في فصل الشتاء. و أحيانا يحدث الصقيع في فصل الربيع و عندها يكون مدمرا للمحاصيل الزراعية و خصوصا الخضروات.
تأثير الصقيع على النباتات:
تختلف النباتات في تحملها لدرجات الحرارة حسب أنواعها وأصنافها وأطوار نموها وبالنسبة للأشجار المثمرة تتحمل البراعم الزهرية درجة حرارة -3 درجة مئوية وتتحمل الأزهار حتى -2 درجة والثمار الصغيرة تتحمل -1 درجة وأخطر فترة لجميع أشجار الفاكهة هي فترة سقوط بتلات الأزهار ويلاحظ أن أعضاء النبات الغضة الغنية بالماء أكثر تعرضاً للصقيع من غيرها. كما أن أضرار الصقيع لاتتعلق بالحرارة الدنيا التي تصل إليها أعضاء النبات فحسب ولكن تتعلق أيضاً باستمرارية الصقيع فمثلاً يمكن لنبات أن يتحمل درجة حرارة -4 م دون أي ضرر إذا كانت فترة التعرض قصيرة بينما درجة حرارة -3 م تلحق به أضرار فادحة إذا كانت فترة التعرض أطول. تتأثر النباتات بالصقيع في فترة النمو كما تتضرر من الصقيع الشتوي في طور السكون وأعضاء النبات المعرضة للصقيع الشتوي هي الجذور وعقده الطعم وأسفل الساق وتفرعاته والبراعم الخشبية والزهرية إذ يسبب الصقيع تخريب البراعم الخشبية والزهرية والأنسجة النسغية وخاصة في الفروع الحديثة وتكون قاعدة الساق من الأجزاء الأكثر تضرراً بسبب تجمع الهواء البارد بالقرب من سطح التربة وكذلك قمة الأغصان بسبب شدة ضياع الحرارة بالإشعاع ويظهر أثر الصقيع على النباتات خلال الأسابيع الأولى من فترة النمو. فنلاحظ نقصاً في عدد الأزهار بسبب تخريب البراعم الزهرية وانعدام النمو في الفروع الحديثة الغنية بالماء، كما أن البراعم والأزهار والأوراق تجف بصورة مفاجئة إذا كانت الأنسجة الحاملة للنسغ قد تخربت كثيراً، يتضرر المشمش والجوز والكرمة بصورة خاصة من الصقيع الربيعي إذ تكون الأنسجة مليئة بالماء فيتشكل الجليد بين الخلايا ويتكثف النسغ وهذا يسبب تخريباً ميكانيكياً للنسج الحية وأضرار الصقيع الربيعي تنتج بسبب تأثير الحرارة المنخفضة على البروتوبلازما مباشرة من جهة وتأثيره على نسبة الماء في الخلية من جهة ثانية ويسبب الصقيع تعفن البراعم وسقوط الأزهار، كما أنه يعطي نمواً مضطرباً للثمار وأشكالاً مشوهة لها ويخرب الأوراق ويجعلها مجعدة ومشققة على وجهها السفلي. تتضرر الأزهار بسبب الصقيع فيلاحظ بعد حدوثه تلون الأعضاء المذكرة باللون الأسود، أما أعضاء التأنيث في الزهرة فيبدأ التلون باللون الأسود في رأس الإبرة وينتهي في البويضة وإذا وصل السواد إلى حواجز البويضة قضى عليها نهائياً دون أن يظهر ذلك من الخارج ثم تذبل الثمرة الغضة وتموت. غالباً ما تتحمل اللوزيات والتفاحيات الصقيع الشتوي وتتراوح عتبة مقاومتها بين -7 و -22 درجة مئوية وتتضرر الجذور والساق وتاج الشجرة عند درجة حرارة معينة تختلف باختلاف الأنواع والأصناف وفي أواخر الشتاء وبداية الربيع تكون البراعم المنتفخة محمية بالحراشف السميكة والأشعار والمادة اللزجة التي توجد على الوجه الداخلي لهذه الحراشف فتساعد البراعم على تحمل درجات الحرارة المنخفضة إذ تتحمل من -6 إلى -8 درجة بالنسبة للتفاح والأجاص وتقل مقاومة الصقيع عند تفتح البراعم وظهور ألوانها.
تضرر الأشجار المثمرة: الكرمة : يصيب الصقيع الشتوي الكرمة إذا انخفضت درجة الحرارة إلى مادون – 5 درجة مئوية فتموت الفروع الحديثة ويتلون داخلها باللون الأسود كما تصاب منطقة التحام الطعم بالأصل وهذه المنطقة أكثر تحسساً بالصقيع. وأحياناً يموت القسم الهوائي بكامله وتبقى الجذور حية وتعود الشجرة إلى النمو من جديد في الربيع لذلك تغطى الكرمة بالتراب شتاء في المناطق التي تتعرض فيها الكرمة لصقيع الشتاء وتستخدم هذه الطريقة في بلغاريا ورومانيا ويجب تقليم الكرمة المصابة بصقيع الشتاء وتترك الفروع السليمة والقوية. تتضرر الكرمة في سوريا من الصقيع الربيعي بشكل أساسي وعند إصابة براعم الكرمة بالصقيع تبدو وكأنها مشوية ثم تموت جزئياً وتتضرر براعم الكرمة حتى عندما تكون حرارة الهواء موجبة وقد قيست درجة حرارة براعم الكرمة فكانت تتراوح بين الصفر و -2 درجة في حين كانت درجة حرارة الهواء مازالت موجبة +2 و +3 درجات. يصيب الصقيع الخريفي العنب إذا هبطت درجة الحرارة إلى 5 درجة مئوية فإذا وقع الصقيع قبل نضوج العنب تهرمت الخلايا ويصبح العنب غير صالح لصناعة الخمور وإذا حصل الصقيع بعد النضج فإنه يساعد على قتل الخلايا التي هي في طريق الموت ويتبخر الماء ويحال العنب إلى العصر مباشرة. التفاح: نادراً مايسبب الصقيع الشتوي أضراراً للتفاح إذ تتحمل شجرة التفاح درجات حرارة منخفضة تصل إلى -25 درجة مئوية بل إنها في روسيا وكندا تتحمل درجات حرارة منخفضة تصل إلى -45 درجة مئوية تحت الصفر لمدة قصير دون أن تتضرر. أما في فترة النمو فإن درجة حرارة -1.7 درجة مئوية في نهاية الإزهار يمكن أن تسبب في خسارة المحصول إذا استمرت أكثر من ساعة كما أن درجة حرارة -2 مئوية في الهواء كافية لإتلاف زهر التفاح بأكمله. المشمش: يكون المشمش الأخضر الصغير غضاً بعد جفاف وريقات الكأس ويكون في طور النمو هذا عرضة لخطر الصقيع إذا انخفضت درجة الحرارة إلى أدنى من -0.5 درجة مئوية وتتحمل الأزهار حتى -1.5 درجة مئوية والبراعم الزهرية تتحمل -4 درجة مئوية. الزيتون : يسبب الصقيع الشتوي موت أجزاء من شجرة الزيتون وخاصة الفروع الحديثة وتظهر أعراض التضرر من الصقيع الشتوي على الأفرع ربيعاً فتكون الأفرع المتضررة متشققة وجافة. أما الصقيع الربيعي فيسبب تثقب القشرة للفروع التي عمرها من سنتين إلى خمس سنوات ، كما يسبب تثقب الأغصان الفتية ويلحق أضراراً بالغة بأزهار الزيتون ، وتكون الزهرة أكثر أجزائها تضرراً فإما أن يقضي عليها الصقيع أو يشوه نموها الطبيعي وفي حالات الصقيع الضعيف يلاحظ وجود الكثير من الثمار صغيرة الحجم. والصقيع الخريفي المبكر يسبب تلون الثمار بلون التبغ كلياً أو جزئياً ويسهل إصابتها بالأمراض الفطرية في حال تضرر شجرة الزيتون بسبب الصقيع الشتوي يجب تقليمها وإزالة الفروع الميتة ويستحسن إجراء التقليم في الربيع لتمييز الأجزاء السليمة من المصابة. الدراق: قلما يحدث الصقيع الشتوي أضراراً للدراق إلا عندما تنخفض درجة الحرارة إلى -18 درجة مئوية فما دون، أما الصقيع الربيعي فإنه يلحق أضراراً بالغة بالبراعم إذا انخفضت درجة الحرارة إلى -4 مئوية فما دون، أما للأزهار فإنها تتحمل حتى -3 مئوية والعقد الصغيرة تتحمل حتى -1 درجة مئوية. الحمضيات : أشجار الحمضيات حساسة للصقيع وقد ولحظ أن أشجار البرتقال والليمون تفقد أوراقها عند إصابتها بالصقيع وتحتاج إلى خمس سنوات لتعود إلى حالتها الطبيعية وإذا كان الصقيع ضعيفاً فإنه يصيب لب الثمرة إذ يتلون باللون الأسود دون أن يتغير مظهرها الخارجي.
مراقبة الصقيع والتنبؤ بحدوثه: عند توقع حدوث الصقيع يجب مراقبة درجة الحرارة أثناء الليل على مستوى النباتات فبالنسبة للمشاتل والكرمة الزاحفة والخضراوات تراقب درجة حرارة الهواء بالقرب من سطح التربة أما بالنسبة للأشجار المثمرة فتراقب درجة حرارة الهواء على ارتفاع يساوي ارتفاع أخفض غصن، عند مراقبة الصقيع يجب الانتباه إلى أن قراءة الترمومتر الرطب في مقياس بسكرومتر تكون أقرب إلى حرارة أعضاء النبات وخاصة الغضة منها والأكثر تعرضاً للصقيع. يمكن مراقبة الصقيع بإحدى الطرق التالية: 1- طريقة الإناء: تستعمل هذه الطريقة في حال عدم توفر مقاييس حرارة حيث يستخدم إناء من النحاس أو الألمنيوم ويوضع فيه ماء بسماكة بضعة ميلمترات ثم يوضع على سطح التربة في الهواء الطلق بين الأشجار وعندما يبدأ الماء بالتجمد يستدل على حدوث الصقيع.
2- طريقة مراقبة مقاييس الحرارة: حيث توضع مقاييس الحرارة أو مقاييس البسكرمتر شكل (1) بين الأشجار وعلى ارتفاع يعادل أخفض الأغصان وتراقب درجة حرارتها وتغيراتها أثناء الليل، كما يمكن استخدام مقاييس الحرارة الصغرى شكل (2) لمعرفة أخفض درجة حرارة للهواء أو التربة في الليلة السابقة.
شكل رقم (2) 3- الأجهزة المنذرة بالصقيع: توجد من هذه الأجهزة نماذج مختلفة منها المزود بجرس حيث تغلق دارة الجرس قبل حدوث الصقيع ومنها الإنذار الشعاعي ويتألف من لوح معدني بسيط محاط بسطل أسطواني الشكل مغلق من الأسفل ومفتوح من الأعلى ومزود بترموستات ينذر بحدوث الصقيع قبل ساعة واحدة من بلوغ درجة الحرارة الجافة الصفر المئوي. التنبؤ بالصقيع: إن التنبؤ الصحيح بالصقيع من ضرورات عملية مكافحة الصقيع الناجحة والاقتصادية فالتنبؤ يعطى قبل ساعات من حدوث الصقيع حتى يتم تحضير الأجهزة والمحروقات والأيدي العاملة اللازمة لعملية المكافحة كما يعطى معلومات عن شدة الصقيع والتي تفيد في تحديد الطرق التي يجب اتباعها في المقاومة وتكثيف أو تقليل إجراءات الحماية من الصقيع وفي أجزاء الحقل المختلفة ولأنواع المزروعات وذلك حسب شدة الصقيع المتوقعة إذ يؤدي التنبؤ الصحيح والدقيق بالصقيع إلى توفير الكثير من الجهد والإمكانات المادية.
التنبؤ العام بالصقيع تذيعه مراكز التنبؤ بالطقس ويعطي فكرة عامة عن موجات الصقيع للمساحات الجغرافية الكبيرة والبلدان وتقل دقته في البلدان المتنوعة التضاريس وحسب خصائص المناخ المحلي. خطوات التنبؤ المحلي بالصقيع: 1. في الساعة 12.30 توقيت محلي تؤخذ قراءة الترمومتر الرطب t2 كما تؤخذ قراءة الترمومتر الجاف t. 2. تستخرج قيمة الرطوبة النسبية . 3. تستخرج قيمة العامل c من الجدول رقم . 4. تحسب قيمة الحرارة الدنيا للهواء صباح اليوم التالي. 5. في الساعة الثامنة والنصف مساء تؤخذ كمية الغيوم ويحسب التصحيح حسب كمية الغيوم . 6. يحسب التصحيح حسب الرياح . 7. يحسب التصحيح حسب التضاريس. 8. يحسب دور تغيير الحالة الجوية من الخرائط التنبؤية. 9. تقارن درجة الحرارة الدنيا مع عتبة المقاومة لنوع النبات ولطور نموه فإذا كانت الحرارة المتوقعة أدنى أو تساوي عتبة المقاومة يتوقع حدوث الصقيع.