الإسلام في جمهورية تنزانيا .
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الإسلام في جمهورية تنزانيا .
تكونت جمهورية تنزانيا من اتحاد تنجانيقا وزنجبار ، على أثر المدابح التي وقعت في زنجبار في سنة 1384 هـ - 1964 م .
كيف وصل الإسلام إلى تنزانيا ؟
كان المسلمون على علاقة بهذه المنطقة منذ القرن الأول الهجري ، بدأت بعلاقات تجارية ، ثم هجرة وتأسيس أمارات إسلامية ، وظهرت أقدم الامارات الإسلامية علي ساحل شرقي أفريقيا وهي امارة لامو على الساحل الشرقي الأفريقي شمال مدينةممبسة في نهاية القرن الأول الهجري . وفي مستهل القرن الرابع الهجري ظهرت امارات ماندي ، وأوزي ، وشاكه قرب دلتا نهر تانا في كينيا . وهكذا وصل الإسلام إلى الساحل الجنوبي من تنجانيقا في مستهل القرن الرابع الهجري ، بل امتد حتى الجنوب .
ودهم الاستعمار البرتغال الامارات الساحلية وشن ضدهم حرباً صليبية دمرت معظم مدن الساحل وازداد التنافس الاستعماري على المحيط الهندي وبرزت قوات إسلامية جديدة من عمان استطاعت القضاء على النفود البرتغالي فهزمت البرتغاليين هزيمة ساحقة عند ممبسة في سنة 1153 هـ - 1740 م .
فبعد أن انهارت سيطرة البرتغاليين واستقر الأمر للعرب توغلت الدعوة إلى الداخل فوصلت إلى نياسلاند (ملاوي حالياً ) كما وصلت هضبة البحيرات حيث أوغندا ، وتوغل الإسلام إلى داخل تنجانيقا ، وظهر في المدن الساحلية والقرى ونقل العمانيون العاصمة إلى دار السلام ، وبرزت مراكز إسلامية بالداخل كان منها في تنجانيقا طابورة ، وأوجيجي على بحيرة تنجانيقا ، وتانجا التي كانت من أكبر مراكز الثقافة العربية بالبلاد ، وظهرت قوى استعمارية جديدة تمثلت في بريطانيا وألمانيا واقتسمتا دولة ( آل بوسعيد ) في شرقي أفريقيا ، واستولت ألمانيا على تنجانيقا ، وما كادت تنجانيقا تستقل حتى ظهرت مؤامرة ضد الإسلام ، نمثلت في الأحداث الدامية التي أصابت العرب في زنجبار ، في سنة 1384 هـ - 1964 م وراح ضحيتها 23 ألفاً من العرب والمسلمين .
مناطق المسلمين :
يتجمع المسلمون في تنزانيا في مناطق عديدة فالأغلبية العظمى من سكان جزيرتي بمبا وزنجبار مسلمة ، واقليم البحيرة (تنجانيقا ) ،وتنوما وفورا وتوشى وعروشة ، وكذلك سكان مدينة السلام وتبلغ نسبة المسلمين فيها 90% . وينتشر المسلمون في ولاية طابورة في الداخل وفي موشى وكيجوما وأوجيجي وكذلك في ميناء تنجا .
التحديات :
بدأت مبكرة إثر سقوط الأندلس ، ومحاولة التحالف الصليبي مع إثيوبيا ، وأسهم في ذلك اكتشاف رأس الرجاء الصالح ، وظهور سفن البرتغاليين في مياه المحيط الهندي ، ونتج عن هذا التواجد حروب صليبية ضد الإسلام في شرقي أفريقيا ، حسمها العمانيون بقهر البرتغاليين ، وتفشت التحديات تحت ستار كشف مجاهل أفريقيا ، وقدم المسلمون العون للمكتشفين أمثال بريتون وسبيك ولفنجستون وغيرهم ( بحسن النية ) وفتحت دولة زنجبار أبواب شرقي أفريقيا لهؤلاء المكتشفين وسهلت لهم مهمة التنقل .
وزحفت جيوش من المنصرين على شرقي أفريقيا ودعم حركتهم انتشار الاستعمار الأوروبي في المنطقة ، ودعمه بالموارد المالية ، ومازال الإسلام دين الأغلبية بالرغم من العروض الغرية التي تقدمها قوي التنصير .
ومن التحديات البارزة وجود طائفة الاسماعلية التي تسيطر على قطاع كبير من تجارة تنزانيا وتمارس نشاطها الديني بالمنطقة ، كذلك النشاط اليهودي ويتمثل في عدة ميادين ، ويضاف إلى التحديات فقر المسلمين وارتفاع نسبة الأمية بينهم ، ولقد تكونت ميليشيا مسيحية تابعة للدولة تقوم بتحديات ضد المسلمين مثل تمزيق نسخ القرآن الكريم ويطلق على هذه الميليشيا اسم (السنفوسنفو ) وشكلتها الحكومة لمساعدة الشرطة .
الهيئات والمؤسسات الإسلامية :
من أبرز الهيئات الإسلامية المجلس الإسلامي الأعلي التنزاني وتأسس في سنة 1387 هـ - 1967 م ، وكان اسمه السابق : المجلس الأعلي لجميع مسلمي شرقي أفريقيا حيث كان يضم مسلمي كينيا وتنزانيا وأوغندا ثم اقتصر نشاطه على تنزانيا ويشرف على إنشاء المساجد و المساجد والمدارس الابتدائية ، وتوجد حوالي 16 مدرسة متوسطة في أنحاء تنزانيا . وتقام المساجد بجهود ذاتية غير أن معظمها يقام من الخشب والطين يعصف بها الهواء والمطر .وأعادت الحكومة فتح 86 مسجداً كانت قد أغلقتها بطريقة غير شرعية . وأما عدد الدعاة في كل تنزانيا 107 لخدمة التوعية الإسلامية لأكثر من 15 مليون مسلم .
مركز الحرمين الإسلامي في دار السلام :
انشىء هذا المركز من منطلق علاقات المملكة العربية السعودية بالشعوب والتجمعات الإسلامية في أفريقيا في سنة 1397 هـ ، ويضم مدرسة متوسطة لإعداد التلاميذ للتدريس في المدارس الإسلامية بتنزانيا ، أو لإعدادهم لتلقي الدراسات الإسلامية العليا في خارج تنزانيا .
وتم تنفيد مشروع جديد لمركز الحرمين الإسلامي بتنزانيا ويضم مدرسة ثانوية ومركزاً صحياً وسكناً للمدرسين والطلاب . كما أنه يوجد العديد من الهيئات والجمعيات والمراكز الإسلامية بتنزانيا .
وتقرر تدريس الدين في كل المراحل التعليمية بتنزانيا وطلب من كل طائفة دينية أن تتكفل بالمدرسين وبالكتب والمقررات الدراسية ويعاني المسلمون في تنزانيا العجز في المدارس والمدرسين وخصوصاً في الثقافة الدينية والتعليم المهني .
المتطلبات :
1- الحاجة الماسة إلى الدعاة .
2- الحاجة إلى الكتب المدرسية باللغة السواحلية
3- وضع منهج تعليمي وطبع كتبه باللغة السواحلية.
4-الاهتمام بالتعليم المهني وتعليم المرأة .
5-الاهتمام بالإعلام الإسلامي حيث لاتوجد غير جريدة واحدة تصدرها جمعية الطلبة المسلمين في جامعة دار السلام .
6- إيجاد أماكن لتعليم المسلمين الجدد .
7- إكمال المشروعات الإسلامية وإقامة المدارس والمراكز والمساجد .
8- إنشاء كلية للشريعة في تنزانيا وكذلك إنشاء معاهد للمعلمين .
9- التصدي للحركات المضادة .
المصدر :الأقليات المسلمة في أفريقيا – سيد عبد المجيد بكر .