السينما الامازيغية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

[تحرير] مقدمة

ان الفنون الجميلة لها حمولة ثقافية و حضارية ببعدها المتكامل العناصر و الانسان المبدع هو ابن بيئته بمختلف مكوناتها الطبيعية و الوجدانية و تجعله هذه المكونات يفكر في العديد من الاشياء كالهوية التي تعد اساس من اسس هذا الانسان المبدع الذي يحاول ان يبدع في ميادين الابداع الكثيرة كالشعر و الغناء و السينما التي تعتبر من الفنون الجميلة التي تعبر بالصوت و الصورة عن العديد من القضايا ذات ابعاد مختلفة كالحروب و الفقر و خصوصيات الشعوب الثقافية و الحضارية

[تحرير] تاريخ السينما الامازيغية

في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي خرج أول فليم ناطق باللغة الامازيغية في التاريخ وهو تامغرت ؤورغ أي امراة من الذهب يتطرق إلى مشاكل كالتخلف الديني الذي جعل اجداد الأمازيغ يقدسون الخرافات و اولياء الله الصالحين اكثر من خالق الكون و هذا التخلف قد منع اجداد الأمازيغ من الادراك مجموعة من المسائل كالهوية و الانتماء إلى هذه الارض.

هذا الفيلم يعطينا تصور عام عن التخلف الديني حيث انه يحاول ان يحارب التقدم الفكري من خلال نشر مجموعة من الاشياء كالشعوذة و الايمان بوجود كائنات خارقة كالجن و عبادة الخرافات اكثر من القران و الفكر المتنور الذي لا يستطيع ان يعيش في بحور الخرافات الشعبية و يخبرنا هذا الفيلم ان مجتمعنا مازال يؤمن بهذه الاشياء التي تمنعه من التقدم و تطور العقول و الافكار.

ممتلكات زوجها المهاجر إلى فرنسا قصد العمل و هذه الممتلكات هي ارضه و عرضه و يخبرنا هذا الفليم بشكل غير مباشر ان من يدافع عن حقوقه الثقافية و اللغوية سيتعرض إلى التشويه و إلى الاتهام بانه خرج عن الطريق المستقيم مثل ما تعرضت له تامغرت ؤورغ من الاتهام في عرضها كامرأة متزوجة و التي تدافع بكل القوى عن ممتلكات زوجها الغائب ضد الذين يريدون الاستغلال و السيطرة على هذه الاخيرة أي الممتلكات .

خرج هذا الفيلم إلى الوجود بإمكانيات ذاتية انذاك و تلك المرحلة لا يوجد أي اهتمام رسمي من طرف الدولة تجاه تنمية الثقافة الامازيغية و قد شكل ظهور هذا العمل السينمائي حدثا تاريخيا بالنسبة للامازيغين .

" تليلا" اول فيلم سينما امازيغي: ارهاصات اولية لمسيرة قد يطول امد نضجها


محمد بلوش


خلال الصيف الماضي، عرضت مجموعة من القاعات السينمائية المغربية اول فيلم سينمائي مغربي ناطق بالامازيغية، وهو للمخرج محمد اوطالب مرنيش، المخرج الذي استفاد منذ اسابيع من دعم مشروعه السينمائي الثاني" تمازيرت أوفلا"... بمشاهدتنا لفيلم " تيهيا"، اتضحت مجموعة من الملاحظات التي تؤكد وجود فرق شاسع بين صناعة افلام الفيديو والصنعة السينمائية بمفهومها الاحترافي، مما يعني ان المرور نحو الشاشة الكبرى امازيغيا لا يزال امامه متسع من الوقت، في انتظار ترسيخ بنية تحتية احترافية، تتجاوز الهواية و المجازفة، وتتجاوز النمط الحالي السائد على مستوى افلام الفيديو التي تتناسل بالعشرات كل سنة. اولى الملاحظات تهم القصة المشتغل عليها، اذ يبدو وكأنها كتبت على عجل، بحيث غاب بشكل كلي تطوير احداثها، وبقيت افقية مملة قد يتوقع المشاهد نهايتها منذ البداية: فتاة انتهك شاب عرضها، اصبحت حاملا، فحاول اخوها شنقها، لكن احد الرعاة انقذها ثم ساعدها على الاستمرارية في الحياة متزوجا اياها في آخر المطاف.. وبقدرما تبدو القصة من التداريب الانشائية في مجال كتابة القصة، دون خيال او ابداعية ما، فإن الشخصيات التي لعبت ادوار الفيلم بدت باهتة، دون رسم جيد لملامحها، حيث هيمن الحوار بشكل مكثف على حساب التعبير الجمالي للصورة، لغة السينما الاساسية، ناهيك عن الاكثار من اللقطات العامة و المتوسطة، مع ثبات الكاميرا في غالب الاحيان، اضافة الى ضعف الايهام بأن المشاهد يشاهد فيلما وليس تدريبا على التشخيص من خلال غياب الكومبارس الشيء الذي حول القرية مكان تلك الاحداث الى شبه قرية مغلقة، لا يعيش فيها الا الممثلون الدين اسندت اليهم الادوار. واذا كانت افلام الفيديو الامازيغية مليئة بالثغرات التقنية، فان فيلم " تيليلا" لم يخرج عن القاعدة، حيث يتم القطع في المونتاج غالبا بأشكال سيئة، كالقطع بمشاهد طويلة، دون تجاهل التناقض الصارخ في رسم بعض ملامح الشخصيات، خاصة شخصية االحاكم التي حضرت في مشهدين: الاول تبدو فيها وكأننا امام الصورة النمطية للحاكم المتجبر، قبل ان نفاجأ في اخر الفيلم بالنقيض تماما، من خلال معاينة حاكم عادل، لكن دون ان نفهم كيف سيطالب اهالي القرية بالاستمرار في رقصة احواش رغم ان العريس المفترض تم نقله الى السجن؟ من عيوب الفيلم الواضحة كذلك، اننا نعاين البطلة في كل مشاهد الفيلم بلباس امازيغي واحد وانيق طيلة دقائق الشريط، وكأنها لم تعان ادنى شيء في الاصل، وذلك ما زاد من احساس المشاهد بأنه امام فيلم كان من الانسب لو بقي فيلم فيديو دون التسرع في نقله الى الشاشة الكبرى، خصوصا وان الكتابة الدرامية للتلفزيون والفيديو ليست هي الكتابة السيناريستية للشاشة الكبرى.. مسألة اخرى نود اثارتها، وتتعلق في لغة الترجمة العربية، حيث وردت تعابير غير سليمة اصلا في البناء اللغوي والنحوي.