الخطابة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
"الخطابة" لغة واصطلاحا، "قدرة التكلم مع الناس بشكل يفي بالغرض المطلوب." البحاثة الكرباسي
فهرست |
[تحرير] نشأتها
استعمال الخطابة في المحاكم اليونانية كفن على يد كراكس (Corax) في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي روما اشتهر سيسرو (Cicero) كأول خطيب لروما في القرن الأول قبل الميلاد. واستخدم الأنبياء الخطابة في الوعظ والإرشاد ودفع الناس عن عبادة غير الله، ومارسها الرسول محمد (ص) وأهل بيته (ع) في دعوة الناس إلى الإسلام والابتعاد عن الفتن.
[تحرير] تميزها
وما يميز أدب الخطابة في الإسلام هو استعمال السجع، مثلما جاء في القرآن الكريم، فيستعرض المصنف مجموعة من خطب الرسول (ص) وأهل بيته (ع) في تثبيت ما ذهب إليه، مؤكدا في الوقت نفسه أن أسلوب السجع لم يتوقف على الخطابة، بل انسحب على رسائلهم وكتبهم، مما يدل أن أسلوب السجع هو المفضل عندهم ولوقوعه في القلب وقوع الماء البارد على كبد العطشان في يوم قائظ.
[تحرير] ماذا تحتاج ؟
- الخطيب
- الجمهور
- المادة.
[تحرير] قالوا
- "الخطابة هي القوة القادرة على الإقناع."
أرسطو (Aristotle’s)
- "إن الزعيم يلزم أن يكون خطيبا وإن فشل الحزب النازي في البداية يرجع إلى عدم إجادة الخطابة."
زعيم النازية ادولف هتلر (Adolf Hitler)
[تحرير] مراحل الخطابة الحسينية
[تحرير] مرحلة التأسيس
فالمرحلة الأولى تبدأ باستشهاد الإمام الحسين (ع) في عام 61 هـ حتى غيبة الإمام المهدي المنتظر (ع) في عام 329 هـ، وتنشطر إلى ثلاث فترات: الفترة التأسيسية، والفترة الانتقالية، وفترة ما قبل الغيبة، ففي الأولى كان رائدها من الرجال نجل الإمام الحسين (ع) الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) ومن النساء زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب (ع) وشقيقتها أم كلثوم، وفاطمة بنت الإمام الحسين (ع)، وفي هذه الفترة كانت "الخطب تطير بسرعة فائقة في آفاق البلاد الإسلامية بجناحين جناح العطف والتظلم وجناح فضح الظلم والظالم، بهذا الشكل تأسس جهاز الإعلام الحسيني.
[تحرير] مرحلة التأصيل
وتبدأ المرحلة الثانية من النصف الأول من القرن الرابع حتى نهاية القرن السادس الهجري، وكان النصف الثاني من القرن الثالث الهجري قد شهد ظهور ثلاث دول من أتباع مدرسة أهل البيت (ع) إحداها في المغرب الإسلامي واثنتان في المشرق الإسلامي: الدولة الفاطمية والدولة العلوية والدولة الحمدانية، وشكلت هذه الدول أرضية خصبة لتأصيل الخطابة الحسينية في وجدان المسلمين، فكانت الأسواق المصرية على سبيل المثال تعطل في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)، وكما يقول المحدث والمؤرخ المقريزي (769 ـ 845هـ) "وفي يوم عاشوراء من سنة ست وتسعين وثلاثمائة جرى الأمر فيه على ما يجري في كل سنة من تعطيل الأسواق، وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة، ونزولهم مجتمعين بالنوح والنشيد."
[تحرير] مرحلة الانتشار
وتبدأ المرحلة الثالثة من أوائل القرن السابع حتى أواخر القرن التاسع الهجري، وكانت بعض الدول الشيعية قد سقطت فتعرضت المجالس الحسينية إلى الجزر في مدن والمد في أخرى، كما انحسرت رقعة الخطابة الارتجالية وصار الاعتماد على خطب ومجالس مكتوبة كما فعل الشيخ ابن نما الحلي (ت 680 هـ) عندما وضع في العام 645 هـ كتابه "مثير الأحزان" لتكون مادة خصبة للخطباء،
[تحرير] مرحلة المؤسسة الخطابية
وتبدأ هذه المرحلة من حيث انتهت المرحلة السابقة حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وفي هذه المرحلة الذي شهدت انهيار العالم الإسلامي وتقسيم البلدان بين الدول الأوروبية المستعمرة، شهد معها المنبر الحسيني تطورا ملحوظا، فلم يتقيد بالرثاء وذكر السيرة والموعظة فحسب، وإنما انتقل إلى بيان الواقع السياسي والاجتماعي الذي هو عليه المسلمون، فصار المجلس الحسيني جزءا من منابر التثقيف السياسي، وكان له الفضل الكبير على سبيل المثال في مقاومة الاحتلال البريطاني للعراق وقيام ثورة العشرين في العام 1920 بقيادة الشيخ محمد تقي الشيرازي (1256ـ 1338 هـ).
[تحرير] مرحلة المعايشة والتنوير
وهي تبدأ من حيث انتهت المرحلة السابقة وحتى يومنا هذا، والتي اتسمت بمخاضات عدة، منها بدء خروج العالم الإسلامي من ربقة الاستعمار العسكري، وفي هذه المرحلة اشتهرت المجالس الحسينية بمعايشتها للواقع وتنويرها للجماهير وبما يحيط بها من أخطار، وما عادت المجالس الحسينية قاصرة على العزاء فحسب، بل بادرت إلى التثقيف السياسي والتنوير الثقافي، ففي العراق اشتهر السيد صالح الحلي (ت 1359 هـ) في مواجهة الاستعمار ورجالاته، وفي إيران اشتهر الشيخ أحمد الكافي (ت 1398 هـ) بنقده للحركات الضالة التي كانت تجد حاضنة دافئة في عهد حكم الشاه.
واتسم "أسلوب الخطابة الحديثة" بنسق موحد قائم على مقدمة وعرض وخاتمة، فالخطيب يبدأ بعرض آيات قرآنية أو أحاديث شريفة أو أبيات شعرية أو يجمعها ضمن نسق واحد، وفي العرض يدخل إلى متن الموضوع وينتهي بالخاتمة أو ما اشتهر على لسان الخطباء بـ (الريز)، وهي مرحلة البكاء على مصاب الحسين وأهل بيته (ع).
[تحرير] مرحلة المستقبل
ويأمل المحقق الكرباسي لهذه المرحلة أن تقام على نظام مؤسساتي تخرج بالخطابة من فردانيتها وتضعها في إطار تنظيمي وتخصصي يتواكب مع تطورات العصر وبخاصة في مجال الاتصالات، التي قربت البعيد وجانست القريب، ولهذا يستبصر الحاضر والمستقبل ويستقرأهما بعين البصيرة، ويرى ومن أجل بناء المؤسسة الإعلامية الحسينية التقيد بعناصر عدة:
- عنصر التخصص: من حيث التخصص في المجالات العلمية والتخصص في المراحل العمرية، ولابد للخطيب أن يكون قادرا على محاكات هذه الأعمار.
- الإقناع العلمي: فلا يكفى عرض الفكرة من دون تأييد علمي.
- التطبيق العملي: فلا يكفي الإلقاء من دون إرشاد الناس إلى التطبيق العملي وترجمة الفكرة على ارض الواقع.
- اللغة: فلا يتم الاقتصار على اللغة الأم، وإنما تطوير الخطابة وتخريج خطباء يجيدون لغات العالم.
- الوسائل الحديثة: فلا يكفى الاقتصار على الأسلوب القديم في الخطابة وإنما استعمال كل ما تعرضه وسائل الاتصال.
[تحرير] الخطابة بين الدعاية والإعلام
الخطيب بشكل عام يملك صلاحية "التفنن في الخطابة" فلا يلزم نفسه بنمط واحد. كما ولا تخفى أهمية "الخطابة ودورها الإعلامي." وعلى مر العصور ولذلك وضع أفلاطون (Platon) كتاب الجمهورية، وعمد سقراط (Sokrato) إلى الخطابة للتأثير على الجماهير، ووضع أرسطو كتاب البلاغة، واتخذ الرومان أسلوب السياحة والتبشير كأسلوب للدعاية والإعلام، وكانت دعاية العرب وإعلامهم في سوق عكاظ عبر الشعر، وفي الإسلام عبر الخطابة والشعر حيث مثلا كفتي ميزان الإعلام. وبظهور الطباعة الحديثة في القرن الثامن عشر الميلادي، تطور أسلوب الإعلام، لكن الخطابة ظلت هي الرائجة ولازالت، وما وسائل الإعلام والاتصال إلا مطايا لها.
[تحرير] أنواع الخطباء
- الخطيب المثالي: الذي ينطلق من أرضية المسؤولية وهم قلة.
- الخطيب المأجور: وهو الذي يتسكع على أبواب السلاطين يبيع الكلام مقابل دراهم معدودة.
- الخطيب المرائي: وهو الذي ينمق الكلام بحثا عن الشهرة.
- الخطيب المهني: الذي اتخذ من المنبر مهنة واسترزاق كسائر الأعمال.
- الخطيب التبركي: الذي يقتصر بخطابته على ذكر أهل البيت لا يبالي بما تعانيه الأمة.
[تحرير] مناخات الخطابة
- المناخ الطبيعي: حيث يجد الخطيب ضالته في قول ما يشاء دون خوف أو وجل من سلطة أو ظالم، فتؤتي المجالس أكلها.
- التعسفي: حيث يفتقد عموم مجلس الخطابة إلى أجواء الحرية، فتتحول المجالس إلى مجالس تحدٍ.
- المقيد: وهي حالة وسطية يفرض فيها الحاكم شروطه.
- الاستثنائي: حيث تقع الكوارث الطبيعية وحوادث سياسية كبيرة، فإن الخطابة تأخذ بوصلتها وفق مؤشر هذه الحوادث.
- الأجنبي: وهي إقامة المجالس في البلدان غير الإسلامية، ومراعاة المناخات الاجتماعية في مثل هذه البلدان.
وبشكل عام فإن مادة الخطابة في معظم المناخات لا تخرج عن إيراد القرآن الكريم والحديث الشريف وواقع الحال والسيرة والأدب.
[تحرير] الخطيب الحسيني كما يجب
[تحرير] مؤهلات جسمية
أن يكون جهوري الصوت غير منكر وقوي البنية وخال من العاهات والأمراض المنفرة ويتصف بالذكاء وقوة الذاكرة.
[تحرير] مواصفات عملية وعلمية
تكتسب بالدراسة والمطالعة كالنحو والفقه، والعملية بالممارسة والتمرين كأسلوب الخطابة
[تحرير] وصفات نفسية
الإيمان والعمل والتقوى والإخلاص وحسن الأسلوب والأخلاق والصفاء والتواضع والأمانة في النقل والصبر عند الصعاب والشجاعة.