أهل الذمة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أهل الذمة هو مصطلح فقهي إسلامي يقصد به كلا من اليهود والمسيحيين أو على حسب الوصف الاسلامي إجمالا أهل الكتاب الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في البلاد ذات الأغلبية المسلمة.

فهرست

[تحرير] تعريف

والمقصود بأنهم أهل ذمة هو كونهم تحت الحماية الإسلامية ومسئولية الدولة. ولا تقصر الشريعة الإسلاميه تلك المسؤولية على الدولة فقط ولكن تصرفها أيضا على المواطن المسلم فلا يجوز للمسلم الإساة للذمي تحت عذر أنه من غير المؤمنين بالقران أو برسول الاسلام محمد وإنما أوضحت الشريعة أن مسألة الإيمان يحاسب عليها الله وحده يوم القيامة.

وفي ذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) الخطيب الجامع 2/269

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما) اخرجه البخاري كتاب الجزية والموادعة، باب اثم من قتل معاهدا بغير جرم ح 3166.

ومن المواقف التاريخية التي تؤكد تحكيم المسلمين لتلك النصوص وعدم التغاضي عنها موقف ابن تيمية عندما فاوض المغول على أسرى من المدنيين قد أسروهم في هجماتهم على المدن في سوريا. و قد حاولوا تسليم الأسرى المسلمين فقط دون أهل الكتاب والاحتفاظ بهم كعبيد فقال لهم المفاوض أهل الذمة (يقصد أهل الكتاب) قبل أهل الملة (يقصد المسلمين) أي أنه يطلب تسليم المسيحيين واليهود قبل المسلمين.

[تحرير] سياسة الجزية

كما فرضت الزكاة على المسلمين، فرضت الجزية على غير المسلمين، فهي عقد بين الدولة (الحاكم) وبين المحكومين (مهما كان الدين)، ولايحق لمن لم يخوله الحاكم تطبيق القوانين، بل هذا صنيع الخوارج والمتمردين. ومهما اختلفت الديانات والبلاد فاغلب الناس يحبون العيش بسلام ويكرهون القتال بل يفتدون سلامتهم بالغالي والرخيص. وفي العصور الوسطى طهّرت إسبانيا من اليهود والمسلمين إذ لم يكن لهم خيار إلا السيف أو التخلي عن الدين، والمسيح من عملهم برئ. بينما عاش غير المسلمين آمنين مع المسلمين، وساهموا في النهضة العلمية في بلاد المسلمين. عندئذ كانت أوروبا في عهد ظليم يحرق فيه من ترجم الإنجيل ويسجن من قال بأن الآرض حول الشمس تسير. ففي ذلك العهد كان من المحتمل أن يهدف أحد الحكام الظالمين إلى إجبار غير المسلمين على تغيير الدين، لكن المال للحاكم الشرير أشهى من الدين، أما من كان أمينا فقد التزم بتعاليم الدين التي تؤكد على حرمة دم غير المسلمين وتحريم إجبار أهل الكتاب على تغيير الدين. وهذا المسيح قد دفع الجزية لقيصر كما تذكر الأناجيل. واليوم تفرض الدول الضرائب وعليها يقع واجب حماية المواطنين.


[تحرير] أول عهد ذمة

أول عهد استعملت فيه كلمة (الذمة) هو عهد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلى أهل نجران، فقد كتب لهم:

"ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله، على أموالهم وأنفسهم وأرضهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم... وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته... ولا يطأ أرضهم جيش، ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين...". ونجد مثل ذلك النص في كتاب خالد بن الوليد إلى أهل الحيرة وقد أقره الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعتبره الفقهاء - بتعبير الإمام القاضي أبي يوسف صاحب أبي حنيفة - نافذا على ما أنفذه عمر إلى يوم القيامة (النصوص، وتعليق عليها في: الخراج لأبي يوسف، ص 78و155و159).

فالذمة هي ذمة الله ورسوله، وليست ذمة أحد من الناس. بقاؤها لضمان الحقوق لا إهدارها، ولاحترام الدين المخالف للإسلام لا لإهانته، ولإقرار أهل الأديان على أديانهم ونظمها لا لحملهم على الزهد فيها أو الرجوع عنها. ومع ذلك فهي عقد لا وضع.

[تحرير] طريقة دفع الجزية

وردت الآية الكريمة التالية كما يلي ( التوبة 29) (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )

  • ونقرأ تفسيرها في كتاب الجلالين كما يلي :

"قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر" وَإِلَّا لَآمَنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله" كَالْخَمْرِ "وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ" الثَّابِت النَّاسِخ لِغَيْرِهِ مِنْ الْأَدْيَان وَهُوَ دِين الْإِسْلَام "مِنْ" بَيَان لِلَّذِينَ "الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب" أَيْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى "حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة" الْخَرَاج الْمَضْرُوب عَلَيْهِمْ كُلّ عَام "عَنْ يَد" حَال أَيْ مُنْقَادِينَ أَوْ بِأَيْدِيهِمْ لَا يُوَكَّلُونَ بِهَا "وَهُمْ صَاغِرُونَ" أَذِلَّاء مُنْقَادُونَ لِحُكْمِ الْإِسْلَام[1]


  • وفي تفسير ابن كثير لذات الآية نقرأ :

وَهُمْ صَاغِرُونَ " أَيْ ذَلِيلُونَ حَقِيرُونَ مُهَانُونَ فَلِهَذَا لَا يَجُوز إِعْزَاز أَهْل الذِّمَّة وَلَا رَفْعهمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَلْ هُمْ أَذِلَّاء صَغَرَة أَشْقِيَاء كَمَا جَاءَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا تَبْدَءُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ وَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدهمْ فِي طَرِيق فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقه [2]

  • وفي تفسير الطبري نقرأ :

{ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ } قَالَ : أَيْ تَأْخُذهَا وَأَنْتَ جَالِس وَهُوَ قَائِم . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى قَوْله : { حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ } عَنْ أَنْفُسهمْ بِأَيْدِيهِمْ يَمْشُونَ بِهَا وَهُمْ كَارِهُونَ ، وَذَلِكَ قَوْل رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس مِنْ وَجْه فِيهِ نَظَر . وَقَالَ آخَرُونَ : إِعْطَاؤُهُمْ إِيَّاهَا هُوَ الصَّغَار [3]


[تحرير] لاجزية في الشريعة الموسوية

والجزية هي إحدى خصائص الشريعة الإسلامية، فالشريعة الموسوية لم تقر بقاء الملل الأخرى. ونجد التشريع التالي في الأصحاح 20 أو اصحاح الجهاد (الملحمة מלחמה) من سفر التثنية:

20: 1 اذا خرجت للحرب على عدوك و رايت خيلا و مراكب قومًا اكثر منك فلا تخف منهم لان معك الرب الهك الذي اصعدك من ارض مصر 20: 10 حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح 20: 11 فان اجابتك إلى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير و يستعبد لك 20: 12 و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها 20: 13 و اذا دفعها الرب الهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف 20: 14 و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك 20: 15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا 20: 16 و اما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما 20: 17 بل تحرمها تحريما الحثيين و الاموريين و الكنعانيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين كما امرك الرب الهك

[تحرير] وصلات خارجية