مستخدم:Khalidwahab

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

فهرست

[تحرير] السيده نفيسه

السيدة نفيسة ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن ابن الإمام علي بن أبي طالب ولدت في مكة المكرمة سنة 145هـ في الحادي عشر من ربيع الأول وتوفيت في مصر عام 208هجري .

تزوجت من إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على ، وكان يدعى (إسحاق المؤتمن)وهكذا التقي بزواجهما احفاد الحسن والحسين رضي الله عنهما.وكان الامام اسحاق المؤتمن مشهودا له انه من اهل الورع والصلاح و انجبت منه القاسم وام كلثوم .

عاشت في مكة المكرمه حيث عين ابيها واليا علي المدينة المنورة وهناك دأبت بالمواظبه علي الذهاب للمسجد النبوي للاستماع إلى شيوخه، وتلقى علوم الحديث والفقه من العلماء حتي بلغت من العلم من العلم مبلغه ولقبت ب "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج وهكذا ارتقت في مراتب الكمال، حتى بلغت مبالغ النساء. وعاشت في المدينة لا تفارق حرم جدّها المصطفى(ص)بين ذكر وركوع وسجود و دعاء و قيل انها حجت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية .

[تحرير] 15 عاما في مصر

لم تكشف لنا كتب التاريخ الاسباب التي أدت بقدوم السيدة نفيسة إلى مصر ففي روايه انها جاءت مع زوجها وابيها بعدما عزله أبي جعفر المنصور من ولاية المدينه المنوره وروايه اخري انها جاءت مع زوجها وحسب وكلاهما بعد زيارة قبر سيدنا ابراهيم عليه السلام . و يروي ان أهالي مصر شُغف حبّاً بالسيدة نفيسة، وبلغ بهم الشوق اليها مبلغه حتي قيل انهم حينما علموا أنها في الطريق إلى مصر. خرج اهل الفسطاط (القاهرة) لاستقبالها وهم من الاعيان والأهالي الي حدود مصر بمنطقة سيناء في العريش..

وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت 26 رمضان 193 هجرية قبل أن يقدم إليها الإمام الشافعي بخمس سنوات . ونزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى "أم هانئ" وكانت دارًا رحيبة، و قبل عليها الناس يلتمسون التزود من فيض علمها، ولم يعد ميسرا لها ما دأبت علي القيام به من العبادات، فقيل انها خاطبت من حضر اليها من اهل الفسطاط قائلة: "إني كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى" ففزع الناس لقولها وتوسلوا الي الحاكم في الرجاء اليها بالبقاء، وأبوا عليها رحيلها، فناشدها الوالي "السري بن الحكم" عن اهل مصر البقاء وقيا انه خاطبها بقوله : "يا ابنة رسول الله إني كفيل بإزالة ما تشكين منه" و بعد ان وهبها دارا واسعه لا تضيق بمريديها من اهل مصر حدد موعدًا -يومين أسبوعيًا- يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، وحتي يتسني لها بعد ذلك التفرغ للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.

[تحرير] الشافعي و ابن حنبل

وحينما جاء الإمام الشافعي -رضي الله عنه- إلى مصر، توثقت صلته بالسيدة نفيسة، و دأب علي زيارتها وهو في طريقه ذهابا وعوده من داره إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط ( المعروف اليوم بجامع عمرو بن العاص )، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان، ويعد الإمام الشافعي أكثر العلماء جلوساً إليها و النهل من علمها، في الوقت الذي بلغ فيه من الإمامة في الفقه مكاناً عظيماً، فقد كان مجلسه في دارهاهو مجلس تعلم له عنها، ومجلسه في مسجد الفسطاط مجلس لتعليم الناس وكانت السيده نفيسه رضى الله عنه تقدره وتمده بما يكفيه ويعينه على اداء رسالته في العلم و كذلك كان للإمام أحمد بن حنبل نصيب في الأخذ عن السيدة نفيسة رضي الله عنها.

ويقال ان الإمام الشافعى كان حين يمرض يرسل لها ليسألها الدعاء فلا يرجع الرسول إلا وقد شفى الشافعى من مرضه، فلما مرض مرض الموت في عام 204 هجرية ( ولم يكن يعلم بذلك)أرسل للسيدة نفيسة يسألها الدعاء كعادته فقالت: متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم، فعلم الامام الشافعى بدنو أجله فأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة  الى دارها فصلت عليه مأمومه بالامام يعقوب البويطى إنفاذًا لوصيته.

[تحرير] مناقب السيدة نفيسة

قيل أنه كان بجوارها إمرأة يهودية لها إبنة مشلولة مقعدة لا تقدر على الحركة، فأرادت الأم أن تذهب إلي قضاء حاجة فسألت ابنتها أن تذهب معها فامتنعت البنت وطلبت من امها ان تتركها عند السيدة نفيسة واستأذنتها في ذلك فأذنت لها فحملتها ووضعتها في زاوية من البيت وذهبت . قامت السيدة نفيسة للصلاة فتوضأت فجرى ماء وضوئها إلى البنت اليهودية، فألهمها الله سبحانه وتعالى أن أخذت من ماء الوضوء شيئاً قليلاً بيدها ومسحت به على رجليها فوقفت في حينها بإذن الله تعالي ويقال ان اهل البنت وعشيرتها قد اسلموا بعد ان علموا بما حدث لأبتهم.

ويقال ان نهر النيل توقف عن الفيض في زمنها فحضر الناس إليها وشكوا إليها ما حصل من توقف النيل فدفعت إليهمبشيء من لديها وقالت لهم‏:‏ ألقوه في النيل فألقوه فيه فزاد حتى بلغ اللّه به المنافع‏.

وقيل في روايه انه ‏أسر ابن لامرأة ذمّية في بلاد الروم فأتت إلى السيدة نفيسة وسألتها الدعاء أن يردّ اللّه ابنها عليها فلما كان الليل لم تشعر الذمّية إلاّ بابنها وقد دخل عليها دارها فسألته عن خبره فقال‏:‏ يا أمّاه لم أشعر إلاّ ويد قد وقعت على القيد الذي كان في رجليَّ وقائل يقول‏:‏ أطلقوه قد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن‏ ويقال ان قد اسلم الابن وامه بعد ذلك .‏

وقيل ان الناس استغاثوا من ظلم احمد بن طولون و ذهبوا الى السيدة نفيسة يشكونه .

فكتبت رقعة : ووقفت بها في طريقه موكبه فنادت يا احمد بن طولون ... فلما رآها عرفها فترجل عن فرسه ، وأخذ منها الرقعة وقرأها فاذا فيها : "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون"!  وفي روايه يقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون لوقته!