الفلوجة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الفلوجة مدينة في العراق تقع ضمن الحدود الأدارية لمحافظة الأنبار. تقع المدينة على بعد 69 كلم غربي العاصمة بغداد, ازداد عدد سكان المدينة تدريجيا حتى وصل عددهم الى مايقارب 200,000 حسب تقديرات عام 2003 . يطلق على المدينة ايضا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها و التي تصل عددها الى 200 مسجد. تعرضت المدينة الى اضرار في بناياتها و بنيتها التحتية خلال احداث الفلوجة التي اعقبت غزو العراق و سقوط بغداد في 2003 والتي قدرت بالحاق اضرار في 60% من بنايات المدينة.
[تحرير] نبذة عن تأريخ مدينة الفلوجة
هناك مؤشرات ان المدينة موغلة بالقدم وانها كانت مسكونة منذ زمن البابليين . هناك عدة نظريات عن منشأ تسمية المدينة, احد هذه النظريات يرجع اصول التسمية الى الكلمة السريانية بالوغثا و التي تعني التقسيم الأداري والبعض يعتقد ان مدينة الفلوجة هي نفس مدينة بومبيديتا البابلية و التي كانت مركزا لعلماء الكتاب اليهودي المقدس التلمود.
اتخذ العثمانيون مدينة الفلوجة كمحطة استراحة في الطريق الصحراوي المؤدي الى بغداد. في عام 1920 ابان الأحتلال البريطاني للعراق حدثت اضطرابات سياسية في المدينة بسبب مقتل الظابط الأنكليزي جيرارد ليجمان بعد خلافات مع الشيخ ضاري الذي هو جد حارث الضاري الذي يشغل منصب رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق حاليا وقد تم ذكر احداث الفلوجة انذاك في قصيدة للشاعر العراقي معروف الرصافي. ونتيجة لمقتل جيرارد ليجمان ارسلت السلطات البريطانية قواتها لسحق الأضطرابات و قتل ما يقرب من 10,000 من العراقيين و 1000 جندي بريطاني.
في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت المنطقة تعتبر احد المناطق الموالية للرئيس السابق وكان يتواجد بها اعضاء كبار في الجيش العراقي و الحزب الحاكم حزب البعث و لكن هذا لم يمنع من قيام بعض الحركات ضد حكم الرئيس السابق صدام حسين منها حركة حسن مظلوم والتي انتهت بقمعها و اعدام قادتها.
[تحرير] الفلوجة بعد سقوط بغداد 9 ابريل 2003
كانت الفلوجة احد المدن الهادئة بعد سقوط بغداد مقارنة بالمدن الأخري حيث لم تقع فيها اعمال السلب و النهب التي اعقبت سقوط بغداد و التي انتشرت في بعض المناطق في العراق و خاصة العاصمة بغداد. عندما دخلت القوات الأمريكية الفلوجة و اخذت تتمركز في بنايات كانت في السابق مقرات لحزب البعث حدثت احتجاجات من قبل سكان الفلوجة على تواجد قوات "اجنبية" على اراضي مدينتهم وفي 28 ابريل 2003 قام 200 شخص من سكان المدينة بتظاهرة احتجاجية ضد وجود القوات الأمريكية في المدينة متحدين قانون حظر التجوال الذي فرضه القوات الأمريكية على المدينة وانتهت هذه التظاهرة بصورة عنيفة حيث قتل 15 من الأشخاص المشاركين في التظاهرة ويعتبر بعض المراقبين هذه الحادثة الشرارة الأولى التي ادت فيما بعد الى ما يعرف باحداث الفلوجة.
في 31 مارس 2004 وقعت حادثة غطتها وكالات الأنباء بكثافة حيث تم قتل 4 من المتعاقدين من شركة بلاك وتر الأمريكية في المدينة وتم سحل جثثهم في الشوارع ليعلق الجثث فيما بعد في جسر على اطراف المدينة يطل على نهر الفرات. ردت القوات الأمريكية على هذه العملية بسلسلة من الهجمات و فرض الحصار على المدينة و سنطلق على هذه الحملات اختصارا احداث الفلوجة.
[تحرير] الوضع الحالي لمدينة الفلوجة
سمح لسكان الفلوجة بالعودة الى منازلهم في منتصف ديسمبر 2004 بعد اجراء تدقيقات تحليلية على العائدين حيث زود العائدون ببطاقات شخصية خاصة من قبل القوات الأمريكية. استنادا الى تقارير القوات الأمريكية فان نصف البيوت في الفلوجة و يقدر عددها 39,000 منزل قد تعرضت الى اضرار و استنادا على تقارير من شبكة ان بي سي (NBC) الأخبارية فان 9000 منزل قد دمر و قامت القوات الأمريكة قامت بتعويض 2,500 طلبات بالتعويض عن الأضرار.