صالح العلي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
صالح العلي أحد الثوار السوريين ضد الاستعمار الفرنسي و ينتمي للطائفة (العلوية).
تركزت عملياته في منطقة جبال العلويين(جبال اللاذقية) و كان له دور هام في مواجهة الفرنسيين. ولد عام 1885 م والده الشيخ علي سلمان من قرية المريقيب احد أحياء مدينةالشيخ بدر حاليا . والدته حبابة ابنة الشيخ علي عيد من قرية بشراغي منطقة جبلة . قام بالثورة بداية ضد الأتراك بمعركتين شهيرتين هما معركة كاف الجاع و معركة النيحا وحصل في سبيل ذلك التنسيق بينه وبين الشريف حسين وفي الخامس عشر من كانون أول ألف وتسعمائة وثمانية عشر وبعد انزال العلم السوري عن مباني الحكومة في الساحل السوري من قبل القوات الفرنسية انعقد مؤتمر الشيخ بدر الشهير في مدينة الشيخ بدر مسقط رأس الشيخ صالح واستمر لثلاثة أيام متوالية بحضور أغلب وجهاء الجبل العلوي , انتهت بعدة قرارات من بينها انتخاب الشيخ صالح العلي قائدا للثورة السورية الأولى والمطالبة بضم الساحل السوري الى سوريا الداخلية ,والتنسيق مع الملك فيصل .واستمرت الثورة السورية بقيادته وهي أول الثورات في الهلال الخصيب واطولها,امتدت ثلاث سنوات ونصف تعرض جرائها لاصدار حكم الاعدام بحقه وظل متخفيا في الجبل الى ان صدر حكم العفو عنه وسلم نفسه الى الحامية الفرنسية في مدينة اللاذقية بعد تفرق الرجال من حوله بسبب حرق القرى التي كان يلجأ اليها وهو القائل " والله لو بقي معي عشر ة رجال مسلحين لما تركت الحرب " حيث عرض عليه الفرنسيون اقامة الدولة العلوية بالتعاون بينه وبينهم لاستلامها نهائيا من قبله في وقت مقارب لفصل لبنان بعد موافقة البطريرك السوري حويك ومجموعة من الساسة السوريين الأخرين على الفصل وبنفس وقت تسليم الجزء الأكبر من متصرفية درعا الى الملك عبد الله تعويضا له من قبل الانكليز عن الحجاز التي استولت عليها منه عائلة آل سعود وتسميتها مملكة شرقي الأردن. وعندما رفض الشيخ صالح العلي الأمر اصدر الفرنسيون عليه حكم الاقامة الجبرية، وقامت فرنسا بعد استشارات مع مجموعة من المتحالفين معها في الجبل بترغيب أخيه الأصغر سنا محمود لتجعل منه بديلا سياسيا عن الشيخ الا ان الأخ محمود رفض ذلك وعلى أثر ذلك تم تعريضه للتعذيب وخرج جراء ذلك يعاني من ايذاء جسدي ونفسي لازمه حتى وفاته وهذا امر معروف لدى اهالي مدينة الشيخ بدر حتى تاريخه. عاود الشيخ صالح العلي نشاطه السياسي في بداية الثلاثينات لمقاومة حالة التبشير السياسي -الديني التي قامت به البعثات التبشيرية الغربية في أوساط المسلمين عامة والعلويين خاصة وكذلك المسيحيين الأرثوذكس والموارنة ودعم بعض الأفراد والعائلات بالمال وبالنفوذ السياسي مستفلة الوضع الاقتصادي المزري لهذه الفئات،وتوج النشاط السياسي بالموقف من تأسيس دولة جبل العلويين حيث رفض ذللم ووقع مع شخصيات كثير من الجبل الوثيقة الداعية الى ضم الجبل العلوي الى سوريا الداخلية . وفي الاستقلال في بداية الأربعينات عرض عليه في اول حكومة اختيار الوزارة التي تروقه لاستلامها فرفض لعدم قناعته بذلك مفضلا النشاط السياسي من خارج الحكومة وبعد جلاءاخر جندي من الحامية الفرنسية الأخيرة من اللاذقية القى خطاب الجلاء في دمشق حيث نزل في فندق الشرق برفقة مرافقه السيد سليم وصهره زوج ابنته الكبرى حفيظة الشيخ محمد عيسى محمد ابراهيم وتعرض بعدها للمرض حيث عولج في مستشفى اوتيل ديو في بيروت وكان برفقته صهره ومن ثم انتقل الى طرطوس - حي المشبكة حيث حضر لعلاجه الدكتور الألماني كارل كورت وبعدها بفترة قصيرة توفي في 13 /4/1950 وبظروف غامضة قد تكون بسبب السم وذلك عن ثلاث بنات هن السيدة حفيظة و السيدة سعاد و السيدة سهام وأخرى توفيت سابقافي عام 1928 ألف وتسعمائة وثمان وعشرين بظروف غامضةأيضا بعمر الحادية عشر تدعى فاطمة هي الابنة البكر له. وكذلك تعرض اثناء المعارك وبعدها لعدة محاولات قتل وتسميم بالقهوة وبالطعام وبالرصاص , وكذلك تعرضت ازواجه للتسميم ومن بينهم زوجه حبابة وهي الحامل حيث تم تسميهما, مما اقتضى معالجتها من قبل الدكتور عبد اللطيف البيسار في طرابلس الشام حيث ولد جنينيها متوفين وتم استئصال بيت الرحم للزوجة وكان قبلا قد تم تسميم عدة اطفال صغار له أو قتلهم واخرهم تم خنقه ويدعى علي في حي المريقيب في مدينة الشيخ بدر أثناء غيابه في بلدة القمصية لمعايدة أحد أصدقائه . وقد ترك ديوان من الشعر ومجلد كامل يحوي نسخ طبق الأصل لمجموع الرسائل التي تلقاها او بعثها- وهو حاليا مسروق وتوجد صور عن بعض نسخه لدى الكثيرين في سوريا - ومن ابرزها رسالة من الثائر غاندي اليه ورده عليها ومجموعة رسائل مع الملك فيصل والشريف حسين و مشايخ جبل عامل ومع السياسي احسان بك الجابري والسياسي سعد الله الجابري و الشهيد يوسف العظمة الذي التقاه قبل استشهاده بعدة أشهر في قرية السويدة قرب مصياف وغيرهم من الشخصيات السياسية في سوريا والعالم العربي والعالم . تلقى الدعم من ثروته الشخصية و من المغتربين السوريين في الأمريكيتن وخاصة العلويين في الأرجنتين والبرازيل وكذلك عائلة بيت الهواش زعيمة المتاورة وتحالف مع الملك فيصل وتعاون مع المجاهد ابراهيم هنانو قائد ثورة الشمال السوري في جبل الزاوية وانطاكية تعاونااستراتيجيا مميزا ,وتعاون ومع المجاهد عمر البيطار في الحفة وكذلك مع المجاهد عزالدين القسام الذي بعد مضايقة الفرنسيين له ذهب الى الجنوب السوري فلسطين حيث قاتل الاحتلال الانكليزي واليهودي , وبعد ذهابه أمن الشيخ صالح ايصال عائلته اليه عن طريق سهل عكار . وكذلك تلقى الدعم من بعض القبائل العربية في الفرات امثال قبيلة الولدة وكذلك عائلات مدينة حماه . ومن عائلات تل كلخ وخاصة الدنادشة ومن ابرز مستشاريه غالب بيك الشعلان الذي عاونه أيضا. وقد أنشأ نظام العقداء في الثورة ومن ابرزهم المجاهد "العقيد" جبّور مفلح نيوف قائد قطاع بسنديانة / حماّم القراحلة / بيت ياشوط في ريف جبلة ، ومن أبرز أحفاده المعارض السوري المعروف اليوم على نطاق واسع نزار نيوف ،و " العقيد " عبود مرشد قائد قطاع خرائب سالم / الدالية في ريف جبلة أيضا ،والمجاهد" العقيد" علي عبد الحميد عيد قائد قطاع القطيلبية ، والمجاهد"العقيد" اسبر زغيبي في طرطوس ، الذي من أبرز أحفاده الطبيب الشهير محمود زغيبي ، وأخرين .وانشأ ديوان للمراسلات وعين المجاهد عبد الرزاق المحمود من قلعة الخوابي سكرتيرا للثورة وأنشأ محكمة عسكرية من ثلاث قضاة ,وفرقة زجل شعبي , وديوان لجمع التبرعات ,وكان لديه مترجم خاص , وقام بتنظيم علاقته مع الأخرين من الساسة عبر الرسل حيث كان له رسولين خاصين بالملك فيصل والمجاهد ابراهيم هنانو قائد ثورة الشمال السوري .وله عدة لقاءات مع الزعيم أنطون سعادة مؤسسس الحزب السوري القومي الاجتماعي في بداية الثلاثينات ,والمجاهد سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى, والرئيس شكري القوتلي والسياسي فارس الخوري و عضو المجمع العلمي العربي في دمشق الشيخ سليمان الأحمد وعلاقات عائلية مع عائلات بيت الأشقر و كرامة وجنبلاط وارسلان وفرنجية في لبنان , وعائلات عرنوق وبشور وآل حرفوش وآل الخير وآل هارون وآل أزهري وآل الجابري وآل المحمود الذي ساندوه كثيرا بثورته أولا وبنشاطه السياسي لاحقا,و في عام 1937 حاول الذهاب الى المغترب بدعوة من الجالية السورية في امريكا الجنوبية وبعد وصوله الى جنوة في ايطاليا أخبر من قبل بعض أفراد الجالية القادمين الى سوريا بأن الفرنسيين أعدوا الأمر لقتله هناك ونصح من قبلهم بالعودة. تعرضت الثورة التي قام بها الى خروقات كبيرة من قبل الفرنسيين اغلبها ذا طابع طائفي من ابرزها الخلاف مع الاسماعليين - التي تلتقي عائلة الشيخ صالح العلي معهم نسبا بالمعز لدين الله الفاطمي مؤسس الدولة الفاطمية في مصر - حيث ان قسما من الثوار المضلليين هاجموا القدموس بتدبير فرنسي خفي أثناء وصول الشيخ صالح الى بلدة السقيلبية لرد المنهوبات التي قام بسرقتها بعض المارقين متذرعين أنهم من الثورة حيث سلم المسروقات الى صاحبعا من أل رستم من اهالي البلدة وهناك تلقى الخبر فبعث من فوره رسائل الى وجهاء الطائفة الاسماعيلية الكريمة من بينها رسالة الى الأمير تامر العلي - وهو أمر مذكور من قبل ولدهالدكتور عارف برسالة الى النائب عبد اللطيف اليونس الذي نشرها بدوره في مذكراته المنشورة - الذي استجاب لدعوة الشيخ والتقى معه في قرية عين قضيب وطلب الشيخ صالح من المير تامر العلي التعاون مع الوجهاء الأخرين لارجاع من هجر من الاسماعليين فأعتبر الأمير ان ذلك غير ممكن لأن بعضهم أصبح بعيد جدا وبعضهم غير مطمئن الى العودة واتفق بينهما على حماية المتبقين من الاسماعليين داخل القدموس وفعلا نفذ الأمر وما زال أحفاد هؤلاء الى الآن في القدموس مع بقية العلويين أبناء لمدينة الواحدة. ومن ضم الدسائس التي قام بها الفرنسيين من اجل تجنيد بعض أبناء الطائفة المسيحية والطوائف الأخرى بما فيها العلويين ضمن المشروع الفرنسي المعنون "فرنسا الأم الحنون" الذي لاقى لاحقا صدى جيد قيام عصابات مرتزقة مدعومة فرنسيا تدعي الولاء للثورة بالاغارة على بعض القرى المسيحية ونهبها وهي امور ساهمت مع أسباب أخرى من بينها الشائعات المدفوعة الثمن حول الشيخ والثورة في القضاء على الثورة بعد ان عجز السلاح عن ذلك.