القراء المزيانية الظاهرية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ملاحظة:
المعلومات الواردة تعبر عن رأي القراء المزيانية الظاهرية، و تعتمد على مراجعهم و التي تخالف رأي المراجع التاريخية المتعارف عليها لدى كل من السنة و الشيعة.
تعريف مختصر و نبذة تاريخية:
القراء المزيانية الظاهرية هم فرع من فروع فرقة القراء، و يعد مذهب القراء أقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق، حيث إنهم يعتبرون أنفسهم هم المسلمين الذين حافظوا على الإسلام نقيا و ذلك قبل تفرق المسلمون شيع و أحزاب، و قد ورد ذكر القراء في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب، ثم في أثناء الفتنة الأولى - أو الكبرى - و التي إعتزلوها فلم ينحازوا لأي طرف من أطراف النزاع و منهم الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص و الصحابي عبد الله بن عمر و غيرهما، ثم تبعهما في طريق السلم و حقن الدماء الحسن بن علي، و الذي أدرك الحق و علم إن الصراع الذي حدث إنما كان صراع دنيا لا دين، فإعتزله و حقن دماء الناس. و قد تواجد القراء بعامة في الجزيرة العربية و مصر و العراق و بلاد فارس و بلاد المغرب و الأندلس، و قد إنقرض مذهب القراء من أغلب تلك الأنحاء، عدا في بعض تلك الأنحاء، و توارثته الأجيال جيلا فجيل، إلى أن وصل إلينا اليوم نقيا طاهرا، و إن كان ذلك التواجد، تواجد خفي قليل العدد، نظرا للإضطهاد الواقع على القراء منذ فجر الإسلام و إلى الأن على يد كل صاحب سلطان يخاف كلمة الحق، كما الحال في مصر و غيرها من بلاد العرب و الإسلام. و القراء بعامة هم الذين يأخذون بأصل الإسلام و ليس فروعه المستحدثة التي إبتعدت بالإسلام عن نقائه. فيسترشدون دائما بأول أمر نزل للبشرية، اقرأ- العلق1، فيقرأون القرآن، ثم يتبعون قراءة القرآن بإتباعه، إسترشادا بأمره تعالى: فإذا قرأناه فاتبع قرآنه- القيامة 18، و تلك الآية الكريمة الأخيرة هي شعار القراء المزيانية الظاهرية، فهم من يقرأون القرآن الكريم ثم يردفون ذلك بالإلتزام بأحكام القرآن الكريم و السنة النبوية القرآنية المطهرة. و من هذين الأمرين الإلهيين الواردين بالآيتين الكريمتين العلق 1 و القيامة 18، أشتق الشق الأول من إسم القراء بصفة عامة و منهم فرع القراء المزيانية الظاهرية. أما بقية الإسم أي المزيانية الظاهرية فقد جاءت من إسم الإمام عبد الرحمن مزيان، الذي يعد المؤسس لهذا الفرع من القراء، و ذلك بإعتماده الأخذ بظاهر النص القرآني الكريم دون الدخول في تفسيرات باطنية لا أساس لها و بالتالي لا يمكن الإعتماد عليها، أي تبني مبدأ الأخذ بظاهر النص القرآني الكريم مع رفض القياس و الإجتهاد بالكلية، و أضاف إلى ذلك مبدأ إختبار صحة أي مصدر أخر، بميزان القرآن، فهذا هو الميزان الوحيد الموثوق به و الذي لا يخطأ أبدا. و على هذا فإن القراء المزيانية الظاهرية يقبلون بالمصادر الأخرى و لكن شريطة أن توافق القرآن الكريم، و هو عكس الحال في بعض - و نشدد على كلمة بعض- مذاهب القراء الذين يرفضون أي مصدر عدا القرآن الكريم كلية، فكان أن تفرع هذا الفرع من القراء، و ليطلق على متبعي هذا المذهب القراء المزيانية الظاهرية، إيضاحا لإسم الإمام المؤسس و لأساس المذهب و تمييزا له عن باقي فروع فرقة القراء التي جاء منها هذا الفرع، وليصبح القراء المزيانية الظاهرية فرع قائم بذاته من فروع القراء العديدة، و الذين ينتمون جميعا لشجرة الإسلام المباركة الوارفة.
والقراء المزيانية الظاهرية يأخذون بوجوبية قراءة القرآن على كل مسلم و مسلمة. كما أن القراء المزيانية الظاهرية يحتمون على كل مسلم أن يستخلص بنفسه الأحكام الإسلامية من القرآن الكريم، و أن يزن بالقرآن الكريم صحة أقوال العلماء من الأئمة و المشايخ المرشدين، حتى لو كانت تعاليم مرشديه و معلميه، و الأمر ذاته للمرأة. ذلك لأن أي مسلم لو إتبع حكم خاطئ يقول به فرد أخر و لو كان مرشدا جليلا، فإن ذلك لن يغني عنه شيئا يوم القيامة و سوف يحاسب على ذلك الخطأ، و قد وافق القراء المزيانية الظاهرية في ذلك المبدأ الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري - السني - الذي جعل الإجتهاد واجب على كل مسلم و مسلمة، و هو مبدأ يتوافق مع ما إستقر عليه معظم القراء على إختلاف مذاهبهم منذ يومهم الأول، أي منذ فجر الإسلام، أي من قبل الإمام ابن حزم الأندلسي بقرون عدة. لذا فقد تجد في مذهب القراء بعامة و القراء المزيانية الظاهرية منهم بخاصة، إختلافات في القضية الواحدة، و مرد ذلك إختلاف ما توصل إليه كل عالم و فرد من القراء المزيانية الظاهرية، كل حسب تبصره و إستيعابه لظاهر النص.
حقيقة العلاقة بين فرقة القراء و فرقة الشراة أو الخوارج:
يظن البعض أن القراء هم الشراة ( المعروفين في التاريخ بإسم الخوارج) و حقيقة الأمر تخالف ذلك، فالقراء يختلفون عن الخوارج تماما، فالخوارج هم من إتبعوا علي بن أبي طالب ثم خالفوه و قاتلوه مثلما قاتلوا معاوية بن أبي سفيان، و مثلما قاتلوا من قبل عائشة بنت أبي بكر و حليفيها الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله، عندما كانوا لازالوا جزء من جيش علي بن أبي طالب في واقعة الجمل، و ذلك قبل أن يخرجوا عليه. بينما القراء إعتزلوا الفتنة من بداياتها، مثل عبد الله بن عمر و سعد بن أبي وقاص و مثلما فعل الحسن بن علي بن أبي طالب فيما بعد. أي أن القراء لم يسفكوا دما لأنهم رأوا أن الصراع صراع على الدنيا لا من أجل الدين. أما قول الدكتور عبد الله خورشيد البري في كتابة أوراق مصرية بأن الخوارج خرجوا من بيئة القراء، فإن ذلك و إن كان غير صحيح تماما، إلا إنه توكيد على الإنفصال بين الإثنين، القراء و الخوارج، إلا إنه للأسف و كغيره من الكتاب يخلط في مواضع أخرى من كتابه بين الفرقتين فيتحدث عن الخوارج و أفعالهم و لكن بعد أن يسميهم بالقراء فناقض نفسه.
موقف القراء بعامة و القراء المزيانية الظاهرية بخاصة من إحتكار السلطة:
لقد كان و لازال مذهب القراء بعامة و القراء المزيانية الظاهرية منهم بخاصة، مذهب أنصار الحرية و كل باحث عن العدالة و رافض للظلم و التسلط، سواء كان هذا التسلط ديني أو دنيوي، فرفض القراء بعامة و المزيانية الظاهرية منهم بخاصة التسلط الديني بإحتكار البعض للسلطة الدينية بأي مسوغ كان، مثلما رفض القراء المزيانية الظاهرية إحتكار البعض للسلطة الدنيوية و الثروة و إستعباد الناس لهذا وجدت مذاهب القراء، بعامة، قبولا كبيرا بين كل المضطهدين خاصة سكان البلاد الأصليين ممن دخلوا في الإسلام، خاصة في مصر و شمال أفريقيا و داخلها، و في العراق و فارس، من القبط و الأمازيغ و الفرس و النبط و السريان و الأندلسيين و الكوشيين، أولئك الذين رفضوا وضعهم في طبقة أدنى من العرب، تلك الطبقة التي أطلق عليها البعض خطأ إسم الموالي. كما إنتشر بقوة في الجزيرة العربية بين الأنصار من قبيلتي الأوس و الخزرج، و بين القبائل العربية خاصة قبائل بكر و حنيفة و تميم و أسد و قبائل قيس عيلان و غيرها من القبائل العدنانية و اليمانية، تلك القبائل الحرة التي رفض أبنائها إستئثار بعض الأسر القرشية بالحكم و الثروة و السلطة الدينية بدعوى النسب، تلك الدعوة الباطلة التى لا تستند على سند شرعي من القرآن،حيث تناقض نصوص القرآن الظاهرة.و لقد غبن مذهب القراء، و منهم القراء المزيانية الظاهرية، بسبب تعرض أصحابه للعسف الذي جعل من الصعوبة بمكان أن يكون هناك فرصة لشرح مذهبهم للناس، نتيجة للمطاردة و الإضطهاد من أهل المذاهب الإسلامية الأخرى.
الموقف من تطور الأحوال:
القراء المزيانية الظاهرية مذهب متجدد، غير متحجر، ذلك لأن القراء المزيانية الظاهرية يعلمون أن القرآن مناسب لكل زمان و مكان، لهذا تجدهم يحرصون على بناء إنسان مسلم عارف بحقيقة الإسلام، يتفهم واجباته كما يعرف حقوقه، متعلم و متوافق مع متطلبات العصر الذي يعيش فيه، و بما إنهم يفرضون على كل مسلم و مسلمة أن يستخلص الأحكام بنفسه من القرآن و أن يحكم بنفسه على صحة المصادر الأخرى من القرآن الكريم، فإنهم بذلك يضمنون عدم التحجر و يتلافون التحول إلى مذهب حفري.
المصادر التي يأخذ منها القراء المزيانية الظاهرية أحكامهم، و موقفهم من المصادر الأخرى غير القرآن الكريم:
يقبل القراء المزيانية الظاهرية الأحاديث النبوية و السنة النبوية المطهرة، على أنهم يختلفون عن أهل السنة و الشيعة في طريقة قبولهم للحديث، فبينما يعتمد الشيعة على أحاديث ائمتهم من نسل علي بن أبي طالب، و يعتمد اهل السنة في أغلب الأحوال على مدى ثقتهم بالسلسلة، أو العنعنة، أي عن فلان عن فلان، إلى أن يصلوا لرسول الله، صلى الله عليه و سلم، فيكون القبول مبنيا على مدى الثقة في الرواة. نجد القراء المزيانية الظاهرية يعتمدون على وسيلة أخرى لقياس صحة الحديث، و ذلك بوزنه بميزان القرآن الكريم، ذلك الميزان الذي لا يخطأ أبدا و الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و الله له حافظ، الحجر9، و هو خير الحافظين. القراء المزيانية الظاهرية يزنون اي حديث في كافة كتب الحديث، من السنة و الشيعة و الصوفية و الاباضية و غيرهم، بميزان لا يخطأ أبدا و لا يحيد أبدا عن الصراط المستقيم، ذلك الميزان هو القرآن الكريم كلمة الله للبشرية جمعاء إلى أن تقوم الساعة. فأي حديث ورد بكتب أحاديث كافة الطوائف الإسلامية، يتم درسه على ضوء القرآن الكريم، هل يتعارض مع القرآن أم لا؟ فتكون الدراسة كالتالي:
أولا: هل يضيف الحديث شريعة أو شعيرة أو عقيدة أو قصة أو أي شيء لم يرد بالقرآن الكريم؟ إذا أضاف لا يقبل لأن القرآن كامل لا يحتاج لإستكمال.
ثانيا: هل يلغي شعيرة أو شريعة أو عقيدة أو قصة أو أي شيء ورد بالقرآن الكريم؟ إن ألغى شيئا من القرآن لا يقبل، لأن القرآن يعلو و لا يعلى عليه.
ثالثا: هل يعدل أو يناقض أو يعطل، شعيرة أو شريعة أو عقيدة أو قصة أو أي شيء ورد بالقرآن الكريم؟ إن عدل أو ناقض أو عطل في أيا من تلك الأمور لا يقبل أيضا.
و كل ذلك لأن القرآن يعلو و لا يعلى عليه أبدا، فأي حديث يضيف أو يلغي أو يعدل أو يناقض أو يعطل نص قرآني هو مرفوض لدى القراء المزيانية الظاهرية، فالقراء المزيانية الظاهرية يأخذون بالحديث و السنة النبوية المطهرة و كافة المصادر الأخرى، و لكن بعد أن يزنوها بميزان لا يخطىء ابدا، ذلك الميزان هو القرآن الكريم، لذلك يطلقون على السنة النبوية التي توافق القرآن الكريم، السنة النبوية القرآنية المطهرة.
أحكام عامة يأخذ بها القراء المزيانية الظاهرية:
هذه أمثلة لأحكام يأخذ بها القراء المزيانية الظاهرية:
- لزوم وجود ثلاثة شهود مسلمين عدول على الأقل، دون تحديد لجنسهم، لوقوع الطلاق، إعتمادا على القرآن الكريم، الطلاق 2 .
- الزكاة هي خمس أي دخل حلال، سواء كان نقدي أو غير ذلك، يتحصل عليه المسلم او المسلمة، و تجب عليه فور الحصول على هذا الدخل، دون إنتظار لأي مدة، و ذلك إمتثالا للقرآن الكريم.
- الجهاد بالمال أرفع درجة، دون إلغاء الجهاد بالنفس، و ذلك طبقا لظاهر النص القرآني.
- الإمامة، أو الخلافة، تحق لأي مسلم تقي، أي يشترط التقوى، و بموافقة أغلبية المسلمين، و يحق و جود أكثر من إمام في نفس الزمن.
- تحق الإمامة للمرأة بنفس شروط إستحقاق الرجل، و يجوز ولايتها لأي منصب.
- هناك فارق بين الإيمان و الإسلام، فالإسلام إسلام اللسان، و الإيمان بالقلب.
- الإيمان يجب أن يقرن بالعمل الصالح، للفوز بالجنة.
- مرتكب الكبيرة المتعمد، عاصي و ليس كافر، مادام قلبه مؤمن، و تجوز توبته.
- الله عز وجل يتقبل التوبة، عن أي عمل، و في أي وقت، إلا إن ذلك مرتهن بإرادة الله عز وجل، على إن التوبة لا تقبل في ساعة اليقين من الموت.
- لا يجوز الإجهاض بأي سبب و لا في أي وقت، فبمجرد إندماج الحيوان المنوي بالبويضة، يصبح الجنين حيا، و لا يجوز قتله إلا بالحق.
- التقية جائزة بمجرد شعور الفرد بالخطر.
- عمل التماثيل و الصور الفنية لبشر أو حيوان، جائز، و كذلك الإحتفاظ بها.
- زواج المتعة حلال، و لكن عدته هي عدة الزواج.
- يجوز أقامة مساجد فوق قبور الأنبياء و الصالحين، و الصلاة بها مقبولة، و لكن لا يجوز التعبد لأولئك الأموات.
المنهاج التعليمي للقراء المزيانية الظاهرية:
درج القراء المزيانية الظاهرية على منهاج تعليمي بسيط و عملي ميزهم عن سائر المذاهب و الفرق و الطوائف الإسلامية الأخرى، و هذا المنهاج يعتمد على مبدأ تلقي الأسئلة و الإجابة عليها. بهذا تعم الفائدة و يخرج العلم عن الإطار النمطي الذي يضعه فيه البعض، عن طريق توجيه المحاضرات الجافة التي ربما لا تلبي ما يحتاجه الإنسان في حياته العملية أو ربما لا تجيب عن أسئلة نظرية تدور بخلد البعض. مبدأ القراء المزيانية الظاهرية التعليمي هو: خير أن تسأل فتسلم من أن تخجل فتأثم.
الشعار و العلم و المرجعية:
يتخذ القراء المزيانية الظاهرية من الآية الكريمة: فإذا قرأناه فاتبع قرآنه- القيامة18، شعارا، كما يرفع القراء المزيانية الظاهرية علما خاصا بهم، مستطيل الشكل، أبيض اللون، مكتوب عليه الأية الكريمة، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، و ذلك بخط أسود، و ذلك تمييزا لهم، و مرجعية القراء المزيانية الظاهرية هي المشيخة العامة للقراء المزيانية الظاهرية، الممثلة لعلماء القراء المزيانية الظاهرية، و كبار مشايخهم منحصرين اليوم في عائلة عبد الرحمن مزيان، أي نسل الشيخ المؤسس لهذا الفرع من القراء، على إن عضوية المشيخة مفتوحة لأي فرد يؤمن بالمذهب و يثبت تفقهه في العلم، و من علمائهم التاريخيين الكبار الشيخ محمد بن عبد الرحمن أبو زيان المراكشي.
المراجع:
- أغلب كتب المذهب غير مطبوعة و غير متداولة و أغلب عملية التعليم لأبناء المذهب تتم شفاهة و بالحوار و النقاش.
- الشيخ / أحمد مزيان، آل الإمام الشيخ/ عبد الرحمن مزيان رضي الله عنه - أحكام الإسلام من القرآن - الكتاب متداول بين القراء المزيانية الظاهرية.
- دكتور/ عبد الله خورشيد البري - أوراق مصرية - دار الهلال - 1985 - القاهرة - مصر.
ملاحظة:
المعلومات الواردة تعبر عن رأي القراء المزيانية الظاهرية، و تعتمد على مراجعهم و التي تخالف رأي المراجع التاريخية المتعارف عليها لدى كل من السنة و الشيعة.