محمود شكري الالوسي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ولد العلامة محمود شكري الالوسي في بغداد 1273 هجرية (الموافق 1856 ميلادية) و توفي فيها في عام 1342 هجرية (الموافق 1942 ميلادية).يتنمي الى الاسرة الآلوسية المعروفة في العراق و التي تعود الى مدينة آلوس الصغيرة في اعالي الفرات ، غرب العراق ، محافظة الانبار حاليا. كان جده المباشر هو ابو الثناء محمود شهاب الدين الالوسي صاحب تفسير "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السبع المثاني" .و عرف عن والده و اعمامه حب الادب و التفقه مع ميل للتصوف. لكن محمود شكري اخذ بنزعة عقلانية عالية جعلته اقرب لدعاة السلفية الاصلاحيين في عصره مثل رشيد رضا و محمد عبدة . و قد وصفه رشيد رضا بأنه " ناصر السنة ، قامع البدعة ،علامة المنقول و دراكة المعقول ، دائرة المعارف الاسلامية، نبراس الامة العربية". عاش حياته بين التدريس و التأليف ، و ساهم بأنشاء و تحرير اول جريدة في بغداد"الزوراء". كذلك ساهم في امداد المقالات و البحوث لمجلات مثل "المقتبس " و "المشرق" و "المنار" و "مجلة المجمع العلمي العربي". اصطدمت نزعته السلفية العقلانية و محاولاته الاصلاحية ، ومحاربة الخرافات و البدع ، وترويجه لمؤلفات ابن تيمية ، اصطدمت بالحزب الصوفي المسيطر على الدولة العثمانية آنذاك. فعاداه ابو الهدى الصيادي و كاد له ، و جعل من عبد الوهاب باشا يأمر بنفيه ، فنفي بالفعل لكنه ، في طريق المنفى، مر بالموصل ، فأستبقاه اهلها هناك و توسطوا من اجل الغاء النفي. عندما احتل البريطانيون العراق حاولوا ان يحاسنوه تقربا لمكانته و مكانة اسرته عند الناس.فعرضوا عليه منصب الافتاء العام ، فرفض و عف مفضلا المبدأ على المنصب. من اهم مؤلفاته "ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة" و فيه محاولة للمطابقة بين القرآن و العلوم الفلكيين المعاصرة له. , و في الكتاب تأكيد لفكرة ان صحيح المنقول لا يعارض صريح المعقول.و من كتبه المهمة كذلك " فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية للأمام محمد بن عبد الوهاب" و قد طبع بأسم "مسائل الجاهلية". و كذلك كتاب "غاية الاماني في الرد على النبهاني" –و فيه يتناول المسائل المتنازع عليها بين دعاة التجديد السلفي و معارضيهم ، مع ميل للدفاع عن ابن تيمية كلما سنحت الفرصة. له ايضا "بلوغ الارب في احوال العرب" ، " عقوبات العرب في الجاهلية و حدوده " و "تاريخ نجد". كما كان له فضل كبير في نشر مؤلفات ابن تيمية و ابن القيم نشرا و طبعا و تحقيقا. يعد الالوسي بكل هذا النشاط واحدا من دعائم مدرسة التجديد السلفي .و كانت له صلة وثيقة بحامل لواء هذه المدرسة ، جمال الدين الافغاني.