الحجاب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مقدمـــــــة

حمدا لله وشكرا أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وصلاة وسلاما على من علمنا كيف نعطر ألسنتنا بذكر الله حين نصبح وحين نمسي أما بعد فان حياتنا الدنيا ما هي إلا أيام وليالى ودقائق وثوان تمضى متتابعة حاملة معها بصماتنا وتحركاتنا وأقوالنا وأفعالنا وإذا هي النهاية سجل لنا أو علينا وصحائف شاهدة بما قدمنا وخير ما يساعدنا على إحسان القول والعمل أن يكون لنا منهاج من السنة نسير على هداه وان يكون لدينا من الكلم الطيب ما يتيح لنا أن نعطر ألسنتنا بذكر الله حتى نلقى الله على خيـــــــر أما بعد فالحمد لله رب العالمين فالحمد لله الذي نعصيه لليل نهار ولكنه الله الغفار والحمد لله الذي سخر لنا الأنهار فبحول الله وقوته سنكتب بعض الكلمات ونتعرض فيها للحجاب وهذه المسألة التي احتدم الخلاف عليها في هذه الآونة الأخيرة وأرجو من الله عز وجل أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه إنه ولى ذلك والقادر علية وسنتعرض إن شاء الله لبعض الآراء مع بيان أدله القائلين بعدم الوجوب والرد عليها راجين المولى عز وجل أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه

"قال تعالى " ( ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين) (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين) ( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) ( ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ) ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رءوف رحيــــــــــــم) عرض لأدله وجوب الحجاب سنبدء الآن في استعراض الأدلة الدالة على وجوب الحجاب وسنبدأ الحديث باستعراض بعض ما ذكره الإمام أبى ذر القلمونى في كتابة ففـــــــــــروا إلى الله واليكى أخيه " قال الأمام رحمه الله في مجمل ما ذكره في كتابه وبما أننا الآن بصدد ذكر الآدله الدالة على الوجوب فسنستعين بما ذكره من أدله الوجوب ثم إن شاء الله سنستعرض أدله المبيحين والرد عليها واليكى اخية

  • قال صاحب الدر المختار من الحنفية وتمنع المرأة الشابة من كشف الوجه بين الرجال لا لأنه عورة بل لخوف الفتنه ولا يجوز النظر إليه بشهوة

وهكذا فقد ثبت الإجماع عند جميع ألائمه ( سواء من يرى منهم أن وجه المرأة عورة كالحنابلة والشافعية ومن يرى أنه ليس بعورة كالحنفية والمالكية ) أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنه بأن كان من حولها من ينظر إليها بشهوة ومن ذا الذي يستطيع أن يزعم أن الفتنه مأمونة اليوم وأنه لا يوجد في الشوارع من ينظر إلى وجوه النساء بشهوة وقوله تعالى( وإذا سألتموهن متاع فسألوهن من وراء حجاب ) إذ أن هذا يدل على أن سؤال أي شيء منهن يكون من خلف ستر يستر الرجال عن النساء والنساء عن الرجال وما ذكر وما ذكر من سبب نزول الايه يقرر هذا الأمر ويؤكده واليكى هذا المثال الرائع الذي يدل على التربية المحمدية التي تربت على يد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) قال محمد بن سيرين ثبت أنه قيل لسوده بنت زمعه زوج النبي صلى الله عليه وسلم مالك لا تحجين ولا تعتمرين كما تفعل إخوتك فقالت قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي فوا لله لا أخرج من بيتي حتى أموت قال فوا لله ما خرجت من باب حجرتها حتى خرجت جنازتها )

  • وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى ( يدني عليهن من جلابيبهن) فقال تغطى وجهها من فوق رأسها بالجلباب وتبدى عينا واحدة ومثله ما روى عن الصدى وعبيدة والسلمانى واليكى اخية أراء المذاهب الأربعه في المسألة

1-مذهب المالكية أنه لا يجوز النظر إلى شيء من بدن المرأة لا إلى الوجه ولا إلى الكفين ولا إلى غيرهما ولا يجوز للمرأة إبداء الوجه والكفين للأجانب وقد صرح ابن المنير المالكي بذلك بقوله إن كل بدن الحرة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة وتحمل الشهادة وقال القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه أحكام القرآن في قوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاع فسألوهن من وراء حجاب )أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب في حاجه تعرض أو مسألة يستفتى فيها والمرأة كلها عورة بدنها وصوتها فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة كالشهادة أو داء يكون ببدنها 2- مذهب الشافعية انه لا يجوز النظر إلى شيء من بدن المرأة لا الوجه ولا الكفين ولا يجوز للمرأة إبداء شيء من بدنها للأجانب إلا لضرورة قال الإمام النووي:ويحرم نظر فحل بالغ إلى عورة حرة أجنبيه وكذا إلى وجهها وكفيها عند خوف الفتنه وكذا عند الآمن على الصحيح 3- مذهب الحنابلة أنه لا يجوز النظر إلى شيء من بدن المرأة لا الوجه ولا الكفين ولا يجوز للمرأة إبداء شيء من بدنها للأجانب إلا لضرورة قال أحمد ظفرها عورة فإذا خرجت فلا تبين شيئا ولا خفيها فإنه يصف القدم وأحب أن تجعل لكمها زرا عند يدها 4-مذهب الحنفية لخصه الكسانى بأنه يجوز النظر إلى الاجنبيه إلى وجهها وكفيها لأنهما من الزينة الظاهرة التي رخص الله النظر إليها وهذا كله عند أمن الفتنه أما عند خشيه الفتنه فلا يجوز إبداء أي منهما لقوله صلى الله عليه وسلم ( العينان تزنيان) وجاء في الدر المختار وتمنع المرأة الشابة من كشف الوجه بين الرجال لا لأنه عورة بل لخوف الفتنه كمسه وقال أبو بكر الجصاص من الحنفية عند قوله تعالى ( يدني عليهن من جلابيبهن) في هذه الآيه دلاله على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها من الآجنبى وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب فيهن وبالجملة

  • فقد اتفقت مذاهب الفقهاء وجمهور الأئمة على أنه لا يجوز للنساء الشواب كشف الوجه والأكف بين الأجانب ويستثنى فيه العجائز لقوله ( والقواعد من النساء ) والضرورات مستثناة من الجميع بالإجماع

وقال القاضي البيضاوي ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) قال فيما مغزاه وهو الحلي والثياب لان في سترها حرج والمستثنى هو الوجه والكفان لأنهما ليستا بعورة والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة وتحمل الشهادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تتنقب المحرمة ولا تلبس القفازين" رواة البخاري وهذا يعنى أن غير المحرمة تتنقب بأن تستر الوجه وتستر اليدين بأن تلبس القفازين ومع ذلك فإن المرأة المحرمة إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبا منها فإنها تسدل الثوب فوق رأسها على وجهها روى ذلك عن عثمان وعائشة وبه قال عطاء ومالك والثوري والشافعي وغيرهم

  • قال ابن القيم الجو زى في قوله تعالى( يدني عليهن من جلابيبهن)أي يغطين رؤوسهن ووجوههن ليعلم أنهن حرائر
  • قال أبو حيان في البحر المحيط وقوله تعالى ( يدني عليهن من جلابيبهن)شامل لجميع أجسادهن أو المراد بقوله ( عليهن) أي على وجوههن لان الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه

قال أبو السعود في تفسيره على هامش الرازي ج6ص801* أي يغطين بها وجوههن وأبدانهن إذا برزن لداعية من الدواعي

  • وقال أبو بكر الرازي ( الجصاص)

( يدني عليهن من جلابيبهن)دلاله على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الآجنبين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب وفى تفسير الجلالين ج2* ( يدني عليهن من جلابيبهن)الجلابيب جمع جلباب وهى الملاءة التي تشتمل بها المرأة قال بن عباس أمر الله نساء المؤمنين أن يغطين رؤؤسهن ووجوههن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهن حرائر

  • وفى تفسير الطبري ج12

عن ابن سيرين أنه قال سألت عبيدة السلمانى عن قوله تعالى ( يدني عليهن من جلابيبهن)فرفع ملحفة كانت عليه فتقنع بها وغطى بها رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر وروى ذلك عن ابن عباس

  • وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين

أثابه الله ورحمه وقد ذكرما ذكرناه سابقا من الآدله ولكنه رحمه الله عليه أضاف الاتى قوله تعالى ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )يعنى لا تضرب المرأة برجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل فإذا كانت المرأة منهيه عن الضرب بالأرجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف يكشف الوجه فأيما أعظم فتنه أن يسمع خلخالا بقدم امرأة لا يدرى ما هي وما جمالها لا يدرى أشابه هي أم عجوزة ولا يدرى أشوهاء هي أم حسناء أيما أعظم فتنه هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلئ شبابا ونضارة وحسنا وجمالا وتجميلا بما يجلب الفتنه ويدعوا إلى النظر إليها إن كل إنسان له إربه في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء

  • وقوله تعالى (غير متبرجات بزينة) دليل أخر على وجوب الحجاب على الشابة التي ترجوا النكاح لان الغالب عليها إذا كشفت وجهها أن تريد التبرج بالزينة وإظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحهم إياها ونحو ذلك ومن سوى ذلك نادر والنادر لا حكم له" وقد ذكر رحمه الله عدد من الآدله التي وردت في السنه نختار منها خشيه الإطالة هذا الحديث ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الفجر فيشهد معه نساء المؤمنين متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس ؛ وقالت لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها وقد روى نحو ذلك عبد الله بن مسعود والدلالة في هذا الحديث من وجهين

أحدهما أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز وجل وأعلاها أخلاقا وأدبا وأكملها إيمانا وأصلها عملا فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان كما قال تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)فإذا كانت تلك طريقه نساء الصحابة فكيف بنا أن نحيد عن تلك الطريقة، الثاني أن عائشة أم المؤمنين وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وناهيك يهما علما وفقها وبصيرة في دين الله ونصحا لعباد الله اخبرا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من المساجد وهذا في زمان القرون المفضلة تغيرت الحال عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم إلى حد يقتضى منعهن من المساجد فكيف بزماننا هذا بعد نحو ثلاثة عشر قرنا وقد اتسع الأمر وقل الحياء وضعف الدين في قلوب كثير من الناس وعائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فهما ما شهدت به نصوص الشريعة الكاملة من أن كل أمر يترتب عليه محظور فهو محظور::: هذا واعلمي أخيه أن العلماء قد أوردوا شروطا للحجاب الشرعي حتى يكون ملائما أخيه ألا تحبين أن تحشري مع عائشة وخديجة وغيرهم من أمهات المؤمنين فالمرء يحشر مع من أحب أم تحبين أن تحشري مع ........... فاختاري أيتها الحبيبة الغالية وهذه الشروط 1-أن يكون الحجاب ساترا لجميع البدن 2-أن يكون كثيفا غير رقيق 3-ألا يكون زينه في نفسه أو مبهرجا ذا ألوان جذابه يلفت الأنظار 4-أن يكون فضفاضا غير ضيق لا يشف عن البدن ولا يجسم العورة 5-ألا يكون الثوب معطرا فيه إثارة للرجال 6-ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال أومما يلبسه الرجال لحديث النبي (لعن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسه المرأة والمرأة تلبس لبس الرجل ) وهذا أخيه فيه دلاله على تحريم لبس البطالون للمرأة 7-ألا يشبه لباس الكافرات 8-ألا يكون لبس شهرة يقصد به الاشتهار واليكى أخيه هذه الفائدة التي وردت في كتاب روائع البيان للشيخ الصابوني أثابه الله يطلب من المسلم أن يعود بناته منذ سن العاشرة على ارتداء الحجاب الشرعي حتى لا يصعب عليهن بعد ارتداؤه وإن لم يكن الآمر على وجه ( التكليف)وإنما على وجه التأديب قياسا على أمر الصلاة (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)

  • وفى كتاب المرأة المسلمة للشيخ وهبي سليمان غلوجى ويؤمران :الوالدان: بستر ابنتهما أذا بلغت أن تشتهى لما سبق وقدر حد الشهوة من التاسعة عادة وقدر حد المراهقة من الثانية عشرة عادة وقد تتقدم وخاصة في المجتمعات المثيرة للشهوات

ويا حبذا لو عود المسلم ابنته على الحجاب من صغرها حتى يكون من فطرتها : وحتى لا نسمع ما يقال الآن من ضعاف الإيمان والنفوس انه يعوقني وأنه يؤثر على نفسي وحركتي والجو قد يكون حار فكيف تكون رائحتي وشكلي وأنا أتصبب عرقا أقول لكي أخيه أيتها الحبيبة الغالية أننا نحتسب كل قطرة عرق مكنى أن تغسلك من خطاياكى وتزيدك إيمانا وثوابا على ثواب والله إنه فعلا " لمن كان له قلـــب"

  • أخيـــرا أدله مبيحي كشف الوجه والكفين والرد عليها بعون الله وفضله
  • الدليل الأول ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) حيث قال بن عباس رضي الله عنهما هي وجهها وكفاها والخاتم قال الأعمش عن سعيد بن جبير عنه وتفسير الصحابي حجه كما تقدم

الـــــــــرد* عن تفسير بن عباس ثلاثة أوجه الأول محتمل أن مراده أول الأمرين قبل نزول أيه الحجاب كما ذكره شيخ الإسلام

  • الثاني يحتمل أن مراده الزينة التي نهى عن إبدائها كما ذكره ابن كثير في تفسيره ويؤيد هذين الاحتمالين تفسيره رضي الله عنه قوله تعالى ( يدني عليهن من جلابيبهن) كما سبق بوجوب ستر الوجه والكفين
  • الثالث إذا لم نسلم أن مراده أحد هذين الاحتمالين فإن تفسيره لا يكون حجه يجب قبولها إلا إذا لم يعارضه صحابي أخر فإن عارضه صحابي أخر أخذ بما ترجحه الآدله الأخرى وابن عباس رضي الله عنهما قدعارض تفسيره تفسير ابن مسعود رضي الله عنه حيث فسر قوله ( إلا ما ظهر منها) بالرداء والثياب وما لابد من ظهورة
  • الدليل الثاني ما رواة أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه
  • الـــــــرد

هذا الحديث ضعيف من وجهين *الأول* الانقطاع بين عائشة وخالد بن دريك الذي رواة عنها كما أعله بذلك أبو داود نفسه حين قال خالد بن دريك لم يسمع من عائشة وكذلك أعله أبو حاتم الرازي : الثاني* أن في اسنادة سعيد بن بشير النصرى نزيل دمشق تركه ابن مهدي وضعفه أحمد وابن معين وابن المدينى والنسائي وعلى هذا فالحديث ضعيف لا يقاوم ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الدالة على وجوب الحجاب وأيضا فان أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها كان لها حين الهجرة سبع وعشرون سنه فهي كبيرة السن فيبعد أن تدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق تصف منها ما سوى الوجه والكفين والله أعلم ثم على تقدير الصحة يحمل على ما قبل الحجاب لان نصوص الحجاب ناقله عن الأصل فتقدم عليه

  • الدليل الثالث

ما رواة البخاري وغيرة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أخاه الفضل كان رديفا للنبي صلى الله عليه وسلم في حجه الوداع فجاءت امرأة من خثعم فجعل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الأخر ففي هذا دليل على أن هذه المرأة كاشفه وجهها

  • الــــــرد

وعن حديث بن عباس بأنه لا دليل فيه على جواز النظر إلى الاجنبيه لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر الفضل على ذلك بل حرف وجهه إلى الشق الأخر ولذلك ذكر النووي في شرح هذا الحديث في صحيح مسلم بأن من فوائد هذا الحديث تحريم نظر الاجنبيه وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري في فوائد هذا الحديث وفيه منع النظر إلى الأجنبيات وغض البصر قال عياض وزعم بعضهم أنه غير واجب إلا عند خشيه الفتنه قال وعندي أن فعله صلى الله عليه وسلم إذ غطى وجه الفضيل كما في الرواية فأن قيل فلماذا لم يأمر النبي المرأة بتغطيه وجهها فالجواب أن الظاهر أن المرأة كانت محرمه والمشروع في حقها إلا تغطى وجهها إذا لم يكن أحد أن ينظر إليها من الأجانب أو يقال لعل النبي أمرها بعد ذلك فان عدم نقل أمرة بذلك لا يدل على عدم الأمر إذ عدم النقل ليس نقلا للعدم وروى مسلم وأبوا داود عن جرير بن عبد الله البجلى رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال ( اصرف بصرك) أو قال فأمرني إن اصرف بصرى الدليل الرابع * ما أخرجه البخاري وغيرة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة العيد ثم وعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال ( يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر حطب جهنم ) فقامت امرأة سفعاء الخدين الحديث ولولا أن وجهها مكشوف ما عرف أنها سفعاء الخدين الــــــــرد وعن حديث جابر بأن لم يذكر متى كان ذلك فإما أن تكون هذه المرة من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا فكشف وجهها مباح ولا يمنع وجوب الحجاب على غيرها أو يكون قبل نزول أيه الحجاب فإنها كانت في سورة الأحزاب سنه خمس أو ست من الهجرة وصلاة العيد شرعت في السنه الثانية من الهجرة

  • خاتــــمه

أدعو الله العلى القدير أن يهدينا إلى الطريق المستقيم وان يمن علينا بالهدايه والتوبة فالله وعد بقبول التوبة ودعانا للمسارعة بها أخيه أيتها الحبيبة الغالية التي أعزك الإسلام بالحجاب اعلمي أن التحضر والتقدم ليس في أجساد عارية تفترسها العيون الجائعة وليس في هذا العرى الصارخ الذي تحزن له القلوب واعلمي أن الإسلام كالصدفة التي تحمى اللؤلؤة من الخائنين والمخنثين فهل تقبلي أن تكوني اللؤلؤة والإسلام هو حاميكى ادعوا الله أن تقبلي فاللهم اهدي نساءنا وبناتنا إلى طريق الخير والى الحجاب أخيرا أرجوا بالله عليكم الدعاء بالله عليكم ارجوا الدعاء وادعوا الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم وأن يجنبنا الرياء ولا بئس في نشرها وإهدائها والله الموفق وأرجو الدعاء بصدق أيها الأحباب