ابن رشد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

لوحة لإبن رشد لأندريا بولينوتو (القرن 14م)
تكبير
لوحة لإبن رشد لأندريا بولينوتو (القرن 14م)

محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي أبو الوليد " الحفيد " ( 1126-1198م = 520- 595 هـ )، المعروف بابن رشد، ولد في قرطبة بالاندلس، من أسرة عرفت بالعلم والجاه. وتوفي في مراكش. ان ابن رشد يعد في حقيقة الأمر ظاهرة علمية عربية متعددة التخصصات، فهو فقيه مالكي، وقاضي القضاة في زمانه، وطبيب نطاسي تفوق على أساتذته حتى ان أستاذه ابن زهر قال عنه: "ابن رشد أعظم طبيب بعد جالينوس"، وإضافة إلى ذلك فيلسوف عقلاني شهير.

[تحرير] مشكلته مع السلطان أبو يوسف يعقوب

ذهب المؤرخون في أشباب نقمة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور، على ابن رشد، مذاهب شتى:

  • ذكر المراكشي أن السبب في ذلك أن ابن رشد " كان قد صنف كتاباً في الحيوان وذكر فيه انواع الحيوان ونعت كل واحدٍ منها، فلما ذكر الزرافة وصنفها، قال (ورأيت الزرافة عند ملك البربر) يعني المنصور، فلما بلغ ذلك المنصور، صعب عليه، وكان ذلك سبباً في نقمته عليه وإبعاده ".
  • كذلك يذكر المراكشي أن خصوم ابن رشد أطلعوا المنصور على عبارة كتبها ابن رشد في أحد شروحه يقول فيها أن كوكب "الزهرة أحد الآلهة" وفصلوا العبارة عما سبقها، وأوهموه أن قائلها هو ابن رشد، وأنه بذلك مشرك بالله !
  • ويُذكر أن مقولات ابن رشد بين العامة كانت سببا في نقمة الناس عليه وبالتالي السلطان، ومما يروى عنه كما يذكر الأنصاري : أنه لما شاع في المشرق والأندلس على ألسنة المنجمين أن ريحاُ عاتية تهب في يوم كذا وكذا، وفي تلك المدة تهلك جميع الناس. واستفاض ذلك حتى أشتد خوف الناس منها، وأخذو يعدّون الملاجئ والأنفاق تحت الأرض اتقاء للريح. ولما انتشر الحديث بها وعمّ البلاد، استدعى الوالي طلبة قرطبة وبينهم ابن رشد وابن بندود، فتكلم الإثنان في شأن هذه الريح من جهة الطبيعة وتأثيرات الكواكب، فقال ابن بندود : " إن صح أمر هذه الريح فهي ثانية الريح التي أهلك الله تعالى بها قوم عاد، إذ لم تُعلم ريح بعدها يعم هلاكها". فلم يتمالك ابن رشد، فقال : " والله، وجود قوم عاد ما كان حقا ! فكيف بسبب هلاكهم ! " , فأسقط في يد الحاضرين وأكبروا هذه الزلة التي لم تصدر إلا عن صريح تكذيب بالقرآن.