مستخدم:نوئيل عيسى

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قصة قصيرة

                           فينا

كان الوقت ليلا ..الكلاب السائبة منتشرة هنا وهناك .. تتلقف المارة تارة ووتتلقف بعضها البعض تارة اخرى .. تحت احدى اعمدة الضياء تقف ترقب الشارع لاتنبس ببنت شفة ساهمة فيما حولها وكانها غارقة في لجة افكارها .. يلفها ظلام دامس لايتبين منها شئ والمار بها يعتقدها عمود اخر سمر كدعامة لعمود الضياء.


كان الليل في هزيعه الاول والناس في حركة دائبة الكل عائد الى ماواه يريد اللحاق قبل ان تنفث السماء مطرا ..الهررة تسير بمحاذاة الجدران خائفة متوجسة من هجمات الكلاب السائبة كانت فينا تلاحقهم بين الفينه والفينه بنظرات معزية وهي تعلم في اعماق فكرها انها تحاول الهرب من الكلاب. اخرجت فينا لفافة تبغ واشعلتها ..سمعت صوتا من خلفها يتمتم - عاهرة تدخن سكائر؟ تمنت لو ان لديها عربة صغيرة تستطيع التنقل بها هنا وهناك على هواها دون ان تلقى مضايقة من المتسكعين الاغبياء تركت المكان واخذت تسير الهوينا متجهة نحو الجسر الجديد تريد عبوره الى الجهة الاخرى الا انها في اخر لحظة بدلت رايها واتجهت نحو اعدادية الشرقية وتوقفت تحت السقيفة متكاة على احدى الدعامات المرمرية تدخن وترقب المارة حين اقتربت منها عربة خيل وتوقفت بغتة عندما سحب السائق لجام الاحصنة الى الخلف محدثا بفمه صوتا فيه لكنة امر -هوش من خلال الظلمة ومن المقعد العريض في العربة انبرى احدهم بصوت رقيق يستدعيها -فينا لم تتاكد من هو صاحب الصوت الا انها اسرعت والقت بنفسها على المقعد الصغير في الجهة المكشوفة من العربة وهمست -شكرا في نفس الوقت الذي صرخ فيه السائق بعنجهية وشئ من التهور وهو يرخي للخيل لجامها -هاه ياوحش يلا التفتت فينا الى السائس وهتفت به كانها لمست مافي كلامه من نبرة تهكم -ياجبان لم تتلقى الاجابة لكن السائق اطلق العنان لخيله بضربات سوط مسموعة يلعلع صوتها في جوف الليل هتفت به اخرى وكانها تؤنبه -اضرب نفسك هكذا يارجل لانك احوج منها للسياط واخيرا انبرى صاحب الدعوى الذي يجلس في مقابلتها قائلا بكل هدوه -اهدائ عزيزتي فينا وفجاة احتصن يدييها وجرها الى الداخل بجانبه على المقعد الوثير وقبل ان تصحو من المفاجاة كان قد لف ذراعه اليسرى حول كتفيها وانبرى هامسا -الى اين حبيبتي احست بقشعريرة تسري في ارجاء كيانها تهزها هزا عنيفا وثمة شعور بالدف يسرى في اوصالها واجابته وهي تعجب كيف حدث ذلك ..لقد صعقت من المفاجاءة وترقرقت ماقيها بالدموع فرحا فهمست بصوت متقطع اجش -واخيرا نحن معا ..؟؟ احست بانفاسه المتلهفة المحمومة تلهب اذنها وهو يهمس لها بصوت ملؤء الحنان والشوق -الى ابد الابدين ياحياتي صرخ السائس محتجا -هاه ..هاه وتلا ذلك صوت السوط ينهال على ضهر الجياد وكان السائس يجد في ذلك متنفسا لغضبه العارم وتاكيدا لاحتجاجه على مايحدث الا ان الشاب صرخ بفرح غامر قائلا -ياعم خوشو خذنا الى دار الاب ميخائيل وتسمرت العربة في مكانها مما اجج الجوادين فصهلا وضربا اسفلت الجادة بحوافرهما محتجين على الاسلوب الذي اوقفهما به السائس ملتفتين اليه كانهما يودان البصق في وجهه كيلا يعيد الكرة معهما وسمع صوت العم خوشو فرحا مستبشرا كله سعادة وفرح محتجا بنفس الوقت -افي مثل هذه الساعة ياولد ؟؟ اجابه الشاب - وعد منه متى اتيته بفينا سيعقد قراننا ولو الدنيا تنقلب راسا على عقب ... لفت يد فينا خصر الشاب وسحبت نفسها اليه تريد ان تشعر بدفئه وحنانه وصدق دعواه والقت براسها على حافة كتفة وانسلت في حلم حلو جميل والسائق يصرخ ويسيط الجياد ان -هيا لعن الله الكراهية والحقد ياه يحث الجياد على الاسراع وبدا المطر ينهمر قطرات صغيرة ناعمة تحمل بين طياتها خير وفير لسكان المعمورة قطرات ملؤها الحب والخير والبركة


نوئيل عيسى