عهدة عمرية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
وذلك مما رواه الأئمة الحُفَّاظ عن رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: "كتبتُ لأمير المؤمنيين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام" وقلت: "بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا، [حيث قالوا فيه]: إنكم [أيها المسلمون] لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا، وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نعمل في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب منها، ولا نحيي منها ما كان خططا للمسلمين، وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار، وأن نُنْزِل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، ولا نعلِّم أولادنا القرآن، ولا نظهر شِرْكاً، ولا ندعو إليه أحدا، ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه، وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم، لا في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نحمله معنا، ولا ننقش أختامنا بالعربية، وأن نجز مقاديم رؤوسنا. وأن نلزم زِيِّنا حيثما كنا، وأن نشد الزنانير على أوساطنا، وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا، وأن لا نظهر صليبنا ولا كتبنا في شيء من طريق المسلمين ولا أسواقهم، ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا، وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين، ولا نخرج شعانين ولا بعوثا، ولا نرفع أصواتِنا على موتانا، ولا نجاورهم بموتانا، وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم". قال: "فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه": "ولا نضرب أحدا من المسلمين" شَرَطنا ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا، وقبلنا عليه الأمان، فإن نحن خالفا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا [أي مما التزمنا به]، فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق [أي القتل]" .
المصدر : البداية و النهاية لابن كثير