عبدالمجيد الأول
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عبد المجيد (23 أبريل 1823 - 25 يونيو 1861) كان سلطان الدولة العثمانية ، وخلف والده محمود الثاني في 2 يوليو 1839. بانت في عهده بوادر الضعف بسبب الحركات القومية في الإمبراطورية والتدخلات الأوروبية.
عندما خلف عبد المجيد والده محمود الثاني على العرش، كانت شؤون الإمبراطورية في حال حرجة، فعند وفاة والده كانت أخبار هزيمة جيشه الساحقة في نصيبين على يد الوالي الثائر محمد علي. كان أسطول السلطان متوجها إلى الإسكندرية في ذات الوقت، حيث سلمه القائد أحمد باشا إلى ذات الخصم، بذريعة أن مستشاري السلطان الشاب كانوا قد باعوا ولائهم لروسيا. ولكن، ومن خلال تدخلات القوى الأوروبية، كان على محمد علي الإلتزام بشروط، وأنقذت الإمبراطورية العثمانية.
[تحرير] الإقاليم العربية
فى أول عهده سلم قائد البحرية العثمانى أحمد باشا قطع الأسطول إلى محمد على فخشيت الدول الأوربية أن يتقدم محمد على ويحتل إستانبول، وعقدوا اتفاقية تحد من نفوذ محمد على وتتيح لهم التدخل وتحريض السكان. وقعت الدول الأوربية فى عهده معاهدة المضائق التى تقضى بإغلاق المضائق أمام جميع الدول بلا استثناء وذلك فى 23 جمادى الأولى عام (1257هـ). أشعلت إنجلترا وفرنسا حربًا طائفية فى لبنان فحرم الخليفة الجبل من امتيازاته ولكن إنجلترا وفرنسا اضطرته لأن يعيد للجبل امتيازاته ويعين قائم مقام درزى وآخر مارونى.
دارت فى عصره حرب القرم بين روسيا من ناحية والدولة العثمانية وإنجلترا وفرنسا والنمسا من ناحية أخرى وأسفرت عن هزيمة روسيا وفرض شروط الحلفاء التى تنفذ مصالحهم وتحفظ للدولة العثمانية بعض ماكان لها. وقامت فى عهده فتنة طائفية فى الشام بين الموارنة والدروز وقضت عليها الدولة، ولكن أوربا غضبت وأرسلت فرنسا قوات إلى بيروت عام (1277هـ) وجرى الاتفاق على أن تعوض الدولة النصارى عما خسروه وأن تمنح أهل الجبل حكومة مستقلة تحت سيادة الدولة ويرأسها رجل نصرانى لمدة ثلاث سنوات ولايحق عزله إلا برأى الدول الأوربية وتقترحه الدولة وتوافق عليه أوربا وإزاء هذه التنازلات انسحبت فرنسا من الشام فى 27 ذى القعدة عام (1277هـ) بعد عشرة أشهر وخمسة أيام من دخولها. وتوفى السلطان عبدالمجيد فى 17 ذى الحجة عام (1277هـ).
[تحرير] الإصلاحات
ملتزما بأوامر والده المستعجلة، قام عبد المجيد فورا بالإصلاحات التي كان والده محمود قد كرس نفسه لها. وفي نوفمبر 1839، أصدر مرسوما عرف بالخط الشريف غلخانه مدعما ومشددا على تلك الإصلاحات، وإستكمل المرسوم مع إنتهاء حرب القرم بقانون شبيه أصدر في فبراير 1856. وبهذه التشريعات، سن أن كل طبقات سكان السلطنة يجب أن آمنون على حياتهم وأملاكهم؛ بان تفرض الضرائب بشكل عادل وأن يطبّق العدل بشكل نزيه. وأن يكون للجميع حرية الإعتقاد الكاملة وحقوق مدنية متساوية. عارضت الطبقات الحاكمة المسلمة والسلطات الدينية المخطط معارضة قوية، ولم يطبق إلا بشكل جزئي، وخاصّة في المناطق البعيدة عن مركز السلطنة؛ وقامت على إثرها أكثر من مؤامرة هددت حياة السلطان.
التعديلات الإصلاحية الأوضح التي قام بها عبد المجيد إشتملت على:
- تسمية النشيد الوطني العثماني على إسمه.
- إعادة تنظيم الجيش (1843-1844).
- تأسيس مجلس لل public instruction (1846)
- إلغاء ضريبة الأعناق (الجزية).
- إلغاء تجارة العبيد.
- بنود متعددة لتحسين إدارة الخدمات العامة والتطوير المالي.
[تحرير] منع العمامة
تعديل آخر لافت للإنتباه كان المنع الرسمي للعمامة لأول مرة خلال فترة حكم عبد المجيد، وشاع الطربوش. كما تم تبني الأزياء الأوروبية بالكامل من قبل المحكمة.
عندما لجأ الهنجاري كوسوث وآخرون إلى تركيا بعد فشل الثورة في هنغاريا عام 1849، طالبت كلم من النمسا وروسيا من السلطان تسليمهم، ولكنه رفض "بحزم وشجاعة". كما أنه لم يسمح بإعدام المتآمرين على قتله.
توفي عبدالمجيد الاول عام 1861 وخلفه أخوه عبد العزيز، أكبر أفراد عائلة آل عثمان الأحياء. كما ترك عدّة أبناء، من بينهم إثنان وصلا إلى سدّة الحكم لاحقا هما مراد الخامس وعبد الحميد الثاني. وخلال فترة حكمه إستخدمت القروض الخارجية بشكل متهور، زادت بشكل فاق الحد في العهود اللاحقة وبسبب التخلف عن الدفع وتراكمها، الأمر الذي أدى لاحقا إلى إنعدام التعاطف الأوروبي مع تركيا وأدى بشكل غير مباشر إلى خلع ومقتل عبد العزيز.
→ سبقه محمود الثاني |
سلاطين عثمانيون |
خلفه ← عبدالعزيز الاول |