حسكة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الحسكة هي مدينة تقع في الشمال الشرقي من سوريا . تعتمد على الزراعة و تشتهر بزراع القمح وهي الاكبر منحيث النتاج في سوريا وثاني اكبر انتاج من محصول القطن. يعد 30% من سكان الحسكة خارج سوريا واكثرالمهاجرين هم من الأكراد والذين يشكلون 70% من عدد السكان. أن تاريخ الحسكة يرتبط فى عراقته بتاريخ بلاد مابين النهرين حيث قسم المؤرخون عالم هذه البلاد إلى سومر وأكاد فى الجنوب الشرقي، وعيلام فى الشمال الشرقى وعمورو ـ بلاد العموريين ـ فى الجنوب الغربي، وسوبارتو فى الشمال الغربى، ويقع وادي الخابور ضمن مملكة سوبارتو التى كانت تمتد من مدينة عيلام فى بلاد الرافدين إلى جبال طوروس، وقد عثر فى لوحات جغرافية محفوظة فى المكتبة الملكية لآشور بانيبال على لفظة "سوبارتو التي كانت مهد المدنية وحضارات قديمة متلاحقة، حيث خضعت المنطقة للحثيين الذين استولوا تدريجياً على القسم الغربى من سوبارتو، وبعدهم حكمها الميتانيون الذين أسسوا دولة فى الجزيرة جعلوا عاصمتها مدينة "واشوكانى"، عند ينابيع الخابور، إلا أن الآشوريين قوضوا الدولة الميتانية، ودمروا عاصمتها واشوكانى، من غير أن يتمكنوا من الاستقرار وذلك بسبب الحروب المتواصلة بينهم وبين الحثيين وشعوب أخرى، مما مهد لظهور الدولة الآرامية فى منطقة الجزيرة، حيث استطاع أحد الشيوخ الآراميين بناء دولة جديدة على أنقاض دولة ميتانى المنهارة فاختار مدينة "غوزانا" فى تل حلف عاصمة لدولته، ثم عاد الآشوريون فى غزوة ثانية للمنطقة وتمكن "تغلات فلاصر الأول" من تدمير غوزانا، إلا أن الآراميين ما لبثوا أن حسروا نفوذ الآشوريين من جديد، وأعادوا بناء دولة آرامية جديدة تحت حكم "أبى سلمو" رئيس غوزانا، وهو الاسم الذى أطلق على بلاد الخابور فى العهد الاشورى، ثم عاد الآشوريون مرة أخرى لاخضاع المنطقة، إلى أن قضى عليهم الفرس الميديون عام 606 ق.م. وفى عام 332 ق.م، تمكن اليونانيون بقيادة الاسكندر المقدونى من فتح البلاد، ثم حل محلهم الرومان عام 64 ق.م، حيث كان لمدينتى نصيبين ورأس العين شأن كبير فى عهد الامبرطور "تيودريوليوس .
أما حضارياً فتشير المصادر التاريخية إلى أن الاستقرار البشري فى محافظة الحسكة يعود إلى الألف الثامن ق.م. وقد لعبت جغرافية المنطقة الخصبة دوراً هاماً فى اجتذاب الشعوب ـ السوبارتية والأكادية والامورية والحورية والحثية والميتانية والاشورية والارامية والاغريقية والرومانية والفارسية والعربية، مما جعل حضارة المنطقة التى ترتقى فى القدم الى ما قبل الالف السادس ق.م، حيث تتسم بالغنى والتنوع، وهو ما أثبتته المكتشفات الأثرية المتتابعة، وتكاد أغلب المواقع الاثرية تتوضع فى التلال المنتشرة على ضفتي الخابور. وقد وثقت أغلب الأوابد ومراكز الاستيطان فى النصوص المسمارية والاشورية القديمة ومن أشهر المواقع الاثرية المكتشفة: تل حلف "غوزانا": ويقع جنوبي مدينة رأس العين، وفيه أظهرت التنقيبات طبقات حضارية ومنحوتات بازلتية كانت تزين جدران مبانى المعبد والقصر، كما عثر على لقى فخارية ومجموعات من الخزف الملون تعود الى الالفين الرابع والخامس ق. م . تل براك "ناجار": يرجح بعض الاثاريين أن يكون اسم موقع تل براك مستمد من "لاكورس بيراكى" المدون فى لوحة بوتغنر لاسماء المدن والمواقع الشهيرة للامبراطورية الرومانية، حيث أظهرت الحفريات ست طبقات حضارية متعاقبة وأبنية مثل معبد العيون قصر الملك "نارام سين" كما أظهرت لقى فخارية وتماثيل وأختاما أسطوانية ذات دلالات أسطورية . تل عجاجة "عرابان": يقع جنوب يالحسكة، وكان يعد مركزاً حدودياً فاصلاً بين امبراطوريتى الروم والفرس. وتشير النصوص المسمارية الى أن هذا التل يعرف باسم مدينة "شاديكانى". ويضم التل آثار أهم مدينة من مدن حوض الخابور فى العصر العباسى. تل حطين "شاغر بازار": ويقع شمال الحسكة، وقد أظهرت المكتشفات خمس عشرة طبقة حضارية متعاقبة، ومن أهم ما عثر عليه رقم طينية هامة فى تاريخ الشرق القديم وحضاراته . تل ليلان "شبات انليل": يقع جنوب القامشلى على مسافة 25 كم، في منطقة مثلث الخابور، وقد أظهرت التنقيبات الاثرية طبقات حضارية تعود الى الالف السادس ق.م، وسور المدينة والمعبد والقصر، ورقماً طينية وأختام أسطوانية واثارا فخارية مختلفة. تل برى "كحت": يقع على بعد 8كم شمال تل براك على الضفة الشرقية للجغجغ، وقد عثر فيه على نقشين حجريين، ساعدا على معرفة الموقع "كحت" الذى كان عام 885 ق.م . تل موزان "أوركيش": يقع بين مدينتى عامودا والقامشلي، وقد أظهر التنقيب أسوار مدينة، من أهم مدن حوض الخابور فى بداية الالف الثانى ق.م. كما أظهر أطلال مبنى حجري وطبعات أختام واثاراً متنوعة هامة. تل الخوير: يقع بين مدينتي رأس العين وتل أبيض. وقد أظهرت التنقيبات مبنى معبد حجري ومنشآت معمارية ومكتشفات فخارية وعظمية ومعدنية، ومن بين أهم المكتشفات الفأس الاكادية . تل الاوبيض: يقع على مسافة 12كم جنوب مدينة الحسكة، على الضفة اليمنى لنهر الخابور، وقد أبرزت التنقيبات بقايا قصر ملكي يعود الى العصر الآشورى الحديث 800ق.م،ويتالف من 45 غرفة ومعبدين وثلاثة أجنحة، عثر فيها على تنانير ومخازن للحبوب وأحواض وحمامات . تلال كشكشوك: وهى أربعة تلال، الأول يقع إلى الشمال الغربي من مدينة الحسكة، على طريق الدرباسية ـ الضفة اليمنى لمسيل اعيوج ـ أما التلال الثلاثة الأخرى فتقع على الضفة اليسرى لهذا المسيل, وقد أثبتت الاكتشافات أن التلال الاربعة تنتمي إلى حضارات متعددة؛ فالأول ينتمي للحضارة الحلفية ـ الالف الخامس ق.م ـ والثانى ينتمى الى الحضارة الحسونية ـ الالف السادس ق.م ـ، والثالث يعود للحضارة العبيدية، أما الرابع فينحدر الىالحضارة الاوروكية . تل أحمدى: يقع شرقى طريق القامشلي ـ الحسكة، ويبعد عن القامشلي باتجاه الجنوب 20 كم، وقد أظهرت التنقيبات دورا ًتعود الى العهد الميتاني، وفخاريات متنوعة وتعود الى العهد الاسلامى والبيزنطي. وهناك تلال أثرية ضمت حضارات هامة مثل: العمارة "أبو حفو"، نص تل "أبو حجيرة"، الجسعة الغربي، تل بيدر، الحميدية، الشيخ حمد، قرمة، كرمة، تنينير، البديرى، الميلبية، تل خزنة، تل عتيبج، المشنقة...الخ
كشفت البعثة الأثرية السورية برئاسة الدكتور أنطوان سليمان خلال شهر نيسان 2005 عن معبدين في موقع تل مبطوح شرقي الواقع على بعد 45كم عن مدينة الحسكة. وعن التسمية التاريخية للجزيرة تفيد المصادر التاريخية والكتب التى صدرت عن العديد من الباحثين، بالاضافة إلى الكتيبات التى أصدرتها المحافظة بهذه الخصوص عن تاريخ المحافظة وأصل التسمية أن المحافظة عرفت تسميات تاريخية عدة مثل: "ميزوبوتاميا"، و"ارام النهرين"، و"جزيرة أقور". وتأتى تسميتها بالجزيرة من خلال مدونات المؤرخين العرب لوقوعها بين دجلة والفرات، كما أشار الى ذلك ياقوت الحموي، المقدسي، ابن حوقل، والاصطرخى، والمسعودي، وغيرهم. يقول ياقوت فى وصفه الجغرافي لمنطقة الجزيرة: "جزيرة أقور بالقاف، وهي التى بين دجلة والخابور، مجاورة للشام، تشتمل على ديار مضر وديار بكر، وسميت بالجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، وهما يقبلان من بلاد الروم وينحطان متساويتين، حتى يلتقيا قرب البصرة، ثم ينصبان فى البحر، وهى صحيحة الهواء جيدة الريح والنماء، واسعة الخير، بها مدن جليلة وحصون وقلاع كثيرة ومن أمهات مدنها: حران، الرها، الرقة، رأس العين، نصيبين، سنجار، الخابور، ماردين، ميافارقين، الموصل، ماكسين، تل مجدل، عبربان، وطابان... الخ .
الفضل في زراعة الشجرة المثمرة في منطقة الجزيرة يعود الى الآشوريين "الذين ذهب بعضهم إلى حلب وحمص والساحل السوري ودمشق ولبنان وجلبوا معهم أشجار التين والتفاح والإجاص وغيرها.