نقاش المستخدم:أمير جاد
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مسلم ومسيحية
كان في شارعنا فتاة مسيحية جميلة جدا . موديل رائع لجيل الستينات . وكان الميني جيب في الشارع المصري شئ عادي . ولايدل علي عدم الإحترام . بالعكس تماما . كانت نسبة العري أكبروالإحترام كذلك . بعكس الآن الذي زادت فيه نسبة التحجب بينما تجد فتاه محجبة وترتدي الجينس الضيق جدا وهي معادلة تحاول بها البنات الجمع بين الأصالة والمعاصرة . وهي صورة مصغرة من واقعنا المصري الملخبط والذي تجد فيه كل شئ دفعة واحدة ويبدوا ان ام الدنيا ترفض أن تضحي بأي لحظة من تاريخها . كان المسيحي المصري لايختلف عن المسلم المصري حتي الأسماء اتجهت إلي أسماء تكاد موحدة مثل سامي ومجدي بخلاف الآن الذي يشهد رجعة دينية أصولية عند الجميع. المهم انني أحببت الصليب حباً في سوزان وكنت أرتديه ولا أفهم معناه وأنه رمز للآلام والتحمل والفداء والتضحية . وإشتريت نسخة من الكتاب المقدس بسهولة من معرض كتاب دير القديسة دميانة الموجود في بلدتنا وهو أقدم دير للراهبات في العالم وكان ذلك أمر سهل جدا فنحن ندخل الدير ببساطة ونحضر الصلوات ونجلس بجوار أصدقاءنا الطلبة المسيحيين معنا في الفصل وكأن الخلاف بيننا هو خلاف فلسفي أو رؤية وعشقت نشيد الإنشاد وسفر الجامعة والموعظة علي الجبل وبعد ذلك قرأت السنكسار والخريدة النفيسة وتاريخ البطاركة وتاريخ الرهبنة وكثيرمن روائع المكتبة الكنسية وإزداد حبي وإعجابي بشخص السيد المسيح ولم يكن يخطر ببالي أبدا هل المسيحي كافر ؟!! كيف يكون كافرا وهو يؤمن بالسيد المسيح الذي أمرنا الإسلام بأن نؤمن به وبكلماته مثل إذا أحببتم الذين يحبونكم وكرهتم الذين يكرهونكم فماذا فعلتم الأشرار أيضا يفعلون ذلك أحبوأعداءكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ومن ضربك علي خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر وماذا يكسب الإنسان إذا كسب العالم وخسر نفسه ومملكتي ليست علي الأرض مملكتي في السماء وكثير مما يدفع الإنسان الي الي الحب والغفران والتسامح وهي حالة راقية جدا كنت اتخيل ان كل مسيحي كذلك , وكانت مصر مازالت علي عهدها فقد كان البابا كيرلس هو بابا الأقباط وكان رجل ذو نزعة روحية عالية جدا ويري أن المسيحية رسالة صلواتية ايمانية وليست سياسية وكان صديق شخصي لعبد الناصر الذي حاول ان يؤسس دولة لا فرق فيها بين مسيحي ومسلم وراحت هذه الأيام بموت عبد الناصر ومجئ السادات الذي اختلف مع البابا شنودة وعزله واعتقله وبدأت رياح الكراهية تطل وبدأت اموال البترول تتدفق علي مصر ومعها المذهب الوهابي المتعصب والمكفر لكل ماسواه وفتح السادات للجماعات الدينية الباب علي مصراعية بأوامر من امريكا طبعا وليس حبا في الوهابية وانما لدواعي الحرب الباردة بين امريكا والاتحاد السوفيتي وانتشرت كتب ديدات علي الأرصفة تهاجم المسيحية والكتاب المقدس وظهرت جماعات قتل تجار الذهب المسيحيين وبدأ المسيحيين المصريين الإنطواء والعزلة حتي علي المستوي الإجتماعي فرئيس الدولة شخصيا ضد البابا . ولأن البابا شنوده كانت تربيته سياسية وكان شاعرا لم يكن امامه الا الصلاة والدعاء . ولكن بدأت بذور الكراهية المتبادلة المعلنه من جانب ميكرفونات الزوايا والجماعات الشرعية وانصار السنة والتي لاتمل من تكفير الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وان الله هو المسيح بن مريم ولاعجب فهم يكفرون المسلمون ويستبيحون دماءهم واموالهم لأتفه الأسباب والحكومة لاتقف لهم والشعب مغلوب علي أمرة جاهل لايعرف الفرق بين بن تيمية وابن عربي ومادام الأخ له لحية فهو علي حق وتغيرت التركيبة الإجتماعية والطبقية والثقافية للمجتمع وسافرت سوزان الي أمريكا وبدأ عصر النت والشات وشباب جديد لايعرف ان مصر كانت كلها كتلة شعبية واحدة وظهر اخيرا البالتوك وهو برنامج شات وغرف صدره الغرب لنا بالمجان وهي كلها برامج يستفيد منها الغرب ويخسر فيها الشرق وبدأت المناقشات السطحية حول محمد والمسيح حتي وصلت اخيرا لمنتهي الكراهية بين الطرفين وغرف تهاجم رسول الله وغرف تهاجم المسيح وتحول الشات الي مهزلة في احتياج الي من يوقفها أصابتني بحالة من القرف والغثيان لما وصل اليه المسلم والمسيحي علي السواء . واصبح اللادينين اكثر ادبا وموضوعية من المتيدنين .]]'