السنوسية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

السنوسية حركة فكرية ثقافية كالحركة الإصلاحية بنجد، وكحركة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وكالحركات الصوفية بشمال إفريقيا، ولكنها فى الحقيقة ذات طابع خاص فهى تشترك مع ما تقدم فى البعث الثقافى ولكن لها وسائلها الخاصة، وأهدافها الأكثر عمقًا وفعالية.


فهرست

[تحرير] مؤسس السنوسية

هو محمد بن علي السنوسي بن العربي، وهو من سلالة الأدراسة الذين يتصل نسبهم بعلي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، وتنسب السنوسية إلى (السنوسي) جد مؤسس هذا التنظيم، ومؤسس السنوسية يعرف بالسنوسي الكبير، وقد ولد فى الجزائر (1798م).

[تحرير] مبادىء السنوسية "خطة الإصلاح"

  1. - ليست هناك حدود تقسم العالم الإسلامى، فالحركة الإصلاحية يلزم أن تكون شاملة لكل أقطاره أو أكثرها بدقة.
  2. - الحركات الإصلاحية يلزم أن تكون سياسية وفكرية فى نفس الوقت، أما إصلاح جانب دون الآخر فذلك نقص فى الحركة، فالإسلام دين ودولة، عبادة وعمل.
  3. - العالم الإسلامى يواجه حركة التبشير المسيحية، ولذلك يلزم أن تعنى الحركة الإصلاحية بنشر الإسلام وبخاصة بين اللادينيين قبل أن تسبقه المسيحية فى هذا الميدان.
  4. - العودة إلى يسر الدين الإسلامى، والاعتماد على الكتاب والسنة، والانتفاع بالمذاهب المختلفة فيما يناسب المسلمين وييسر حياتهم، وتنقية الإسلام من البدع والضلالات.
  5. - الزهد والخمول والاستجداء الذى كان طابع أغلب الطرق الصوفية ليس من الإسلام فى شىء.


[تحرير] وسيلة السنوسي

هى إنشاء الزوايا، والزاوية مركز دينى وثقافى واجتماعى وعسكرى، فكان يرسل أحد أتباعه إلى جهة ما، أو يطلب سكان الجهة منه أن يرسل لهم أحد أتباعه لنفس الغرض، ويتم إنشاء الزاوية فى الجهة، وتنشأ الزوايا فى مكان حصين، على جبل أو نحوه لتكون أشبه بالقلعة إذا احتاج الأمر للدفاع عنها، ويختار مكانها فى مفارق الطرق حتى تكون على صلة بالزوايا الأخرى، ولتكون معها شبكة ضخمة، ويقوم على الزاوية (مقدم) هو شيخها والقائم عليها، وهو يتولى أمور القبيلة أو الناحية، وله وكيل يتولى (الدخل والخرج)، وينظر فى زراعة الأراضى، وجميع الشئون الاقتصادية.

ولكل زاوية شيخ يقيم الصلاة، ويعلم الأولاد، ويباشر عقود النكاح، والصلاة على الجنائز، وتشجع السنوسية الإخوان على الزراعة والتجارة، وتدعو إلى إتقان الرماية. وهناك جماعة صغيرة يسمون (الخواص) وهم الذين بلغوا درجة عالية فى العلم والمعرفة، وهم أشبه بمجلس يشرف على إدارة الزوايا كلها، وكان مركز دعوته فى الجبل الأخضر، ثم انتقلت إلى واحة الجغبوب وانتشرت الزوايا فى نواحى برقة وطرابلس.


[تحرير] زعماء السنوسية

توفى السنوسي الكبير عام (1859م) فى الجغبوب، وخلفه ابنه السيد المهدى حتى عام (1902م) الذى نقل مركز الدعوة من الجغبوب إلى الكفرة سنة (1895م). وعند وفاته كانت للسنوسية 136 زاوية موزعة كالآتى:

(برقة 45 ـ مصر 21 ـ طرابلس 18 ـ الجزيرة العربية 17 ـ فزان 15 ـ السودان 14 ـ الكفرة 6).

وعند وفاة السيد المهدى خلفه ابن عمه السيد أحمد الشريف، وفى عهده خاضت السنوسية غمار حرب ضد الفرنسيين فى سباق السيطرة على قلب إفريقية، وفى عهده أيضًا جاء الزحف الإيطالى على ليبيا، وقد تصدى السيد أحمد الشريف للعدو الزاحف، وألقت تركيا بمقاليد الأمور للسنوسية، وأصبحت قوة دولية معترفًا بها. وفى سنة (1918م) اعتزل السيد أحمد الشريف زعامة السنوسية إثر الهجوم على مصر، وبعد ذلك آلت زعامة السنوسية إلى السيد إدريس الذى تولى ملك ليبيا حتى عزلته ثورة الفاتح سنة (1969م).