محمد ظاهر شاه

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


هو محمد ظاهر شاه بن محمد نادر شاه بن سردار محمد يوسف بن سردار يحيى خان بن سلطان محمد خان، من أسرة "محمد زاي" أحد أفخاذ قبيلة "أبدالي" التي ينحدر منها مؤسس أفغانستان الحديثة أحمد شاه الأبدالي، حكمت هذه القبيلة بأسرها المختلفة من عام 1747م إلى يوم 28/إبريل/1978م حين سقط آخر حكامها – ابن عم ظاهر شاه- وهو سردار محمد داود خان الذي سقط قتيلا مع أخيه محمد نعيم وأفراد أسرتيهما بيد الشيوعيين في انقلاب 1978 .

فهرست

[تحرير] الأب المقاتل

وحتى نستطيع معرفة محمد ظاهر شاه لا بد أن نبدأ بالحديث عن أبيه فقد ولد محمد نادر شاه عام 1883م في منطقة "ديره دون" التي كانت خاضعة إذ ذاك للهند البريطانية، والتي تقع الآن في باكستان، حيث كان أبوه منفيا بأمر الأمير عبد الرحمن خان حاكم أفغانستان آنذاك، وقد أتقن محمد نادر شاه منذ صغره اللغتين الإنجليزية والأردية.

عاد محمد نادر شاه إلى أفغانستان بعد وفاة الأمير عبد الرحمن خان وتولى ابنه حبيب الله خان الحكم، والتحق نادر شاه بالجيش الأفغاني ووصل إلى رتبة "سبهسالار" (أعلى رتبة في الجيش الأفغاني إذ ذاك) وكان ذلك بعد نجاحه الباهر في القضاء على تمرد ضد الحكومة في ولاية بكتيا عام 1913م بطريقة سلمية ودون خسائر.

عين قائدا عاما للقوات الأفغانية في جبهة الجنوب حيث قاد الشعب والجيش عام 1918م ليلحق هزيمة نكراء بالقوات الإنجليزية؛ وهو ما اضطر الإنجليز للاعتراف بأفغانستان المستقلة عام 1919م كنتيجة لما عرف باسم حرب الاستقلال.

عين السبهسالار محمد نادر شاه وزيرا للدفاع في عهد الأمير أمان الله خان، ثم سفيرا لبلده في فرنسا، وبعدما زادت مخاوف بعض الدول الغربية مثل: فرنسا وألمانيا وبريطانيا من ارتماء الأمير أمان الله خان في أحضان روسيا تماما، وهو ما حدا بهذه الدول المناوئة للمد الشيوعي إلى استخدام محمد نادر شاه وإدخاله أفغانستان عن طريق ولاية (بكتيا) بجيش من قبائل البشتون معظمه من الولايات الجنوبية، ودخل "كابل" يوم 25/10/1929م، وتولى بها زمام الأمور، وساعدته بريطانيا في الوصول إلى الحكم في أفغانستان؛ لئلا يعود إليه أنصار الاتحاد السوفييتي .. وفي الثامن عشر من نوفمبر 1933م قتل محمد نادر شاه بيد عبد الخالق أحد طلاب مدرسة "نجات" .

[تحرير] الابن المدلل من شوارع باريس إلى وزارة الدفاع

ولد محمد ظاهر شاه يوم الإثنين الموافق 15/أكتوبر/ 1914م في كابل، ودخل المدرسة الابتدائية "حبيبية" عام 1920م، وسافر إلى فرنسا عام 1924م مع والده عندما عين بها سفيرا لأفغانستان، واستمر في دراسته هناك أيضا، وعاد إلى أفغانستان يوم 15/أكتوبر/1929م عندما عاد أبوه ملكا على أفغانستان.

تزوج محمد ظاهر شاه عام 1930م بالملكة "حميراء" بنت السردار أحمد شاه أحد وزراء أبيه، وأنجب منها بالترتيب: بلقيس، ومحمد أكبر، وأحمد شاه، ومريم، ومحمد نادر شاه، ومحمود، ومحمد داود بشتونيار، وميرويس.

درست بناته في مدرسة "ملالي" بكابل وهي مدرسة البنات الوحيدة في كابل آنذاك، ودرس أولاده كلهم في مدرسة "استقلال" فرنكفونية الاتجاه، وتخرج ابنه أحمد شاه في كلية العلوم العسكرية وهي الأكاديمية العسكرية الأفغانية بكابل.

[تحرير] كيف وصل للحكم؟

لما رجع ظاهر شاه إلى أفغانستان من فرنسا أراد أبوه أن يدربه على الحكم، فعينه قائما بأعمال وزير الدفاع عام 1931م، ثم عينه كفيلا لوزارة المعارف في بداية عام 1932م.

وعندما اغتيل الأب عام 1933 تولى ابنه محمد ظاهر حكم أفغانستان، ووضع الشيخ فضل عمر المجددي المعروف بـ"حضرت شور بازار" (أحد علماء الدين المعروفين في أفغانستان آنذاك) تاج الملك على رأسه، وأول من بايعه عمه شاه محمود وزير الدفاع في عهد أبيه.

كان من حسن حظ ظاهر شاه أن عمه الآخر محمد هاشم خان رئيس الوزراء في عهد أبيه خارج كابل في زيارة إلى الولايات الشمالية، إذ إنه لو كان في كابل لما كان من السهل لظاهر شاه أن يتولى الحكم.

كانت نهاية حكم الملك محمد ظاهر حين سافر إلى أوروبا يوم 25/يونيو عام 1973م، وانقلب عليه ابن عمه في 17/يوليو/1973م بمساعدة بعض الضباط الشيوعيين في الجيش الأفغاني.

[تحرير] سياسة ظاهر شاه أثناء حكمه

يعتبر الملك في القانون الأساسي لأفغانستان آنذاك فوق المحاسبة وفوق القانون كليا، فقد ورد في المادة السادسة عشر من الدستور "أن الملك غير مسئول وواجب الاحترام...."

امتازت سياسته طول عهده بتوطيد العلاقات بالاتحاد السوفيتي، مع احتقار العلاقات مع الدول الإسلامية والعربية خاصة الدول المجاورة مثل باكستان، بل على العكس كان يفضل دائما توطيد العلاقات بالهند عدو باكستان اللدود، كما حظي الشيوعيون في عهده بفرصة كاملة لنشر أفكارهم، وتغاضت الحكومة عنهم عندما شكلوا حزبا سياسيا على الرغم من منعها الإسلاميين من تشكيل الأحزاب.

- عمل على نشر الطراز الغربي في حياة الناس بكل تحد وإصرار، فقد خرجت النساء في المجامع العامة حاسرات الرأس لأول مرة في عهد رئيس وزرائه محمد داود، والأكثر من ذلك أنه عمل على إهانة العلماء ورجال الدين؛ حتى وصل الأمر إلى إهانة العلماء ورجال الدين وضربوا بأيدي البوليس ونفوا إلى أماكن نائية وهو ما حدث في مسجد "بولي خشتي" الكبير في كابل عندما اجتمع مجموعة كبيرة من العلماء احتجاجا على مساندة الحكومة للشيوعيين.

- حكم أفغانستان فترة طويلة لم تتقدم فيها أفغانستان، ولم تتطور قيد أنملة مع أنها تقع في منطقة تتنافس فيها الدول نحو التقدم، وتحاول أن تثب نحو الأفضل لشعوبها.. وبالفعل أحرزت الدول المجاورة لأفغانستان تقدما هائلا حتى صنعوا القنبلة الذرية في الوقت الذي لا تزال أفغانستان تعاني من مظاهر التخلف والتقهقر الحضاري.

- يعد أحد أسباب الفوضى في عصره بعض آداب وبروتوكولات البلاط الملكي، فمثلا كان ثمة تقليد يسمى: "باريابي" الذي يعني إعطاء الشرف لزيارة الملك أو لأحد من أفراد أسرته، وكان هذا الشرف يُمنح لمن تريده الأسرة المالكة، كان الأمر في بداية عهده عاديا، ثم أصبح وسيلة إلى الفوضى واللانظام، حيث إن من يتمتع بزيارات الأسرة الملكية كان يوطد علاقاته بها، وكل من كان له علاقة بهذه الأسرة كان يعتبر نفسه فوق القانون مثل هذه الأسرة نفسها، ولم يكن رئيس الوزراء ولا أحد غيره يستطيع أن يحاسبه على أي تقصير، وهذا أدى إلى مشاكل إدارية وفوضى، بل كان كل ذلك يقلل من أهمية رئيس الوزراء في نظر الشعب.

-وصلت حالة الحريات إلى أن بعض الناس كانوا يقتلون بدون محاكم وخاصة من يتعرض للأسرة الملكية، فإنه كان يجعل عبرة للناس، وأوضح مثال على ذلك ما تعرض له قاتل نادرشاه وذويه، فإنهم حوكموا أما مجلس المحاكمة، فصدر الحكم بالإعدام على اثنين: عبد الخالق وزميل دراسته محمود، إلا أنهم أعدموا أربعة عشر شخصا من أفراد الأسرتين، وبعض طلاب المدرسة التي كان ينتمي إليها القاتل، وأعدم قاتل نادرشاه بقطع أعضاء جسده قطعا قطعا إلى أن مات!

- رغم ابتعاده عن الأضواء خلال أكثر من 25 عاما إلا أن بعض القوى الدولية ودول المنطقة تراهن عليه كي يعود ملكا على أفغانستان ثانية، إلا أن هذا الرهان يبدو غير مؤكد؛ نظرا لتغير الحقائق الموجودة على أرض الواقع في أفغانستان بعد خروج ظاهر شاه منها، فالشعب الأفغاني تغير وتوسع الوعي السياسي لديه، وتعلم كثيرا من الجهاد والحروب التي عاش فيها لعقدين من الزمن، فلم يعد الأفغان ذلك الشعب المسالم الذي يذهب شرطي واحد ويوقف قرية بكل رجالها كما كان يحدث في عهد الملك.

- كما أن الكثير من الشعب الأفغاني لا يكن احتراما للملك المخلوع حيث إنه لم يقم بزيارة واحدة إلى مخيم من مخيمات المهاجرين، ولم يواسِ الشعب في المآسي التي واجهها في جهاده الطويل ضد القوات السوفيتية… ورغم ذلك فإن فريقا من الشعب لا يزال يؤيد مجيئه، وتضم هذه المجوعة بعض سكان كابل وسكان بعض المدن الأخرى الذين تعودوا على نمط حياة معين في ظل الأنظمة الشيوعية، وساءت أحوالهم في ظل نظام طالبان، وتضم أيضا بعض مشايخ القبائل وبعض الموظفين الحكوميين السابقين الذين كانوا يتمتعون بامتيازات كثيرة في عهد الملك؛ لأنه كان يعتبرهم من أعمدة حكمه.

[تحرير] الملك الضعيف وإدارته الفاسدة

- يرى صباح الدين كشككي أحد وزراء العهد الملكي في وزارة محمد موسى شفيق أن الملك كان ضعيف الشخصية فاقد الإرادة والتصميم، فقد سمح ببعض الإصلاحات في نظام الحكم؛ حيث سمح بانتخابات مباشرة لمجلس الشورى، تحت ضغوط شعبية كبيرة، إلا أنه جبن من أن يفسح المجال ـ بالتوقيع على قانون الأحزاب المتمم للدستورـ لتشكيل الأحزاب الإسلامية والوطنية، وبذلك ترك الأحزاب اليسارية والشيوعية ـ التي تشكلت سراـ أن ترتع في أفغانستان كما تشاء، وكان الشيوعيون يعرقلون توقيع قانون الأحزاب من قبل الملك عن طريق التأثير على مستشاريه؛ وذلك لئلا تظهر أحزاب منافسة أو توضع صلاتهم بروسيا تحت طائلة القانون.

- أمر آخر يدل على ضعف شخصيته هو تعامله مع بعض أفراد الأسرة مثل الجنرال عبد الولي نصيبه (زوج بنته) والذي كان رئيس أركان الحرب في وقته وهو حتى الآن يرافقه، ومثل السردار محمد داود خان ابن عمه وزوج أخته الذي انقلب عليه في نهاية الأمر، فالملك كان يجبن من أن يواجه هؤلاء، فرغم علمه أن محمد داود يرعى الشيوعيين، ويهيئ الظروف لتدخل الاتحاد السوفيتي في شئون أفغانستان الداخلية، إلا أنه حين أحس بهذا الخطر آخر الأمر كان يضعف أمام محمد داود ويجبن أن يعارضه في أمر، فقد حذره البعض من خطر الشيوعيين على البلد، واقترح عليه أن يوقفهم عند حدهم، فأجاب الملك:"آغا لالا لن يقبل هذا"، "وآغا لالا" كان الاسم الأسري لمحمد داود (!!!)

- يرى الذين يعرفونه عن قرب أنه يفتقر إلى الجرأة التي تمكنه من العودة إلى أفغانستان.. وكذا يعتبر عامل السن أمرا مهما في هذا السياق، كما يشك الكثيرون في مقدرته على القيام بأمر الحكومة في هذا السن مع ظروفه الصحية المتدنية.. ومن هنا يرى المحللون أنه ـ مع ذلك ـ لو عاد سيكون ضمن تشكيلة غير متجانسة تعجز عن القيام بأمر الحكومة بصورة موفقة.

[تحرير] موقف الأحزاب الجهادية من الملك

كان اسم الملك ظاهر شاه يطرح في فترة الجهاد بين حين وآخر ليتولى زمام الأمور في أفغانستان، وكانت بعض الأحزاب الجهادية مثل الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار والجمعية الإسلامية بقيادة رباني والاتحاد الإسلامي بقيادة سياف والحزب الإسلامي بقيادة خالص تعارض مجيئه بشدة؛ لأنهم كانوا يعتبرونه شريكا في جريمة بهيئة الظروف لنشر الفكر الشيوعي، ولأن أسرته كانت متهمة بالانحراف الخلقي، وكانت سببا في نشر الطراز الغربي في الحياة.

وكانت بعض الشخصيات الجهادية مثل جيلاني والمجددي والمولوي محمد نبي تؤيده، إلا الجنرال حميد جل الرئيس الأسبق للاستخبارات الباكستانية قال في حوار له مع إذاعة "بي بي سي": إن جميع الأحزاب الجهادية رفضت مجيئه في عهد الجنرال محمد ضياء الحق.

من هذا العرض الموجز والمحدد يبدو أن رقعة الشطرنج الأفغانية قد استغنت عن الملك المدلل إلى الأبد، وطردته من لعبتها السياسية قائلة له: "كش ملك…" ومهما حاولت الأيدي أن تتحكم في هذه اللعبة فلن تفلح لأنه يبدو "الجنود" الذين يحتلون الرقعة قد سئموا ممن ينصحهم بالبسكويت في وقت يفتقرون فيه إلى الخبز.

[تحرير] وزاراته

طالع الوزارات التي تشكلت في عهد الملك محمد ظاهر شاه

[تحرير] المصادر

دهه قانون أساسي لصباح الدي كشككي طبع شوراي ثقافتي جهاد عام 1365هـ .ش

أفغانستان سرزمين آريانا لمحمد ناصر كمال طبع كتابخانه دانش بيشاور عام1999م

تحليل واقعات أفغانستان لعبد الحميد مبارز طبع مركز نشراتي ميوند عام 1377هـ . ش

أفغانستان در مسير تاريخ لمير غلام محمد غبار طبع مطبعة دولتي كابل عام 1343 هـ ش

رزيم هاي أفغانستان طي يك قرن أخير لنجي الله قاسمي طبع دانش كتابخانه عام 1378 هـ ش

داود خان در جنكال ك. جي .بي أ.هارون طبع سبا كتابخانه بشاور.

مجلة مستقبل التي ينشرها المركز الثقافي الأفغاني.