الخلاف على اسم الخليج العربي/الخليج الفارسي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

عرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية و إلى الغرب من إيران بأسماء مختلفة عبر التاريخ. يبلغ المجموع العام لطول الساحل على الخليج نحو 3300 كم، حصة ايران منها نحو الثلث. ويسكن العرب على ضفتي الخليج سواء في القسم الغربي (عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت والعراق، أو من الغرب في إقليم عربستان (الأحواز و بندر لينقا).

فهرست

[تحرير] الأسماء الحالية

بقي الآن من أسماء هذا الخليج في اللغة العربية مستعملاً حتى اليوم:

  • الخليج العربي وهو المعتمد في اللغة العربية، وتستعمله جميع دول الجامعة العربية. كما تستعمله الأمم المتحدة في الوثائق العربية[1]. وتستعمله بعض المنظمات الغربية والعالمية، بما فيها الحكومة الأميركية[1] والجيش الأميركي[2] كذلك (يترجم للإنكليزية تحت إسم Arabian Gulf بدلاً من Persian Gulf وللفرنسية Golfe Arabo).
  • الخليج الفارسي وتستعمله إيران.
  • خليج البصرة وهي التسمية التي كانت شائعة في الوثائق العائدة إلى العهد العثماني، وما تزال تستخدم على نطاق ضيق في بعض الدول العربية خاصة العراق (التسمية الرسمية هي الخليج العربي). أما في تركيا فيستعمل تحت إسم Basra Körfezi.

[تحرير] الأسماء التاريخية

  • سماه الآشوريين و البابليين والأكاديين: "البحر الجنوبي" أو "البحر الأسفل" (lower sea). كما أطلق عليه "البحر المر" (bitter sea) [2]، ويقابله البحر الأعلى (upper sea) وهو البحر الأبيض المتوسط [3].
  • سماه الفرس "بحر فارس". قيل التسمية عرفت في أول الأمر من قبل الملك الفارسي داريوس (831-486 ق.م) في كلامه "على البحر الذي يربط بين مصر وفارس". والراجح أن الاسكندر الأكبر هو أول من أطلق تلك التسمية بعد رحلة موفده أمير البحر نياركوس عام 326 ق. م. وقد عاد من الهند بأسطوله بمحاذاة الساحل الفارسي فلم يتعرف إلى الجانب العربي من الخليج. مما دعا الاسكندر إلى أن يطلق على الخليج ذاك الاسم، وبقي متداولاً بطريق التوارث[4]. وعن طريق اليونان تسربت التسمية للغرب واستعملها بعض العرب كذلك.
  • سماه الرومان "الخليج العربي". وممن أطلق تلك التسمية المؤرخ الروماني بليني en:Pliny the Younger في القرن الأول للميلاد. قال بليني: «خاراكس (المحمرة) مدينة تقع في الطرف الأقصى من الخليج العربي، حيث يبدأ الجزء الأشد بروزاً من العربية السعيدة، وهي مبنية على مرتفع اصطناعي. ونهر دجلة إلى يمينها، ونهر أولاوس إلى يسارها. والرقعة التي تقوم عليها -والتي يبلغ طولها ثلاثة أميال- تقع بين هذين النهرين، وعلى مقربة منها يلتقيان. أنشأها بادىء ذي بدء الاسكندر الكبير، وأمر أن يطلق عليها اسم الإسكندرية. إلا أن فيضان النهرين دمرها. فأعاد بناءها انطيوخوس وأطلق عليها اسمه. وبما إنها هدمت للمرة الثانية، فقد أعاد بناءها "باسينس" (Pasines) ملك العرب المجاورين، و أقام على ضفتي النهرين سدوداً لرد المياه عنها، واسمها باسمه. وكان طول هذه السدود ثلاثة أميال وعرضها أقل من ذلك بقليل. وكانت تبعد أول الأمر ما ينيف على الميل عن الضفة، حتى كأنها كانت تملك ميناء خاصا بها»[5].
  • سماه العرب "خليج البصرة" أو "خليج عمان" أو "خليج البحرين" أو "خليج القطيف" لأن هذه المدن الثلاث كانت تتخذه منطلقاً للسفن التي تمخر عبابه و تسيطر على مياهه[2]. ويعود إسم "بحر البصرة" إلى فترة الفتح الإسلامي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. ونجد النحويون الأوائل يستعملونها مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي 160هـ)[6] كما استعملها الجفرافيون مثل ياقوت الحموي[7] والمؤرخون مثل خليفة بن خياط[8] والذهبي[9] وعلماء الدين مثل ابن تيمية [10]. وإن كان إسم "بحر فارس" شائعاً كذلك في العصر الإسلامي، خاصة بين المسلمين الفرس. حتى أن البعض قد يستعمل الإسمين معاً في نفس الصفحة[11].
  • سماه العثمانيون "خليج البصرة" (بصرة كورتري).

[تحرير] النزاع حول الإسم

[تحرير] النزاع العلمي

بدأ بعض الباحثين الغربيين يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج. ومن هؤلاء المؤرخ الانجليزي رودريك أوفين (Roderick Oven) الذي زار الخليج العربي واصدر عنه سنة 1957 كتابا بعنوان "الفقاعة الذهبية – وثائق الخليج العربي" (Golden Bulbs at Arabic Gulf) تحدث فيه عن غرابة تسمية الخليج بالفارسي، مؤكداً أنه من المستحيل أن يفكر قادم من الكويت او قطر أو البحرين في معان غير عربية، وان كل شئ في رمال هذه الأقاليم وفي مياه خليجها الخضراء، فضلا عن القومية العربية النامية كل ذلك يؤكد تماماً عروبة هذه المنطقة. وقال: «ان الحقائق والانصاف يقتضيان بتسميته الخليج العربي». وكذلك اكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه احداث المنطقة و أهميتها الإستراتيجية.

يقول الرائد الدانيماركي كارستن نيبور، الذي جاب الجزيرة العربية عام 1762م: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل ،بالمستعمرات الأكثر أهمية،التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتنفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا -صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب»[12].

كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات و الحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. فأقامت الدنيا آنذاك السفارة الإيرانية و اقعدتها. وكتبت رداً على بيير. فرد هو أيضاً رداً مدعماً بالحجج العلمية، وقدم خارطة لوكانور التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر و التي تحمل التسمية اللاتينية سينوس ارابيكوس أي "البحر العربي"، وقال: "لقد عثرت على أكثر من وثيقة و خارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض وجهة النظر الإيرانية".

و أكد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خارطة جوهين سبيد التي نشرت عام 1956 تحت اسم الامبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية "بحر القطيف" ثم "الخليج العربي". و قد دحض جون بيير كل افتراءات الإيرانيين وكذبهم، وأكد أن تسمية "الخليج الفارسي" الشائعة حديثاً بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه سبق، و ابتدعته الدول الاستعمارية خاصة إيطاليا. لأن عروبة الخليج قد وردت أيضاً في كتابات و مؤلفات المؤرخ الروماني بيلبي في القرن الأول الميلادي.

يقول الباحث د . إبراهيم خلف العبيدي: "بدأت الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا تمت للواقع بشئ. إذ أنه عربي منذ عصور ما قبل التاريخ. و ان سيطرة إيران عليه في فترات محدودة، لا يعد دليلاً على أنه فارسي. فضلاً عن ذلك فإن القبائل العربية هي ساكنه جانبي الخليج منذ القدم. و لا تزال القبائل تسكن في الساحل الشرقي الذي تحتله إيران، على الرغم من سياسية التفريس التي تتبعها إيران لمسخ هويتهم القومية".

ولهذا فإن العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت ومعظم الموسوعات الأوروبية) بدأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين باستخدام التعبير العلمي التاريخي – الجغرافي المتوازن وهو «الخليج العربي – الفارسي». وقامت «الجمعية الوطنية للجغرافيا» التي تصدر مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية[13] استعمال تعبير "الخليج" (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي.

[تحرير] النزاع السياسي

يرى الكاتب الفرنسي ميشال فوشيه fr:Michel Foucher في كتابه "تخوم وحدود" (Fronts et Frontieres) أن الخليج الذي سمي الخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي والتاريخي لايران، وجد دعماً من الاستراتيجية الأميركية (زمن الشاه) القائمة على دعم الشاه وجيشه لتحقيق الأمن الاقليمي في حماية النفط. ويؤكد ذلك نبيل خليفة، كاتب لبناني في الشؤون الاستراتيجية، في صحيفة دار الحياة (14/08/05): «ليس الخلاف بين العرب والايرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته».

[تحرير] وجهة نظر إيران

ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي إسم آخر.

لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين ايران ودولة الإمارات العربية واعتبرت «ان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من ايران وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، جن جنون الفرس، واتهموا المؤسسة باستلامها الرشاوي. واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه»، مع أن إسرائيل تستعمل مصطلح "الخليج الفارسي". واعتبر المسؤولون الايرانيون ذلك «مؤامرة صهيونية لشق صفوف المسلمين»، فبادرت الحكومة الايرانية الى اتخاذ اجراءات تمنع بموجبها الجمعية الوطنية للجغرافيا من بيع مطبوعاتها وخرائطها في ايران. كما منع أي مندوب من قبلها بدخول الاراضي الايرانية. كما دعا رئيس البرلمان الايراني حداد عادل كل من اسماهم عبادة الوطن للدفاع عن فارسية الخليج. كما جمع المعارضة الايرانية بمختلف أطيافهم عن أن الخليج فارسي. وعبثاً حاولت الجمعية أن تشرح أسباب زيادة صفة "الخليج العربي" إلى الخليج الفارسي، بأن هناك من يعرف الذراع البحرية بالخليج العربي. ولا بد من التفريق بينها وبين بحر العرب القريب منها والواقع بين مضيق هرمز والمحيط الهندي. لكن الايرانيين غير مستعدين لسماع أي تبرير، لأن اسم الخليج الفارسي «صار جزءاً لا يتجزأ من الهوية القومية الايرانية»[14].

وفي 15 حزيران 2006، قامت إيران بمنع مجلة The Economist من دخول إيران لمجرد أنها تضمنت خريطة عليها تسمية "الخليج" بدون ذكر الفرس[15].

[تحرير] وجهة نظر العرب

يرى العرب أن إسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم. كما أن ثلثي سواحل الخليج تملكه بلدان عربية، بينما تملك إيران حوالي الثلث فقط. وحتى السواحل الإيرانية ما تزال تقطنها قبائل عربية (رغم طرد الكثير منها بعد الغزو الإيراني) سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الجنوب (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى احتلتها إيران)، وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يعيش حوله.

وفي الواقع فإن الفرس لم يكونوا يركبون البحر، حتى في أوج عظمتهم. وإذا ما أنشأوا في الخليج أسطولاً، كان بحارته من غير الفرس. يقول د. صلاح العقاد: «أما الساحل الشمالي الشرقي الذي يكوّن الآن الساحل الإيراني، فيمتد على طوله نحو ألفي كيلومتر: سلسلة عالية من الجبال الصعبة المنافذ إلى الداخل، مما عزل سكان الفرس والسلطة المركزية فيها عن حياة البحر. ولقد اشتهر الفرس منذ غابر الزمن بخوفهم من حياة البحار، حتى قال بعض مؤرخين العرب: "ليس من الخليج شيء فارسي إلا اسمه". وعلى ذلك فإن ذيوع اسم "الخليج العربي" الآن قد جاء موافقا لحقيقة جغرافية ثابتة»[16]. فيما قامت بينه وبين العرب أوثق الصلات قبل الإسلام وبعده.

[تحرير] المصادر

  1. un.org
  2. 2.0 2.1 الخليج العربي بحر الاساطير، قدري قلعجي، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر الطبعة الاولى، بيروت ،1992 ص 7 - 8.
  3. العرب والملاحة في المحيط الهندي (Arab Seafaring in the Indian Ocean in Ancient and Early Medieval Times)، تأليف جورج فضلو حوراني (George Fadlo Hourani) وجون كارزويل (John Carswell)،ISBN 06910-0032-8 ، ترجمة د. يعقوب بكر، (ص309).
  4. الأوضاع السياسية لإمارات الخليج العربي وجنوب الجزيرة، تأليف د. سيد نوفل (ص39و45).
  5. الخليج الفارسي (Persian Gulf: An Historical Sketch from the Earliest Times to the Beginning of the Twentieth Century)، سير آرنولد ويلسون en:Arnold Wilson،ISBN 08305-0055-3 ، (ص49). نص الكلام حرفياً: Charax is a city situate at the furthest extremity of the Arabian Gulf, at which begins the more prominent portion of Arabian Felix (Eudaemon). The Natural History
  6. كتاب العين (5\421)، نشر دار ومكتبة الهلال.
  7. معجم البلدان، (1\148)، دار الفكر - بيروت.
  8. تاريخ خليفة، ص132، دار القلم , مؤسسة الرسالة - دمشق , بيروت.
  9. تاريخ الإسلام
  10. اقتضاء الصراط المستقيم ص66.
  11. انظر مثلاً تفسير ابن كثير (3\429)
  12. رحلات في الجزيرة العربية وبلدان أخرى في الشرق، كارستن نيبور، (ص8). وعاد نيبور إلى التأكيد على هذا الموضوع في مكان آخر من كتابه وبتفصيل أكثر، فقال في الصفحتين (138، 167): «لقد أخطأ جغرافيونا، على ما أعتقد، حين صوروا لنا جزءاً من الجزيرة العربية خاضعا لحكم الفرس، لأن العرب هم الذين يمتلكون -خلافاً لذلك- جميع السواحل البحرية للإمبراطورية الفارسية: من مصب الفرات إلى مصب إلاندوس (في الهند) على وجه التقريب. صحيح أن المستعمرات الواقعة على السواحل الفارسية لا تخص الجزيرة العربية ذاتها، ولكن بالنظر إلى أنها مستقلة عن بلاد الفرس ، ولأن لأهلها لسان العرب وعاداتهم،فقد عنيت بإيراد نبذة موجزة عنهم... يستحيل تحديد الوقت الذي أنشأ فيه العرب هذه المستعمرات على الساحل. وقد جاء في السير القديمة أنهم أنشئوها منذ عصور سلفت. وإذا استعنا باللمحات القليلة التي وردت في التاريخ القديم، أمكن التخمين بأن هذه المستعمرات العربية نشأت في عهد أول ملوك الفرس. فهناك تشابه بين عادات الايشتيوفاجيين القدماء وعادات هؤلاء العرب... وهم يتعشقون الحرية إلى درجة قصوى شأن إخوانهم في البادية. ويكاد يكون لكل بلدة شيخها. وهو لا يتقاضى شيئاً من رعاياه، وإذا كان لا يملك ثروة، توجَّب عليه أن يكسب رزقه بيده، كما يفعل رعاياه، إما بنقل البضائع أو بالصيد. وإذا حدث ولم يرض القوم عن الشيخ الحاكم، خلعوه وانتخبوا من أسرته من يحل محله... أما مساكنهم فمتواضعة إلى درجة أن العدو لا يكترث بهدمها . وهكذا لا يملك هؤلاء القوم شيئا يخسرونه على اليابسة. فتراهم يلجأون إلى متون مراكبهم عند اقتراب العدو، ويختبئون في بعض جزر الخليج حتى ينسحب. وهم على يقين أن الفرس لا يمكن أن يفكروا في الاستقرار على الساحل المجدب، والتعرض لغزوات العرب الذين يرتادون البحار المجاورة... و كان نادر شاه ألافشاري قد رسم خطة في أواخر أيامه تقضي بإلقاء القبض على هؤلاء العرب، ثم نقلهم إلى سواحل بحر قزوين واحلال الفرس محلهم. ولكن مصرعه المفاجئ حال دون تنفيذ هذه الخطة. وحالت الاضطرابات المستمرة في بلاد الفرس منذئذ، دون اعتدائهم على حرية هؤلاء العرب... وطريقة الحكم عندهم ووضعهم السياسي، يبدوان لي شديدي الشبه بما كانت عليه بلاد الإغريق القديمة. والاصطدامات الدامية والثورات الخطيرة، لا تنفك تجري على سواحل الخليج. ولكن العرب لا مؤرخين عندهم يذيعون شهرتهم في ما وراء حدودهم الضيقة».
  13. مثل: Times Atlas of the World
  14. دار الحياة
  15. Iran bans The Economist over map
  16. حديث السندباد القديم، د. حسين فوزي، (ص2-21).
لغات أخرى