تاريخ القاهرة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تطلع الفاطميون منذ أن قامت دولتهم في المغرب إلى فتح مصر فتكررت محاولتهم حتى جاءت اللحظة المناسبة بنظر الفاطميين وقت تولي أمور مصر لأبي الفضل جعفر بن الفرات الذي عجز عن قيادتها، فاستغل المعز لدين الله الفرصة وحشد لغزو مصر جيشا وجعل قيادته لجوهر الصقلي الذي دخل مصر في 17 شعبان 358 هـ/6 يوليو 969 م دون مقاومة تذكر.

قام جوهر الصقلي ببناء عاصمة جديدة للدولة الفاطمية، فوضع أساسا لها في يوم وصوله إلى الفسطاط، بناء على توجيهات من الخليفة المعز، وهي مدينة القاهرة في الشمال الشرقي للفسطاط، وجعل لكل قبيلة أو فرقة من فرق الجيش مكانا خاصا بها، وشرع في تأسيس الجامع الأزهر وأحاط العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل له أبوابا في جهاته المختلفة من أشهرها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.

نجحت سياسة جوهر في إصلاحاته التي أجراها في مصر كما ونجح في توطيد حكم الفاطميين في مصر. رأى جوهر الصقلي بعدها أن الوقت قد حان لحضور الخليفة المعز بنفسه إلى مصر وتحديدا لمدينة القاهرة عاصمته الجديدة فكتب إليه يدعوه إلى الحضور وتسلم زمام الحكم فخرج المعز من المنصورية عاصمته في المغرب.

وصل المعز إلى القاهرة في 7 رمضان 362هـ= 11 يونيو 972م، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية السنية.

ولم تطل الحياة بالمعز في القاهرة ليشهد ثمار ما أنجزته يداه، وكان أول خليفة فاطمي يحكم دولته من القاهرة، عاصمته الجديدة.

وقد قامت القاهرة بعد ذلك بدورها القيادي حتى بعد سقوط الدولة الفاطمية في الوقوف أمام المد الصليبي وهجمات المغول.

[تحرير] مصادر