الحياة الجاهلية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

كلمة 'الجاهلية' في الاصطلاح تطلق على أحوال العرب قبل الإسلام ، بسبب ما كان يسود حياتهم في ذلك الوقت من عبادة الأصنام ، والاسراف في القتل ، والخمر وقيام الحروب بين القبائل . ومن أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي : القبيلة وهي الوحدة التي بنيت عليها حياتهم ، وكذلك الأخذ بالثأر ، وكانت حياتهم تتصف بالقسوة والحرمان والفقر ، وكذلك أولع العرب بالخمرة فشربوها . أما عن حياتهم الدينية ، فقد كانت الوثنية هي السائدة في الجزيرة العربية ، والوثنية هي عبادة الاصنام والاوثان ، وقد كان عدد من القبائل يعبدون بعض الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم ، ومنهم من كان يعبد ( الشعرى ) أما من حيث الحياة الأدبية فقد كان العرب يهتمون بالأدب كثيرا ،إذ كان لكل قبيلة شاعر أو أكثر يتغنى بأمجادها ، وكان لكل قبيلة خطيب أو أكثر ، وكانوا يقدمون أدبهم في أسواقهم ، ومنهم من عرضه على أستار الكعبة .

وتعني الجاهلية في اللغة كذلك : عدم العلم كقول السموءل:

  سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم       فليس سواء عالم وجهول 

وقد حدد المؤرخون العصر الجاهلي بقرنين قبل الإسلام

كان الفقر هو الظاهرة الاجتماعية السائدة في المنجتمع الجاهلي ، لذلك أكثر الشعراء من ذكره ، كقول عروة بن الورد :

   ذريني للغنى أسعى فإنــي       رأيت الناس شرهم الفقير 
   وأهونهم وأحقرهم لديـهم       وإن أمسى له نسب  وفير 
   ويلقى ذو الغنى وله جلال       يكاد فؤاد صاحبه يطير 

ولكنهم ولو كانوا فقراء فإنهم يحفظون كرامتهم وسمعتهم ، يقول أحد الشعراء:

 أصون عرضي بمالي لا أدنسه     لابارك الله بعد العرض في المال

وكانت القبيلة في الجاهلية خاضعة لزعيم يقوم الأفراد باختياره ، ويتصف بصفات محددة كالشجاعة والحزم والحلم وهو كذلك صاحب رأي ، وكانت العصبية تسود أفراد القبيلة ، فكل فرد يتعصب لقبيلته مهما فعلت صوابا أم خطأ

يقول أحد الشعراء

 وما أنا إلا من غزية إن غوت      غويت ، وإن ترشد غزية ارشد 

وكانت علاقة القبائل العربية ببعضها علاقة عداء نتيجة العصبية القبلية والحمى لكل قبيلة وحماية الجار والفقر والغزوات والأخذ بالثأر . ولكن هناك بعض العرب من حرّم الخمرة على نفسه ، فلم يكن يشربها إما لاعتقاد جازم أنها تذهب العقل وتقلل قيمة الرجولة وإما لاعتقاد ديني , يقول صفوان بن أمية :

 فلا والله أشربها حياتي       ولا أشفي بها أبدا سقيمـــا

كانت حياتهم قاسية لذلك طلبوا المرأة أملا في نسيان التعب والحرمان ورغبة في الهدوء ، فتحدثوا عن المرأة في كل مجالات حياتهم ، واصبحت لامطلع قصائدهم أو محورها الرئيسي ، وكانت بعض القبائل تصطحب النساء في الحروب لعلاج الجرحى وبعث الحمية في نفوس المقاتلين يقول عمرو بن كلثوم :

  على آثـارنا بيض حســـان      نحاذر أن تقسّم أو تهونا 
  يقتن جيادنا ، ويقلن لستم      بعولتنا إذا لم تمنعونا 

من أشهر أصنامهم ( اللات ) و( مناة ) و ( العزى ) ، وكانوا يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله لاعتقادهم أن الله عظيم ويجب أن يكون هناك واسطة بين العبد وربه ومن العرب من رفض عبادة الأصنام ، ومنهم من صنع أصناما من التمر فاذا جاع أكلها ، وكان بعض العرب على دين ابراهيم ، ومنهم من اتبع النصرانية ، وكذلك انتشرت اليهودية كما في خيبر ويثرب ، وعبد بعض العرب الجن وبعضهم عبد الملائكة


من أسواق العرب الأدبية في الجاهلية سوق ( عكاظ ) و ( ذي المجاز)و ( المجنة ) وكانوا كذلك يستغلون موسم الحج للشعر والخطابة ، وكان هناك حكام بين الشعراء تعتبر المعلقات أشهر اشعار الجاهليين ، وبضهم يعتقد أنها سبع ، وبعضهم يعتقد أنها عشر ، واشهر هذه المعلقات


  • معلقة امرىءالقيس ، ومطلعها :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل      بسقط اللوى بين الدخول فحومل
امن أم أوفى دمنة لم تكلم         بحومانة الدراج فالمتثلم
لخولة أطلال ببرقة ثهمد         تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
 هل غادر الشعراء من متردم       أم هل عرفت الدار بعد توهم 
 الا هبي بصحنك فاصبحينا       ولا تبقي خمور الأندرينا 
 ودّع هريرة إن الركب مرتحل       وهل تطيق وداعا أيها الرجل 
 يا دار ميّة بالعلياء فالسند      أقوت وطال عليها سالف الأبد