عبد الله بن عباس

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

عبد الله بن عباس من كبار الصحابة المحدثين.


فهرست

[تحرير] نسبه و عائلته:

هو إبن عم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

هو إبن عم الإمام علي عليه السلام.

هو إبن خال الزبير بن العوام.

أبوه العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .

أمه هي لبانة بنت الحارث الهلالية.اخت ميمونة زوجة البني (ص ).

اشقائه  : الفضل و قثم و عبيد الله ومعبد .

شقيقاته : أم حبيب .

اخوته الغير اشقاء: الحارث أمه من هذيل كثير وتمام أمهما أم ولد.

أخواته الغير شقيقات : آمنة و صفية و أمهما أم ولد.

[تحرير] ولادته وعمره :

ولد قبل ثلاث سنوات للهجرة عندما كان بني هاشم محصورين في الشعب من قبل قريش.(أي سنة 619 للميلاد )

عمره عند وفات النبي (صلى الله عليه وآله و سلم ) كان 13 سنة.

عمره عند وفات الامام علي عليه السلام كان 44 سنة .

وفاته: وكانت وفاته بالطائف - وتوفي رضوان الله عليه سنة 68هـ (687م ) وله من العمر إحدى وسبعون سنة وصلى على جنازته محمد بن الحنفية -ابن الامام علي (عليه السلام ). في خلافة عبد الملك بن مروان في الشام، وعبد الله بن الزبير في مكة.

[تحرير] سيرة عبد الله إبن عباس رضوان الله عليهما في نظر الشيعة.

[تحرير] مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم(3 ق.هـ - 11 هـ)

ولد إبن عباس قبل الهجرة بثلاث سنوات. عاش مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقارب 13 سنة و دعا النبي (ص ) له بالتفقه بالدين ووصف بحبر الامة لإخلاصه وجلالة قدره وغزارة علمه ، وقد كان من العلماء الذين يرجع اليهم في أمور الدين .

[تحرير] مع الإمام علي عليه السلام(11-40هـ)

بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله وسلم كان إبن عباس ملازماً لإبن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام. وهو من خواص تلامذة الامام علي بن أبي طالب (ع)، فقد اخذ عنه العلم و الفقه و تفسير القرآن.


  • علاقته مع الخلفاء(11-35هـ): وقد كان الخليفة عمر بن الخطاب يدنيه منه ويعظم شأنه وكان عمر يستشيره في أيَّام خلافته وله مناظرات عديدة معه حول إمامة الإمام علي عليه السلام. ، وعندما ثار الناس على الخليفة عثمان بن عفان، كان مندوبه في الحج .


  • أهم ادواره في عهد أمير المؤمنين علي عليه السلام : بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان و أختيار المسلمين لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كخليفة للمسلمين كان عبد الله بن عباس من أهم وزرائه و مستشاريه.


  • معركة الجمل(10 جمادى الآخرة عام 36 هـ): كان إبن عباس على مقدمة جيش علي عليه السلام وقد ارسله الإمام مناظراً لطلحة و الزبير.


  • والي البصرة ( 36 ـ 40 هـ ): بعد إنتهاء الحرب و إنتصار جيش الإمام علي (عليه السلام) نصب إبن عباس والي على البصرة و ظل عليها إلى ان صالح الإمام الحسن معاوية بن أبي سفيان.


  • معركة صفين (37 هـ ) :استخلفَ ابن عباس أبا الأسود الدُّؤَلي على البصرة ، وتوجَّه مع الإمام علي ( عليه السلام ) لحرب معاوية . كان على ميسرة علي عليه السلام في صفين وكان أحد أمراء الجيش في الأيام السبعة الأولى من الحرب ، كما أنه لازم الإمام ( عليه السلام ) بثباتٍ على طول الحرب . وعندما انخدع جيش الإمام علي (عليه السلام) بخدعة التحكيم - اختاره الإمام علي ممثلاً عنه بيد أن المعارضة ( الذين اصبحوا في ما بعد خوارج) صاحوا: لا فرق بينه و بين علي. وتم أختيار ابو موسى لمناظرة الماكر عمرو بن العاص. ونتج عن هذه المحاورة عواقب سلبية ادت الى ظهور الخوارج.


  • معركة النهروان ( 9 / صفر / 38هـ ):ناظر الخوارج في النهروان، وكان يلقي عليهم ما يلقنه إياه الإمام عليه السلام ؛ فرجع منهم ـ على ما قيل ـ ألفان عن غيهم وضلالهم.


  • مقتل الإمام علي عليه السلام ( 18-21 / رمضان / 40 هجري) :ولد لعبد الله بن عباس ولد اسماه علي بن عبدالله بن عباس محبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام -روي أن عبدالله بن عباس ظل يبكي على أمير المؤمنين حتى فقد بصره وازداد حزناً بعد مقتل الإمامان الحسنان عليهما السلام.

[تحرير] مع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام(40 - 50 هـ)

  • الدعوة الى بيعة الإمام الحسن عليه السلام :

خطب الحسن بن علي (عليه السلام) صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله و أثنى عليه و صلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل و لا يدركه الآخرون بعمل لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح الله على يديه و لقد توفي (عليه السلام) في الليلة التي عرج فيها بعيسى ابن مريم (عليه السلام) و فيها قبض يوشع بن نون وصى موسى و ما خلف صفراء و لا بيضاء إلا سبع مائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم خنقته العبرة فبكى و بكى الناس معه. ثم قال أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه أنا ابن السراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت افترض الله حبهم في كتابه فقال عز و جل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً فالحسنة مودتنا أهل البيت. ثم جلس فقام عبد الله بن العباس رحمة الله عليهما بين يديه فقال معاشر الناس هذا ابن نبيكم و وصي إمامكم فبايعوه فاستجاب له الناس فقالوا ما أحبه إلينا و أوجب حقه علينا و تبادروا إلى البيعة له بالخلافة و ذلك في يوم الجمعة الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فرتب العمال و أمر الأمراء و أنفذ عبد الله بن العباس رضي الله عنه إلى البصرة و نظر في الأمور.


  • كشف الجواسيس


  • صلح الإمام الحسن عليه السلام. 41 هـ.

روي أنه شهد صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية في السادس والعشرين من ربيع الاول عام 41 هجري.

  • لقاء جرى بينه و بين معاوية في المدينة

روي إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس فقال له يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجودة أني قاتلتكم بصفين فلا تجد من ذلك يا ابن عباس فإن ابن عمي عثمان قد قتل مظلوما قال ابن عباس فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما قال إن عمر قتله كافر.

قال ابن عباس فمن قتل عثمان قال قتله المسلمون.

قال فذلك أدحض لحجتك.

قال فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك فقال يا معاوية أ تنهانا عن قراءة القرآن قال لا.

قال أ تنهانا عن تأويله قال نعم.

قال فنقرؤه ولا نسأل عما عنى الله به ثم قال فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به قال العمل به.

قال فكيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله قال سل عن ذلك من يتأوله غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك.

قال إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان يا معاوية أ تنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال وحرام فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف.

قال اقرءوا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم وارووا ما سوى ذلك.

قال فإن الله يقول في القرآن يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ ويَأْبَى اللّهُ إِلّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ولَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ

قال يا ابن عباس اربع على نفسك وكف لسانك وإن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية. (الإحتجاج ج 2 - 294)


  • فتنة دفن الإمام الحسن (عليه السلام) 50 هـ

شارك إبن عباس بن و إبنه علي بن عبدالله بن عباس في غسل الإمام الحسن (ع) مع الإمام الحسين(ع). بعد وفاة أبو محمد الحسن المجتبى عليه السلام شارك بني هاشم في تشييعة و شارك الكثير في تشييعة و كان من وصاياه أن يجدد العهد بقبر جده صلى الله عليه و آله و سلم.فظن أعدائه أنهم يريدون دفنه بجوار جده صلى الله عليه و آله و سلم. ركب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص ، فمنعا من ذلك ، وركبت عائشة بغلة شهباء ، وقالت : بيتي ولا آذن فيه لاحدن فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فقال : يا عمة ! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الاحمر ، أتريدين أن يقال : يوم البغلة الشهباء ، فرجعت ، واجتمع مع الحسين ابن علي جماعة من الناس ، فقالوا له : دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا إلا كأكلة رأس ، فقال : إن أخي أوصاني ألا أريق فيه محجمة دم ، فدفن الحسن في البقيع (الحسن -1).

بادر ابن عباس إلى مروان فقال له ارجع يا مروان من حيث جئت فإنا ما نريد أن ندفن صاحبنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة (عليه السلام) فندفنه عندها بوصيته بذلك و لو كان وصى بدفنه مع النبي (صلى الله عليه وآله) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك لكنه (عليه السلام) كان أعلم بالله و رسوله و بحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره و دخل بيته بغير إذنه. ثم أقبل على عائشة فقال لها وا سوأتاه يوما على بغل و يوما على جمل تريدين أن تطفئي نور الله و تقاتلين أولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين و بلغت ما تحبين و الله تعالى منتصر لأهل هذا البيت و لو بعد حين.

  • معاوية يعير إبن عباس

قال معاوية لابن عباس - رضي الله عنه -: إنكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم! فقال: وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم. المحاضرات للراغب: ج 2 ص 481

[تحرير] مع الإمام الحسين الشهيد عليه السلام(50 - 60 هـ)

  • وكتب يزيد بن معاوية إلى عبدالله بن عباس يخبره بخروج الحسين إلى مكة ونحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنّوه الخلافة وعندك علم منهم خبرة وتجربة فان كان فعل فقد قطع واشج القرابة وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه فاكففه عن السعي في الفرقة!!

وكتب بهذه الأبيات إليه، والى من بمكة والمدينة من قريش: يا أيّها الراكب الغادي (مطيته) على عذافِرِةٍ في سيـــرهــا قحم أبلــغ قريشاً على نأي المزاربها بيني وبين حسين الله والرحـــمُ وموقف بفناء البيت انشده عهد الاله وما توفى به الذمم عنيتم قومكم فخرابامكم ام لعمري حصان (عفة) كرم هي التي لا يداني فضلها احد بنت الرسول وخير الناس قدعلموا وفضلها لكم فضل وغيركم من قومكم لهم في فضلها قسم اني لاعلم او ظنا كعالمه والظن يصدق احيانا فينتظم ان سوف يترككم ما تدعون بها قتلى تهاداكم العقبان والرخم ياقومنا لا تشبوا الحرب اذ سكنت ومسّكوا بحبال السلم واعتصموا قد غرت الحرب من قد كان قبلكم من القرون وقد بادت بها الاُمم فانصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا فرب ذي بذخ زلت به القدم

قال: فكتب إليه عبدالله بن عباس: انّي أرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه، ولست أدع النصيحة له فيما يجمع الله به الاُلفة وتطفأ به النائرة. ودخل عبدالله بن عباس على الحسين فكلّمه طويلاً، وقال: أنشدك الله أن تهلك غداً بحال مضيعة، لا تأتي العراق، وان كنت لا بدّ فاعلاً فأقم حتى ينقضي الموسم، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون، ثم ترى رأيك، وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين. فأبى الحسين إلاّ أن يمضي إلى العراق، فقال له ابن عباس: والله إنّي لأظنّك ستقتل غداً بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته، والله انّي لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فإنّا لله وانّا إليه راجعون. فقال الحسين: أبا العباس إنّك شيخ قد كبرت، فقال ابن عباس(3): لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، ولو أعلم انّا إذا تناصينا أقمت لفعلت، ولكنّ لا أخال ذلك نافعي. فقال له الحسين: لئن اُقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ أن تستحلّ بي ـ يعني مكة ـ، قال: فبكى ابن عباس، وقال: أقررت عين ابن الزبير فذلك الذي سلا بنفسي عنه. ثم خرج عبدالله بن عباس من عنده وهو مغضب (4) وابن الزبير على الباب، فلما رآه قال: يابن الزبير قد أتى ما أحببت، قرّت عينك، هذا أبو عبدالله يخرج ويتركك والحجاز. يالـك مــــن قبــرة بمـعـــمــــر* خلا لك الجوّ فبيضي واصفري ونقري ما شئت ان تنقري

  • خروج الحسين : بعد أن كثرت الرسائل على الإمام الحسين (ع) من أهل الكوفة.

علم إبن عباس بخروج الإمام الحسين (عليه السلام) الى الكوفة. وأخذوا أولو الرأي يتحينون الفرص للاجتماع بالحسين ، ليبدوا رايهم بسفره الى العراق ، وجربوا الاتصال به ، ولكنهم لم يستطيعوا لكثرة الزحام .. ورأى البعض منهم ان ينتظروا حتى الليل ، لعل الناس يتركون الحسين .. وكان ذلك .. ودخل عليه منهم رجل سماه برير لوهب بقوله : _" انه عبدالله بن الزبير .. وهذا يطمع بالخلافة وهو متذبذب ، يظهر غير ما يبطن ، ويبطن غير ما يظهر للحسين ، وهو يود من كل قلبه ان يرحل الحسين عن مكة ليبقى هو محط الانظار ...." واذا بابن الزبير يقول للحسين : _" تريد يا اباعبدالله الذهاب الى الكوفة ... وفقك الله ، اما لو ان لي مثل انصارك ما عدلت عنها ، ولكن ..." ونظر بريبة ، لئلا يتهم ، وقال : _" لو اقمت بمكانك ، فدعوتنا واهل الحجاز الى بيعتك ، اجبناك وساعدناك ونصحنا لك وبايعناك ، وكنت احق من يزيد وابي يزيد ، وقد حضر الحج ، فادع الناس ليبايعونك " فقال الحسين بهدوء ، وقد فعم نوايا ابن الزبير : _" لئن ادفن بشاطئ الفرات ، احب الي من ان ادفن بفناء الكعبة ... ان ابي حدثني ان بها كبشا يستحل حرمتها ... فما احب ان اكون ذلك الكبش " فوقف ابن الزبير ، وقد علم انه الكبش المقصود وخرج . فتبسم برير ، ومال لوهب ، وقال : _" صدق مولاي .. ان من يعيش سيرى ابن الزبير وما يكون منه " ... واذا بشيخ كبير بصير ، جليل القدر ، يدخل ملتمسا طريقه ، وسلم ، وجلس بين يدي الحسين ، فقال برير لوهب : _" هذا عبدالله بن عباس ، وهو ابن عم الحسين . اقصد ان اباه العباس ، عم الامام علي والد الحسين ... فلنسمه ما سيقول ، فانه ذو راي " فقال ابن عباس: _" سيدي ... بلغني انك سترحل .. فلم كل هذا ؟ بايع يزيد " فقال الحسين متالما : _" هيهات ياابن عباس .. وكيف ابايع يزيد ؟ اذا على الاسلام السلام " فقال ابن عباس : _" اذا لم ترحل ؟ ابق في مكة ، فليس بها اعز منك " فقال الحسين بمرارة : _" ولو بقيت في مكة لن يتركني القوم ، وانهم يطلبوني اين كنت حتى ابايعهم كرها ويقتلونني ... والله انهم يعتدون علي ، واني ماض في امر رسول الله حيث امرني انا لله وانا اليه راجعون " فقال ابن عباس : _" تريد العراق ؟ انهم اهل غدر ، وانما يدعونك للحرب ، فلا تعجل فأقم بمكة " فقال الحسين : _" لئن اقتل في اي مكان بالدنيا ، احب الي من ان استحل بمكة ... وهذه كتب اهل العراق ورسلهم وقد وجب على ندائهم ، وقام لهم العذر عند الله سبحانه " عند ذلك بكى ابن عباس ، وخرج وهو يتميم بحرقة ولهفة : _" واحسيناه "...


  • رؤيا إبن عباس

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم ، فقلت : يا نبي الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم قال فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم ) قال الحاكم النيسابوري : ( هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ) (5) .

[تحرير] آخر ثمان سنوات من عمره الشريف

  • يزيد يكاتب إبن عباس (رضي الله عنه )

عن شقيق بن سلمة انه قال : لماقتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام أتى عبدالله بن الزبير فدعا ابن عباس إلى بيعته فامتنع ابن عباس وظن يزيد بن معاوية عليهما اللعنة أن امتناع ابن عباس تمسكا منه ببيعته فكتب إليه : أما بعد فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته والدخول في طاعته ، لتكون له على الباطل ظهيرا ، وفي المأثم شريكا ، وإنك اعتصمت ببيعتنا وفاء منك لنا وطاعة لله لماعرفك من حقنا ، فجزاك الله عن ذي رحم خير مايجزي الواصلين بأرحامهم ، الموفين بعهودهم ، فما أنسى من الاشياء فلست بناس برك ، وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل من القرابة من الرسول ، فانظر من طلع عليك من الآفاق ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه وزخرف قوله ، فأعلمهم برأيك ، فانهم منك أسمع ولك أطوع للمحل للحرم المارق

  • رد إبن عباس رضوان الله عليه

فكتب إليه ابن عباس أما بعد فقدحاءني كتابك تذكر دعاء ابن الزبير إياي إلى بيعته ، والدخول في طاعته ، فان يكن ذلك كذلك فاني والله ماأرجو بذلك برك ولاحمدك ، ولكن الله بالذي أنوى به عليم ، وزعمت أنك غير ناس بري وتعجيل صلتي ، فاحبس أيها الانسان برك وتعجيل صلتك ، فاني حابس عنك ودي ، فلعمري ماتؤتينا مما لنا قبلك من حقنا إلا اليسير ، وإنك لتحبس عنا منه العريض الطويل ، وسألت أن أحث الناس إليك ، وأن أخذلهم من ابن الزبير فلاولاء ولاسرورا ولاحباء إنك تسألني نصرتك ، وتحثني على ودك ، وقد قتلت حسينا وفتيان عبدالمطلب مصابيح الهدى ، ونجوم الاعلام ، غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد ، مرملين بالدماء ، مسلوبين بالعراء ، لامكفنين ولاموسدين تسفي عليهم الرياح ، وتنتابهم عرج الضباع حتى أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم كفنوهم وأجنوهم ، وجلست مجلسك الذي جلست فماأنسى من الاشياء فلست بناس إطرادك حسينا من حرم رسول الله إلى حرم الله ، وتسييرك إليه الرجال لتقتله الحرم ، فمازلت في بذلك وعلى ذلك ، حتى أشخصته من مكة إلى العراق فخرج خائفا يترقب ، فزلزلت به خيلك ، عداوة منك لله ولرسوله ولاهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اولئك لاكآبائك الجلاف الجفاة أكباد ( الابل و ) الحمير ، فطلب إليكم الموادعة ، وسألكم الرجعة فاغتنمتم قلة أنصاره ، واستئصال أهل بيته ، تعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك فلاشئ أعجب عندي من طلبتك ودي وقدقتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي ، وأنت أحد ثأري فانشاء الله لايبطل لديك دمي ولاتسبقني بثأري ، وإن سبقتني في الدنيا فقبل ذلك ماقتل النبيون وآل النبيين فيطلب الله بدمائهم فكفى بالله للمظلومين ناصرا ، ومن الظالمين منتقما ، فلايعجبك إن ظفرت بنااليوم ، فلنظفرن بك يوما وذكرت وفائي وماعرفتني من حقك ، فان يكن ذلك كذلك فقد والله بايعتك ومن قبلك ، وإنك لتعلم أني وولد أبي أحق بهذا الامر منك ، ولكنكم معشر قريش كابرتمونا حتى دفعتمونا عن حقنا ، ووليتم الامر دوننا ، فبعدا لمن تحرى ظلمنا ، واستغوى السفهاء علينا ، كمابعدت ثمود ، وقوم لوط وأصحاب مدين ، ألا وإن من أعجب الاعاجيب وماعسى أن أعجب حملك بنات عبدالمطلب وأطفالا صغارا من ولده إليك بالشام كالسبي المجلوبين ، تري الناس أنك قهرتنا ، وأنت تمن علينا ، وبنا من الله عليك ، ولعمروالله فلئن كنت تصبح آمنا من جراحة يدي إني لارجو أن يعظم الله جرحك من لساني ، ونقضي وإبرامي ، والله ماأنا بآيس من بعد قتلك ولد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يأخذك أخذا أليما ويخرجك من الدنيا مذموما مدحورا ، فعش لاأبا لك مااستطعت ، فقدوالله ازددت عندالله أضعافا واقترفت مآثما والسلام على من اتبع الهدى.

المصدر :قال سبط ابن الجوزى : في التذكرة ص 155 : ذكر الواقدى وهشام وابن اسحاق وغيرهم قالوا لماقتل الحسين ، وذكر القصة بغير هذا اللفظ


  • بني هاشم و إبن الزبير

ذكر ابن حجر في فتح الباري في كتاب التفسير : كان ابن عباس وابن الحنفية بالمدينة ثم سكنا مكة ( للقاء بالحسين عليه السلام و توديعه ) فطلب منهما ابن الزبير البيعة ( بعد استهاد الحسين (ع)و هلاك يزيد ) فأبيا حتى يجتمع الناس على رجل فضيق عليهما فبعثا رسولا إلى العراق ( يدعو المختار الى النصرة) فخرج إليهما جيش في أربعة آلاف ، فوجدوهما محصورين وقد احضر الحطب على الباب يخوفهما بذلك فأخرجوهما إلى الطائف .

  • ابن عباس (رض) يعاتب ابن الزبير على مضايقته لإبن الحنفية (رض)

قال: وبلغ ذلك عبد الله بن عباس أن ابن الحنفية يريد أن يمضي إلى الطائف فأقبل مغضبا حتى دخل على عبد الله بن الزبير فقال: يا هذا! والله ما ينفعني تعجبي منك ومن ائتزازك (1) وجرأتك على بني عبد المطلب، تخرجهم من حرم الله وحرم رسوله محمد صلى الله عليه وآله وهم بالحرم وأعظم فيه نصيبا منك، أما والله! إن عواقب الظلم لترد إلى مساءة وندامة.

فقال له ابن الزبير: يا ابن عباس، إنه قد قتل الله المختار الكذاب الذي كنتم تمدون أعينكم إلى نصرته لكم.

فقال ابن عباس: يا ابن الزبير! دع عنك المختار، فإنه قد بقيت لك عقبة تأتيك من أرض الشام، فإذا قطعتها فأنت أنت قال: فغضب ابن الزبير، ثم قال: والله يا ابن عباس ما منك أعجب بل أعجب من نفسي! كيف أدعك تنطق بين يدي بملء فيك؟

قال: فتبسم ابن عباس، ثم قال: والله ما نطقت بين يدي أحد من الولاة كما نطقت بين يديك، ولقد نطقت وأنا غلام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي بكر الصديق، فعجبوا لتوفيق الله إياي، ولقد نطقت وأنا رجل بين يدي عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وكانوا يروني أحق من نطق، يستمع رأيي ويقبل مشورتي، وهؤلاء الذين ذكرتهم من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خير منك ومن أبيك.

قال: فازداد غضب ابن الزبير، ثم قال: لقد علمت أنك ما زلت لي ولأهل بيتي مبغضا منذ كنت، ولقد كتمتم (كتمت خ ل) بغضكم يا بني هاشم أربعين سنة.

فقال ابن عباس: فازدد إذا بي غضبا، فوالله لا نبالي أحببتنا أم أبغضتنا.

قال له ابن الزبير: اخرج عني لا أراك تقربني. قال ابن عباس: أنا أزهد فيك من أن تراني عندك.

قال ابن الزبير: دع عنك هذا! واذهب إلى ابن عمك هذا فقل: ليخرج عن جواري ولا يتربص، فإني ما أظنه سالما مني أو يصيبه مني ظفر.

قال ابن عباس: ما ولوعك بابن عمي وما تريد منه؟ قال: أريد منه أن يبايع كما بايع غيره، قال: مهلا يا ابن الزبير! احذر، فإن مع اليوم غدا.

قال ابن الزبير: صدقت مع اليوم غد، وليس يجب عليك أن تكلمني في رجل ضعيف سخيف ليس له قدم ولا أثر محمود.

قال: فتنمر ابن عباس غضبا، ثم قال له: إنه ليس على هذا صبر يا ابن الزبير، والله إن أباه لأفضل من أبيك، أسرته خير من أسرتك، وإنه لفي نفسه خير منك، وبعد فرماه الله بك إن كان شرا منك في الدين والدنيا.

قال: ثم خرج ابن عباس من عند ابن الزبير مغضبا، وأقبل حتى جلس في الحجر، واجتمع إليه قوم من أهل بيته ومواليه، فقالوا: ما شأنك يا ابن عباس؟ فقال: ما شأني؟! أيظن ابن الزبير أني مساعده على بني عبد المطلب!

والله إن الموت معهم لأحب إلي من الحياة معه، أما والله! إن كان ابن الحنفية سخيفا ضعيفا كما يقول لكانت أنملته أحب إلي من ابن الزبير وآله الزبير، فإنه والله عندي لأوفر عقلا من ابن الزبير وأفضل منه دينا وأصدق منه حياء وورعا.

قال: فقال له رجل من جلسائه: يا ابن عباس إنه قد ندم على ما كان من كلامه وهو الذي بعثنا اعتذارا.

قال ابن عباس: فليكف عن أهل بيته، فقد قال القائل: " غثك خير من سمين غيرك " أما والله لو فتح لي من بصري لكان لي ولابن الزبير ولبني أبيه يوم أرونان

(الفتوح لابن أعثم: ج 6 ص 248 - 251 وراجع نور القبس: ص 68 )

  • ردة فعل إبن الزبير

وبلغ ابن الزبير أن ابن عباس يقول فيه ما يقول، فخرج من منزله في عدة من أصحابه حتى وقف في الناس خطيبا، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال:

أيها الناس! إن فيكم رجلا أعمي الله قلبه كما أعصى الله بصره، يزري على عائشة أم المؤمنين ويعيب طلحة والزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وآله ويحل المتعة، فاجتنبوه، جنبه الله السداد.

قال: وكان ابن عباس يومئذ حاضرا، فلما سمع ذلك وثب قائما على قدميه، ثم قال: يا ابن الزبير! أما ما ذكرت من أم المؤمنين عائشة، فإن أول من هتك عنها الحجاب أنت وأبوك وخالك، وقد أمرها الله عز وجل أن تقر في بيتها، فلم تفعل، فتجاوز الله عنها ورحمها. وأما أبوك وأنت وخالك طلحة وأشياعكم، فلقد لقيناكم يوم الجمل فقاتلنا كم، فإن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم المؤمنين، وإن كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم من الزحف. وأما ذكرك للمتعة، إني أحلها، فإني إنما كنت أفتيت فيها في خلافة عثمان بن عفان.

وقلت: إنما هي كالميتة والدم ولحم الخنزير لمن اضطر إليها حتى نهاني عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقال: أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله حين رخص فيها على حد الضرورة، وسمعته حين حرمها ونهى عنها بعد ذلك، وإن الله تبارك وتعالى قد حرمها ونهى أن يرخص فيها، فما رخصت فيها لأحد بعد ذلك إلى يومي هذا. فإنه قد كان يجب عليك أن لا تذكر المتعة، فإنك إنما ولدت من متعة، فإذا نزلت عن منبرك هذا فصر إلى أمك فسلها عن بردي عوسجة.

قال: فقال له ابن الزبير: أخرج عني لا تجاورني، فقال: نعم و الله لأخرجن خروج من يقلوك ويذمك. ثم قال ابن عباس: اللهم إنك قادر على خلقك وقائم على كل نفس بما كسبت، اللهم وإن هذا الرجل فقد أبدى لنا العداوة والبغضاء، فارمه منك بحاصب وسلط عليه من لا يرحمه.

قال: ثم خرج ابن عباس من مكة إلى الطائف ومحمد بن الحنفية في أصحابه

( فتوح ابن أعثم: ج 6 ص 251 - 252، وراجع ج 5 ص 451 )


  • وفاة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما

لما وقعت الفتنة بين عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان، ارتحل عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية بأولادهما ونسائهما، حتى نزلوا مكة، فبعث عبد الله بن الزبير إليهما‏:‏ تبايعان? فأبيا وقالا‏:‏ أنت وشأنك، لا نعرض لك ولا لغيرك‏.‏ فأبى وألح عليهما إلحاحاً شديداً، فقال لهما فيما يقول‏:‏ لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار‏.‏ فبعثا أبا الطفيل إلى شيعتهم بالكوفة وقالا‏:‏ إنا لا نأمن هذا الرجل، فانتدب أربعة آلاف، فدخلوا مكة، فكبرة تكبيرةً سمعها أهل مكة وابن الزبير، فانطلق هارباً حتى دخل دار الندوة -ويقال‏:‏ تعلق بأستار الكعبة وقال‏:‏ أنا عائذ بالبيت- قال‏:‏ ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهما، وهم في ددور قريب من المسجد، قد جمع الحطب فأحاط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر، لو أن ناراً تقع فيه ما رؤي منهم أحد، فأخرناه عن الأبواب، وقلنا لابن عباس‏:‏ ذرنا نريح الناس منه‏.‏ فقال‏:‏ لا، هذا بلد حرام، حرمه الله، ما أحله عز وجل لأحد إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ساعة، فامنعونا وأجيزونا قال‏:‏ فتحملوا وإن منادياً ينادي في الخيل‏:‏ ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية، إن السرايا تغنم الذهب والفضة، وإنما غنمتم دماءنا‏.‏ فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منى، فأقاموا ما شاء الله الله، ثم خرجوا بهم إلى الطائف، فمرض عبد الله بن عباس، فبينا نحن عنده إذ قال في مرضه‏:‏ إني أموت في خير عصابة على وجه الأرض، أحبهم إلى الله، وأكرمهم عليه، واقربهم إلى الله زلفى، فإن مت فيكم فأنتم هم‏.‏ فما لبث إلا ثماني ليال بعد هذا القول حتى توفي رضي الله عنه، فصلى عليه محمد بن الحنفية، فأقبل طائر أبيض فدخل في أكفانه، فما خرج منها حتى دفن معه، فلما سوي عليه التراب قال ابن الحنفية( رضي الله عنه )‏:‏ مات والله اليوم حبر هذه الأمة‏. (أسد الغابة - حرف العين)

توفي بالطائف, وقد كف بصره سنة ثمان و ستين, يقول ميمون بن مهران, شهدت جنازة عبد الله بن عباس بالطائف, فلما وضع ليصلى عليه , جاء طائر أبيض حتى دخل في أكفانه, فالتمس فلم يوجد, فلما سوي عليه, سمعنا صوتا نسمع صوتا و لا نرى شخصا:"يا أيتها النفس المطمئنة, ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي في جنتي.

[تحرير] المصادر

1-(اليعقوبي في ذكر وفاة الحسن 2 / 200 )

2- ابن الأثير في اُسد الغابة 1/ 21

3- أخرج الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1: 541

4- اخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 3 : 128 في ترجمة الحسين عليه السلام برقم 2859،

5- المستدرك على الصحيحين 4/439 برقم : 8201 ، مسند أحمد 1/283 برقم : 2553 وقال محققه الشيخ شعيب الأرنؤوط : ( إسناده قوي على شرط مسلم ) ، مسند عبد بن حميد 1/235 برقم : 710 ، المعجم الكبير 12/185 برقم : 12837 ، فضائل الصحابة 2/781 برقم : 1389 .

6-

7-

8-

9-

10-

11-

12-

13-

14-

15-

16-

17-

18-

19-

20

لغات أخرى