محيى الدين بن عبد الظاهر

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر هو الكاتب الشاعر محيى الدين عبد الله بن عبد الظاهر الجذامى المصرى مؤيد الطريقة الفاضلية ، و رأس الكتاب فى دولة المماليك البحرية . ولد سنة 620هـ ، و درس على كبار فقهاء و أدباء عصره ، و برع فى كتابة الرسائل على طريقة القاضى الفاضل ، و عمل فى ديوان الإنشاء على عهد السلطان الملك الظاهر بيبرس ، و السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحى ، و يعتبر القاضى محيى الدين من أبرز واضعى اصطلاح الإنشاء و نظام ديوانه الذى ظل سارياً حتى نسخه الحكم العثمانى ، و توفى سنة 692هـ .

له رسائل و مكاتبات كثيرة ، و شعر رائق . و من أجمل كتاباته ما كتبه على لسان السلطان قلاوون رداً على صاحب اليمن فى تعزيته السلطان على موت ولده .

و لنا ـ و الشكر لله ـ صبرٌ جميل ، لا نأسف معه على فائت ، و لا نأسى على مفقود ، و إذ علم الله سبحانه حسن الإستنابة إلى قضائه ، و الإستكانة إلى عطائه ، عوض كل يوم ما يقول المبشر به : هذا مولى مولود ، و ليست الإبل بأغلظ أكبادا ممن له قلب لا يبالى بالصدمات كثرت أو قلت ، و لا بالتباريح حقرت أو جلت ، و لا بالأزمات إن هى توالت أو تولت ، و لا بالجفون إن ألقت ما فيها من الدموع و الهجوع و تخلت ، و يخاف من الدهر من لا حلب أشطره ، و يأسف على الفائت من لا بات بنبأ الخطوب الخطرة ، على أن الفادح بموت الملك الصالح و إن كان منكيا ، و النافح بشجوه و إن كان مبكيا ، و النائح بذلك الأسف و إن كان لنا الأسى مذكيا ، فإن وراء ذلك من تثبيت الله عز و جل ما ينسفه نسفا ، و من إلهامه الصبر ما يجدد لتمزيق القلوب أحق ما به ترفى ، و بكتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم عندنا احسن اقتداء يضرب عن كل رثاء صفحا .