ميشيل فاراداي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ميشيل فاراداى (1791 -1867)
ذلك البريطانى ميشيل فاراداى الذى رفض يوما ما رئاسه الجمعيه الملكيه البريطانيه ، رفض طلب الاستاذ (تيدنال) ذلك الشرف الكبير قائلا كلمات تقطر تواضعا "أننى يجب أن أظل يا تيندال ،ميشيل فاراداى البسيط"....
لم تظهر على فاراداى الطفل أى بشائر تنبئ بمستقبل نبوغه وكان يقول عن نفسه - تلميذا عاديا فى مدرسه عاديه - ولقد تلقى تعليما ضئيلا فى مبادئ القرائه والكتابه والحساب ،وقد أنتهت دراسته النظاميه نهايه سريعه غير متوقعه بسبب عيب لديه فى النطق إذ كان ألدغ لا يستطيع نطق حرف الآر (R)،وكانت مُدرسته قاسيه لا تعرف الرحمه وكانت تظن أن السخريه والتهزيئ ستجعله يتحسن وينطق بطريقه صحيحه،ولكنه لم ترى أى تحسن فأضطرت الى الضرب ولكن والدته فاراداى وجددت أن صحه ابنها فاراداى أهم من تعلمه فسحبته من المدرسه . بعد أن نُزع فاراداى من المدرسه كان والده فى ضيق الفقر فعزم على الانتقال الى لندن مع عائلته . لما بلغ ميشيل الثالثه عشر من عمره رأى والداه ضروره أن يعمل ليساعدهما ،فعمل صبى للطلبات الصغيره عند بائع كتب يدعى (جورج ريبو)،ورغم بساطه هذا العمل الا أنه كان بمثايه هديه من السماء لميشيل حيث كان يُسمح له بقرائه جميع الكتب التى تأتى الى ورشه ريبو للتغليف ،وقد دفعتههذه القرائات الى أن يجرى بعض التجارب البسيطه التى كانت لا تكلفه الا بضع بنسات فى الأسبوع ،وبينما كان ميشيل يمشى فى أحد الشوارع لفت انتباهه أعلان عن سلسله من المحاضرات فى ملف:الفلسفه الطبيعيه، وهكذا تذوق فاراداى رشفه من رحيق العلم . ترك العمل فى ورشه ريبو وانتقل الى العمل فى ورشه مسيو(دى لاروش)ذلك الفرنسى القاسى القلب ، ولكن فاراداى سرعان ما تركه. لقد كانت تلك الفتره فتره حرجه بالنسبه لفاراداى حيث توفى والده وكانت أمه تعانى من الفقر المدقع . شائت الأقدار أن يجد فاراداى عملا آخر فقد كان يدون المحاضرات التى قدمها العالم الشهير (همفرى دافى) وقام فاراداى بتنسيقها وكتابتها بخط جميل وغلفها ثم أهداها الى السير همفرى راجيا منه بكل احترام أن يجد له عملا عنده ، وفعلا اشركه معه كمساعد له فى معمله فى المعهد الملكى ، ولكن لم يكن عمله سوى غسل الزجاجات والقوارير وتنظيف الأدراج والمكاتب والمعمل وكنس الأرض . لم يمضى وقت حتى اكتشف همفرى أن فاراداى شخص ذكى يفهم ما يقوم به الكيميائى حيث كان يحاول ابداء رأيه فى التجارب وتحليل النتائج ، فأعحب به وضمه الى عمله كشريك حقيقى يقوم بالعمل فى المعمل واجراء التجارب وتدوين النتاائج . كان نبوغ فاراداى فى الكيمياء والكهرباء ومنها يعتبر عالم فى ما يسمى ملف:الكيمياء الكهربائيه له الأثر الكبير فى حياته حيث كانت المحاكم لا تكف عن طلبه كخبير فنى لها وكا من الممكن أن يكمل هذا الطريق من العمل لكى يصبح أحد أثرياء انجلترا ولكنه رفض هذه الفكره راغبا فى متابعه أبحاثه العلميه . كان فاراداى شخصا صريحا لا يمدح دون تحفظ فكان عندما يسأله زملائه عن رأيه فى شئ كان يصف هذا الشئ ويقدره كما يجب فلا يمدح دون تحفظ . تكونت عداوه بين ميشيل فاراداى واستاذه السير همفرى ، نشب ذلك الخلاف عندما صنع همفرى مصباح أمان يستخدم فى المناجم حيث ينبه عن كميه الغازات القابله للاشتعال فى المنجم وقال همفرى أنه مصباح متكامل لا يمكنه أن يٌخفق . بعد أن تفحصه ميشيل وجد به بعض العيوب وقدمها فى تقرير له للجنه البرلمانيه التى تعنى بالمشاكل التى يتعرض لها أى عمال فى انجلترا يعملون فى أى عمل ومنهم عمال المناجم ، ورأى فاراداى أن حياه العمال أهم من شهره همفرى . من ذلك العهد ظل همفرى يطعن فى ذلك العالم ميشيل وكان يبحث عن أى شئ يمكنه أن يضايق به ميشيل ،ففى يوم من الأيام عُرض اسم فاراداى أحد المرشحين لعضويه الجمعيه العلميه الملكيه البريطانيه التى يرأسها همفرى بنقسه وصوت له جميع الأعضاء الا صوت واحد هو صوت همفرى .
خفق قلب فاراداى يوما للحب ذلك الذى سماه "أنه شئ مقلق لراحه كل الناس عدا الطرفين اللذين يهمهما الأمر " . فقد أحب فتاه تدعى "ساره برنارد" . قد كان فاراداى يحارب الحب ، ولكنه ما استطاع حتى أعلن عندما أرسل خطابها لها يعرض فيه عليها الزواج . بدأت قوى فاراداى تضعف بزياده العمر و لاحظ ضفا فى ذاكرته حتى أنه كتب لصديق له " ليس لدى شك فى أن ردى على خطابك كان غير كاف مطلقا ،ولكن أرجو يا صديقى العزيز أن تتذكر أننى أنسى و لا يمكننى أن أمنع ذلك إلا بمقدار ما يمنع الغربال الماء من النفاذ خلاله" .